المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقض كلام الشيخ السدلان في الشيخ ربيع الذي يشغب به غلاة المميعة وجفاة الحدادية وصاحب الحمامات الفتان (2)



أبو بكر يوسف لعويسي
27-Jun-2014, 04:52 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
إن بيان الأخطاء والرد على المخطئ أمر مشروع فالله تعالى هو من سن ذلك ،وبين في كتابه الكريم أخطاء الكفار والمشركين والمنافقين أهل الأهواء الذين يندسون وسط المؤمنين ويدسون الشبه والسموم ليفسدوا في الدين ويوهنوا قوة المسلمين ، فأرسل رسله ليصححوا وينقوا دين الله مما أحدثه المحدثون وشرعه المبطلون .
ولقد رد الله تعالى على المخالفين للرسل ولقن رسله الحجة وأفحم خصومهم بها ، وتلك الحجة التي أنزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم لزالت تقرع حجج الباطل والمبطلين وترفع من شأن الحق والمحقين ، وهي باقية قائمة على ألسنة المجددين من أمته ؛ والعلماء الربانيين علماء النقد النحارير المدافعين عن دينه وحياض سنة نبيه المتمثلين في الطائفة المنصورة أهل العلم والحديث الذين منّ الله عليهم وخصهم بالذكر ليحفظ بهم الذكر المنزل .
وهم الذين عناهم الإمام أحمد في مقدمة كتابه الرد على الجهمية الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله تعالى الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتنة المضلين .
ولقد كانت هذه الأمة مرحومة في أول عهدها، جمعها الله على الهدى، وألف بين قلوب أفرادها، وحماها من الهوى، حيث استقامت على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم أولئك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكونوا يعرفون غير اتباعه وتوقيره، واتباع النور الذي أنزل إليه، مستسلمين منقادينلما جاء به من الحق، لم يكن لهم قول مع قوله، ولا اعتراض على حكمه.وهكذا سار على طريقهم وسلك سبيلهم أصحاب القرون المفضلة من التابعين، وأتباعهم من الأئمة المهديين رضي الله عنهم أجمعين .
ثم خلف من بعدهم خُلوف لم يقنعوا بوحي الله وشريعته، ورأوا أن هناك حاجة إلى التصحيح والزيادة والحذف، فأعملوا العقول في الوحي المعصوم، واستدركوا على أحكام الحي القيوم، ففرقوا دينهم وكانوا شيعاً، بَأسهم بينهم شديد، فتشعّبت السبل بالناس، ووقع ما كان يخشاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من بأس على أمته من أئمة الضلالة ... فَوقعَ الاختلافُ والشّقاقُ وعَظُمَ في الأمة الافتراقُ حتى تجاوزوا اليهودَ والنصارى، فأعرضَ أكثرُ الفرَق عن الكتاب والسنة، وضَرَبَ آخرُونَ آيات الله بَعضها ببعض، وجادلوا بالباطل ليُدحضوا به الحقَّ، وزَينَ ذلك إبليسُ في أعينهم فرأوهُ حسنا، وحسبوه عَينَ العقل والاستقامة، وما فتئ أهلُ الأهواء في التلبيس والتدليس على عامة الناس، حتى تَرُوجُ أباطلُهم وبدَعُهم بشتى الوسائل والسبل؛ولكن الله تعالى هيَّأ لهذا الدّين عُلماءً عاملين، وأئمة مخلصين، أثبات ثقات في كل زمان ومكان ، أوقفوا أنفسهم وأعمارهم لرد كيد الكائدين وتحريف الغالين ، وتأويل المبطلين ، الزائغين ، وبيان حال المتلبسين المندسين بين أهل الحق ممن ركبوا سفينة السنة وأحدثوا فيها قِبَلهم ثُقبا يريدون أن يبدلوا مسارها عن الصراط المستقيم والسبيل القويم إلى سبل الغواية حيث عرش إبليس وجنوده .
فقام علماء الحديث وأئمة النقد والجرح والتعديل بالتصدي لهم والأخذ على أيديهم وبيان فسادهم كل حسب حاله بدءا من عصر الصحابة إلى يوم الناس هذا ،فجازاهم الله خيرا ورضي عنهم ورحم الأموات منهم وحفظ لنا أحياءهم .
