المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعاة الضلالة من الإخوان المسلمين. الجزء الثاني: ابو حازم صلاح اسماعيل



أبو العصماء عمر المغربي
29-Jan-2014, 12:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور: أبو حازم صلاح اسماعيل.




أبو حازم صلاح إسماعيل، رئيس الجمهورية المزعوم، التكفيري المبتدع، ديوث بغير ولاء لله ولا براء، من الذين يبيعون الدين بالدنيا، من الذين يبيعون الشرف والكرامة بالحطام الزائل، من الذين إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإذا سمعتهم تعجبك أقوالهم، ذكي جدا، ثعلبي الألفاظ، يلوي أعناق النصوص ويخرجها عن مقصودها وفحواها، ولا يشعر بذلك إلا السلفي الفطن.

أبو حازم صلاح مثله مثل من ذكرتُ من المبتدعة سابقا، رأس كبيرة في الإخوان المسلمين، من الذين يتحدثون في فقه الواقع والفلسفة السياسية الخبيثة.

لأبي حازم إسماعيل قسط وافر على النت من دروس ومحاضرات ولقاءات تلفزيونية مخزية مضلة، له كفريات لا تخفى عن قارئِ سطورِها ولا تغيب عن الباحث عنها في هذه الشبكات المضلة، عرفتُ الرجل وحكمتُ عليه من خلال منطوق لسانه وحاله، إذ لا يختلف فيه اثنان إن وصفاه، فالدلو لا ينطق إلا بما حواه، ويكون نطقه شديدا إذا كان فارغا.

أبو حازم إسماعيل هذا الإخواني القطبي المحترق سجل عليه التاريخ فضائح دعوية وسياسية خطيرة، منها ما يمس بالإسلام ويمس بشخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما يمس بولاة الأمور، ومنها ما يمس بالأمة الإسلامية بعامة، وسأعرض- إن شاء الله تعالى- لكل نقطة منها مستدلا عليها بجمل من كلامه يسهل الرجوع إلى مصدرها على الشبكات، فقط يكتب الباحث في النت: "فضائح أبي حازم صلاح إسماعيل" أو يكتب: " ردود العلماء على صلاح أبي إسماعيل"، وهذا كذلك نقوله على جميع المبتدعة الذين عرضتُ لهم في كتابي هذا لمن أراد أن يتأكد من مصادري التي جمعتُ منها إفكهم وبهتانهم وكفرياتهم، وهي منشورة بصورهم الواضحة وأصواتهم العالية التي نسأل الله تعالى أن يقطعها من منبتها.

قال أبو صلاح إسماعيل في جواز سب النبي- صلى الله عليه وسلم- من طرف المسيحي وأحقيته في ذلك:
"( أُمَنِزْعَلْشِي مِنُّ) لا نغضب منه أبدا، أنَّ المسيحي يرى أن محمدا كذاب، أنا لست غاضبا منه، هو حر، إنما حسابه عند الله، أنا غاضب منه أخرويا... يوم القيامة، ليس هناك مانع أبدا، هو عقيدته مبنية على ذلك... وأنا أعطيه الحق في ذلك دنيا، لأن الله يقول: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر... حقه يا أخي مادامت هذه عقيدته يتكلم عنها ويدعو إليها، هو كنيسته ليس لي أي مشكلة.."اهـ

أقول: كلام يوجع قلب كل مسلم في قلبه ذرة حب لرسول الله أو ذرة غيرة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وقول أبي إسماعيل هذا يدل على أن الغيرة على محمد النبي لا مكان لها في قلب قائل كل من يقول بمثل هذا القول الشنيع.

إذا أردنا الحكم على هذا القول من حيث النقد النظري والتطبيقي معا فيجب أن ننظر إليه من منظارين:
الأول: من منظار القول لذاته أي حالة النص.

