المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناقشة عبدالحميد الجهني في أفكاره المليبارية وأصوله الخلفية ( الحلقة الثالثة)



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
01-Aug-2014, 04:51 PM
مناقشة عبدالحميد الجهني في أفكاره المليبارية

وأصوله الخلفية ( الحلقة الثالثة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الوقفة الثالثة : تخبطه واضطرابه في مسألة العذر بالجهل وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة في تقريرها

قال في شرح الباعث الحثيث (ش 3 / د42) : يسأل عن كتاب عقيدة الموحدين لأن الملاحظ عندنا في الجزائر أن التكفيريين يستعملونه في تكفير المعين عندنا جماعة يرون أن الحجة قائمة في هذا العصر على كل مسلم في الأرض ولا يفرقون بين من هو موجود في بلد التوحيد والبلد التي استعمرت مدة مئة وثلاثين سنة من طرف الاستعمار الفرنسي ونجد أن غالبية من الشعب يتمسحون بالقبور ولا يوجد من يعلمهم في بلدنا لأنها للأسف الشديد ـ ويعتقدون عقائد شركية ـ، خالية من دعاة التوحيد ، وإن وجدوا فهم يقمعون في عاصمة البلد ـ يعني الدعاة ـ ؟
الجواب : هذه المسألة مسألة كبيرة ، مسألة من مات وهو متلبس بأعمال شركية أو من ظهرت عليه أعمال شركية كدعاء الميت أو الذبح للقبور ونحو ذلك .
هؤلاء الناس ، يعني العلماء متفقون على أنه يعذر بالجهل ، يعني قضية العذر بالجهل هذه ما فيها خلاف لأن الله عز وجل يقول : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاًً}.
لكن الخلاف الآن هل هؤلاء يعذرون بالجهل أو لا يعذرون هنا الخلاف ؟
يعني هي مسألة تحقيق المناط فقط ، إذاً فهؤلاء الناس الموجودين في الجزائر وفي بلاد الدنيا من القبورية الذين يعبدون القبور ما يخلون من ثلاث حالات .
الحالة الأولى : من بلغته الدعوة وعرف التوحيد وأعرض عنه وتنكب الطريق وعاند الحق فهذا كافر ظاهر وباطن ومصيره إلى النار ولا يصلى عليه ولا يستغفر له لأنه مشرك ، لأنه عرف الحق وعاند وأعرض ، عرف التوحيد ودعي إلى التوحيد وبين له ومع ذلك ترك ، أعرض .
الحالة الثانية : أن هذا الإنسان ما بلغته الدعوة أبدا يعيش في الأدغال ما سمع بشيء اسمه الإسلام ، اسمه التوحيد ما بلغه شيء ، يعني نشأ على هذا الشيء ،نشأ يظن أن هذا هو الدين وأن هذا هو الحق ، فهذا يعني لا يحكم عليه بالكفر والشرك لأنه معذور .
الحالة الثالثة : هي التي فيها المشكل ، من كان يعيش في البلاد الإسلامية في العواصم أو في القرى وتبلغه الكتب ، يبلغه المذياع ، يبلغه التلفاز ، يبلغه الدعاة أو يسافر إلى الحج ويسافر إلى العمرة أو يسافر إلى المدن الكبيرة أو درس في المدارس واستمر يذبح للقبور ويستغيث بالأموات ، فهل هذا يعذر بالجهل أو لا يعذر بالجهل ؟
من العلماء من قال يعذر بالجهل لأنه ما تأكد عندنا أن الحجة أقمت عليه .
ومن العلماء من قال : لا يعذر بالجهل لأنه قد بلغه العلم وبإمكانه أن يتعلم ويكفي في ذلك القرآن ، فإن القرآن حجة والله عز وجل يقول : {لأنذركم بِهِ وَمن بلغ} ، يعني من بلغه القرآن .
ومن العلماء من قال : إنما نتوقف في حال هؤلاء ونكل أمرهم إلى الله ، يعني نقول هؤلاء الناس ، الذين ما عندنا علم فيهم ، يعني فعلا علموا أو لم يعلموا نكل أمرهم إلى الله نقول : أمرهم إلى الله هو اعلم بهم سبحانه و تعالى ، ولكن في الوقت نفسه لا نستغفر لهم ، لماذا ؟
معاملة لهم بظاهر حالهم ، فإنهم ماتوا وهم يستغيثون بالموتى ، ماتوا وهم يذبحون للقبور ، ماتوا وهم يقولون مدد ، مدد يا فلان كيف نستغفر له !!
قالوا : نعامله بمقتضى الحال ما نستغفر له ، ولكن نكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى
هكذا أفتى بعض العلماء ومنهم الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .
فهذه المسألة يا إخوان ما ينبغي أن تفرق أهل السنة ، مسألة خلافية بين العلماء ، ومسألة حساسة ودقيقة ، فمن كفر هؤلاء ، ما نطلق عليه لفظ التكفيري ليه ؟
لأنه فيه علماء يرون هذا المذهب يرون أن هؤلاء أقمت عليهم الحجة وأنهم مشركون وأنهم في حكم أبي لهب وأبي جهل ، فيه من العلماء من يتبنى هذا الرأي .
كذلك من لا يكفرهم لا نقول أنه مرجئ ، لا ، هذه المسألة مسألة علمية ينبغي أن نأخذها مأخذ علمي ، جيد .
ولا نبدع بها ، ولا تكون سببا للتفريق بين أهل السنة ، مسألة يعني علمية ، مسألة دقيقة وحساسة ، وكما ذكرت الخلاف فيها قوي وهو من باب تحقيق المناط ، بمعنى هل هؤلاء يعذرون أو لا يعذرون ، هذه مسألة ، لذلك إذا جاء طالب العلم وقال يا جماعة إن هؤلاء الصوفية الموجودين في العالم الإسلامي بلغتهم الدعوة وسمعوا بالعلم وسمعوا بالتوحيد ومع ذلك هم معرضون فحالهم كحال الكفار الذين قال الله عنهم : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} ولذلك الله ما عذرهم بذلك ، ما عذر الكفار بهذا الإعراض بل حكم بكفرهم وأدخلهم النار ، فكذلك هؤلاء الصوفية القبورية الموجودين في العالم الإسلامي هم معرضون عن الحق ما يريدون العلم ولا الهدى ولا التوحيد ، فنحن نحكم عليهم بهذا .
لو قال القائل هذا الكلام ، تقرير علمي ما ننكر عليه ولا نقول تكفيري ..المسألة في الحقيقة تحتاج إلى دراسة إلى بحث إلى نقولات عن أهل العلم ولكن مهم يكن من الشيء ما ينبغي أن تكون هذه المسائل مدعاة إلى التفرقة وإلى تنابز بالألقاب هذا كله لا يجوز والله المستعان .))
أقول
قبل أن أتوجه إلى مناقشة كلام عبدالحميد الجهني وبيان ما يحتوي عليه من المغالطات والتلبيس والجهل ، أنبه على شيء ذكره السائل ، غمغمه وما وفى حقيقته ، وهو قوله : (( نجد أن غالبية من الشعب يتمسحون بالقبور ولا يوجد من يعلمهم في بلدنا لأنها للأسف الشديد ويعتقدون عقائد شركية ، خالية من دعاة التوحيد ، وإن وجدوا فهم يقمعون في عاصمة البلد ))
ففي هذا الكلام من اختلاس وهضم حقيقة الدعوة السلفية التي انتشرت وذاع خيرها في ربوع الجزائر ما لا يخفى على أهل الجزائر ، وهذا إبان المستعمر الفرنسي على يد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي حطمت عروش الصوفية الخرافية ، فأزهقت أباطيلها وكشفت خرافاتها ، وهي لا تزال في أزهى قوتها ونشاطها إلى أن خرج المستعمر الفرنسي النصراني من أرض الجزائر المسلمة المناضلة ، فانحسر نشاطها جدا ، لكن لا تزال بقايا أثارها في ربوع الجزائر ظاهرة في من جالس مشايخها ودعاتها وتتلمذ على أيديهم وتأثر بدعوتها ، وأطمأن إلى مرجعيتها ووثق بديانة أئمتها وعلمهم ، حتى رُموا بالبادسية لتمسكهم بدعوتها ونبذهم لخرافات الصوفية ودروشتها، كما رُمي أصلها بالوهابية افتراء وكذبا وتنفيرا من الدعوة السلفية التي حمل رايتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست سنة 1931م/1352هـ ، وهي السنة التي احتفلت فيها فرنسا بمرور قرن على احتلال الجزائر ، بعدما أيقنت أن الجزائر قد أصبحت إلى الأبد قطعة منها ([1] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn1)) ، ولكن من خيبة أمالها وسوء عاقبتها أن ولد في هذه السنة في أرض الجزائر من ضيع فرحتها وأفسد عليها مخططاتها التي كانت تسعى إلى تحقيقها في شمال إفريقيا ومن الجزائر ، وكان هذا المولود نقمة عظيمة بها ، ومفخرة ونعمة للأمة الجزائرية ، كما كان موسى عليه الصلاة والسلام نعمة لبني إسرائيل ولآسية بنت مزاحم، ونقمة عظيمة بفرعون وجنوده ، قال الله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) }[القصص ]
قال الإمام السعدي ـ رحمه الله ـ في ( تيسير الكريم الرحمن)(ص612 ـ 613)
(({وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ} بأن نزيل عنهم مواد الاستضعاف، ونهلك من قاومهم، ونخذل من ناوأهم. {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً} في الدين، وذلك لا يحصل مع استضعاف، بل لا بد من تمكين في الأرض، وقدرة تامة، {وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} للأرض، الذين لهم العاقبة في الدنيا قبل الآخرة.
{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ} فهذه الأمور كلها، قد تعلقت بها إرادة الله، وجرت بها مشيئته، {و} كذلك نريد أن {نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ} وزيره {وَجُنُودَهُمَا} التي بها صالوا وجالوا، وعلوا وبغوا {مِنْهُمْ} أي: من هذه الطائفة المستضعفة. {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} من إخراجهم من ديارهم، ولذلك كانوا يسعون في قمعهم، وكسر شوكتهم، وتقتيل أبنائهم، الذين هم محل ذلك، فكل هذا قد أراده الله، وإذا أراد أمرا سهل أسبابه، ونهج طرقه، وهذا الأمر كذلك، فإنه قدر وأجرى من الأسباب -التي لم يشعر بها لا أولياؤه ولا أعداؤه- ما هو سبب موصل إلى هذا المقصود...
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ} فصار من لقطهم، وهم الذين باشروا وجدانه، {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} أي: لتكون العاقبة والمآل من هذا الالتقاط، أن يكون عدوا لهم وحزنا يحزنهم، بسبب أن الحذر لا ينفع من القدر، وأن الذي خافوا منه من بني إسرائيل، قيض الله أن يكون زعيمهم، يتربى تحت أيديهم، وعلى نظرهم، وبكفالتهم.
وعند التدبر والتأمل، تجد في طي ذلك من المصالح لبني إسرائيل، ودفع كثير من الأمور الفادحة بهم، ومنع كثير من التعديات قبل رسالته، بحيث إنه صار من كبار المملكة.
وبالطبع، إنه لا بد أن يحصل منه مدافعة عن حقوق شعبه هذا، وهو هو ذو الهمة العالية والغيرة المتوقدة، ولهذا وصلت الحال بذلك الشعب المستضعف -الذي بلغ بهم الذل والإهانة إلى ما قص الله علينا بعضه - أن صار بعض أفراده، ينازع ذلك الشعب القاهر العالي في الأرض، كما سيأتي بيانه.
وهذا مقدمة للظهور، فإن الله تعالى من سنته الجارية، أن جعل الأمور تمشي على التدريج شيئا فشيئا، ولا تأتي دفعة واحدة.
وقوله: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} أي: فأردنا أن نعاقبهم على خطئهم ونكيدهم، جزاء على مكرهم وكيدهم.
فلما التقطه آل فرعون، حنَّن الله عليه امرأة فرعون الفاضلة الجليلة المؤمنة آسية بنت مزاحم وَقَالَتِ هذا الولد {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ} أي: أبقه لنا، لِتقرَّ به أعيننا، ونستر به في حياتنا ، {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} أي: لا يخلو، إما أن يكون بمنزلة الخدم، الذين يسعون في نفعنا وخدمتنا، أو نرقيه منزلة أعلى من ذلك، نجعله ولدا لنا، ونكرمه، ونجله.
فقدَّر الله تعالى، أنه نفع امرأة فرعون، التي قالت تلك المقالة، فإنه لما صار قرة عين لها، وأحبته حبا شديدا، فلم يزل لها بمنزلة الولد الشفيق حتى كبر ونبأه الله وأرسله، فبادرت إلى الإسلام والإيمان به، رضي الله عنها وأرضاها.)) ا.هـ
قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ في (البداية والنهاية)(2/ 33) : (({وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} أَيْ ; سَنَجْعَلُ الضَّعِيفَ قَوِيًّا، وَالْمَقْهُورَ قَاهِرًا، وَالذَّلِيلَ عَزِيزًا. وَقَدْ جَرَى هَذَا كُلُّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ; كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} [الأعراف: 137] .. وَالْمَقْصُودُ أَنَّ فِرْعَوْنَ احْتَرَزَ كُلَّ الِاحْتِرَازِ أَنْ لَا يُوجَدَ مُوسَى ...
أَنَّ فِرْعَوْنَ إِنَّمَا أَمَرَ بِقَتْلِ الْغِلْمَانِ أَوَّلًا حَذَرًا مِنْ وُجُودِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. هَذَا، وَالْقَدَرُ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْجَبَّارُ، الْمَغْرُورُ بِكَثْرَةِ جُنُودِهِ، وَسُلْطَةِ بَأْسِهِ وَاتِّسَاعِ سُلْطَانِهِ، قَدْ حَكَمَ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يُغَالَبُ وَلَا يُمَانَعُ، وَلَا تُخَالَفُ أَقْدَارُهُ أَنَّ هَذَا الْمَوْلُودَ الَّذِي تَحْتَرِزُ مِنْهُ، وَقَدْ قَتَلْتَ بِسَبَبِهِ مِنَ النُّفُوسِ مَا لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى، لَا يَكُونُ مُرَبَّاهُ إِلَّا فِي دَارِكَ وَعَلَى فِرَاشِكَ، وَلَا يُغَذَّى إِلَّا بِطَعَامِكَ وَشَرَابِكَ فِي مَنْزِلِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَتَبَنَّاهُ وَتُرَبِّيهِ وَتَتَعَدَّاهُ، وَلَا تَطَّلِعُ عَلَى سِرِّ مَعْنَاهُ، ثُمَّ يَكُونُ هَلَاكُكَ فِي دُنْيَاكَ وَأُخْرَاكَ عَلَى يَدَيْهِ ; لِمُخَالَفَتِكَ مَا جَاءَكَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ الْمُبِينِ، وَتَكْذِيبِكَ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، لِتَعْلَمَ أَنْتَ وَسَائِرُ الْخَلْقِ أَنَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ هُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، وَأَنَّهُ هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ، ذُو الْبَأْسِ الْعَظِيمِ، وَالْحَوَلِ وَالْقُوَّةِ وَالْمَشِيئَةِ، الَّتِي لَا مَرَدَّ لَهَا.)) ا.هـ
أعود على بدء فأقول : قد ضاعت أحلام فرنسا على يد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بما قامت به من تجديد الدعوة السلفية في بلاد الجزائر ومحاربتها للصوفية ونفض غبار الجهل الذي خيم على أهل الجزائر ، فاستيقظت الجزائر من سباتها ، واستجابت لنداء الجمعية مما كان سببا في رجوع استقلالها وعزها وتطهير أرض الجزائر من فرنسا وظلمها ، ولكن للأسف الشديد بعد ذلك الجد والكد والجهاد الذي قامت به الجمعية انحسر نشاطها وضعف وهذا بعد الاستقلال ، لعوامل داخلية وخارجية حلت بها مما كانت سببا في إضعاف نشاطها وإرهاق قوتها والتي من أهمها موت جل أئمتها الجحاجحة الأبطال، وغيرها من العوامل التي قد تكون مغذية من طرف فرنسا انتقاما من الجمعية وفتنة للأمة الجزائرية ، ويعرف ذلك من درس تاريخ الجرائر وتتبع مجرى أحداثه من إبان المستعمر الفرنسي وبعد استقلالها إلى يومنا هذا .
ومن حظ الجزائر غير المشكور ، أن هذه العوامل قد ولدت وأفرزت في مجتمعها الجماعات الحزبية من الإخوان والتبليغ وجماعة التكفير وظهور الرفض وإرجاع التصوف قوته ونشاطه من الجديد مما كان سببا في إخفاء معالم الدعوة السلفية وظهور طقوس الصوفية وخرافاتها وانتشارها في قرى ومدن الجزائر ، ولكن لم تدوم هذه الحالة العفنة على ما هي عليه من التعفن والفساد ، إذ تظهر الدعوة السلفية بقوة في السنوات ما بعد 1400هـ /1979م إلى يومنا هذا ، في أرض الجزائر شرقا وغربا ، وذلك بعد انتشار علم الألباني فيها ، ورحلة طلبة العلم منها إلى الحجاز واليمن لطلب العلم ثم رجوعهم إلى بلدهم وعائلتهم لنشر الدعوة السلفية فيهم ، وانتشار أشرطة أئمة الدعوة السلفية ابن باز وابن عثيمين ومقبل الوادعي والنجمي وأمان الجامي والفوزان والعباد وربيع المدخلي وعبيد الجابري وغيرهم ، وتنظيم الدورات العلمية التي يقوم بها مشايخ الإصلاح ، مما فجر الدعوة السلفية في الجزائر وأظهر محاسنها وأصولها وكشف أباطيل الحزبية وخرافات الصوفية ، حتى أصبحت العائلات الجزائرية لا تعدم إن شاء الله من سلفي موحد يدعو فيها إلى التوحيد والسنة ويحذر من الشرك والبدعة على قدر استطاعته وعلمه ويسمع على لسانه من الحق ما كان يخفى منه عليهم ([2] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn2))، وهذه الحقيقة لا تخفى على أحد من أهل الجزائر ولا يستطاع أن يطمس حقيقتها إلا جاهلا أو عدوا مكابرا أو حاسدا يريد أن يهضم حقيقة الدعوة السلفية التي أظهر الله تعالى أمرها ونشر نورها في بلاد الجزائر ، وبهذا نعرف مغالطة ذلك السائل ومجانبته للصواب فيما أخفاه في سؤاله فيما يخص هذه الحقيقة ، إذ أنه حصر الدعوة السلفية إلا في بيئة العاصمة ، أما ما كان من حولها فحكم على أهلها بالشرك والضلال ، وخلوها من أهل السنة والجماعة .
إلا أن هذه النعمة يا أهل الجزائر ويا معشر أهل السنة تحتاج منا إلى الشكران والمعاهدة والمحافظة والاحتراز من كل ما يفسدها من الخلافات الحزبية والطائفية التي يغذيها أعداء الدعوة السلفية .
فهذا ما يخص من التنبيه فيما جاء من المغالطة التي أحتوى عليها سؤال السائل .
أما كلام الجهني ففيه من الاضطراب والتناقض ما يهدم تأصيله الجديد كما سأبينه في مناقشتي له في هذه الوقفات التالية :
الأولى : قولك :" هذه المسألة مسألة كبيرة ، مسألة من مات وهو متلبس بأعمال شركية أو من ظهرت عليه أعمال شركية كدعاء الميت أو الذبح للقبور ونحو ذلك .
هؤلاء الناس ، يعني العلماء متفقون على أنه يعذر بالجهل ، يعني قضية العذر بالجهل هذه ما فيها خلاف لأن الله عز وجل يقول: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاًً}."
أقول
إذا كنت يا عبد الحميد ترى هذه المسألة بهذه الأهمية والحجم والخطورة فلماذا أنت الآن قائم هي الضجة والفتنة وتطعن وتبدع من يرى فيها العذر بالجهل وتخالف ما قررته الآن ؟!!
الثانية : قولك :" الحالة الثانية : أن هذا الإنسان ما بلغته الدعوة أبدا يعيش في الأدغال ما سمع بشيء اسمه الإسلام ، اسمه التوحيد ما بلغه شيء ، يعني نشأ على هذا الشيء ،نشأ يظن أن هذا هو الدين وأن هذا هو الحق ، فهذا يعني لا يحكم عليه بالكفر والشرك لأنه معذور ".
أقول
هذا ينقض قولك وتشغيبك على الشيخ ربيع وأهل السنة الذي أزبدت وأرغدت به عليهم في مقالك (حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ معاصر): (( هذا لأنكم تأبطتم قاعدة العذر بالجهل , وأصدرتم عفوا عاما وحكما شاملا بإسلام جميع القبوريين المشركين الذين لم تقم عليهم الحجة بزعمكم ...)) ([3] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn3))
فصنيعك هذا وتناقضك يدل على أنه مبني على المكابرة والمعاندة والمخالفة للحق وأهل وعن علم الذي أوقعك في البغي والظلم للحق وأهله .
الثالثة : قولك:" الحالة الثالثة : هي التي فيها المشكل ، من كان يعيش في البلاد الإسلامية في العواصم أو في القرى وتبلغه الكتب ، يبلغه المذياع ، يبلغه التلفاز ، يبلغه الدعاة أو يسافر إلى الحج ويسافر إلى العمرة أو يسافر إلى المدن الكبيرة أو درس في المدارس واستمر يذبح للقبور ويستغيث بالأموات ، فهل هذا يعذر بالجهل أو لا يعذر بالجهل ؟ .."
أقول
هذا الكلام فيه من التلبيس والتمويه ما يعلم بطلانه ممن عرف وأطلع على واقع هذه الوسائل التي ذكرها ونوع العلم الذي يبث فيها وحال لسان نقلته .
فلا يخفى على الأمة أن المسيطر على وسائل الإعلام ومدارس الإسلام ومنابره هم الحزبية وأهل البدع من الصوفية والأشاعرة والرافضة والتكفيريين وغيرهم من النحل الضالة التي تدعو إلى أصولها ومناهجها .
فمن كان حاله كذلك فهل سيدعو إلى الإسلام النقي الصافي كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ودعا إليه أصحابه الكرام وأئمة الإسلام من بعدهم ، مما نتأكد معه أنه قد قامت بهم الحجة وظهرت بهم المحجة ؟
الجواب : إن ممن عرف واقع هذه الطوائف البدعية ودعوتها يجد أن غايتها التي تسعى إليها هي ربط الأمة بمناهجها وأصولها الضالة وتحريفهم عن الإسلام الصافي الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام .
وهذا مما يخفى معه معالم الإسلام وأصوله ومحاسنه التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام ويزيد إغراق الأمة في الضلال والجهل مما يكن سببا في إعذارها ، وقد نبه على ذلك مشايخ الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (مجموع الفتاوى)(12/493 ـ 494) : ((إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إلَّا بَعْدَ إبْلَاغِ الرِّسَالَةِ فَمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ جُمْلَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ رَأْسًا وَمَنْ بَلَغَتْهُ جُمْلَةً دُونَ بَعْضِ التَّفْصِيلِ لَمْ يُعَذِّبْهُ إلَّا عَلَى إنْكَارِ مَا قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية. وَذَلِكَ مِثْلُ قَوْله تَعَالَى {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَقَوْلِهِ: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} الْآيَةَ. وَقَوْلِهِ: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} وَقَوْلِهِ: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ} الْآيَةَ. وَقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وَقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} وَقَوْلِهِ: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} وَقَوْلِهِ: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} وَقَوْلِهِ " {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وَنَحْوُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ فِي مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَةٍ.
فَمَنْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَمْ يَعْلَمْ بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ تَفْصِيلًا؛ إمَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْهُ. أَوْ سَمِعَهُ مِنْ طَرِيقٍ لَا يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهَا أَوْ اعْتَقَدَ مَعْنًى آخَرَ لِنَوْعِ مِنْ التَّأْوِيلِ الَّذِي يُعْذَرُ بِهِ. فَهَذَا قَدْ جُعِلَ فِيهِ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ مَا يُوجِبُ أَنْ يُثِيبَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَا لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَلَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ بِهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ مُخَالِفُهَا.))
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ ( ص 15) ([4] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn4)) : (( الآن كثير من إخواننا طلاب العلم ربما من أهل العلم يظنون بأن أهل الفترة انتهى أمرهم ، أي لا يوجد بعد بعثة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أهل فترة ، أنا أخالفهم في ذلك ، وأقول : لا تزال هناك الدعوة بحاجة إلى تبليغ ، بل بحاجة تفهيم وليس مجرد تبليغ .
قلت مرة لبعض العلماء في مجلسي معنا ، وسمعت منه هذا الرأي الغريب وهو الإسلام عم وجه الأرض كله ، بدليل القرآن يذاع في كل الإذاعات العربية ، فقلت له : يا شيخ هذا القرآن بلسان عربي مبين ، أنا أعتقد ـ وأنا ألباني لا أنسى أصلي ـ أن العرب أنفسهم الآن بحاجة إلى تفسير وبيان هذا القرآن الكريم ، لأنهم أصبحوا أعاجم في لغتهم العربية ، فضلا عن الأعاجم أصالة ، فإذا كان الإنجليز و الألمان والأمريكان يسمعون القرآن ، هل تظن أنهم يفهمونه ، وأنا كنت أعتقد أنهم يفهمونه ، هل تعتقد بأنهم قد بلغتهم الدعوة ؟
ثم أتبعت كلامي هذا قائلا : أن لبعض الأحزاب الإسلامية أو الفرق الإسلامية نسميها المنحرفة عن الإسلام جذريا كالقاديانية لهم نشاطات عجيبة في الدعوة ، لا أقول الإسلام ، وإنما في الدعوة إلى إسلامهم في ألمانيا وبريطانيا ...
القاديانيين هل أقيمت عليهم الحجة هل بلغتهم الدعوة ؟
أنا أجيب قلت لذلك الذي تحدثت معه : أوفر عنك إجابة فأنا أجيب إن كنت مخطئا فصحح خطأي ، فأنا أقول : لم تبلغهم الدعوة ، لأن الشرط بلوغ الدعوة أن تبلغهم كما نزلت وكما جاءت طبعا في أصولها وليس في تفاصيلها ومفرداتها .
وعلى هذا أنا أشرح حديثين اثنين :..
الحديث الثاني : وله علاقة مباشرة بما نحن بصدده قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ :"والذي نفس محمد بيده لا يسمع أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "
( يسمع بي ) هذا الألماني أو الأمريكي سمع بأن محمدا عليه الصلاة والسلام بشر بأنبياء آخرين يأتون في آخر الزمان وعنده انحرافات صوفية قديمة قد تكون بوذية فوجد هذا يناسب ما قبل إسلامه فآمن بالإسلامي القادياني ، هل هذا أقيمت عليه الحجة ؟
أقول : لا ما أقيمت عليه الحجة ، هذا الإسلام الذي لقنه ليس إسلام محمد عليه الصلاة والسلام لتقوم الحجة عليه وسمع به فهو كفر فقد خرج عن الملة ....
الشاهد : الذي أريد أن أصل إليه الآن هو نقطة البحث في الحقيقة ، أنتم في بلادكم يجب أن تشعروا بفضل نعمة الله عليكم بسبب دعوة التوحيد ـ دعوة محمد بن عبدالوهاب ـ التي عمت البلاد بخيرها كلها ، ثم جاء شيء من نورها إلى البلاد الأخرى ، النور ما عم البلاد الأخرى ، كمصر ، وأنت عارف الوثنية التي قامت عند الحسين وزينب ... كذلك قريبا من ذلك في سورية .
الذي أريد أن أقوله بارك الله فيك : أن هؤلاء الذين يستغيثون بغير الله هؤلاء ما عرفوا دعوة الإسلام، وقد تستغرب هذا مني، لكنه كما قال:{إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}، هؤلاء ما عرفوا الإسلام ...
ولذلك فأنا أعتقد وأنا جربت الدعوة هناك أن المسألة لا يجوز أن تقيس البلاد الإسلامية على بلادكم ([5] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn5)) ، فبلدكم قد وصلتها دعوة التوحيد بفضل محمد بن عبدالوهاب بعد فضل الله عز وجل ، أما البلاد الأخرى فلا يزالون في ضلالهم يعمهون ، وأصوات في الموحدين مثل نقطة في بحر ومتقطعة ونادرة جدا تصيب أفرادا إذا سمعوا الكلام قد يهتدي بعضهم به ، وقد يضل آخرون محتجين بالمشايخ ...
فهل تعتقد أن عامة المصريين بلغتهم دعوة التوحيد ؟
أنا أعتقد أنهم ما بلغتهم دعوة التوحيد كذلك في سورية إلى أفراد قليلين جدا .
هنا أقول : هؤلاء وقعوا في الكفر أي الكفر الأعتقادي لكن ليس كل من وقع في الكفر الأعتقادي وقع عليه الكفر ، أي حكم عليه أنه كافر ومرتد عن دينه لماذا ؟
لأن الحجة التي يكفر بها لم تبلغه كما قال تعالى :{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم } .
وكما تعلم من لفظة الكفر أن الكفار إنما سموا كفارا لأنهم يظهر لهم الحق فيغطونه ويكفرون به...))
إلى أن قال ـ رحمه الله ـ ( ص 23) : (( .. أن هذا الذي يشهد أن لا إله إلا الله يذبح لغير الله ويستغيث بغير الله وينذر لغير الله ، كل هذه أعلام شركية وثنية ، لا شك ولا ريب ، لكن أولا هذه أشياء مع الزمن لقنوها من علماء السوء أنها لا تنافي الإسلام
ثانيا : ما أحد أقام الحجة عليهم كفرد من الأفراد حينما نريد أن نخرجه من دائرة الإسلام ، ونكل أمره إلى الله في الآخرة ، ما أقيمت عليه الحجة ، إذن لماذا نخرجه وهو لا يزال يصلي معنا ويصوم معنا ..وإلى آخره؟
أليس الواجب بنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا أن نحاول أن نفهمه العقيدة الصحيحة ، حتى على الأقل نطمئن أن هذا الرجل مكابر أنه فعلا رجل كافر ، يعني يصدق عليه قوله تعالى :{ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم }
أما يا أخي وأكثر عامة المسلمين ، بل خاصتهم ـ نحن نعرفهم ـ ما عرفوا دعوة التوحيد ولا عرفوا أدلتها ولذلك هم عندي مرضى يجب أن يعالجوا بكل شفقة وبكل رحمة وليس برفع السيف صلتا على رقابهم بحجة أنهم مشركون مرتدون عن دينهم وهم يشهدون لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
هذه ملاحظة أرجو أن تدرسها جيدا ، لأن القضية في الحقيقة خطيرة وخطيرة جدا تشمل أكبر قسم من العالم الإسلامي .
أكبر قسم من العالم الإسلامي ما شم رائحة التوحيد والسبب ليس عندهم علماء يفهمونهم التوحيد ، إن وجد ، فوجد صوت ضايع في هذا الخضم ، وهذا كما تعلم ، ولذلك يجب أن تفرقوا بين وضعكم ووضع العالم الإسلامي الآخر وان تنظروا الفرق بين عامة المسلمين عندكم وعامة المسلمين عندنا فضلا عن خاصة المسلمين عندكم وخاصة المسلمين عندنا .
فيه فرق كبير ولذلك لا يجوز سحب الحكم على كل الشعوب سواء لاختلاف الثقافة أو لاختلاف العلم ، ولعل في هذا القدر كفاية )) ا.هـ
قال العلامة حافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ في (معارج القبول)(3/ 1229) بعد بيان أصحاب البدع المكفرة من الجهمية والقدرية وغيرهم : (( وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْهُمْ مَنْ عُلِمَ أَنَّ عَيْنَ قَصْدِهِ هَدْمُ قَوَاعِدِ الدِّينِ وَتَشْكِيكُ أَهْلِهِ فِيهِ فَهَذَا مَقْطُوعٌ بِكُفْرِهِ بَلْ هُوَ أَجْنَبِيٌّ عَنِ الدِّينِ مِنْ أَعْدَى عَدُوٍّ لَهُ. وَآخَرُونَ مَغْرُورُونَ مُلَبَّسٌ عَلَيْهِمْ، فَهَؤُلَاءِ إِنَّمَا يُحْكَمُ بِكُفْرِهِمْ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَإِلْزَامِهِمْ بِهَا.)) ا.هـ
قال العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ : (( إن وجوب الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقدر، وما يتصل بذلك من أصول وفروع بمقتضاه: يتوقف على البلاغ الصحيح ومعرفة ما تضمنه البلاغ من الحق، وهذا مما يتفاوت بتفاوت الناس في مداركهم وقواهم العقلية، وكثرة العلماء والدعاة إلى الإسلام، وما إلى هذا مما يتيسر معه معرفة الحق وتأييده، واستبانة الباطل وتميزه
من الحق والقضاء عليه، أو بعدهم عن ديار الإسلام والدعاة إليه، وما إلى ذلك من الحواجز التي يشق معها الوصول إلى معالم شرع الله تعالى والوقوف على حقيقته جملة أو التبحر فيه.
فيجب أن يراعى ذلك وأمثاله في الحكم على الناس، فقد يجب على بعض الناس الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله إجمالا، إذا لم يبلغه إلا ذلك، ولم يتيسر له سواه مع بذله وسعه في التعرف على الحق، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» . رواه مسلم.)) ا.هـ ([6] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn6))
قال العلامة محمد آمان الجامي ـ رحمه الله ـ في شرحه كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين (ش 7 / د11 ـ 15) : (( أن بعضهم قد يعذر لجهل مطبق ولوجود الشبه ، الشبه المجسدة التي هي علماء السوء ، الذين يسخرون العوام ليخدموهم وليخضعوا لهم ويزينوا لهم الشرك ويزينوا لهم نفي الصفات وتعطيل رب العالمين ، هذا الصنف من العلماء شبهة مجسدة أمام صغار طلبة العلم وأمام العوام ، لذلك ينبغي أن نتريث كثيرا بالنسبة للحكم على العوام وعلى صغار طلبة العلم أنهم قد يخرجون من الملة بهذا الشرك ، هذا الموقف موقف خطير جدا ، يجب أن يتورع الإنسان ويتريث ، فينظر في أحوال الناس ، قد تنطبق هذه الصفات ويخرج من الملة بعضهم ، وقد لا تنطبق على بعضهم فلا يخرج ، مسألة تحتاج إلى دراسة وتأمل .)) ا.هـ
بهذا التقرير من أئمة السنة يتبين أن الحجة تقام بأهل السنة التي يزال معها العذر بالجهل ، أما أهل البدع فالنصوص الشرعية وتقريرات الأئمة المرعية قاضية بأنهم هم محتاجون إلى الدعوة وإلى إقامة الحجة عليهم وإزالة الشبهة والتوبة مما اقترفوه من البدع لا أن يقيموا الحجة على المخالف وإزالة الجهل عنه لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وهذا مما جانب فيه الجهني الحق وتقريرات أهل السنة ، فكلامه يتضمن ويلزم منه أن أصوات الإذاعة والتلفاز والصحف والمجلات والمنابر مهما كانت حال لسان دعاتها وبعدهم عن الإسلام الصحيح ، فهي كافية في إقامة الحجة وإزالة الجهل لغالبيتها وسيطرتها على هذه الوسائل ومنابرها ، فافهم ذلك .
الرابعة : قولك :" ومن العلماء من قال : إنما نتوقف في حال هؤلاء ونكل أمرهم إلى الله ، يعني نقول هؤلاء الناس ، الذين ما عندنا علم فيهم ، يعني فعلا علموا أو لم يعلموا نكل أمرهم إلى الله نقول : أمرهم إلى الله هو اعلم بهم سبحانه و تعالى ، ولكن في الوقت نفسه لا نستغفر لهم ، لماذا ؟
معاملة لهم بظاهر حالهم ، فإنهم ماتوا وهم يستغيثون بالموتى ، ماتوا وهم يذبحون للقبور ، ماتوا وهم يقولون مدد ، مدد يا فلان كيف نستغفر له !!
قالوا : نعامله بمقتضى الحال ما نستغفر له ، ولكن نكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى
هكذا أفتى بعض العلماء ومنهم الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ."
أقول
إن مذهب الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب وإخوانه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذه المسألة أنهم لا يكفرون أحدا إلا بعد قيام الحجة وبيان المحجة ، ومن تقول عليهم غير ذلك فقد كذب عليهم وأعظم عليهم الفرية ونسب إليهم ما ليس من مذهبهم .
قال العلامة سليمان بن سمحان ـ رحمه الله ـ في رسالته (منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع)(ص: 73) (( فاعلم أن مشايخ أهل الإسلام وإخوانهم من طلبة العلم الذين هم على طريقتهم هم الذين ساروا على منهاج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب, وأخذوا بجميع أقواله في حاضرة أهل نجد وبواديهم , الذين كانوا في زمانه, فأخذوا بقوله في الموضع السادس الذي نقله من السيرة في بوادي أهل نجد, حيث قال بهم الوصف المكفر لهم بعد دعوتهم إلى توحيد الله وإقامة الحجة عليهم والإعذار والإنذار منهم, وأخذوا بقوله في الرسالة التي كتبها للشريف لما سأله عما يكفّر به الناس ويقاتلهم عليه وكذلك ما ذكره في رسالته إلى السويدي وأنه لا يكفر الناس بالعموم, وكذلك ما ذكره أولاده بعده في هذه المسائل, ونحن نسوق ما ذكروه.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى الشريف بعد أن ذكر ما يكفر الناس به, ويقاتلهم عليه مما هو معلوم عنه مشهور قال:" وأما الكذب والبهتان مثل قولهم: إنا نكفر بالعموم, و نوجب الهجرة إلينا على من قدر أن يظهر دينه في بلده, وأنّا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل, وأمثال هذا وأضعاف أضعافه, فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون الناس به عن دين الله ورسوله.
وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر أحمد البدوي, لأجل جهلهم وعدم من ينبههم ([7] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn7)) , فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ولم يقاتل؟! سبحانك هذا بهتان عظيم. بل نكفر تلك الأنواع الأربعة لأجل محادتهم لله ورسوله, إلى آخر كلامه.
وهذا بخلاف ما عليه هؤلاء الجهال, فإنهم يكفرون الناس بالعموم, ويكفرون من لم يهاجر, كما هو معلوم مشهور عنهم لا ينكره إلا من هو مباهت في الحسيات, مكابر في الضروريات".
قال _رحمه الله_ في رسالته للسويدي البغدادي: "وما ذكرت أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني, وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة, فيا عجبا! كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ وهل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟! إلى أن قال: وأما التكفير؛ فأنا أكفر من عرف التوحيد ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله, وأكثر الأمة _ولله الحمد_ ليسوا كذلك". انتهى.
فانظر _رحمك الله_ إلى ما قاله الشيخ _رحمه الله_ ثم انظر إلى ما يقوله هؤلاء الجهال, وهل كانوا على ما قاله الشيخ أم لا؟ يتبين لك أنهم يقولون بأهوائهم, ويفتون بآرائهم لا بما قاله أهل العلم.([8] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn8))
وقال الشيخ حسين بن محمد بن عبد الوهاب وأخوه الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما سئلا عن مسائل عديدة فأجابا عنها. ثم قالا:"وأما المسألة الثامنة عشرة في أهل بلد بلغتهم هذه الدعوة, وأن بعضهم يقول: هذا الأمر حق, ولا غيّر منكرا, ولا أمر بالمعروف, ولا عادى ولا والى, ولا أقر أنه قبل هذه الدعوة على ضلال, وينكر على الموحدين إذا قالوا: تبرأنا من دين الآباء والأجداد, وبعضهم يكفر المسلمين جهارا, أو يسب هذا الدين ويقول: هو دين مسيلمة, والذي يقول: هذا أمر زين لا يمكنه يقوله جهارا. فما تقولون في هذه البلدة على هذه الحال مسلمين أم كفار؟ وما معنى قول الشيخ وغيره: إنا لا نكفر بالعموم؟ وما معنى العموم و الخصوص؟ إلى آخره.
الجواب: أن أهل هذه البلد المذكورين إذا كانوا قد قامت عليهم الحجة التي يكفر من خالفها حكمهم حكم الكفار, والمسلم الذي بين أظهرهم ولا يمكنه إظهار دينه تجب عليه الهجرة, إذا لم يكن ممن عذر الله, فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المال".
والسامعون كلام الشيخ في قوله: "إنا لا نكفر بالعموم". فالفرق بين العموم والخصوص ظاهر, فالتكفير بالعموم أن يكفر الناس كلهم عالمهم وجاهلهم ومن قامت عليه الحجة ومن لم تقم عليه, وأما التكفير بالخصوص فهو أن لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة بالرسالة التي يكفر من خالفها.)) ([9] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn9))
وقال ([10] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn10)) : ((وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين _رحمه الله_ بعد أن ذكر اختلاف العلماء وتنازعهم في التكفير, وقد سئل عن هذه المسألة فقال في آخر الجواب: "وبالجملة فيجب على من نصح نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة, إلا بعلم وبرهان من الله, وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله,([11] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn11)) فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله فيه من أعظم أمور الدين, وقد كفينا بيان هذه المسألة كغيرها, بل حكمها في الجملة أظهر أحكام الدين, فالجواب علينا الاتباع وترك الابتداع, كما قال ابن مسعود _رضي الله عنه_: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".
وأيضا: فما تنازع العلماء في كونه كفرا فالاحتياط للدين التوقف وعدم الإقدام ما لم يكن في المسألة نص صريح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة, فقصر بطائفة فحكموا بإسلام من دلت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على كفره, وتعدى بآخرين فكفّروا من حكم الكتاب والسنة مع الإجماع بأنه مسلم.
ومن العجب أن أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة أو البيع ونحوهما لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله, بل يبحث عن كلام العلماء, ويفتي بما قالوه, فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدين وأشدها خطرا على مجرد فهمه واستحسانه؟ فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين, ويا محنته من تينك البليتين, ونسألك اللهم أن تهدينا الصراط المستقيم, صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين".ا.هـ. ))
وقال الشيخ سليمان في ( ص 80) : (( ... ولا نكفر إلا من كفر الله ورسوله بعد قيام الحجة عليه...
والعجب كل العجب من هؤلاء الجهال الذين يتكلمون في مسائل التكفير, وهم ما بلغوا في العلم والمعرفة معشار ما بلغه من أشار إليهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين في جوابه الذي ذكرناه قريبا من أن أحدهم لو سئل عن مسألة في الطهارة أو البيع ونحوهما لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله, بل يبحث عن كلام العلماء ويفتي بما قالوه, فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدين وأشدها خطرا على مجرد فهمه واستحسان عقله؟ فما أشبه الليلة بالبارحة في إقدام هؤلاء على الفتوى في مسائل التكفير بمجرد أفهامهم واستحسان عقولهم, ثم أخذ ذلك عنهم وأفتى به من لا يحسن قراءة الفاتحة, فالله المستعان. ))
وقال رحمه الله ([12] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn12)) : ((المسألة الثامنة: قول السائل: وهل من كفر منهم كما ذكرنا يطلق عليه الكفر ولو لم تقم عليه الحجة, قبيلة كانت أو شخصا معينا, وما وجه قيام الحجة؟ هل كل تقوم به أم لا بد من إنسان يحسن إقامتها على من أقامها عليه؟
والجواب أن نقول: قد ذكر علماء أهل الإسلام من أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم: أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك ويدين به ومات على ذلك: فهذا ظاهره أنه مات على الكفر, فلا يدعى له ولا يضحى له ولا يتصدق عنه.
وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كان قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن. وإن كان لم تقم به الحجة فأمره إلى الله تعالى.
وأما سبه ولعنه فلا يجوز سب الأموات مطلقا, كما في "صحيح البخاري" عن عائشة _رضي الله عنها_ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " إلا إن كان أحد من أئمة الكفر وقد اغترّ الناس به فلا بأس بسبه إذا كان فيه مصلحة دينية. انتهى.
وأما قول السائل: هل كل تقوم به الحجة أم لا بد من إنسان يحسن إقامتها على من أقامها عليه؟
فالذي يظهر لي _والله أعلم_ أنها لا تقوم الحجة إلا بمن يحسن إقامتها, وأما من لا يحسن إقامتها: كالجاهل الذي لا يعرف أحكام دينه, ولا ما ذكره العلماء في ذلك, فإنه لا تقوم به الحجة فيما أعلم, والله أعلم.([13] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn13)) ))
فهذه النقول من الشيخ سليمان تظهر وتبين أن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وتلامذته رحمهم الله أنهم على مذهب علماء أهل السنة والجماعة في إعذار أهل الجهل وأنهم لا يكفرون أحدا إلا بعد قيام الحجة وتبليغها ، وبهذا يتبين كذب ما نسبه الجهني إلى الإمام عبدالله من أنه يكفر من غير قيام الحجة .
الخامسة : قولك :" فهذه المسألة يا إخوان ما ينبغي أن تفرق أهل السنة ، مسألة خلافية بين العلماء ، ومسألة حساسة ودقيقة ، فمن كفر هؤلاء ، ما نطلق عليه لفظ التكفيري ليه ؟
لأنه فيه علماء يرون هذا المذهب يرون أن هؤلاء أقمت عليهم الحجة وأنهم مشركون وأنهم في حكم أبي لهب وأبي جهل ، فيه من العلماء من يتبنى هذا الرأي .
كذلك من لا يكفرهم لا نقول أنه مرجئ ، لا .
هذه المسألة مسألة علمية ينبغي أن نأخذها مأخذ علمي ، جيد .
ولا نبدع بها ، ولا تكون سببا للتفريق بين أهل السنة ، مسألة يعني علمية ، مسألة دقيقة وحساسة ، وكما ذكرت الخلاف فيها قوي وهو من باب تحقيق المناط ، بمعنى هل هؤلاء يعذرون أو لا يعذرون ، هذه مسألة ، لذلك إذا جاء طالب العلم وقال يا جماعة إن هؤلاء الصوفية الموجودين في العالم الإسلامي بلغتهم الدعوة وسمعوا بالعلم وسمعوا بالتوحيد ومع ذلك هم معرضون فحالهم كحال الكفار الذين قال الله عنهم :{ الذين كفروا عما انذروا معرضون }، ولذلك الله ما عذرهم بذلك ، ما عذر الكفار بهذا الإعراض بل حكم بكفرهم وأدخلهم النار ، فكذلك هؤلاء الصوفية القبورية الموجودين في العالم الإسلامي هم معرضون عن الحق ما يريدون العلم ولا الهدى ولا التوحيد ، فنحن نحكم عليهم بهذا ، لو قال القائل هذا الكلام ، تقرير علمي ما ننكر عليه ولا نقول تكفيري ... المسألة في الحقيقة تحتاج إلى دراسة إلى بحث إلى نقولات عن أهل العلم ولكن مهم يكن من الشيء ما ينبغي أن تكون هذه المسائل مدعاة إلى التفرقة وإلى تنابز بالألقاب هذا كله لا يجوز والله المستعان "
أقول
هذا كلام فيه خبط وخلط وتقرير خلاف ما أنت ترجف به يا جهني في هذه الآونة ، فقد أقمت الدنيا ولم تقعدها وأحدثت ضجة كبيرة أنت وجماعتك الحدادية في رمي أهل السنة بالإرجاء وبكل نقيصة وما ذاك إلا لأنهم يرون العذر بالجهل وأنهم لا يكفرون أحدا إلا بعد قيام الحجة ، إعمالا لنصوص الكتاب والسنة ، وتمسكا بمنهج أئمة الحديث سلفهم في تقرير هذه المسألة الكبيرة الدقيقة كما وصفتها بلسانك وخالفتها تطبيقا وعملا ، والله تعالى يقول في كتابه العظيم:{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ } .
فلو كنت تحترم أقوال علماء السنة وتقدر اجتهاداتهم وتسعى إلى حسم مادة الخلاف وتغلق الأبواب المفضية إلى التفرقة ، ما سعيت سعي التكفيريين في إثارة هذه المسألة ، وتدافع عن من يثيرها وتصفهم بأنهم هم أهل السنة وطلبة العلم الذين يحاربون الإرجاء وترفع من شأنهم وشأن زبالاتهم التي تخالف تقريرات أئمة الإسلام المتمثلة في العذر بالجهل وعدم التكفير إلا بعد قيام الحجة .
فأهل السنة إن اختلفت أقوالهم في هذه المسألة بل قد تجد آحادهم له فيها كما من قول ، لكن لم تكن محل النزاع والعداوة والتفرقة والاختلاف فيما بينهم ، وهذا بخلاف ما عليه القطبية والحدادية فقد جعلوها أصلا يمتحن به الأمة فمن وافقهم في قولهم في عدم العذر بالجهل رأوه منهم وحكموا عليه بأنه من أهل السنة ومن خالفهم وقال بغير قولهم رموه بالبدعة وأخرجوه من السنة وأقاموا عليه الدنيا ولم يقعدوها ، وهذا من طرائق أهل البدع والأهواء إذ أنهم يخترعون أصولا وأقوالا ويمتحنون بها الأمة ، ومن كان كذلك فلا لوم على الأئمة إذ حكموا عليه بالبدعة لمجانبته عمل أهل السنة في تقرير هذه المسألة .

ثانيا : قولك :" فيه علماء يرون هذا المذهب يرون أن هؤلاء أقمت عليهم الحجة
وأنهم مشركون وأنهم في حكم أبي لهب وأبي جهل ، فيه من العلماء من يتبنى هذا الرأي ...لذلك إذا جاء طالب العلم وقال يا جماعة إن هؤلاء الصوفية الموجودين
في العالم الإسلامي بلغتهم الدعوة وسمعوا بالعلم وسمعوا بالتوحيد ومع ذلك هم معرضون فحالهم كحال الكفار الذين قال الله عنهم:{ الذين كفروا عما انذروا معرضون }، ولذلك الله ما عذرهم بذلك ، ما عذر الكفار بهذا الإعراض بل حكم بكفرهم وأدخلهم النار ، فكذلك هؤلاء الصوفية القبورية الموجودين في العالم الإسلامي هم معرضون عن الحق ما يريدون العلم ولا الهدى ولا التوحيد ، فنحن نحكم عليهم بهذا "
أقول
من هؤلاء العلماء يا جهني الذين يقولون بهذا القول ويرون أن المتصوفة الجهلة المنتسبين إلى الإسلام في حكم أبي جهل والكفار المشركين ؟
سمي لنا رجالك لننظر هل هم من الخوارج القطبية الذين ترجف بتأصيلاتهم الضالة ، أم هم من علماء أهل السنة والجماعة البرءاء من زبالاتكم الفاسدة ، وحاشاهم من أفكاركم الخارجية التكفيرية لما عرف عنهم من العدل والعلم بالحق والرحمة بالخلق ، إذ قد تضافرت كلماتهم على عذر الجهلة ممن وقعوا في المخالفات الكفرية مع مراعاتهم ما هم عليه من أصل الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعدما بيان مذهب أهل السنة في مسألة تكفير أهل البدع والأهواء من الجهمية وغيرهم : (( نَازَعَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي تَخْلِيدِ الْمُكَفَّرِ مِنْ هَؤُلَاءِ؛ فَأَطْلَقَ أَكْثَرُهُمْ عَلَيْهِ التَّخْلِيدَ كَمَا نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ مُتَقَدِّمِي عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ؛ كَأَبِي حَاتِمٍ؟ وَأَبِي زُرْعَةَ وَغَيْرِهِمْ وَامْتَنَعَ بَعْضُهُمْ مِنْ الْقَوْلِ بِالتَّخْلِيدِ. وَسَبَبُ هَذَا التَّنَازُعِ تَعَارُضُ الْأَدِلَّةِ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَدِلَّةً تُوجِبُ إلْحَاقَ أَحْكَامِ الْكُفْرِ بِهِمْ ثُمَّ إنَّهُمْ يَرَوْنَ مِنْ الْأَعْيَانِ الَّذِينَ قَالُوا تِلْكَ الْمَقَالَاتِ مَنْ قَامَ بِهِ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا فَيَتَعَارَضُ عِنْدَهُمْ الدَّلِيلَانِ وَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي كَلَامِ الْأَئِمَّةِ مَا أَصَابَ الْأَوَّلِينَ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي نُصُوصِ الشَّارِعِ كُلَّمَا رَأَوْهُمْ قَالُوا: مَنْ قَالَ كَذَا فَهُوَ كَافِرٌ اعْتَقَدَ الْمُسْتَمِعُ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ شَامِلٌ لِكُلِّ مَنْ قَالَهُ وَلَمْ يَتَدَبَّرُوا أَنَّ التَّكْفِيرَ لَهُ شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ قَدْ تَنْتَقِي فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ وَأَنَّ تَكْفِيرَ الْمُطْلَقِ لَا يَسْتَلْزِمُ تَكْفِيرَ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ يُبَيِّنُ هَذَا أَنَّ الْإِمَامَ أَحْمَد وَعَامَّةَ الْأَئِمَّةِ: الَّذِينَ أَطْلَقُوا هَذِهِ العمومات لَمْ يُكَفِّرُوا أَكْثَرَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلَامِ بِعَيْنِهِ. )) ([14] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145882#_ftn14))
قال الإمام الألباني في (( مسائل دعوية معاصرة / سلسلة الهدى والنور/ ش 1003 ـ 1004): (( بناء على ذلك الشعوب الضالة اليوم من مسلمين هؤلاء لا يجوز تكفيرهم لا ظاهرا وباطنا ، حط في بالك ، لماذا ؟
لأنهم رفعوا راية الإسلام .
وأنت شايف قتال أفغانستان والمشاكل التي تأتينا عنهم ، أنت داري ما أقول ؟
الشيخ صالح أل الشيخ : نعم
العلامة الألباني : هؤلاء يقاتلون من أجل الإسلام فيهم شرك ، فيهم ضلال ؟ طبعا فيهم .))
وقال في ( فتاوى جدة)(ش 11)
السائل: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أمَّا بعد ، قد ذكرتَ فيما مضى من الأسئلة السابقة إنه قضية العذر بالجهل هذا بالنسبة للصفات، هل يُعذر بالجهل من كان في بلدةٍ يُقام فيها للأولياء والطواف حول قبورهم وهم يدَّعون الإسلام وبلادهم الطابع هذا كله في جميع البلاد فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل أم لا؟ ويعتقد أن الأولياء أو أن هذا الذي يطوف حوله ينفع ويضر وهذا المعتقد هو السائد في هذا البلد، فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل أم ماذا؟ والسؤال الثاني
الشيخ -رحمه الله-: حسبك سؤالاً سؤالاً .
أنا جوابي على سؤالك بكل صراحة نعم، وهو مفهوم جوابي السابق تماماً لأن السؤال كما قلت أنت الآن في العقيدة هل يُعذر إذا كان ضالا في العقيدة أم لا، وما دندنت حوله من الطواف حول القبور ومن الإشراك بالله تبارك وتعالى، فالجواب هو الجواب الذي دندنَّا حوله وصرَّحنا به فيما مضى وليس في السؤال شيء جديد إذا تذكرت بأنني جعلت المجتمع الذي يعيش فيه هذا الذي يُعذر أو لا يُعذر جعلت المجتمعات ثلاثة :
إما مجتمع إسلامي صحيح ، وإما مجتمع كافر وإما مجتمع اسما مجتمع إسلامي ولكن العلماء الذين هم المفروض فيهم أن يكون هداةً هادين لغيرهم هم في أنفسهم ضالُّون وقد ذكرت ومن أين يأتيه العلم هذا الجاهل فهو معذور إذا وجد في مثل المجتمع الثاني الكافر أو المجتمع الثالث المجتمع المسلم الذي ليس فيه أهل التوحيد و أهل العقيدة الصحيحة ، وما الذي حملك على أن تُجدد السؤال بضرب مثال مع أن الأمثلة كثيرة لا تُعَد ولا تُحصى ، قد يكون هناك شيء خفيَ أمره على بعض الحاضرين وقد تكون أنت منهم ، فهل تستطيع أن تقول ما الذي حملك على توجيه هذا السؤال وهو داخل في الجواب السابق.
أتفضل.
السائل: فيه آيات من القرآن كثيرة إن الأولياء إذا دعوهم الناس لا ينفعوهم ولا يضرُّوهم
الشيخ : ما في داعي يا أخي، أنت الآن كأنك تناقش إنساناً يُقِرُّ دعوة غير الله عز وجل من الأموات لسنا في هذا الصدد ، بحثنا في هذا الجاهل يعيش بين أُناسٍ يعتقدون أن هذه الإستغاثة بغير الله هو من باب التوسل المشروع لسنا في هذا الصدد، نحن والحمد لله منذ نعومة أظفارنا ونحن من أهل التوحيد ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، لكن بحثنا الآن : من وُجد في مجتمع شركي هل أُقيمت حُجة الله عليه؟
السائل: هذا لأن معظم أهل البلد على هذا العقائد؟
الشيخ : واضح أن الحُجَّة لم تُقم عليه فهذا الذي نُدندن حوله، ولذلك ففي سؤالك ليس فيه شيء جديد ونحن حين نقول إنه معذور- يمكن هذه النقطة تحتاج إلى توضيح- ماذا نعني إنه معذور؟
بمعنى إننا لا نحكم عليه بأنه من أهل الكفر المخلدين في النار هذا الذي نعنيه ولسنا نعني أنه يدخل الجنَّة ترانزيت لا ما نعني هذا، لا يدخل الجنة كما قال عليه السلام إلَّا نفسٌ مؤمنة هذا أعلنه في حجة الوداع ولكنِّي أريد من قولي إنه معذور أي لا نحكم عليه بالنار التي وعد بها الكفَّار ، له معاملة يوم القيامة معروفة في بعض الأحاديث الثابتة فإن أطاع دخل الجنَّة وإن عصى دخل النار )) ا.هـ
قال العلامة محمد آمان الجامي ـ رحمه الله ـ في شرحه كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين (ش 7 / د11 ـ 15) : (( يقارن الشارح بين ما وقع بين المشركين قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام وبين ما وقع بين متأخري المسلمين من بعد انقراض القرون الثلاثة ، المقارنة واضحة إلا أننا ينبغي أن ننبه على بعض الأشياء بعض النقاط التي تعتبر فروقا بين شرك الأولين وشرك هؤلاء المشركين المنتسبين إلى الإسلام ما وقعوا فيه
المشركون الأولون في الغالب الكثير لا يؤمنون بالبعث بعد الموت ، والقوم اليوم على الرغم من وقعهم في الشرك الأكبر يؤمنون بالبعث بعد الموت ، يؤمنون بالجنة والنار ، المشركون الأولون أنكروا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، هؤلاء في الجملة يؤمنون .)) ا.هـ
والحمد لله رب العالمين

كتبه الفقير إلى بشير بن سلة الجزائري
الجمعة 5 شوال 1435 هـ / 01 أغسطس 2014 م

([1]) انظر مقدمة آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (1/11)

([2]) وفيهم من عوام أهل السنة ما لا يحصي عددهم إلا الله تعالى الذين قال عنهم شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ في رسالة ( كشف الشبهات) : (( والعامي من الموحدين يغلب ألفا من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى:{وإن جندنا لهم الغالبون}[ الصافات173] وجند الله لهم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح ))

([3]) المنشور في موقعه ومنتديات الأفاق .

([4]) منقول من تفريغ سالم / عنون الجلسة ( مسائل دعوية معاصرة) ( سلسلة الهدى والنور)( ش 1003 ـ 1004)، وهذه الجلسة كانت بين الإمام الألباني وفضيلة الشيخ صالح أل الشيخ

([5]) فانتبه يا جهني لهذا التنبيه من محنك عارف عالم بواقع الأمة وأمراضها وما ينفعها ويعالجها .

([6]) انظر (فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي / قسم العقيدة /ص: 373)

([7]) بالإسلام الصحيح الخالي من شطحات الصوفية وبدع الحزبية .

([8] ) وهكذا شأن هؤلاء الجهال فما أشبههم بأولئك وألصقهم بهم في الوصف والحكم .

([9]) (ص: 73 ـ 76)

([10]) (ص :76 ـ 77)

([11])وما بالك إذا كان بالهوى والعمى ، بل إن كثيرا ممن يكتب في هذه المنتديات البدعية القطبية الحدادية لا يعرف حالهم ، أهم من المسلمين أو من غير المسلمين ، أو هم من الإنس أو من الجن ، لأن معظمهم يكتب بالأسماء المستعارة ، وممن عرف حاله منهم فهو من أسفه وأجهل الناس في قومه ، ومن الأحداث الأصاغر الذين لا يجوز لهم عقلا ولا شرعا أن يتكلموا في هذه المسائل العظام .

([12]) ( ص 84 ـ 85)

([13]) تأمل يا أيها القارئ الكريم إلى هذا الكلام المتين القوي ، فليس كل من تكلم قٌبل كلامه ونفع وأصاب ، فهذا الذي ندين الله به .
فيا أيها الحدادي القطبي كيف تأتي إلى أهل الإسلام بالسيف والرماح وتملأ فمك بالسباب والشتائم في المسلمين وتريد أن يقبل كلامك ، وتظن أنك قد أقمت عليهم الحجة ، وأنك وحيد قطرك وإمامه !!!

([14]) مجموع الفتاوى (12/ 487 ـ 488)