المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد القاصم لمن كان على السنة فصار يدافع عن أهل الباطل : للعلامة . محمد بن هادي المدخلي.حفظه الله .



أبوبكر بن يوسف الشريف
16-Apr-2014, 12:12 PM
الرد القاصم لمن كان على السنة فصار
يدافع عن أهل الباطل
مستفاد من: شرح اﻹبانة الصغرى -
الدرس 02 | للشيخ : محمد بن هادي
المدخلي . حفظه الله .
يقول اﻹمام أحمد رحمه الله ": أحسن الله
عاقبتك ودفع عنك كل مكروه الذي كنا
نسمع " يسنده إلى السمع بالرواية؛ حدثنا
أخبرنا إلى عطاء؛ حدثنا أخبرنا إلى مجاهد،
حدثنا أخبرنا إلى النقعي، وإن عﻼ فإلى
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وإن عﻼ وعﻼ فإلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - الذي كنا نسمع
وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم
الذين مضوا ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ ] اﻷنعام 90: [ " من كان
مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي ﻻ
تؤمن عليه الفتنة " يقول القول اليوم
ويرجع عنه غدًا؛ اليوم على السنة وغدًا
على البدعة؛ اليوم ينصر السنة وأهلها،
وغدا يُدافع عن البدعة وأهلها - والعياذ
بالله -
" وأدركنا عليه من أدركنا " يعني : ممن
تقدمونا ساروا على السنة إلى ربهم -
تبارك وتعالى - من أهل العلم
" أنهم كانوا يكرهون الكﻼم والخوض مع
أهل الزيغ؛ وإنما اﻷمر في التسليم
واﻻنتهاء إلى ما في كتاب الله عزَّ وجل ﻻ
يعدو ذلك؛ ولم يزل الناس يكرهون كل
محدثٍ من وضع كتابٍ - هذا باب - أو
جلوس مع مبتدعٍ - هذا هو الشاهد -
ليُورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه،
فالسﻼمة - إن شاء الله - في ترك
مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم
وضﻼلتهم؛ فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما
يعود عليه نفعه غدًا من عمل صالح يُقدمه
لنفسه؛ وﻻ يكون ممن يحدثوا أمرًا " هذه
الكلمة هي المناسبة ] حكم إحداث قولٍ
جديد في مسألةٍ إذا اختلف الصحابة فيها [
قال رحمه الله " فليتق الله رجلٌ وليصر
إلى ما يعود عليه نفعه غدًا من عمل صالح
يُقدمه لنفسه " ﻷننا قد قررنا أنَّ المماراة
والمجادلة لهوﻻء أهل الخصومات ممحقة
للدين ومبطلة للعمل؛ ممحقة لﻸعمال،
ماحقة لﻸعمال؛ يشتغل صاحبها ﻻ تراه
عاملًا؛ فالسنة في الحفظ للنفس بسﻼمة
اعتقادها واستقامة عبادتها واستمرارها
في عبادتها لربها؛ فيقول رحمه الله : "
فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه
نفعه غدًا - يعني : يوم القيامة - من عمل
صالح يُقدمه لنفسه ؛ وﻻ يكون ممن يحدث
أمرًا؛ فإذا هو خرج منه أراد الحجة له؛
فيحمل نفسه على المحك فيه "
يعني : المجادلة، كما جاء في حديث
الرجلين اللذين استبَّا بحضرة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما
يغضب عضبًا شديدًا حتى انتفخت أوداجه
واحمرت عيناه؛ فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ
مَا يَجِدُ لَوْ ، قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِالرَّجِيمِ " فذهب معاذ رضي الله
عنه - إلى هذا الرجل وجعل يأمره بها
فأبى ومحك وقال: أَمَجْنُونًا تَرَانِي ؟ ((
محك : يعني خاصم وجادل؛ هذا هو
الشاهد .
فاﻹنسان إذا مشى على هذه الطريق خرج
عن الطريق التي كان عليها السلف وحمل
نفسه على المماحكة والمجادلة ورد الحق
وطلب الحجة لما خرج منه بحقٍ أو بباطل؛
لما ترك طريق أهل السنة ﻻ بد أن ينتصر
لطريقته البدعية اليوم، وهكذا تجد كل من
فارق أهل السنة سببه مجالسة أهل
اﻷهواء والبدع؛ فعلى العبد أن يكون خائفًا
على نفسه مبتعدًا بها عن أهل اﻷهواء
والبدع، وأﻻ يُسلم سمعه لهم؛ فكم قد
رأينا ممن قيل عنه إنه قوي متمكن لما
جالس أهل البدع حرفوه؛ لما فتح لهم
مجلسه يفيدون عليه حرفوه؛ ثم أصبح في
ضفتهم في جانبهم، فأصبح يُدافع عنهم .
أولًا : بدأ يعتذر لهم، يُشكك في هذا النقل
والقول عنهم؛ من نقل هذا؟ ! هؤﻻء الذين
ينقلون منهم؟ ! من قال لكم؛ هل يثبت هذا
عنهم، التثبت؛ ايتوني به؛ لعلهم بعد ذلك
أرادوا كذا . ثم بعد ذلك يصبحون
همأصحابه؛ وأهل السنة أعداءه كما رأيناه
في هذه اﻷعصار ولكم في ذلك من
اﻷمثلة الشيء الكثير؛ فمن أولهم أبو
الحسن في هذه اﻷيام المتأخرة إلى
آخرهم علي حسن؛ فمن أبي حسن إلى
علي حسن؛ فأصبحوا مع اﻹخوان
المسلمين ومع السرورين القطبين، ومع
كل من هبَّ ودبَّ على هذه الشاكلة؛ سببه
الدفاع عن هؤﻻء؛ وما من مبطل يُدافع عن
مبطل؛ معور عن معور إﻻ وينتهي إلى
العور الذي كان فيه - نعوذ بالله من ذلك -
كل ذلك حتى ﻻ يُقال لهم أنتم جامدون
ومتقوقعون على أنفسكم؛ والله متقوقع
على نفسك بسﻼمة دينك خير من الدنيا
وما فيها .
فهذه وصية أحمد لنا؛ وأي شيء من
اﻹسﻼم فات على أحمد حتى نحتاج إلى
أمثال هؤﻻء السعافقة ! نأخذ بأقوالهم -
فرحمه الله ورضي عنه - يقول: " يحملك
ذلك على المحك فيه، وطلب الحجة لما
خرج منه بحق أو بباطل ليزين به بدعته
وما أحدث "
وأشد ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب
ينتشر بين الناس، يضل به الناس؛ فأخذه
عنه فهو يريد يزين ذلك بالحق وبالباطل؛
وإن وضح له الحق في غيره، منهج السلف
الصالح في النصائح والطوائح وما أدري
إيش ... إلى آخره وهو كله نسف لمنهج
السلف الصالح ليُزين باطله ويذب عن
باطله؛ فرحم الله أحمد، ورحم الله هؤﻻء
الذين تقدموا .
منقول من ميراث اﻷنبياء
رابط الصفحة من هنا
http://ar.miraath.net/
fawaid/4659

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-Apr-2014, 05:14 PM
بارك الله فيك

أبو الوليد خالد الصبحي
28-Apr-2014, 04:43 PM
جزاك الله خيرا