الثاني: من منظار قائله.
فالأول نقول بأن هذا القول في حكم الشرع كفر وردة مغلظة مخرجة من الملة تستوجب حد الردة.
أما المنظار الثاني فينبغي تقسيم النص إلى ثلاث محاور أو فقرات نستقرئ منها الحكم العادل على قائلها.
المحور الأول قوله:" أن المسيحي يرى أن محمدا كذاب، أنا لست غاضبا منه، هو حر، إنما حسابه عند الله، أنا غاضب منه أخرويا... يوم القيامة، ليس هناك مانع أبدا، هو عقيدته مبنية على ذلك..."
هذا الكلام لا يختلف في أحد من أهل العلم أنه كفر بواح، وأن القائل به كافر، لكن المانع من تكفيره الجهل، بحيث إذا نظرنا إلى النص من حيث المضمون الواضح في المتن نرى أن قائله فعلا جاهل جهلا مركبا لا يفرق بين العقائد، وهذه حالة جميع القطبيين الإخوان لفائض الجهل بينهم، فهم بعيدون عن دراسة العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح، وهذه أول الثمرات المرة التي يجنيها هؤلاء الجهلة من الإخوان.
المحور الثاني قوله:" ليس هناك مانع أبدا ".

الحقيقة لا يمكن التحقيق الفصل في مراده من قوله هذا، فلا ندري ماذا يعني بالمانع؟ هل لا يوجد من الناس من يمنع المسيحي من سب النبي؟ وهذا قول. أم هو ليس له مانع من سب المسيحي للنبي؟ فكلا الفقرتين لا تدرك المقاصد فيهما إلا أن يبين هو مراده من قوله. فنترك هذا ونأتي إلى المحور الثالث والأخير في قوله: " وأنا أعطيه الحق في ذلك دنيا، لأن الله يقول: فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ...".
هذه الفقرة دليل واضح على أن الرجل مؤَوِّل، ولولا هذه الفقرة التي أضافها- محاولا توضيح ما يعنيه- لَحَكَمَ الناس عليه بالكفر، لكن المانع من ذلك تأويله الفاسد، والتأويل من موانع التكفير، وهذا- كما قلت- يرجع سببه إلى الجهل المركب عند الإخوان المسلمين، هم لا يدرسون ولا يتعلمون ولا يجالسون أهل العلم الربانيين، لذلك ترى أفكارهم بعيدة كل البعد عن نصوص الوحي، كلها منطق كاسد وعقل فاسد، لا يرجعون في شيء من أمورهم الدينية والدنيوية إلى القرآن والسنة، بل يرجعون إلى أنفسهم ومشايخهم الضالين.

لي سؤالان لابد من الإجابة عنهما، ثم التعليق عليهما معا.
السؤال الأول: متى قال أبو إسماعيل هذا الكلام المشين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟

السؤال الثاني: لماذا قال أبو صلاح إسماعيل هذا القول المشين في حق خير المرسلين ؟!.
الجواب عن السؤال الأول:
قال أبو حازم صلاح هذا القول المشين أيام ترشيحه لرئاسة مصر، وقد رأينا هذا المقطع المنشور في تاريخه، وهو الآن مسجل بتاريخه.
الجواب عن السؤال الثاني:
أبو صلاح هذا باع دينه من أجل عرض من الدنيا، وهذا العَرَضُ مكتمن في كسب محبة المسيحيين والنصارى والأقباط وصرف وجوههم إليه قصد جمع الأصوات وكسب رهان الانتخابات، وهذا من رذالة السياسة ونذالة المسيِّس. لو كان أبو حازم من أهل العلم- كما يعتقد أتباعه- لما رشح نفسه لهذه الأمانة الكبيرة، وأول ما فعل من أجل الولاية باع دينه وسب رسوله، ولا نَدْري ما الله فاعل به فيما قاله في حق خير البرية.

التعليق عليهما:
الرجل كذاب، يريد أن يضل الناس بهذا الإفك العظيم ليجعل من المسلمين والمسيحيين والأقباط والشيعة واليهود إخوة يتشاركون في كل شيء، في الأعياد والأفراح والمسرات، التزاور وتبادل الآراء وترضي بعضهم عن بعض، وهذا كله خدمة للإخوة الإنسانية لا الأخوة الشرعية، وخدمة لتوحيد الأديان لا توحيد الإسلام.
أين الولاء والبراء في معتقد هذا الضال المضل، أين توقيره لرسول الرحمة - صلى الله عليه وسلم-؟ أين هو من قول الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) -{الفتح}-

أهذا هو توقيرك لرسول الرحمة البشير النذير؟! أهكذا أمرك ربك في كيفية التعامل مع أقوال الرسول البشير النذير؟! اِعلم يا جويهل: أن حق النبي- عليه الصلاة والسلام- على أمته عظيم، وأعلى مراتب هذا الحق التصديق والاتباع والنصرة والتوقير والتعزير، قال الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(9) {الفتح}
وقال تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الأعراف/157}

قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-:
" التعزير: اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينه وطمأنينة من الإجلال، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار"اهـ.

تَبَيَّنَ من هذا أن توقير النبي- صلى الله عليه وسلم- يكون بالقول والفعل معا، ولا يكتمل التوقير إلا على محبته باتباع منهجه، وتعظيمه بتصديق رسالته، وتشريفه بالصلاة عليه، ونصر سنته ضد المبتدعة والمحْدِثين، والذب عن عرضه ضد الروافض، والسير على طريقته، وتعظيم شريعته بالدعوة إلى ما كان يدعو إليه، فهذا هو سبيل توقير النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وقال الإمام عبد الرحمن السعدي- رحمه الله-:
" ومن تمام البشارة والنذارة بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر، فهو المبين للخير والشر، والسعادة والشقاوة، ولهذا رتب على قوله: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، أي: بسبب دعوة الرسول لكم، وتعليمه لكم ما ينفعكم، أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله المستلزم ذلك لطاعتهما في جميع الأمور.
وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ:أي: تعزروا الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتعظموه، وتجلوه وتقوموا بحقوقه كما كانت له المنة العظيمة برقابكم."اهـ

وقال تعالى في حق هؤلاء الضالة: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا(58) -{الأحزاب}-.
ألا يعلم أبو حازم هذا، أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد أهدر دم كثير من الناس كانوا يؤذونه هو ومن معه على الحق، وأمر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة، فمنهم من قتل كافرا، ومنهم من عفا عنهم لعلم الله بصفاء نياتهم فهداهم إلى الإسلام، كعبد الله بن سعد بن الصرح وكعب بن زهير وعكرمة وصفوان وهند وغيرهم- رضي الله عنهم-، ومنهم من قتل كما ثبتت الأخبار عنهم، فقد جاء في سنن أبي داود في باب: حكم الإسلام في من سب النبي - صلى الله عليه وسلم-:
عن ابْن عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا، فَلا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِعوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا، فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَمَعَ النَّاسَ، فَقَالَ:{ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلاً فَعَلَ مَا فَعَلَ، لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلا قَامَ}، فَقَامَ الأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ، حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:{ أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هدَرٌ} ".{رواه أبو داود في الحدود باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم (3795) ، وابن بطة ، وقال ابن تيمية : حديث جيد} .
وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقَعُ فِيهِ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا-". {رواه أبو داود في الحدود باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم (3796) ، وابن بطة ، وقال ابن تيمية : حديث جيد} .
وعن ابن عباس- رضي الله عنه- قال: هجت امرأةٌ من خطمة النبيَ - صلى الله عليه وسلم-، فقال- صلى الله عليه وسلم-:{مَنْ لِي ِبهَا؟}، فقال رجل من قومها- اسمه عمير بن عدي- رضي الله عنه-: أنا يا رسول الله، فنهض فقتلها فأخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال:{ لا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ}-، وقال- صلى الله عليه وسلم- لمن حوله: { إِذا أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَنْظُروا إِلَى رَجُلٍ نَصَرَ اللهَ وَرَسُولَهُ بِالْغَيْبِ، فَانْظُرُوا إِلَى عُمَيْرٍ بْنِ عَدِي}.{رواه أصحاب السير وذكره ابن تيمية في الصارم المسلول}.

لقد أوجب الله تعالى على الأمة محبة نبيها- صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه وتوقيره ونصرته وتعزيره واحترامه وحفظ مقامه، وقد شرع الله تعالى من العقوبة لمن آذى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما يحفظ مقام نبينا، ويردع مَن سوَّلت له نفسه التجرؤ على هذا المقام بالسب أو الانتقاص أو الاستهزاء،.

قال حبيب بن ربيع القروي- رحمه الله-:
" مذهب مالك وأصحابه أن من قال فيه- صلى الله عليه و سلم- ما فيه نقص- قتل دون استتابة.

وقال ابن عتاب- رحمه الله-:
" الكتاب والسنة موجبان أن من قصد النبي- صلى الله عليه وسلم- بأذى أو نقص- معرضاً أو مصرحاً وإن قل- فقتله واجب، فهذا الباب كله مما عده العلماء سباً أو تنقصاً يجب قتل قائله،لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم " اهـ.

وقال القاضي في: الشفا بتعريف حقوق المصطفى:
"وبعد، فاعلم أن مشهور مذهب مالك وأصحابه، وقول السلف وجمهور العلماء بقتله حداً لا كفراً إن أظهر التوبة منه، و لهذا لا تقبل عندهم توبته، ولا تنفعه استقالته ولا فيئته- كما قدمناه قبل- ، وحكمه حكم الزنديق، وسواء كانت توبته على هذا بعد القدرة عليه والشهادة على قوله، أو جاء تائباً من قبل نفسه، لأنه حد لا تسقطه التوبة كسائر الحدود.
وقال الشيخ أبو الحسن القابسي- رحمه الله- : إذا أقر بالسبّ، و تاب منه و أظهر التوبة قتل بالسب لأنه هو حدُّه .
وقال أبو محمد بن أبي زيد القيرواني مثله، وأمّا ما بينه وبين الله فتوبته تنفعه.
وقال ابن سحنون: من شتم النبي- صلى الله عليه و سلم- من الموحدين، ثم تاب عن ذلك لم تُزِل توبتُه عنه القتلَ .
ثمّ قال القاضي عياض: وهذا قول أصبغ، ومسألة سابّ النبي- صلى الله عليه وسلم- أقوى، لا يتصور فيها الخلاف على الأصل المتقدم، لأنه حق متعلق للنبي- صلى الله عليه وسلم- ولأمته بسبه لا تسقطه التوبة كسائر حقوق الآدميين. والزنديق إذا تاب بعد القدرة عليه فعند مالك، والليث، وإسحاق، وأحمد، لا تقبل توبته. وعند الشافعي تقبل. واختلف فيه عن أبي حنيفة وأبي يوسف"اهـ .
وقال الإمام مالك بن أنس- رحمه الله تعالى-:
" من شتم النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- أو عابه أو نقّصه فإنّه يُقتل كالزنديق، لا تعرف توبته، وقد فرض الله تعالى علينا تعزيره أي نصرته وتوقيره أي تعظيمه قال الله تعالى: فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الأعراف.157}، فمن شتمه كان بمنزلة من أدركه فلم ينصره في دينه، ومن لم ينصره لم يؤمن به"اهـ .

وقال- رحمه الله تعالى- كذلك:
" من قال إنّ رداء النبيّ وسخ- أراد به عيبه- قتل"اهـ .

قال محمد بن سحنون- رحمه الله-:
" أجمع العلماء على أن شاتم النبي- صلى الله عليه وسلم- المتنقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل. ومن شك في كفره وعذابه كفر"اهـ.
وذكر بعض أهل العلم أن السَّابَّ إن كان مسلمًا قتل بغير خلاف. وأما إن كان ذميًا ففيه خلاف، والمشهور من مذهب مالك وأهل المدينة أنه يقتل أيضًا، وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث، وقد نص أحمد على ذلك في مواضع متعددة.

