المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جديد :نرى تقصيرا كبيرا في نشر العلم ؟ فما توجيهكم ؟ للعلامة : محمد بن هادي المدخلي . حفظه الله تعالى.



أبوبكر بن يوسف الشريف
01-May-2014, 07:20 PM
جديد :

العﻼمة : محمد بن هادي المدخلي . حفظه الله
تعالى .

السؤال :
يقول السائل : السﻼم عليك فضيلة الشيخ - حفظك
الله- نحن
في حفر الباطن ننعم بوجود طلبة علمٍ فُضﻼء ولكننا
نرى
تقصيرًا كبيرًا في نشر العلم، أرجو منكم توجيه لهم في
هذا؟
الجواب :
الحمد لله الخير موجود وأهله موجودون، وطالب العلم
أينما
حل فهو بركة على المحل الذي ينزل فيه، وذلك ﻷن
طالب
العلم الحقيقي نفسه ﻻ ترتاح إﻻ ببذل العلم وبنشره
للناس،
واجتماعه بهم، وحثهم على الخير، وحرصه على إيصال
الخير
إليهم بكل طريق ممكن؛ ﻷنه يحب لهم ما أحب لنفسه،
وﻷنه
سلك الطريق الموروث عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم
- فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد دعا لمن سمع
حديثًا واحدًا
فحفظه فبلغه وذلك بقوله: (( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا
حَدِيثًا
فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ
أَفْقَهُ
مِنْهُ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ )).
فحامل الفقه ﻻ يرتاح إمَّا أن يبلّغ، وإمَّا أن يُعلِّم، فإن
قلَّ
علمه أو انعدم بقي حفظه، ينشر بين الناس النقل،
حتى
يشيع الخير بين الناس، هذا مُجرد ناقل، وإن وُجد عنده
العلم، فهذا يشرح للناس ويُبين للناس ويُفقه الناس
والعلم ﻻ
يهلك حتى يكون سرًا، وﻻ يزال الناس بخير ما آتاهم
العلم
من أكابرهم، فإذا جاءهم من أصاغرهم هلكوا،
واﻷصاغر قد
فسرهم العلماء، وأكثر العلماء على أنهم أهل البدع،
وذهب
طائفة إلى أنهم الصغار الذين ﻻ علم عندهم أو عندهم
علم
قليل وهؤﻻء - صحيح- ﻻشك أنهم إذا تصدروا هم
وليسوا
متأهلين جاء الشر منهم، لكن طلبة العلم الذين
يتخرجون
ويدرسون على المشايخ والعلماء ما ينبغي لهم أن
يتركوا
المساجد والجلوس للناس فيها، والمجامع والجلوس
للناس
فيها، فإن الناس يحتاجون إليهم .
الواجب على طالب العلم الذي منَّ الله عليه بالمعرفة
والفقه
في دين الله، أن يقعد للناس، وأن يُبيِّن للناس، وأن
يُحَذِّر
الناس، وأن يُنذر الناس، وأن يُرَغِّب الناس ويُبَشِّر
الناس،
فهذه هي الدعوة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قد قال
له ربه ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا ﴿
45 ﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾
قال - جلَّ وعﻼ -: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ﴾ ، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ
وَعَمِلَ صَالِحًا
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ ، وﻻ شك أن حامل السنة
هو
وارث النبي - صلى الله عليه وسلم - فينبغي له أن
ينشر هذا
الخير كما نشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- ، فإن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في عام حجته
:- (( لِيُبَلِّغ
الشَّاهِدُ الْغَائِبَ )) فالتبليغ والنقل ونشر الخير بين
الناس هذا
مطلوب وكل بحسب قدرته، وعلى حسب حاله، لكن
طلبة
العلم خاصة أينما حلوا هم خير على المحل الذي
ينزلون فيه،
وﻻ ينبغي لهم التواني والتساهل، يجب على طالب
العلم إذا
نزل ببلد مفتقر للعلم أو كبيرة ما يكفي فيها الواحد
واﻻثنين
أن يرتب للناس دورس يرتب لطﻼبه، فهذا يُرتب
الدروس
للصغار، وهذا يرتب للمتوسطين، وهذا يُرتب للكبار،
ويُرتب
مع إخوانه كما هو الحال في المدارس، منا من يدرس
في
اﻻبتدائي، ومنا من يدرس في المتوسط، ومنا من
يدرس في
الثانوي، ومنا من يدرس في الجامعة، أنتم ترون هذا
الترتيب
جاء هكذا عبطًا، وإنما جاء بناءً على اﻷهلية في الغالب،
وإﻻ
كم من مدرسٍ أحيانًا في بعض الجامعات ليس عنده
شيء،
لكن غالبًا، فهذا الترتيب موجود،
فأنت إذا قلَّ علمك خذ أهل اﻻبتدائي خذ الصغار، خذ
أبناء
المسلمين أبناء إخوانك وأبناءك حفظهم المتون الصغيرة
لو ما
كان لك إﻻ هذا لكفى، إذا عجزت عن الشرح ادفع بهم
بعد
ذلك كخامة مهيأة لمن فوقك فيشرح لهم، هؤﻻء
المتوسطون،
وهم يدفعون بهم إلى من فوقهم، فالبلد تحتاج العوام

يجوز أن يُغفلوا ﻻبد من أن يُرتب لهم، ولو أقل شيء
ما بين
اﻷذان واﻹقامة في المساجد من قراءة متون نافعة،
كتابًا في
الحديث، كتابًا في الفقه، كتابًا في التوحيد، كل يوم
تقرأ
عليهم عشر دقائق ربع ساعة ما بين اﻷذان واﻹقامة
تعلق
عليه إلى ربع ساعة عشرين دقيقة ينقلبون بخير عظيم
وأنت
تنقلب بعد مدة بإنهاء الكتب .
أنا أذكر لكم كان إمامًا في الرياض نصلي نحن معه في
الحي
الذي أنا فيه في الملز، ختمنا معه تفسير ابن السعدي
كله
اﻷذان واﻹقامة من صﻼة العشاء، على الطبعة
القديمة،
الثمانية مجلدات، ليست هذه اﻵن - ما شاء الله-
مختصرة، على
القديمة بين اﻷذان واﻹقامة، سمعنا التفسير من بسم
الله
في الفاتحة إلى آخره .
فبالله عليكم حينما يمر إنسان على متن بهذه الطريقة
كم
يناله من الخير؟ الشيء العظيم، يتعلم الناس
يستفيدون، وهم
جالسون جالسون ما شققت عليهم، فﻼ ينبغي لنا
معاشر
اﻷحبة نحن طلبة العلم أن نتأخر وﻻ أن نتكاسل وﻻ أن
نتوانى.
وليُعلم أن العلم ﻻ يدرك براحة الجسد، وليُعلم أن طالب
العلم
ليس كغيره، فإذا هو تنازل عن هذا فقد خلد إلى
اﻷرض
ورضي لنفسه بأن يكون مع عوام الناس بعد ما منَّ الله
- جلَّ
وعﻼ -عليه بهذه النعمة العظيمة نعمة العلم
رابط الصفحة من هنا
http://ar.miraath.net/fatwah/8243

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
02-May-2014, 12:14 AM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل لكن لماذا الموضوع غير منسق
السؤال:

يقول السائل: السلام عليك فضيلة الشيخ -حفظك الله-نحن في حفر الباطن ننعم بوجود طلبة علمٍ فُضلاء ولكننا نرى تقصيرًا كبيرًا في نشر العلم، أرجو منكم توجيه لهم في هذا؟


الجواب:
الحمد لله الخير موجود وأهله موجودون، وطالب العلم أينما حل فهو بركة على المحل الذي ينزل فيه، وذلك لأن طالب العلم الحقيقي نفسه لا ترتاح إلا ببذل العلم وبنشره للناس، واجتماعه بهم، وحثهم على الخير، وحرصه على إيصال الخير إليهم بكل طريق ممكن؛ لأنه يحب لهم ما أحب لنفسه، ولأنه سلك الطريق الموروث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فالنبي-صلى الله عليه وسلم-قد دعا لمن سمع حديثًا واحدًا فحفظه فبلغه وذلك بقوله: ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ)).
فحامل الفقه لا يرتاح إمَّا أن يبلّغ، وإمَّا أن يُعلِّم، فإن قلَّ علمه أو انعدم بقي حفظه، ينشر بين الناس النقل، حتى يشيع الخير بين الناس، هذا مُجرد ناقل، وإن وُجد عنده العلم، فهذا يشرح للناس ويُبين للناس ويُفقه الناس والعلم لا يهلك حتى يكون سرًا، ولا يزال الناس بخير ما آتاهم العلم من أكابرهم، فإذا جاءهم من أصاغرهم هلكوا، والأصاغر قد فسرهم العلماء، وأكثر العلماء على أنهم أهل البدع، وذهب طائفة إلى أنهم الصغار الذين لا علم عندهم أو عندهم علم قليل وهؤلاء -صحيح- لاشك أنهم إذا تصدروا هم وليسوا متأهلين جاء الشر منهم، لكن طلبة العلم الذين يتخرجون ويدرسون على المشايخ والعلماء ما ينبغي لهم أن يتركوا المساجد والجلوس للناس فيها، والمجامع والجلوس للناس فيها، فإن الناس يحتاجون إليهم.
الواجب على طالب العلم الذي منَّ الله عليه بالمعرفة والفقه في دين الله، أن يقعد للناس، وأن يُبيِّن للناس، وأن يُحَذِّر الناس، وأن يُنذر الناس، وأن يُرَغِّب الناس ويُبَشِّر الناس، فهذه هي الدعوة، فإن النبي-صلى الله عليه وسلم -قد قال له ربه ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾
قال -جلَّ وعلا-: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، ولا شك أن حامل السنة هو وارث النبي- صلى الله عليه وسلم -فينبغي له أن ينشر هذا الخير كما نشره رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في عام حجته :- ((لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)) فالتبليغ والنقل ونشر الخير بين الناس هذا مطلوب وكل بحسب قدرته، وعلى حسب حاله، لكن طلبة العلم خاصة أينما حلوا هم خير على المحل الذي ينزلون فيه، ولا ينبغي لهم التواني والتساهل، يجب على طالب العلم إذا نزل ببلد مفتقر للعلم أو كبيرة ما يكفي فيها الواحد والاثنين أن يرتب للناس دورس يرتب لطلابه، فهذا يُرتب الدروس للصغار، وهذا يرتب للمتوسطين، وهذا يُرتب للكبار، ويُرتب مع إخوانه كما هو الحال في المدارس، منا من يدرس في الابتدائي، ومنا من يدرس في المتوسط، ومنا من يدرس في الثانوي، ومنا من يدرس في الجامعة، أنتم ترون هذا الترتيب جاء هكذا عبطًا، وإنما جاء بناءً على الأهلية في الغالب، وإلا كم من مدرسٍ أحيانًا في بعض الجامعات ليس عنده شيء، لكن غالبًا، فهذا الترتيب موجود،
فأنت إذا قلَّ علمك خذ أهل الابتدائي خذ الصغار، خذ أبناء المسلمين أبناء إخوانك وأبناءك حفظهم المتون الصغيرة لو ما كان لك إلا هذا لكفى، إذا عجزت عن الشرح ادفع بهم بعد ذلك كخامة مهيأة لمن فوقك فيشرح لهم، هؤلاء المتوسطون، وهم يدفعون بهم إلى من فوقهم، فالبلد تحتاج العوام لا يجوز أن يُغفلوا لابد من أن يُرتب لهم، ولو أقل شيء ما بين الأذان والإقامة في المساجد من قراءة متون نافعة، كتابًا في الحديث، كتابًا في الفقه، كتابًا في التوحيد، كل يوم تقرأ عليهم عشر دقائق ربع ساعة ما بين الأذان والإقامة تعلق عليه إلى ربع ساعة عشرين دقيقة ينقلبون بخير عظيم وأنت تنقلب بعد مدة بإنهاء الكتب.
أنا أذكر لكم كان إمامًا في الرياض نصلي نحن معه في الحي الذي أنا فيه في الملز، ختمنا معه تفسير ابن السعدي كله الأذان والإقامة من صلاة العشاء، على الطبعة القديمة، الثمانية مجلدات، ليست هذه الآن-ما شاء الله-مختصرة، على القديمة بين الأذان والإقامة، سمعنا التفسير من بسم الله في الفاتحة إلى آخره.
فبالله عليكم حينما يمر إنسان على متن بهذه الطريقة كم يناله من الخير؟ الشيء العظيم، يتعلم الناس يستفيدون، وهم جالسون جالسون ما شققت عليهم، فلا ينبغي لنا معاشر الأحبة نحن طلبة العلم أن نتأخر ولا أن نتكاسل ولا أن نتوانى.
وليُعلم أن العلم لا يدرك براحة الجسد، وليُعلم أن طالب العلم ليس كغيره، فإذا هو تنازل عن هذا فقد خلد إلى الأرض ورضي لنفسه بأن يكون مع عوام الناس بعد ما منَّ الله -جلَّ وعلا-عليه بهذه النعمة العظيمة نعمة العلم.