وليعلم المعترض على النقد والتخطئة أن بيان الأخطاء التي وقع فيها من وقع مهما كان ولو كان من أهل السنة والإنكار بأدب وحجة لا يعد نقصا من قدره ولا طعنا فيه فإن كرامة العالم السني محفوظة لو عقل هذا المعترض الجاهل ..
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في كتابه الفذ "الفرق بين النصيحة والتعيير" (( ... وأما المبيِّن لخطأ من أخطأ من العلماء قبله، إذا تأدب في الخطاب وأحسن الرد فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه عليه، وإن صدر منه من الاغترار بمقالته فلا حرج عليه وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول:كذب فلان.
ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كذب أبو السنابل)..)).وقال أيضا رحمه الله تعالى : (( وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضا، ولهذا تجد كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية.. ممتلئة من المناظرات ، وردّوا أقوال من تضعف أقواله من أئمة السلف والخلف، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم ولا ادّعى فيه طعنا على من رد عليه قوله، ولا ذما ولا نقصا...)) أ.هــــــ
وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب كما في" الدرر السنية(4/8-9): (فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان ولو كان أعلم الناس وأتقاهم، وإذا كان الله بعث محمدًا بالهدى ودين الحق وأمرنا باتباعه وترك ما خالفه فمن تمام ذلك أن من خالفه من العلماء مخطئ ينبه على خطئه وينكر عليه).
قال الإمام الألباني رحمه الله في كتاب السلفية:(.. فالناس-من جملة ما اضطربوا في المفاهيم وخرجوا عن الفهم الصحيح للكتاب والسنة- :أن المسلم إذا قال في حق عالم:(أخطأ)، اعتبر هذا طعناً في الذي قيل فيه إنه (أخطأ)! وهذا جهل، قال الرسول صلى الله عليه وآل وسلم لأبي بكر في قضية:(أخطأت). هل طعن الرسول في صاحبه في الغار؟ حاشا، بل قال في بعض أصحابه حينما أفتى فتوى فأخطأ فيها:(كذب فلان)..) .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتاب العلم: (يجب على من عثر على وهم إنسان ولو كان من أكبر العلماء- في عصره أو فيمن سبقه- أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ ، لأن بيان الحق أمر واجب، وبالسكوت يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل، لأن احترام الحق أولى بالمراعاة ).
وقال العلامة الفوزان _حفظه الله تعالى_ في الأجوبة المفيدة (ص177): (.... ولا تفهموا أن الرد على بعض العلماء في مسألة أخطأ فيها معناه تنقص له أو بغض، بل ما زال العلماء يرد بعضهم على بعض وهم إخوة ومتحابون... يجب أن نعرف هذا ولا نتكلم محاباة لفلان، بل علينا أن نبين الخطأ) .
وإذا كان الأمر كذلك عند العلماء نأتي إلى التعليق على ما جاء في الجواب الثاني للشيخ السدلان ، وما فيه من أخطاء مخالفة لمنهج الحق الذي عليه العلماء الذين جاء وصفهم في قول الإمام أحمد السابق .وهذا جوابه على السؤال بلفظه مع نص السؤال كما هو في صاحب الحمامات والعهدة عليه ..عامله الله بما يستحق .
