المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حينما يبكي العلماء!! فضيلة الشيخ الوصابي يبكي!!!!



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
10-May-2010, 03:40 PM
حينما يبكي العلماء!!



ولا بأس أيضًا أن يذكركم بحديث بلال بن رباح-رضي الله عنه-الذي رواه الإمام أبو داوود-رحمه الله في سننه، والذي ذكره شيخنا الشيخ مقبل-عليه رحمة الله-في كتابه المسند الصحيح في مما ليس في الصحيحين، وذكره أيضًا في ذم المسألة، وهو حديث طويل ولكنه موعظة فانتبهوا له، موعظة عظيمة وبليغة.

وفيه أن بلالًا-رضي الله عنه-كان على خزانة رسول الله-عليه الصلاة والسلام-،أي خزانة النبي بالبيت، سواءً كان ما يتعلق بصرفية نفقة العيال-البيت-أو نفقة الضيوف والوافدين إلى غير ذلك.

(قال: كان وإذا أسلم رجل كان يطعمه ويكسوه، وإذا لم يكن عنده شيء في الخزانة يستقرض بلال)، يعني:على حساب النبي -صلى الله عليه وسلم-(فيطعم كل من دخل إلى الإسلام ويكسوه).


(قال: ومرة من المرات مَرَّ بِيَ أحد المشركين وقال: يا بلال إذا احتجت شيئًا من المال-أي قرضه-لا تستقرض من غيري-استقرض مني-)، يعني بلغ أن هذا المشرك مستعد، فكان بلال-رضي الله عنه-يستقرض عند الحاجة من هذا المشرك، (قال: ثم بعد فترة مَرَّ بي هذا المشرك وأنا أتوضأ)-يتوضأ بلال يتجهز للأذان هو مؤذن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-، هو مسئول الخزانة وهو أيضًا مؤذن لوجه الله الكريم،

(قال: فمر بي الرجل المشرك وقال: يا بلال هل تعلم كم باقي بينك وبين الشهر-)يعني من أجل الحساب-(هل تعلم كم باقي بينك وبين الشهر، قال : قلت: قريبًا، قال: بينك وبين الشهر أربع ليالي، إذا لم توفني حقي وإلا سأعيدك عبدًا، ترعى للغنم)، فحز ذلك في نفس بلال-رضي الله عنه-لما ذكره بالكلام هذا، لأنه قد عانى من العبودية عند المشركين في مكة عناءً شديدًا، تألم في قلبه، توضأ وأذن وصلى الصلوات حتى آخر صلاة-العشاء-،

(قال: صلى النبي-عليه الصلاة والسلام العشاء ودخل بيته، قال: ثم تبعته فاستأذنت عليه، قال: فأذن لي فدخلت، فأخبرته بالأمر)-بأمر المشرك هذا-وأنه قد حز في نفسه، (وقال: يا رسول الله وليس عندك ما قضي الدين وليس عندي، فأذن لي أخرج في القرى)، يعني: هناك يعبد الله ويعلم حتى يقضي الله دين نبيه فسيعود، فكأن الرسول-عليه الصلاة والسلام-أذن له، (فذهب إلى بيته جهز نعله ورمحه وسيفه إلى جانب المخدة، ونام وهو ينوي سيقوم الأذان الأول سيخرج ليلًا).


انتبهوا يا إخوان احذروا الدين أنا أوصيكم يا طلاب العلم ابتعدوا من الدين، فالدين ربما نفرك من طلب العلم، وربما جعل صاحبه يخضع للحزبية وهو لا يريدها، ربما صاحبه يخضع للجمعيات وهو لا يريدها.

فانظر نام (قال: وقام نحو الأذان الأول يتجهز، قال: بينما أنا أتجهز-أي للخروج-إذا بمنادى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يناديني: يا بلال أجب رسول الله في الأذان الأول)،

ذهب إلى الرسول-عليه الصلاة والسلام-، (فقال له النبي-عليه الصلاة والسلام-: يا بلال هل رأيت الرواكب الأربع عند الباب-إبل، نوق، أو جمال محملة؟، قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: هذه هدية لي من عظيم فذك-)يعني: من ملك فذك-(هذه هدية لي)، انظروا هذه للرسول ومع هذا ما اصطفاها لنفسه، (هذه هدية لي من ملك فذك، خذها بأعناقها وبأحمالها واقضي الدين)، يعني أن الله قد فَرَّجْ، لا تذهب ولا تروح للقرى فَرَّجَ الله من عنده-سبحانه والله أكبر-، قال الله-عز وجل-: (ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)(غافر:60)

(فاستاقها بلال-رضي الله عنه-بأعناقها و أقتابها وأحمالها محملة ملابس وأغذية، وتحرك بعد الفجر يقضي دين رسول الله-عليه الصلاة والسلام-إلى وقت العشاء من ذاك اليوم)، اليوم الذي هو قضى فيه الدين، (ناداه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: يا بلال ما فعلت بالدين؟، قال: يا رسول الله قد قضى الله دينك، الله أكبر، فقال له الرسول-عليه الصلاة والسلام-:هل فضلت فضلة؟)، زاد شيء بعد الدين؟، (قال: نعم، قال: يا بلال لا تدخل على أهلك حتى تخرجه)-صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-،

(قال: يا بلال لن أدخل على أهلي حتى تخرجه)، حتى تنفقه(ونام في المسجد تلك الليلة-عليه الصلاة والسلام-، إني لا أحب أن ألقى الله وهذا عندي)، مع أنه هدية له(وفي اليوم الثاني وجد بلالًا أيضًا بعد العشاء، قال: يا بلال ماذا فعلت؟، قال: يا رسول الله لم يأتني أحد، قال: لن أدخل حتى تخرجه، ونام الليلة الثانية في المسجد، وفي الليلة الثالثة بعد العشاء ناداه، قال: يا بلال ماذا فعلت؟، قال: قد أنفقته يا رسول الله، قال-عليه الصلاة والسلام-: الله أكبر الحمد لله)، يعني:كأنه فُرِّجَ عنه.

انظروا إلى زهده-صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله-، ما كان يطمع في هذه الدنيا، ولهذا رفع الله قدره ورفع منزلته، وجعل حبه في قلوب المسلمين، عنده الدنيا لا تساوي جناح بعوضة.

(قال: وبعد أن أخبرت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بأنني قد أنفقته، كَبَّرَ وحَمِدَ الله، قال: ثم ذهب إلى أهله وأنا معه، قال: فمر عليهنَّ يزورهنَّ بعد العشاء واحدة واحدة)، أي لأنه قد غاب عنهنَّ، (فيمر على كل واحدة يسلم عليها ثم ينصرف إلى الأخرى)، وبلال-رضي الله عنه-ينتظره عند الباب، (قال: حتى كان عند التي هو عندها، جعلها يعني آخر شيء ليبات عندها)-صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-.

فانظروا يا عباد الله، وانظروا إلى حال الجمعيات اليوم، إذا لم يتسع المستودع الأول استأجروا المستودع الثاني، وإذا لم يتسع الثاني فالثالث، وإذا لم يتسع الثالث فالرابع، ثم لا يعطون إلا من يواليهم، تحكم ليس في أموالهم إنما في أموال أهل الخير.

فبالله عليكم كيف يرفع الله قدر هؤلاء؟ وهم يتحكمون في أموال الفقراء، في أموال المساكين، ويُخَزِّنُون تلك الأموال، بل وبعضهم يستثمرها يفتح مشاريع، ويقول هذه المشاريع باسم الجمعية الفلانية وعيادات ومستوصفات ومحلات تجارية وباصات وموتورات..إلى غير ذلك.

والرسول-عليه الصلاة والسلام-أبى أن يبات عند أهله، وهذا المال باقٍ عند بلال-رضي الله عنه-حتى يُخْرَج.
لسماع المادة الصوتية:
من هنا أعانكم الله (http://www.zshare.net/audio/75893626f42c5c5e/)


قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد


الأحد الموافق: 25/ جمادى الأولى/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة.