المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ عَلَى مُصِيبَتِنَا فِي صَلَاتِنَا



أبو همام أحمد إيهاب
25-May-2014, 11:41 PM
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ عَلَى مُصِيبَتِنَا فِي صَلَاتِنَا

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فبينا أنا أدخلُ مسجدَنا لصلاة عشاء هذا اليوم الأحد (26 رجب 1435هـ) إذ بأحد الناس - هداه الله - وقد دخل المسجد ؛ يخرجُ على الفَوْرِ لِيَرُدَّ على الهاتف ، والمصيبةُ أنه قد فوَّت على نفسه إدراك الركعة الاولى لأجل هذه المكالمة .
فانتظرتُه بعد الصلاة ؛ لأنكرَ عليه صنيعَه هذا ، فقلتُ له : يِنْفَعْ كِدَه ! ، فقال : على إِيه ؟! ، فكرَّرْتُ عليه : يِنْفَعْ كِدَه اللِّي انْتَ عَمَلْتُه ! ، وذكرتُ له المسألة ، فقال : كان تليفون في مشكلة مهمة ! ، فقلتُ : انتظِرْ وتكلَّم بعد الصلاة ؛ قد ضيَّعتَ الركعة الأولى ، وبعضُهم : كانت تفوتُه صلاة الجماعة فَيُعَزِّيه الناس أو يبكي ، فكيف بنا وقد ضيَّعنا التكبيرة الأولى والركعة الأولى والصلاة في جماعة ؟! ، فقال : انْتَ بِتْكَلِّمْ حَلَالِيفْ ، ربنا يتوب علينا ، فقلت : اللهم آمين .
أقول : وتذكرتُ حينئذٍ قولَ فضيلة الشيخ محمد بازمول - جزاه الله خيراً - : " علمني ديني : أننا عندما نكبر تكثر همومنا ، ويتركز همنا الأكبر في شيء واحد ، هو أكبر همنا ، فمن الناس من يكبر ويكبر همه في الدنيا ، في التجارة ، في أي شأن يراه من أمور الحياة ، ومن الناس من يكبر ويكبر همه في الاستعداد للآخرة ، والعمل لها ، فالأول مبلغ علمه الدنيا ، وأكبر همه الدنيا ، والثاني مبلغ علمه الآخره ، وأكبر همه الآخرة والاستعداد لها ، وهكذا ينبغي أن نكون .
أخرج الترمذي وحسنه الألباني عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : " قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ : اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا "([1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)) . اهـ
أسأل الله أن يجعلنا من المعظِّمين لقدر الصلاة ، وأن يرزقنا فيها الخشوع ، وأن يحسن ختامنا ، والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات .
كتبه
أبو همام أحمد إيهاب
بعد عشاء يوم الأحد
26/7/1435هـ

(1) رسالة : علمني ديني ، صـ7-8 .

أبو ريحانة عصام الليبي
26-May-2014, 12:52 PM
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا ولا تُسلِّط علينا من لا يرحمنا. آمين

جزاك الله خيراً على هذه المشاركة القيمة التي بينت فيها موقع الدنيا في قلوب كثير من الناس إلا ما رحم ربي ومدى انشغالهم بها حتى داخل بيوت الله. فيالها من موعظة (( إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد))،والله المستعان

أبو هنيدة ياسين الطارفي
26-May-2014, 08:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أحسن الله إليك وبارك أخي الكريم أحمد ...ووفقك أخي عصام الليبي..
((أسأل الله أن يجعلنا من المعظِّمين لقدر الصلاة ، وأن يرزقنا فيها الخشوع ، وأن يحسن ختامنا ، والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات))
....اللهم آمين ...اللهم آمين ...اللهم آمين.
وكذلك للفائدة أنقل كلمات نافعة تحرك بها القلوب مستلة من أحد خطب الشيخ الفاضل
عبد العزيز البرعي ـ حفظه الله ـ:

((..ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( حُبب إلي من دنياكم الطيب والنساء ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) أي أن الصلاة قرة عينه عليها فلم تتحرك عينه يمنةً ولا يسرة ، فأحب الصلاة حباً عظيماً وتعلق قلبه في الصلاة ، فليكن حالنا في الصلاة كذلك ، وليكن موقفنا من الصلاة موقف المطمئن ، ليس موقف المستعجل ، ولا موقف المضطرب لا نستطيل قيامها ولا نستكثر ركعاتها ولا عدد أوقاتها ، بل ينبغي أن يفرح المؤمن إذا علم أنه قد حان معه لقاء الله عز وجل ، وإذا سمع نادي الفلاح إذا سمع منادي الفلاح وهو يقول حي على الصلاة حي على الفلاح قام إلى الصلاة مبتهج القلب منشرح الصدر مطمئن النفس راضياً بتلك الصلاة محباً لتلك الركعات ، وانظر إلى تلك الكلمات التي ترددها في صلاتك
وأنت تقول:
سبحان ربي العظيم وأنت تقول سبحان ربي الأعلى
وأنت تقول:
سمع الله لمن حمده وأنت تقول ربنا ولك الحمد ،كلمات معلومة كلمات مرقومة يقولها من في المشرق ومن في المغرب قالها الأباء والأجداد وسيقولها الأبناء والأحفاد لا تصلح عليه الاختراعات وليست قابلة للتجديد ولا قابلة للتغير ولا التبديل رضيها الله عز وجل ،
الله أكبر فليس هناك أكبر منه
سبحان ربي العظيم فليس هناك أعظم منه
سبحان ربي الأعلى فليس هناك أعلى منه
سمع الله لمن حمده أي تقبل الله عز وجل حمده ليس المراد أنه سمعٌ فقط فقد سمع الله عز وجل الشرك والخنا ، ولكن المراد أنه سماع قبولٍ حيث أنه يقول ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شئت من شيء بعد ، يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض )
كم تردد هذه الكلمة كم تردد من قولك الحمد لله هذه الكلمة التي يمتلأ بها ميزانك يوم القيامة ،
سبحان الله هذه الكلمة التي أجرها كما بين السماء والأرض ، كيف تستكثر على نفسك هذا وكيف لا تحرص على ذلك ، ولا تقوم مبتهجاً ، كيف لا تقوم لتنحني بين يدي الله عز وجل ، خاشعاً خاضعاً راكعاً ساجداً وقد وضعت أعظم عضو منك على الأرض خضوعاً وذلاً لله تبارك وتعالى ، إن ذلك ليدل على عظم العبودية لله تعالى ، أترى أنك غير قادرٍ على أنك تخضع لأحدٍ من الناس ، أو أن تسجد لأحدٍ من الناس وأنك تجد نفسك أن أنفك تحك السماء عزة وشموخاً أن تسجد لله ورضيت أن تسجد لله عز وجل وأن تمرغ نفسك بالتراب وأن تقوم وعلى وجهك آثار التراب ، فلا تجد لذلك غضاضة ولا تجد لذلك حقارة بل تجد أنها عزة ورفعة أنك قد أديت الصلاة ، وأنك قد سجدت لله تبارك وتعالى ، أترى هذا الأدب الرفيع مع الله عز وجل وقد وقفت بين يديه ووضعت يمينك على يسارك وطئ طئت رأسك خاضعاً خاشعاً لله لم لا تتجه شرقاً لم لا تتجه غرباً لم لا تضع يديك على رأسك لم لا تضعها وراء ظهرك ولكنك بذلك الأدب الرفيع تقف هكذا أمام الله عز وجل من أجل أن تتلو القرآن وأن تشعره أنك عبدٌ لله عز وجل ، أيها الناس ليست الصلاة أمراً روتينياً كما يسمى ، ليست الصلاة أمراً أعتدت عليه وأنك رأيت الناس ينقرونها فنقرتها أو يأتون المسجد فأتيته إنها أمرٌ عظيم إنها أمرٌ كبير...))
الآجري / أبو عبد الله السايح .

أبو الوليد خالد الصبحي
04-Jun-2014, 04:10 AM
جزاكم الله خيرا