المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالحميد الجهني يقرر بدعة القطبية والحدادية من عام 1427 هـ ويشير إلى أن من تتبع مقالات الإمام ابن تيمية يجد عنده الإرجاء !!



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
11-Jul-2014, 11:05 PM
عبدالحميد الجهني يقرر بدعة القطبية والحدادية من عام 1427 هـ

ويشير إلى أن من تتبع مقالات الإمام ابن تيمية يجد عنده الإرجاء !!


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :
فيظن كثير ممن ينتقد عبدالحميد الجهني في مقالاته الجديدة التي يرمي فيها جمهور أهل السنة وأئمة الحديث الذين لم يكفروا تارك الصلاة تهاونا وكسلا بالإرجاء ، أن هذا قول حادث لم يعرف عنه من قبل، تبناه ودخل عليه ، وهذا لعدم معرفتهم وجهلهم بحاله قبل هذه الفترة ، وما قوله في هذه المسألة ، وإلا فعبدالحميد هو على هذا القول من نعومة أظفاره في الدعوة ، وقد يكون تلقفه من القطبية والتكفيريين الذين يرمون أئمة السنة بالإرجاء ، فنبت في قلبه وترعرع حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن ، ومما يبين ذلك :أنه كان يقرر هذا القول من عام 1427 هـ ([1] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn1))، وقد يكون قبله .
وليعلم القارئ الكريم أن هذه السنة وقبلها عهد الألباني ـ رحمه الله ـ فيها ثارة ثائرة القطبية والحدادية في إثارة هذه الفتنة ورمي أئمة السنة بالإرجاء من أجلها ، وخاصة
من تصدى لهم ـ ومنهم الإمام الألباني ، وربيع المدخلي ـ، وهذا لا يخفى على من عاش تلك الفترة وتتبع أحداثها وملابساتها ، ومنهم عبدالحميد الجهني ، فهو على علم وإطلاع بها ، ومما يبين ذلك أنه كان في هذه الفترة يذب عن مشايخ السنة الذين رموا بالإرجاء ويتظاهر بالدفاع عنهم ، ولكن من خيبة أماله ، وسوء ما كانت تخبئ له الأيام أن غلبت عليه سيئة ما تبناه من القول أن الذي يقول أن " الإيمان أصل والعمل فرع" ، ، وتارك أعمال الجوارح وأعظمها الصلاة لا يسلب منه حقيقة الإسلام هم المرجئة ، على حسنة دفاعه عن أئمة السنة الذين تصدوا لهذه الفتنة ، وما ذاك إلا لاستسلامه لهذه الشبهة الملعونة وركونه إلى أقوال المخالفين لأهل السنة في هذه المسألة ، ظانا أنها من أقوال أهل السنة التي ينصر بها معتقد أهل السنة والجماعة لهذه المسألة ، فوقع في الاضطراب والتناقض الذي ينكره عليه أهل السنة ، وينكره عليه ممن وافقهم في هذا القول ، وما ذاك إلا كما قلت : أنه تبنى هذه المقولة من أسماع أو كتب القوم ، ولم يعرف ما قاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب ; فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة ; وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة ([2] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn2))
فسلف الأمة وأئمة الحديث اختلفوا في حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا ولم يرم أحدهم للأخر بالإرجاء أو الخروج ، وعذروا بعضهم البعض في هذا الاجتهاد ، ولم يقولوا أن هذا الاختلاف بدعة ، ولم يقولوا أن قول " الإيمان أصل والعمل فرع" هو
من أقوال المرجئة ، إنما الذي تبنى هذه الأقوال هم القطبية والحدادية ، وتلقفه عنهم عبدالحميد الجهني ، فأوقعه في رمي أهل السنة بالإرجاء ، وتحريف الكلم عن مواضعه والكذب على الأئمة .
ومن ذلك قوله وتعليقه على كلام الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ التالي :
(( الاعتبار الثالث أن الإيمان قول وعمل والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن قوم فرعون {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح {وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} وقال موسى لفرعون {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر} فهؤلاء حصل قول القلب وهو المعرفة والعلم ولم يكونوا بذلك مؤمنين وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا وإذا فعل ذلك لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما
أمر به ، فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه وهى ترجع
إلى علم وعمل ويدخل في العمل كف النفس الذي هو متعلق النهى وكلاهما لا يحصل إلا بالصبر .)) ([3] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn3))
قال الجهني في ( ش 16 د 12) من تعليقه على كتاب عدة الصابرين : (( هنا فيه نقطة أحب أن أنبه عليها في كلام ابن القيم ، يقول رحمه الله :" وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب "
يعني يأتي بالركن الثاني وهو عمل القلب :" من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا وإذا فعل ذلك "
إذا فعل هذه الأشياء :" لم يكف في كمال إيمانه " يحتاج أن يرفع الإيمان ، الآن الإيمان ثبت بهذه الأشياء ، بهذه الأشياء ذكرها الآن ، يحتاج أن يرفع الإيمان بفعل الطاعات التي هي فعل الجوارح
" لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به " ، طيب ، هل معنى ذلك أن من عرف الله بقلبه ونطق بالشهادتين وعمل بعمل القلب يكون مؤمنا ولو لم يعمل شيئا من أعمال الجوارح ؟
لا ، ابن القيم ، لا يريد ذلك ، ابن القيم ـ رحمه الله ـ لا يبحث هذه المسألة ، إنما هو يقول إن الإنسان إذا أراد أن يكمل إيمانه ، فليمتثل أوامر الله الواجبات كلها التي أوجبها الله عليه ، أما إذا أخل بالواجبات ، ينقص إيمانه ، لا يفهم من كلامه أن الأعمال الجوارح من كمال الإيمان ، لا .
لأن ابن القيم رحمه الله من العلماء الذين يكفرون تارك الصلاة ، فليست الأعمال عنده من كمال الإيمان ، فلا يفهم هذا من كلامه ، هو مذهبه رحمه الله أن من ترك الصلاة كفر ، فكيف يكون العمل الظاهر عنده من كمال الإيمان ، لا يفهم هذا أحد كلامه في هذا الموضع رحمه الله ، وإنما هو يريد أن يقول ـ رحمه الله ـ : إن الإنسان إذا أراد أن يكمل إيمانه فعليه بامتثال أوامر الله من الواجبات من الصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين والإحسان إلى الجار إلى أخره بهذا يكمل إيمانه ويعظم دينه وليس يريد هو أن هذه الأعمال الظاهرة من كمال الإيمان ، لا ، هذا ليس بصحيح ، بل هو نفسه في كلامه يرد هذا ، لأنه هو قال : " فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه " .
انتبه لهذه العبارة يقول هذه الأركان الأربعة ، أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه ، ومعلوم أن الركن إذا أختل يسقط الشيء كلها ، فالإيمان قام على أربعة الأركان : قول القلب ، قول اللسان ، عمل القلب ، عمل الجوارح ، هذه أركان الإيمان الأربعة التي قام عليها بناؤه ، فإذا سقط ركن أختل الإيمان والله المستعان .))
أقول
إن المتأمل في تعليق الجهني على كلام الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ يجد من التعنت والتكلف والتحريف للكلم ما يفضح تلبيس الجهني ، بل يكشف جهله بهذه المسائل التي نصب نفسه للكلام فيها ، وهذا من وجوه :
الأول : قد صنف ابن القيم الناس في الإيمان إلى أربعة أصناف
الصنف الأول : من حصل قول القلب وهو المعرفة والعلم فهؤلاء غير مؤمنين
الصنف الثاني : من قال بلسانه ما ليس في قلبه فهذا حكم عليه بأنه من المنافقين
الصنف الثالث : من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي
بعمل القلب
الصنف الرابع : من عرف بقلبه وأقر بلسانه وأتى بعمل القلب ولكن أخل بعمل الجوارح والأمر ، فهذا يحكم له بالإسلام ، ولكن لا يثبت له كمال الإيمان حتى يفعل ما أمر به ، وهذا الصنف الرابع يتفاوت إيمانه حسب تفاوته في شعب الإيمان عملا وتركا
وقد وضح الإمام ابن القيم هذه الحقيقة في كتابه (الصلاة وأحكام تاركها ) إذ قال :
(( .. ولما كان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان, وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة, ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق, وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب, ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب ... وها هنا أصل آخر: وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام . والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه, وعمل الجوارح, فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله ، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء ، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة, وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة.
فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب ,
وهو محبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به. )) ([4] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn4))
فهذا نص صريح من الإمام في إثبات أن الإيمان يتفاوت تفاوتا عظيما على حسب فعل الطاعات وتركها ، ومنها أعمال الجوارح .
وأثبت فيه أن أهل السنة مجمعون على أن الإيمان يزول مع انتفاء عمل القلب ، أما مع انتفاء عمل الجوارح ، وأعظمها ترك الصلاة ، فقد أثبت في هذا الكتاب ([5] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn5)) اختلاف وتنازع أهل السنة فيه ، هل يزول الإيمان مع تركها أم لا يزول ؟
ونحن لا نناقش الجهني في راجح مذهب الإمام ابن القيم في حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا ، وإنما نناقشه في الوجه التالي
الوجه الثاني : قوله :" ابن القيم رحمه الله من العلماء الذين يكفرون تارك الصلاة ، فليست الأعمال عنده من كمال الإيمان ، فلا يفهم هذا من كلامه ، هو مذهبه رحمه الله أن من ترك الصلاة كفر ، فكيف يكون العمل الظاهر عنده من كمال الإيمان ، لا يفهم هذا أحد كلامه في هذا الموضع رحمه الله ، وإنما هو يريد أن يقول ـ رحمه الله ـ : إن الإنسان إذا أراد أن يكمل إيمانه فعليه بامتثال أوامر الله من الواجبات من الصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين والإحسان إلى الجار إلى أخره بهذا يكمل إيمانه ويعظم دينه وليس يريد هو أن هذه الأعمال الظاهرة من كمال الإيمان ، لا ، هذا ليس بصحيح ، بل هو نفسه في كلامه يرد هذا ، لأنه هو قال : " فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه " .
انتبه لهذه العبارة يقول هذه الأركان الأربعة ، أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه ، ومعلوم أن الركن إذا أختل يسقط الشيء كله ، فالإيمان قام على أربعة الأركان : قول القلب ، قول اللسان ، عمل القلب ، عمل الجوارح ، هذه أركان الإيمان الأربعة التي قام عليها بناؤه ، فإذا سقط ركن أختل الإيمان والله المستعان "
أقول
هذه مغالطة قبيحة من الجهني ، وتلبيس عجيب منه ، وفضيحة واضحة تبين جهله في تقرير هذه المسألة .
إذ أن من مقرر عند أهل السنة والجماعة ومنهم الإمام ابن القيم أن الإيمان يزيد وينقص ، وأن له أصل وفرع ، وأن أعمال الجوارح ثمرة إيمان القلب تقوى بصحته وسلامته وتنقص وتضعف بمرضه مما يكون سببا في نقصان الإيمان وسلب كماله .
قال الإمام ابن القيم في (إغاثة اللهفان )(2/ 124)
(( إن الإيمان علم وعمل، والعمل ثمرة العلم، وهو نوعان: عمل القلب حبا وبغضا، ويترتب عليهما عمل الجوارح، فعلا، وتركا، وهما العطاء والمنع.
فإذا كانت هذه الأصول الأربعة لله تعالى، كان صاحبها مستكمل الإيمان، وما نقص منها فكان لغير الله، نقص من إيمانه بحسبه.))
وهذا قد قرره شيخه الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أيما تقرير في مقالاته ورسائله
قال رحمه الله في (مجموع الفتاوى)(7/ 257 ـ 258) : (( قَدْ صَرَّحَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ([6] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn6)): بِأَنَّ أَهْلَ الْكَبَائِرِ مَعَهُمْ إيمَانٌ يَخْرُجُونَ بِهِ مِنْ النَّارِ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ} وَلَيْسَ هَذَا قَوْلَهُ وَلَا قَوْلَ أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ بَلْ كُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْفُسَّاقَ الَّذِينَ لَيْسُوا مُنَافِقِينَ مَعَهُمْ شَيْءٌ مِنْ الْإِيمَانِ يَخْرُجُونَ بِهِ مِنْ النَّارِ هُوَ الْفَارِقُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ لَكِنْ إذَا كَانَ مَعَهُ بَعْضُ الْإِيمَانِ لَمْ يَلْزَمْ أَنْ يَدْخُلَ فِي الِاسْمِ الْمُطْلَقِ الْمَمْدُوحِ وَصَاحِبُ الشَّرْعِ قَدْ نَفَى الِاسْمَ عَنْ هَؤُلَاءِ فَقَالَ: {لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ} وَقَالَ: {لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ} وَقَالَ: {لَا يُؤْمِنُ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ} وَأَقْسَمَ عَلَى ذَلِكَ مَرَّاتٍ وَقَالَ: {الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} .
وَ الْمُعْتَزِلَةُ يَنْفُونَ عَنْهُ اسْمَ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ وَاسْمَ الْإِسْلَامِ أَيْضًا وَيَقُولُونَ: لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ .([7] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn7))
وَيَقُولُونَ: نُنْزِلُهُ مَنْزِلَةً بَيْنَ مَنْزِلَتَيْنِ فَهُمْ يَقُولُونَ: إنَّهُ يُخَلَّدُ فِي النَّارِ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا بِالشَّفَاعَةِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي أُنْكِرَ عَلَيْهِمْ وَإِلَّا لَوْ نَفَوْا مُطْلَقَ الِاسْمِ وَأَثْبَتُوا مَعَهُ شَيْئًا مِنْ الْإِيمَانِ يَخْرُجُ بِهِ مِنْ النَّارِ لَمْ يَكُونُوا مُبْتَدِعَةً .
وَكُلُّ أَهْلِ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ سُلِبَ كَمَالُ الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ فَزَالَ بَعْضُ إيمَانِهِ الْوَاجِبِ ([8] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn8)) لَكِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْوَعِيدِ وَإِنَّمَا يُنَازِعُ فِي ذَلِكَ مَنْ يَقُولُ: الْإِيمَانُ لَا يَتَبَعَّضُ مِنْ الْجَهْمِيَّة وَالْمُرْجِئَةِ فَيَقُولُونَ: إنَّهُ كَامِلُ الْإِيمَانِ ([9] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn9))، فَاَلَّذِي يَنْفِي إطْلَاقَ الِاسْمِ يَقُولُ: الِاسْمُ الْمُطْلَقُ مَقْرُونٌ بِالْمَدْحِ وَاسْتِحْقَاقِ الثَّوَابِ كَقَوْلِنَا: مُتَّقٍ وَبَرٌّ وَعَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَإِذَا كَانَ الْفَاسِقُ لَا تُطْلَقُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ فَكَذَلِكَ اسْمُ الْإِيمَانِ وَأَمَّا دُخُولُهُ فِي الْخِطَابِ فَلِأَنَّ الْمُخَاطَبَ بِاسْمِ الْإِيمَانِ كُلُّ مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْهُ لِأَنَّهُ أَمْرٌ لَهُمْ فَمَعَاصِيهِمْ لَا تَسْقُطُ عَنْهُمْ الْأَمْرُ.))
وقال في (7/ 404) : (( الشَّافِعِيُّ مَعَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ السَّلَفِ يَقُولُونَ: إنَّ الذَّنْبَ يَقْدَحُ فِي كَمَالِ الْإِيمَانِ ([10] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn10))، وَلِهَذَا نَفَى الشَّارِعُ الْإِيمَانَ عَنْ هَؤُلَاءِ فَذَلِكَ الْمَجْمُوعُ الَّذِي هُوَ الْإِيمَانُ لَمْ يَبْقَ مَجْمُوعًا مَعَ الذُّنُوبِ لَكِنْ يَقُولُونَ بَقِيَ بَعْضُهُ: إمَّا أَصْلٌ ([11] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn11)) ، وَإِمَّا أَكْثَرُهُ وَإِمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَيَعُودُ الْكَلَامُ إلَى أَنَّهُ يَذْهَبُ بَعْضُهُ وَيَبْقَى بَعْضُهُ.
وَلِهَذَا كَانَتْ الْمُرْجِئَةُ تَنْفِرُ مِنْ لَفْظِ النَّقْصِ أَعْظَمَ مِنْ نُفُورِهَا مِنْ لَفْظِ الزِّيَادَةِ ([12] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn12)) ؛ لِأَنَّهُ إذَا نَقَصَ لَزِمَ ذَهَابُهُ كُلُّهُ عِنْدَهُمْ إنْ كَانَ مُتَبَعِّضًا مُتَعَدِّدًا عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِذَلِكَ وَهُمْ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ. وَإِمَّا الْجَهْمِيَّة فَهُوَ وَاحِدٌ عِنْدَهُمْ لَا يَقْبَلُ التَّعَدُّدَ؛ فَيُثْبِتُونَ وَاحِدًا لَا حَقِيقَةَ لَهُ؛ كَمَا قَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ فِي وَحْدَانِيَّةِ الرَّبِّ وَوَحْدَانِيَّةِ صِفَاتِهِ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهَا مِنْهُمْ
وَمِنْ الْعَجَبِ أَنَّ الْأَصْلَ الَّذِي أَوْقَعَهُمْ فِي هَذَا اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ فِي الْإِنْسَانِ بَعْضُ الْإِيمَانِ وَبَعْضُ الْكُفْرِ أَوْ مَا هُوَ إيمَانٌ وَمَا هُوَ كُفْرٌ وَاعْتَقَدُوا أَنَّ هَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ وَغَيْرُهُ فَلِأَجْلِ اعْتِقَادِهِمْ هَذَا الْإِجْمَاعَ وَقَعُوا فِيمَا هُوَ مُخَالِفٌ لِلْإِجْمَاعِ الْحَقِيقِيِّ إجْمَاعِ السَّلَفِ الَّذِي ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ ))
الوجه الثالث : قوله :" انتبه لهذه العبارة يقول هذه الأركان الأربعة ، أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه ، ومعلوم أن الركن إذا أختل يسقط الشيء كله"
أقول
هذا من المعلوم في ذهنك ، وما قررته عليك بدعتك .
أما عند أهل السنة والجماعة : فقد تقرر في الشرع أن أركان الإسلام خمسة واتفقوا على تكفير من أنكر الشهادتين ، لكنهم اختلفوا في تكفير من ترك شيئا من مبانيه الأربعة ( الصلاة والصيام والزكاة والحج ) تهاونا وكسلا ، بعد الإقرار بوجوبها. ([13] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145282#_ftn13)) ، وهي من أظهر أعمال الجوارح وأعظمها ، ومع ذلك لم يطعن أحدهم في الأخر ، أو بنوا العلالي والقصور لرمي إخوانهم بالإرجاء ، وقالوا عنهم بأنهم هدموا الإسلام .
فهذا في أعظم مباني وأركان الإسلام سوى الشهادتين ، فماذا نقول في سواها من أعمال الجوارح ؟
فمن باب أولى أن لا نكفر من أخل بشيء منها ، بل الذي يكفر بذلك هم الخوارج ومن سلك مسلكهم ، ولا نرى الجهني إلا واقعا في مستنقعات ضلالتهم ، يغرف من أوحالها ، في ظلام التعصب والتقليد الأعمى والمكابرة ورعونات النفس ، والله المستعان
وبهذا يتبين أن عبدالحميد الجهني على هذه الضلالة ، من بداية نشأته ، وهي لازالت تنمو وتنبت إلى أن وصلت ما وصلت إليه من رميه جماهير أهل السنة السابقين واللاحقين بالإرجاء ، نسأل الله تعالى العافية


كتبه الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة

([1]) وهي السنة التي علق فيها على كتاب (عدة الصابرين) ، وقال بهذا القول في أثنائه

([2]) وهذا هو الحال ممن يتغذى من مقالات المخالفين فيزعم أنه ينصر بها مذهب أهل الحديث ، فيكسر على يده من الحق على قدر ما وافق القوم في بدعهم ، انظر كتاب الإيمان ( ص 100) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

([3]) عدة الصابرين (ص: 109)

([4]) (ص: 55 ـ 56)

([5]) أي كتاب (الصلاة وأحكام تاركها ) ، فليرجع إليه .

([6]) أي : الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ

([7]) وهذا صريح وعين عبارة الجهني :" هل معنى ذلك أن من عرف الله بقلبه ونطق بالشهادتين وعمل بعمل القلب يكون مؤمنا ولو لم يعمل شيئا من أعمال الجوارح ؟ "
أجاب : بـ " لا "
التي وافق فيها بدعة المعتزلة والخوارج .

([8]) لكن عبدالحميد الجهني لا يرفع بهذا الاتفاق السني رأسا ، ويأبى إلا أن يحشره في زمرة أقوال ومعتقد المرجئة بالكذب والمكابرة !!

([9]) فإني أتحدى القطبية والحدادية ومنهم عبدالحميد الجهني أن يأتونا بكلمة واحدة من الإمام الألباني أو الإمام ربيع المدخلي ، وافقا فيها الجهمية والمرجئة في هذا القول والمعتقد .

([10]) لكن الجهني يقول : إن الأعمال الظاهرة ـ وهي : الصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين والإحسان إلى الجار إلى أخره ـ ليست من كمال الإيمان ، التي الإخلال بها يخل بالإيمان ويضعفه .
فيا للعجب من اضطرابه وتناقضه ، وذلك لبعده عن الفهم السلفي ، في تقرير هذه المسألة العظيمة

([11]) ما رأي الجهني في هذه اللفظة وما بعدها ؟
فيما يبدو أن ابن تيمية مرجئ عنده ، بل قد أشار إلى ذلك في نفس السلسلة من تعليقه على كتاب (عدة الصابرين)( ش 11 د 29) ، بهذا ، حيث قال : ((الذين يتكلمون في المواقع ما خلوا أحدا ، طعنوا في الشيخ ابن باز ، طعنوا ، حتى الشيخ ابن عثيمين ، وطعنوا في الشيخ الألباني وطعنوا في الشيخ ربيع وطعنوا في الشيخ أمان الجامي ، الطعن في الشيخ العباد الطعن في الأموات والأحياء ، طعون شديدة على هؤلاء العلماء الأفاضل والله المستعان .. هم لو تتبعوا ابن تيمية قد يجدون عنده الإرجاء ))
فقوله : " هم لو تتبعوا ابن تيمية قد يجدون عنده الإرجاء " ، فهذه عبارة واضحة صريحة منه ، فاضحة له ، على أن في بعض كلمات ابن تيمية إرجاء ، قد وقف عليها الجهني وتحقق من ثبوتها عنها لتعبيره بـ " قد يجدون "الدالة على التحقيق، لكن نصيحته للعلماء واحترامه لهم والستر عليهم ، يمنعه من إظهارها والصدع بها !!
وبهذه النظرة أيضا كان ينظر إلى أئمة السنة والحديث الذين لم يكفروا تارك الصلاة تهاونا وكسلا ، قديما وحديثا ، ولكن كان يتحين الفرص لمواجهتهم ورميهم بالإرجاء ، فوجد فرصته في هذه الفترة ، التي يظن فيها أنه قد قوي فيها عضده بفتنة فالح الحربي والحلبي والحجوري والغامدي الذين رموا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي عن قوس واحد .
فنظرة الجهني الآن إلى الشيخ ربيع المدخلي وتقريراته السلفية ، بأنها تقريرات إرجائية ، ما هي إلا سموم كان يخفيها تحت ثياب دفاعه عنه وعن الإمام الألباني وغيرهما من علماء السنة ، فليرح نفسه صاحب مقال (لماذا غير الشيخ الجهني قوله في ربيع المدخلي ؟) المنشور في منتديات الأفاق .
فهو لم يغير بل هو يظهر ما كان يخفيه .

([12]) وهذا عين نفور عبدالحميد الجهني فليتأمل ذلك

([13]) انظر (مجموع الفتاوى)(7/ 609) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و (لقاء الباب المفتوح)
(59/ 9) للإمام ابن عثيمين

أبو الوليد خالد الصبحي
13-Jul-2014, 05:59 PM
جزاك الله خيرا

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
14-Jul-2014, 11:00 PM
بارك الله في أخينا الفاضل أبي الوليد
ونشكره على مروره

أبو هنيدة ياسين الطارفي
15-Jul-2014, 05:47 PM
جزاك الله خيــــــــــرا وسدد الله قلمك أخــــي الفاضل أبو أنس...
((فقد أزعجتهم وعريتهم ...)) بكتاباتك التي تبين وتفضح على ماهم عليه من الإنحراف و الكذب والطعن بلأعلام والأفاضل ...
كتب الله لك الأجر على ما تبذله ...اللهم آمين .

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
15-Jul-2014, 10:56 PM
بارك الله في أخي الحبيب الفاضل المكرم ياسين
قد أسعدني مرورك
ونسأل الله تعالى أن يجعل ما نبذله من نصرة الحق وأهله خالصا لوجه الله نتقرب بذلك إليه في هذه الأيام الفاضلة.
ونفع الله بكم وثبتنا وإياكم على الصراط المستقيم
محبكم في الله بشير