قال حنبل- رحمه الله-:
" سمعت أبا عبد الله يقول: كل من شتم النبي- صلى الله عليه وسلم- أو تنقصه- مسلمًا كان أو كافرًا- فعليه القتل، وأرى أن يُقتل ولا يستتاب. ولما سئل الإمام أحمد عن رجل من أهل الذمة شتم النبي- صلى الله عليه وسلم- ماذا عليه؟ قال: إذا قامت عليه البينة يقتل من شتم النبي- صلى الله عليه وسلم- مسلمًا كان أو كافرًا."اهـ
وأما الشافعي- رحمه الله- فيرى أن عهد الذمي ينتقض بِسَبِّ النبي- صلى الله عليه وسلم- وأنه يقتل. والمنصوص عنه في الأم أنه قال: إذا أراد الإمام أن يكتب كتاب صلح على الجزية كتب ...".
وقال:" وعلى أن أحدًا منكم إن ذكر محمدًا- صلى الله عليه وسلم- أو كتاب الله أو دينه بما لا ينبغي أن يذكره به فقد برئت منه ذمة الله ثم ذمة أمير المؤمنين وجميع المسلمين، ونقص ما أُعطي من الأمان، وحل أمير المؤمنين ماله ودمه كما تحل أموال أهل الحرب ودماؤهم"اهـ.
وروى الإمام مسلم عن أنس- رضي الله عنه- قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي- صلى الله عليه وسلم-، فانطلق هاربًا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فعرفوه، قالوا: هذا كان يكتب لمحمد فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا له فحفروا له فواروه؛ فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، وهكذا في الثالثة، فتركوه منبوذًا".

قال ابن تيمية- رحمه الله-:
" فهذا الملعون الذي افترى على النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه ما كان يدري إلا ما كتب له، قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمر خارج عن العادة، يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذباً؛ إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد؛ إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب؛ إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد"اهـ

وقيل أنه من عجيب الأمر- كما جاء في الرحيق المختوم- أن المسلمين كانوا في جهادهم إذا حاصروا حصنًا أو بلدة فسمعوا من أهلها سبًّا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- استبشروا بقرب الفتح مع امتلاء القلوب غيظًا عليهم بما قالوه.

ألا يتعظ أبو حازم بما ذكرنا فيتوب إلى الله ويعلن توبته على الملأ وجوبا، لأن من عصى الله جهرا على الملأ، وجبت التوبة في حقه جهرا على الملأ لإصطلاح ما أفسد، ولإظهار الحق وتبيانه للناس ممن أضلهم بفعله أو قوله، قال تعالى: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ -{البقرة/160}-. وسيظل أبو حازم هذا مفسدا ضالا مضلا عندنا حتى تُعلم توبته، وليعلم أبو حازم أن ما باع دينه من أجله لم يحصل عليه وحرمه الله منه، وحصل عليها قرينه مرسي ولم تدم له، لأن الله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء.

أبو حازم من الدعاة الكبار الذين ينادون بالخروج على الحكام، ومن طلاب الحريات، ومن الذين يقولون بإرادة الشعوب، ومن الذين يسعون إلى تحقيق دولة مدنية بلباس إسلامي- ولنا في هذا نقل لأقواله-.
أولا مع بعض محاضراته التي يلوي فيها أعناق النصوص ليجعل من السامع ضحية أفكاره وادعاءاته، يبسط الكلام ويأتي بالأدلة، حتى إذا أخذ بسمع الناس لوى المعاني وأخرج مراده من أقواله، فيعتقد السامع العادي أن هذا هو الحق، فتثور عاطفته وتميل محبته إليه فلا يرى من أهل العلم غيره ولا يرى من الحق إلا ما عنده.

قال في مسألة استجابة الدعاء وهو يتألى على الله جهرا نهارا، فاسمع لبهتانه العظيم كيف يجعل من نفسه مشرعا لعظم جهله بربه:
" أنا أقول لكم لا تدعوا لغزة، لا أحد يدعو لغزة، لا أحد يدعو للمسلمين ولا للمجاهدين الصادقين أحبابي المساكين، لا تدعوا لهم، لأن الدعاء لا يستجاب لكم. المنهج الإسلامي ليس الدعاء لغزة ولا لأهل غزة، أنا أقول لكم لا تدعوا لهم، كفوا عن الدعاء وتوقفوا تماما لأنه يعطيكم الرضى المزيف..."

اهـ
سبحان الله العظيم؛ الله تعالى يأمرنا بالدعاء ويقول: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً.
وأبو حازم يقول:" أنا أقول لكم لا تدعوا لهم"
الله سبحانه يقول: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى-{الإسراء/110}-
وأبو حازم يقول: " كفوا عن الدعاء وتوقفوا".
الله سبحانه يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة/186}
وأبو حازم يقول:" لأن الدعاء لا يستجاب لكم".
والله تعالى كذلك يقول: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ -{غافر/60}-
الرسول يقول: { أُدْعُو اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجابَةِ}.
وأبو حازم يقول:" توقفوا لأنه يعطيكم الرضى المزيف".
أي الناس هؤلاء الفجرة المبتدعة المردة؟ لا يخافون الله ولا يستحيون منه؛ بأي وجه يلقى الله تعالى هذا المبتدع الضال يوم القيامة إن لم يدركه الله في الدنيا بتوبة؟!

وقال أبو حازم في نفس المحاضرة:
" اجلس مثلا طول الليل وأنا أدعو يا إخواني، أو أصلي قيام الليل أو كذا، واعتبر نفسي أني قمتُ بما أقدر عليه،" فأنتم يا ناس ليس أمامكم إلا الدعاء"، كذبوا، غير صحيح، غير صحيح. لأن الدعاء قَدَرُهُ في الإسلام... واسمعوا بقلوبكم هذا الكلام الغالي من كتاب الله وسنة رسول الله- عليه الصلاة والسلام-: قدره في الإسلام ادعوا كما تشاءون ...لأنه: { ثُمَّ يَدْعو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجابُ لَهُمْ}"اهـ .
وهذا جهل الرجل بتأويل الأحاديث كما ذكرتُ عنه آنفا وكان مانعا من تكفيره..

أقول:
الله تعالى يقول: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا -{الفرقان/64}-.
وقوله سبحانه: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ -{السجدة/16}-
هذا الرجل يعمل على تقنيط الناس في ربهم، ويربي فيهم اليأس من رحمة الله. ويريد أن يجعل للشيطان على الناس سبيلا فلا يعبدون ربهم، ألم يقل نبي الرحمة:{ اَلدُّعاءُ هُوَ الْعِبادَةُ ؟}. { رواه ابر داود وصححه الألباني}
وقال- صلى الله عليه وسلم- كذلك:{لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ سُبْحانَهُ مِنَ الدُّعاءِ}. { رواه ابن ماجة وحسنه الألباني}
ومن آداب الدعاء- أيها الجاهل-: تيقن العبد من الاستجابة وحسن الظن بالله تعالى، فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:{ أُدْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعاءً مِنْ قَلْبٍ غافِلٍ لاهٍ}.
وعن سلمان- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : {إِنَّ اللهَ حِيِيّ كَريمٌ يَسْتَحْيِي إِذاَ رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدّهُمَا صِفْراً خَائِبَتَيْنِ}. { رواه الترمذي .وحسنه الألباني}
الله تعالى جواد كريم لا يردّ يداً تمتد إليه بالدعاء والرجاء، فهو يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم، ويُجيب مَن دعاه بما يعلم أنه خير له في الوقت الذي يريده الله تعالى لا الوقت الذي يريده العبد، فعلى العبد ألا يضيق وألا يجزع عند تأخير الإجابة، وعليه ألا يترك الدعاء بقوله: دعوت الله فلم يستجب لي، لأن هذا من ضعف اليقين وقلة التوكل، فعن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- عليه الصلاة والسلام- :{ لا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، فقالوا: يا نبي الله: وكيف يستعجل؟ قال: يَقُولُ دَعَوْتُ رَبّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي، فَيَسْتَحْسِرْ عِنْدَ ذلِكَ وَيَدَعُ الدُّعاءَ}. { رواه احمد والترمذي }.

وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- أن النبي- عليه الصلاة والسلام- قال :{ ما مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاّ أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا اِحْدَى ثَلاثٍ: إِمّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمّا أَنْ يَدّخِرَها لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا؛ قالوا: إذاً نكثر، قال: اللهُ أَكْثَرُ }. { رواه احمد}.
فما بالك يا أبا حازم تريد أن تصرف الناس عن دعاء الله وتحرمهم من هذا الخير العظيم، أليس الدعاء يرد البلاء؟ أليس الدعاء يرد سوء القضاء كما قال المصطفى- صلى الله عليه وسلم-؟

ومن أشد كلامه ضلالا وإضلالا وتألٍّ على الله قوله:" إنما: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفاء منا ...لا .. سيؤاخذكم حتى وإن دعوتم؛ لماذا؟ حديث أقولُه لكم الآن...سيؤاخذكم وإن دعوتم: يقول النبي- عليه الصلاة والسلام-: { إِنَّ اللهَ لا يُعَذِّبُ الْعاَمَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّة}. طب؛ الحمد لله.{ إِلاّ إِذا رَأَوْا مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْمُنْكَرِ فَلَمْ يَأْخُذوا عَلَى أَيْديهِمْ وَلَمْ يَحْمِلُوُهُمْ عَلَى الْحَقِّ، فَحِيَنئِذٍ يَعُمُّهُمُ اللهُ بِالْعَذابِ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلا يُسٍتَجَابُ لَهُمْ...}
هذا هو التأويل الذي اعتمده أبو حازم ليدفع بالناس إلى الخروج والتظاهر بدعوى الأخذ على أيدي الظالمين من الحكام والنهي عن المنكر. وأنا أسأل أبا حازم هذا: من قال بمثل قولك من أهل العلم؟ لا أحد سواك يا من يريد الفتنة بالناس ليخلو لك الطريق للجلوس على كرسي الحكم والملك، وأنا قلت لك: يؤتي ملكه من يشاء، ولم يأتك بشيء رغم بيعك لدينك، بل فضح ما كان مستورا عنك من القدم، وأنا لن أذكرها لك لأنها من المعاصي التي يجب سترها.
أَوَ من أمثالك يا أبا صلاح يأتي الصلاح، ألست تقر في قرارة نفسك أنك من الدعاة على أبواب جهنم؟ فإن كان كذلك، فلِمَ لا ترجع إلى رحمة ربك لتسأله التوبة فتتوب! أسرع فلعل الله قد ولاك ما توليتَ وحجب عنك التوبة وأنت لا تشعر بسبب غفلتك، فأنقذ نفسك من النار قبل أن تقول- كما قال ربك عن أمثالك: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) -{الفرقان}-.
انظر إلى هذا المقطع من محاضرته التي تدور حول إثارة الناس على ولاة أمورهم، عنونها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بدأها بكلام جميل مثير مبني على أحاديث تقشعر منها الجلود، ولكنه لا يذكر الفكرة الأساسية إلا في نهاية كلمته، وهذا من فنون الخطابة التي اُستُغلت في خدمة المصالح الدنيوية عند هؤلاء المبتدعة.