السّؤال : كما في شيخنا - حفظكم الله - الفتنة التي تندلِع - هنا وهناك - مِن بعض الشَّباب ؛ لذا جاءنا سؤالٌ مِن أحد إخوانِنا يقول : هل يجوزُ تَضليل بعض المشايخ ، ومنهم الشَّيخ عدنان عرعور، لأنَّ بعضَ الشَّباب يُبدِّعونه ، وبعض الشَّباب - أيضًا - يُضلِّلونه ؛ حتى بلغ ببعضِهم إلى أن كفَّروه ؟
الجواب : أقولُ بأنّهذه مِن الفتن، وهذا مِن وحيِ الشيطان، وتلاعب الشيطانِ بالمسلمين، وتفريق كلمتِهم ، وإضعاف شأنِهم ، وأن يتكلَّموا فيما بينهم ، في عُلمائهم ، في طُلاب العلم منهم ، ويَجعلون الأعداءَ يَضحكون علينا ويتندَّرون بنا، ويَنظرون للمُسلمين أنّهم أناسٌ أهل خلاف وفيهم الشَّر، فـلا تسمعوا لهم ، ولا تدخلوا في دينهم ، فإنّ شأنكم سيكون من شأنهم فنفَّروا عن الإسلام بأفعالِهم وبأقوالهم. وليس هذا منهج السَّلف ، ولا منهج أهلِ السُّنَّة والجماعة - أن يَطعن بعضُهم في بعض - .فعلَامةُ المُبتدِعين : طعنُهم بعضهم في بعض ، وانتقادُ بعضهم بعضًا ، هذا شأن المبتدِعين .وأهل السُّنّة أن يُناصِح بعضُهم بعضًا ، وأن يتعاونوا على البِرّ والتقوى .فهذا الأمر الذي يحصل منهم بالنّسبة لعدنان أو غيره ، فعدنان لا نعرف عنه إلا خيرًا، وأنا أعرفه أكثر من أربعين عامًا ، فهو رجل على عقيدة أهل السّنّة والجماعة ، ولا معصوم إلا مَن له العصمة.فإذا أخطأ - هو وغيره - فإن خطأه يناصَح عليه ، ويُبيَّن له الصَّواب ،أمّا أن نصِفَه بكذا ، أو نصِفَه بكذا ؛ فهؤلاءِ الذين يفعلون هذا ويزعمون أنّ لهم شيخًا يَرجعون إليه ، فشيخُهم قد ضلَّ - في هذا الباب ، قد أخطأ - في هذا الباب - ، قد غلط - في هذا الباب -.ويجب علينا - فيما بَيننا- التَّناصح ، فإنَّ الله - جلَّ وعلا- يقول " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاس تَأمرُونَ بِالمعرُوفِ وتَنهَوْن عن المُنكَرِ"؛ فهكذا صفتُنا - أمة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم- كلها عدلًا خيارًا.فأن يقول قائل مِن المسلمين: إمَّا أن يقولَ فلانٌ بما أقولُ به ، وإلا فسأنتقدُه ، وسأبدِّعُه وسـ.. وسـ.. وسـ..إلخ ، وإلزام النَّاس باللَّوازم (مَن لايُبدِّع المبتدِع ، فهو مُبتدِع ) ! هذا فيه نظر، لا يَلزمني أن أبدِّع [ أحد]، أنا أتمسَّك بالسُّنَّة وأدعو إليها ، ومَن ارتكب بِدعةً ننصحه - إذا كنا نستطيعُ نُصحَه-. واحذروا - معاشرَ الشَّباب - من هذا المنهجِ الفاسِد ومن هذه الطريقة التي لا تجلب إلا الضَّررَ والفَوضى والنِّزاع ، واللهُ - جلَّ وعلا- يقولُ: " وَلا تَنازَعُوا فتفشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُم واصبِرُوا إنَّ اللهَ معَ الصَّابِرين". وقلتُ لكم : إنَّ علامةَ أهلِ البِدع أن يَنتقدَ بعضُهم بعضًا - علنًا - ، وأن يُضلِّل بعضُهم بعضًا ، هذه علامة أهلِ البِدع.
وأمَّا علامة أهلِ السُّنَّة : فيُصوِّب بعضُهم بعضًا ، وينصحُ بعضُهم بعضًا، ويتآلفُون ولا يَختلِفون. وكان أصحابُ رسولِ الله - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - يَختلِفون على المسألة ، وكلٌّ له - في ذلك - رأي ، ثمَّ يقومون ويُصافِح بعضُهم بعضًا، ويَجتمعون في مجالِسهم وعلى ولائِمِهم ، وغير ذلك .هدانا الله للسُّنَّة .
نعم .سؤال : نفس السُّؤال - شيخَنا - حفظك الله - ، يقولُ السَّائل : هؤلاءِ الذين يُبدِّعون ويُضلِّلون ، بدعوَى أن هناك [ جَرح وتعدِيل ] والجرحُ مُقدَّمٌ على التَّعديل ؟
الجواب : هذه القضيَّة أخذوها سُلَّمًا لغير هذا الأمر. هذه القضيَّة عند رجالِ الحديثِ : إذا أتَوا براوٍ فيه مقال ، فيه نِسيان ، فيه سَهو، فيه غفلة . . فيه كذا .. فيه كذا ، وثَبت أو نُقل أنه إنسان مُدلِّس ، أو إنسانٌ يَروِي المناكِير، فيَنبغي أن نُبيِّن الحقَّ، وننتقدَ هذا الإنسانَ ، ونقولُ : لا يُروَى عنه حديثُ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى يتوبَ إلى اللهِ وتَثبُتَ عَدالتُه".
التعليق والبيان :1- جعل الشيخ السدلان - مقرا السائل - أن تضليل وتبديع من يستحق ذلك من الفتن ... الرد والبيان : إن الفتنة كل الفتنة يا سماحة الشيخ هي السكوت عن أهل الزيغ والضلال ، والإحداث في الدين ، وأن الوقوع في ذلك هو الفتنة ، قال الله تعالى :{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63)النور .
ذكر أبو شامة في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث (1/21) بسنده إلى مالك قال : أَن رجلا جَاءَ إلى مَالك بن أنس فَقَالَ من أَيْن أحرم فَقَالَ من الْمِيقَات الَّذِي وَقت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأحرم مِنْهُ فَقَالَ الرجل : فَإِن أَحرمت من أبعد مِنْهُ ؟ فَقَالَ مَالك : لَا أرى ذَلِك . فَقَالَ: مَا تكره من ذَلِك ؟ قَالَ: أكره عَلَيْك الْفِتْنَة. قَالَ : وَأي فتْنَة فِي ازدياد الْخَيْر؟ فَقَالَ: مَالك فَإِن الله تَعَالَى يَقُول {فليحذر الَّذين يخالفون عَن أمره أَن تصيبهم فتْنَة أَو يصيبهم عَذَاب أَلِيم} .
وَأي فتْنَة أكبر من أَنَّك خصصت بِفضل لم يخْتَص بِهِ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم).وذكر القصة القاضي عياض في ترتيب المدارك في ترجمة الإمام مالك (1/171-172)والشاطبي في (1/230) تحقيق محمد بن عبد الرحمن الشقير .
فهل مالك لما رد على هذا الرجل الذي يريد أن يحدث حدثا مثل هذا الأمر الذي يظهر أنه لا شيء وجعله له من الوقوع في الفتنة يعد هو المشتغل بالفتن أم المحدث الذي أحدث وهكذا الكثير من المسائل التي ذكرها أبو شامة في كتابه ذلك ؟
قال الشاطبي في الاعتصام (1/231) تعليقا على قصة مالك: وَهَذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَفْسِيرُ الْآيَةِ : هِيَ شَأْنُ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَقَاعِدَتُهُمُ الَّتِي يُؤَسِّسُونَ عَلَيْهَا بُنْيَانَهُمْ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَمَا سَنَّهُ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دُونَ مَا اهْتَدَوْا إِلَيْهِ بِعُقُولِهِمْ..
إن الفتنة ليست في الذب عن التوحيد والسنة ، إن الفتنة ليست في الذب عن منهج السلف الصالح ؛ بل الفتنة كل الفتنة هي في تقديم العقول والأهواء ومخالفة الرسول وطاعة أهل الزيغ والضلال وتقديم طريقتهم على طريقة أهل الحديث في وقوفهم مع الإسناد وصحة الحديث ، قال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، ويذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك؛ لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.فتح المجيد (1/385)تيسير العزيز الحميد 01/471).
قال ابن جرير في تفسير الآية السابقة :وقال آخرون: بل عنى الله عز وجل بذلك كل مبتدع في دينه بدعة مخالفةً لما ابتعث به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، بتأويل يتأوله من بعض آي القرآن المحتملة التأويلات، وإن كان الله قد أحكم بيانَ ذلك، إما في كتابه، وإما على لسان رسوله. عن قتادة في قوله:"فأما الذين في قُلوبهم زَيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاءَ الفتنة"، وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية:"فأما الذين في قلوبهم زيغ" قال: إن لم يكونوا الحرُوريّة والسبائية، فلا أدري من هم! ولعمري لقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرّضوان من المهاجرين والأنصار خبرٌ لمن استخبر، وعبرةٌ لمن استعبر، لمن كان يَعْقِل أو يُبصر. إن الخوارج خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثيرٌ بالمدينة والشأم والعراق، وأزواجه يومئذ أحياء. والله إنْ خَرَج منهم ذكرٌ ولا أنثى حروريًّا قط، ولا رضوا الذي هم عليه، ولا مالأوهم فيه، بل كانوا يحدّثون بعيب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم ونعتِه الذي نعتهم به، وكانوا يبغضونهم بقلوبهم، ويعادونهم بألسنتهم، وتشتدّ والله عليهم أيديهم إذا لقوهم. ولعمري لو كان أمر الخوارج هُدًى لاجتمع، ولكنه كان ضلالا فتفرّق. وكذلك الأمر إذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافًا كثيرًا.فقد ألاصوا هذا الأمر منذ زمان طويل. فهل أفلحوا فيه يومًا أو أنجحوا؟ يا سبحان الله؟ كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأوّلهم؟ لو كانوا على هدى، قد أظهره الله وأفلجه ونصره، ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله وأدحضه. فهم كما رأيتهم، كلما خَرج لهم قَرْنٌ أدحض الله حجتهم، وأكذب أحدوثتهم، وأهرَاق دماءهم. إن كتموا كان قَرْحًا في قلوبهم، وغمًّا عليهم. وإن أظهروه أهرَاق الله دماءهم. ذاكم والله دينَ سَوْء فاجتنبوه. والله إنّ اليهودية لبدعة، وإن النصرانية لبدْعة، وإن الحرورية لبدعة، وإن السبائية لبدعة، ما نزل بهن كتابٌ ولا سنَّهنّ نبيّ.
وبسند آخر عن قتادة قال:((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله))، طلب القوم التأويل، فأخطئوا التأويل وأصابوا الفتنة، فاتبعوا ما تشابه منه، فهلكوا من ذلك... وذكر نحو. تفسير ابن جرير (6/177-178).
وعن سعيد بن جبير قال: خرج علينا عبد الله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثا حسنا، قال فبادرنا إليه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ}. فقال: هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك؟ إنما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك. البخاري (7095).
هكذا تفهم الفتنة - وإن كانت على وجوه - وهي طلب التأويل للنصوص الكتاب والسنة واتباع المتشابه من الوحي ليوافق مقصود أهل الزيغ والضلال ، فوجب البيان ، فالسكوت عنهم وعدم بيان حالهم فيه فتن أيما فتن للأمة فلو لم يبين السلف حال الخوارج ، والقدرية والمرجئة والروافض والجهمية والمعتزلة والصوفية لحدث في الإسلام ما لم يحدث في غيره من الأديان ، ومع قيام العلماء بواجبهم فقد حدث من الافتراق والفتن بلا حسبان فكيف لو سكتوا عنهم ؟؟؟ فهل يا مناصرة ويا حدادية ويا مميعة يرضيكم جواب الشيخ السدلان أن الكلام في أهل البدع والأهواء والمخالفين يعد من الفتن ، فإذا كان الأمر عندكم كذلك - وأنتم كذلك - فأنتم أصحاب فتن لأنكم تطعنون في أهل السنة وتبدعونهم ..
2 - جعل الشيخ الكلام في أهل البدع والأهواء والضلال ، والمنحرفين عن منهج السلف الصالح من وحي الشيطان ، وتلاعب الشيطان بالمسلمين ... راجع فتواه السابقة في الأعلى.
التعليق والبيان : وهذا والله من العجب- بمكان - أن يصدر من مثل الشيخ السدلان ، هل يريد الشيخ أن تعطل نصوص الكتاب والسنة التي فيها التحذير من أهل الزيغ والضلال والهوى من مثل قوله تعالى :{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (7) آل عمران . عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ثم قال : فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ>> البخاري (4547)ومسلم (2665).
وهل يريد الشيخ أن يُعطل قوله تعالى :{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} هاتين الآيتين – وغيرها - وتفسير النبي للأولى في أهل البدع والزيغ والضلال والأهواء .
وقوله صلى الله عليه وسلم : << من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد >> وقوله :<< إياكم ومحدثات الأمور ..>> وغيرها من نصوص الوحي هل نعطلها ونرمي بها ؟
وأن الاشتغال بها يعد من الفتن ومن وحي الشيطان وتلاعب الشيطان؟؟؟
وماذا يُفعل بكتب العلماء من أتباع السلف الصالح المملوءة بالآثار عن السلف التي تحذر من أهل البدع والزيغ والضلال والأهواء والفرق ؟؟؟ هل اشتغال علماء الحديث والسنة بذلك وتألفيهم في ذلك وردهم على أهل البدع وبيان حالهم من وحي الشيطان وتلاعبه ؟؟
اللهم لا ؛ إلا عند أهل الأهواء والبدع من مميعة غلاة وجفاة.
فهل يرضى مناصرة ومن كان على شاكلته من الحدادية أن الكلام في أهل الأهواء والزيغ والبدع من وحي الشيطان وتلاعب الشيطان ،فإذا كان الأمر عندكم كذلك – وأنتم كذلك – فأنتم تلاعب بكم الشيطان ، وأوحى إليكم بما طعنتم به في الشيخ ربيع وعلماء السنة الذي تصفونهم بالإرجاء وهم منه براء، وتبدعونهم بدعاوي باطلة .
3- جعل الشيخ أن التحذير من أهل الأهواء والضلال والبدع سببا لتفريق المسلمين ، وسببا لضحك الأعداء عليهم ، وأن الاشتغال بذلك يجعل الأعداء ينظرون إلى المسلمين أنهم أهل خلاف وشر .. راجع فتواه في الأعلى ..
التعليق والبيان : لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهذا من الدلائل العظيمة على صدق نبوته ، فقد افترقت الأمة افتراقا شديدا أيدي سبا كما افترقت الأمم قبلها ، فهل خبره هذا الذي خرج مخرج النهي لأنه كائن كونا وشرعا ، يكون سببا لضحك الأعداء ؟؟؟
وهل قوله صلى الله عليه وسلم :<< ..إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ..>> صحيح الجامع (2549-1184)وقال : (صحيح) ...[حم د ت هـ ك] عن العرباض بن سارية. الإرواء (2455) شرح الطحاوية (501، 715) السنة (31، 54) والسلسلة الصحيحة (2735).
فكيف تعرف سنته وما كان عليه أصحابه عند الاختلاف الكثير الشديد ، إذا لم يميز أهل الحق من الباطل وسبيل المؤمنين من سبل المجرمين ، فيعرف الأعداء الدين الصحيح من غيره والمنهج الحق من المناهج الباطلة من التأويلات والتحريفات ، أم أن بيان الحق وسط هذا الزخم من الاختلاف الكثير يُعد من أسباب تفريق المسلمين وقد افترقوا ، وسببا لضحك الأعداء علينا ؟؟
وهل تحذير السلف من أهل البدع والأهواء كان سببا لتفريق المسلمين وضحك الأعداء ؟؟ أم هو دعوة للمسلمين بأن يتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وأن يحذروا ما خالف ذلك من سبل الغواية والضلال المضروبة على جنبتي الصراط المستقيم التي أشار إليها المصطفى في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
بل العكس هو الصحيح وهو أن يترك علماء السنة أتباع السلف الصالح والفرقة الناجية والطائفة المنصورة أهل الأهواء والزيغ والضلال يعيثون في الدين فسادا بآرائهم الكاسدة ومناهجهم الفاسدة التي شهوا بها جمال الدين وغيبوا الفهم الصحيح له ، مما جعلوا الأعداء يضحكون على المسلمين ويشمتون بهم ، وينفرون الناس منهم بسبب مخالفاتهم للكتاب والسنة وآثار السلف الصالح .
وبالمثال يتضح المقال : لقد عاث الخوارج والتكفيريون في عصرنا في الأرض فسادا من خروج على ولاة الأمر وثورات واغتيالات وتفجيرات وقتل وسفك للدماء وانتهاك للحرمات مما شوه الدين والمنهج القويم والصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى بسلوكه وبيّنه النبي صلى الله عليه وسلم غاية البيان فبين العلماء السلفيون ذلك ، ووقفوا سدا منيعا في وجوه القوم ، وما حدث عندنا في الجزائر عنكم ببعيد ، فلولا فضل الله تعالى ثم بيان أهل العلم لما كنا ننعم بهذا الأمن الذي نعيشه الآن في جزائرنا ، وكذلك الحال بالنسبة لما حصل من تفجيرات وقتل وخروج في المملكة وغيرها فتصدى العلماء له وبينوا ومنهم الشيخ العلامة ربيع وحذروا من طرق وضلال أولئك القوم الذين هيجوا العوام والدهماء حتى سفكوا دماء بعضهم البعض ومن وراءهم عدنان عرعور ، الذي ما فتئ يدعو إلى الخروج على حكام المسلمين ويشيد بمنهج الخوارج ، وكذلك محمد حسان وعبد الرحمن عبد الخالق وسلمان وسفر ، وأبو الفتن والمغراوي ، وغيرهم ...
فأي الطائفتين كانت سببا في تشويه الإسلام وجعل الأعداء يتشفون في أهله وينقمون عليهم ويضحكون منهم وينظرون إليهم أنهم أهل خلاف وشر وأهل إرهاب وعنف وغدر ، لو كنتم تعقلون ..
فهل يرضى التكفيري الغالي مناصرة والحدادية بجواب الشيخ أن يكونوا سببا في تفريق المسلمين ، وسببا في جعل الأعداء ينظرون إلى المسلمين أنهم أهل خلاف وشر لأنكم جعلتم همكم وشغلكم الشاغل الطعن في علماء السنة .. ؟؟؟
4 - حذر الشيخ ممن يشتغلون بالتحذير من أهل الأهواء والبدع والضلال في الجملة ولم يفصل ، ولم يبين من يقصد بمن حذر منهم ؟؟
التعليق والبيان : إذا ظهر وبان بما ذكرت أن أهل البدع والأهواء والزيغ والضلال هم أهل الفتن ، وهم السبب في تشويه الإسلام ، وبان لكل منصف أن علماء السنة المعاصرين ومنهم الشيخ ربيع وإخوانه أنهم وقفوا سدا منيعا في وجوه أولئك القوم المنحرفين ، وبينوا خطرهم على الأمة وأخطاءهم التي وقعوا فيها خاصة التكفير والخروج على الولاة والثورات والمظاهرات والدعوة إلى وحدة الأديان والتقارب بين الأديان والتقارب بين الروافض والسنة وإحداث مناهج مخالفة لمنهج الرسول وصحبه وإدخالهم في الدين ما ليس منه كوصف الإسلام بالديمقراطي ، وتجويز الحزبيات والانتخابات وغير ذلك ..
والكل يعرف مواقف الشيخ ربيع المشرفة في محاربته هذه النحل والأهواء ونصرته السنة والدفاع والذب عن أهلها والدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة ، وعدم التفرق والتحزب فإذا عرفتم ذلك بان لكم خطأ الشيخ السدلان ومجانبته الصواب في التحذير من علماء السنة الذين يحذرون من أهل الزيغ والضلال كعدنان عرعور والحويني والحلبي ، وحسان وعبد الخالق والإخوان وأهل التكفير والتفجير ومن يساندهم من القطبيين ، وقاعدة ، وسروريين ، وحدادية ...فإذا رفض القوم ذلك وأصروا على فتواه وتحذيره ، قيل لهم أن تحذير الشيخ عام وهو وليس فيه قصد ناس بعينهم فهو يشملكم بالدرجة الأولى لأنكم جعلتم همكم الاشتغال بالتحذير من علماء السنة والطعن فيهم ، فهل ترضوا لنفسكم تحذير الشيخ منكم ؟؟؟
5 – جعل الشيخ أن المشتغلين بالتحذير من أهل الأهواء والبدع لهم دين (( ربما يقصد منهج )) غير منهج السلف الصالح لأنه جعل الاشتغال بذلك ليس من منهج السلف ..
التعليق والبيان : قال الشيخ : فلا تدخلوا في دينهم ... فلا شك أنه يقصد علماء الجرح والتعديل ، علماء الحديث الذين يتصدون لأهل الزيغ والضلال ، وفي مقدمتهم الشيخ ربيع كما فهمه صاحب الحمامات ..فإن الشيخ كان يقصد ((بالدين )) منهج أهل العلم بالجرح والتعديل ، فليعلم أن الذين يتصدون لأهل البدع والأهواء والزيغ والضلال ليس لهم منهج غير منهج السلف الصالح ، وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، ومعلوم ومعروف أن أهل هذا الشأن من أهل العلم ينتهجون نهج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وهم أهل الحديث ، وقد فسر الإمام أحمد وابن المبارك والبخاري الطائفة المنصورة بأهل الحديث ، وأهل العلم ، فالكل يعلم أن الشيخ ربيعا وإخوانه العلماء أهل السنة ينتهجون هذا المنهج القويم في معتقدهم وأقوالهم وأفعالهم ومؤلفاتهم ، فالدخول في منهجهم دخول في منهج الحق وركوب لسفينة النجاة أما أنّ لهم منهجا خاصا مخالفا لمنهج الحق وطريق السلف فهذا غير صحيح وباطل ، والعلماء الكبار يعرفون ذلك ؛ وقد أثنوا على الشيخ ربيع ووصفوه بالسنة والعلم ؛ فليمت غيضا صاحب الحمامات وأن ما جاء به من هذه الفتوى فإنما هي عليه وليست له .
فإذا كان يرضى هو والحدادية بجواب الشيخ فليتوبوا مما هم فيه وليرجعوا عنه لأن تحذير الشيخ يشملهم بالدرجة الأولى ، فهم من يطعن في علماء السنة ، أما علماء السنة فلا يحذرون ولا يجرحون إلا من بان حاله وظهر ضلاله أهل البدع ...
6- جعل الشيخ الاشتغال بعلم الرجال تعديلا وتجريحا ، والتحذير من المخالفين لمنهج السلف الصالح من أهل الأهواء والبدع ليس من منهج السلف ، ولا منهج أهل السنة والجماعة ..
التعليق والبيان : سبحان الله ، إذا لم يكن علم الجرح والتعديل من منهج الكتاب والسنة ولا من منهج السلف الصالح ولا من منهج أهل السنة والجماعة فماذا يكون ؟؟ وهذه كتب علماء أهل السنة ، وكتب العلماء أتباع السلف الصلح قديما وحديثا طافحة مملوءة بجرح أهل البدع والأهواء والتحذير منهم ، ومنها كتب أئمة الدعوة النجدية رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء ..
فهل أولئك كلهم كانوا على منهج مخالف لمنهج الكتاب والسنة بفم سلف صالح الأمة ؟؟ اللهم إلا على منهج أهل التميع والجفا.
وهل أتباع التفجير والاغتيالات والثورات والمظاهرات والاعتصامات والخروج على ولاة الأمر والتكفير والتبديع للعلماء ووصفهم بالإرجاء والضلال والإحداث في دين الله ، وغيرها مما يدعو إليه عرعور وحسان والمسعري وسرور وسلمان وسفر وغيرهم من منهج السلف ؟؟؟ ويقال أيضا إذا كان الاشتغال بعلم الجرح والتعديل ليس من منهج السلف ، فلم تشتغلون به وتحذرون من علمائه الذين يحملون رايته عالية خفاقة ، فهل عندكم يجوز أن تحذروا من علماء السنة وطلبتهم الذين يتصدون لأهل الزيغ والضلال ، ولا يجوز لأهل السنة أن يحذروا من أهل الأهواء والزيغ ؟؟ وإذا فعلوا قلتم أن ذلك ليس من منهج السلف ، إذا فعلكم هذا وتحذيركم من علماء السنة ليس من منهج السلف .. فهل يرضى صاحب الحمامات و الحدادية التكفيريون الذين يبدعون العلماء الربانيين أنهم ليسوا على منهج السلف بعملهم ذلك وان فتوى الشيخ إنما هي عليهم وليست لهم ؟؟
يتبع – إن شاء الله -

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
01-Jul-2014, 02:23 AM
جزاك الله خيرا شيخنا