المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هناك مفطرات معنوية تذهب بالأجر



أم محمد محمود المصرية
01-Jul-2014, 04:04 PM
على المسلم أن يحافظ على صيامه، عباد الله، وليس الصيام مجرد ترك الأكل والشرب، ولكنه مع ذلك ترك كل ما حرم الله لأن هناك مفطرات معنوية تذهب بالأجر هي لا تبطل الصيام ولكنها تفرغه من الأجر، وذلك كالغيبة والنميمة والسباب والشتم وغير ذلك، وكذلك النظر إلى ما حرم الله، وكذلك استماع ما حرم الله.
فيجب على المسلم أن يصوم سمعه وبصره وقلبه عن كل ما حرم الله، ولا يظن أنه إذا ترك الطعام والشراب أن هذا يكفي؛ بل لابد مع ذلك من ترك كل ما حرم الله، وهذه أشياء محرمة على المسلم دائما؛ ولكنها على الصائم أشد لأنها إذا فعلها في غير وقت الصيام يأثم، وإذا فعلها وقت الصيام فإنه يأثم ويذهب أجر صيامه، تجتمع عليه عقوبتان الإثم وذهاب أجر صيامه، قد قال صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ"، وقال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"، فيترك المسلم هذه الأشياء دائما وأبدا، ولكنه إذا كان صائما فإنه يتركها من باب أولى لأنه تجرح صيامه "وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، قيل وما يخرقها؟ قال: "بغيبة أو نميمة"، وهذا مما يتساهل فيه كثير من الناس، فيظنون أن الصيام مجرد ترك الطعام والشراب ولا يفكرون في ترك الغيبة والنميمة والسباب وقول الزور والشتم قال صلى الله عليه وسلم: "فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شاتمه فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ" ولا يرد عليه.

فحافظوا على صيامكم رحمكم الله، لئلا يكون صوماً مفرغا لا معنى له ولا أجر فيه، ويكون تعباً بلا فائدة، وعليكم بذكر الله، وعليكم بتلاوة القرآن، عليكم بملازمة المساجد مهما أمكن ذلك، أن تصرفوا أوقات فراغكم في المساجد بتلاوة القرآن والاعتكاف فيها، لتحافظوا على صيامكم، كان السلف الصالح إذا دخل رمضان أحضروا المصاحف وجلسوا في المساجد يقولون نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا.
فحافظوا على صيامكم رحمكم الله، حتى ولو ذهب الإنسان إلى عمله أو وظيفته فإنه يحافظ على صيامه مما يؤثر فيه أو يفرغه من معناه فيعود تعبا بلا فائدة.

فاتقوا الله عباد الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.


الخطبة كاملة للشيخ صالح الفوزان من موقعه


رمضان... شهر الصيام والقيام
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/default/themes/fawzan/images/readit.gif (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14912)