قال في مسألة النهي عن المنكر:
" لماذا يا ناس نخفي جزءً من الدين ونخرج الثاني؟ مهمة الشعوب أن تَحْمِلَ على الحق وأن تَمْنَعَ عن الباطل. أعود للحديث الأول:{ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ السَّفيهِ وَلَتُأَطِّرُنهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرا...أَوْ... لَيوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَعُمَّكُمْ بِعَذابٍ}. وفي الأثر الآخر:{ ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجابُ لَهُمْ}.. يقول:{ يا أَيُها النّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ...( شوف الحديث، انظر إلى وضوح الحديث الذي لا نذكره لأن عندنا أحاديث عن الفضائل كثيرة، مش فاضيين)، { يا أَيُها النّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ...( مروا بالمعروف يعني: إذا رأيت الذي ينزل عليه الهول من المسلمين ونسلمه لعدوه، المسلم أخو المسلم لا يسلمه){فيا أَيُها النّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلا يَسْتَجِيبُ اللهُ لَكُمْ، وَقَبْلَ أَنْ تَسْتَغْفِرُوهُ فَلا يَغْفِرُ لَكُمْ}، ثم يقول- صلى الله عليه وسلم- وهو ينزع فتيل الرعشة، يقول- صلى الله عليه وسلم-:{ وَإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ لا يُقَرِّبُ أَجَلا.}. (مصدقُ ولا مش مصدقُ؟ مصدق الرسول ولا لأ؟ ) يقول: { وَإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ لا يُقَرِّبُ أَجَلا.. ( لا يقرب أجل موت، ولا يقرب أجل إيذاء، ولا يقرب أجل شيء، رسول الله يقول هذا، نصدقه أم نقول لا والله دَ يحصل بردو معليش يا سيدنا محمد مش قادرين ناخذ الكلمة دي؟ ) قل:{ وَإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ لا يُقَرِّبُ أَجَلا، وَإِنَّ الأَحْبارَ مِنَ الْيَهُودِ وَالرُّهْبانِ مِنَ النّصارَى لَمّا تَرَكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَعَنَهُمُ اللهُ عَلَى لِسانِ أَنْبِيَاِئِهِمْ وَعَمَّهُمُ الْبَلاءُ}.{ الحديث ضعفه الإمام الألباني في الضعيفة } ألم أقل لكم؟ سأل صحابي: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم. نعم. نعم:... يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: {نَعَمْ إِذا كَثُرَ الْخَبَثُ}. ( أين من.. فلولا كان... بس لو في حد يوقف يمنع هذا؟ لذلك واجب الشعوب أن تغير أوضاعها أن تغير أوضاع الاستسلام)"اهـ

هكذا كما قلتُ، المراد من هذه المحاضرة- بما فيها من بناء وتوطئة، ومن ترهيب وتفزيع للناس- كل ذلك من أجل شيء واحد،- لا لتغير الشرك إلى الإخلاص، ولا لتعليم الناس حقيقة التوحيد، ولا لأي شيء غير- أن يشقوا عصا الطاعة، وتقوم الفتنة، وتسفك الدماء وتزهق الأرواح وتهتك الأعراض وتسرق أموال الناس بِاسم تغيير المنكر، بل أرى أنها دعوة صريحة إلى تغيير المعروف والأمر بالمنكر، وهذا مصداق قوله تعالى: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ -{التوبة/67}-. وأقول لهذا الحازم: من جعل الخروج على الحكام معروفا وهو يعلم أنه في الدين منكر، وجعل طاعة ولاة الأمور منكرا وهو يعلم أنه في الدين معروف، فهو تكفيري قعدي مبتدع خبيث.

أبو حازم مثله مثل من سبقه من المبتدعة، طوامه لا تعد ولا تحصى، ثقيلة في ميزان السيئات ويتعذر علي مناقشته فيها كلها تفاديا لكبر حجم الكتاب وحبا في الاختصار، وما تركي لها بالذكر إلا لأنها عديدة جدا وكثيرة، وفي ما ذكرت كفاية للدلالة الواضحة على ضلاله وجهله بالدين.

وكتبه الفقير إلى عفو ربه: عمر أبو العصماء المغربي:
أنظر كتابنا: كشف اللثام عن مبتدعة العصر اللئام، ص: 440

أبو الوليد خالد الصبحي
31-Jan-2014, 06:15 PM
بارك الله فيك ونفع الله به

أبو العصماء عمر المغربي
31-Jan-2014, 09:18 PM
وفيك بارك الرحمن وجمعني وإياك مع خير عباده- صلى الله عليه سلم- وشكر الله لك مرورك الكريم