المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرء مع من أحب / شرح الإمام النووي رحمه الله



أم عمير السنية السلفية
19-May-2014, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَتَى السَّاعَةُ؟".


قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا".


قَالَ: "حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ".


قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ".


رواه مسلم في صحيحه(2639).




يقول الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم":


قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِلَّذِي سَأَلَهُ عَنِ السَّاعَةِ : ( مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ : حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولَهُ قَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ) وَفِي رِوَايَاتٍ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ .
فِيهِ فَضْلُ حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحِينَ ، وَأَهْلِ الْخَيْرِ ، الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ .
وَمِنْ فَضْلِ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ امْتِثَالُ أَمْرِهِمَا ، وَاجْتِنَابُ نَهْيهِمَا ، وَالتَّأَدُّبُ بِالْآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ .
وَلَا يُشْتَرَطُ فِي الِانْتِفَاعِ بِمَحَبَّةِ الصَّالِحِينَ أَنْ يَعْمَلَ عَمَلَهُمْ ; إِذْ لَوْ عَمِلَهُ لَكَانَ مِنْهُمْ وَمِثْلَهُمْ ، وَقَدْ صُرِّحَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَ هَذَا بِذَلِكَ ، فَقَالَ : أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ .
قَالَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ : ( لَمَّا ) نَفْيِ لِلْمَاضِي الْمُسْتَمِرِّ ، فَيَدُلُّ عَلَى نَفْيهِ فِي الْمَاضِي ، وَفِي الْحَالِ .
بِخِلَافِ ( لَمْ ) فَإِنَّهَا تَدُلُّ عَلَى الْمَاضِي فَقَطْ ، ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِ مَعَهُمْ أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَتُهُ وَجَزَاؤُهُ مِثْلَهُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ .