المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا قدم الله عز وجل الزانية على الزاني



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
22-Aug-2014, 10:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله وصلاة وسلام على رسول الله
شيحخنا الفاضل لماذا قدم الله عز وجل الزانية على الزاني في قوله تعالى:" الزانية والزاني فجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة " .
وجزاك الله كل خيرا

أبو بكر يوسف لعويسي
25-Aug-2014, 04:38 PM
وعليكم السلام ورحمة الله :
قال القرطبي في تفسيره (12/160)ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، (( أي في الآية المسئول عنها )) وكَانَ يَكْفِي أن يذكر لفظ الزَّانِي لأنه يشملهما، فَقِيلَ: ذَكَرَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما «3» " [المائدة: 38]. وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَكَرَهُمَا هُنَا لِئَلَّا يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ الرَّجُلَ لَمَّا كَانَ هُوَ الْوَاطِئَ وَالْمَرْأَةُ مَحَلٌّ لَيْسَتْ بِوَاطِئَةٍ فَلَا يَجِبُ عَلَيْهَا حَدٌّ، فَذَكَرَهَا رَفْعًا لِهَذَا الْإِشْكَالِ الَّذِي أَوْقَعَ جَمَاعَةً مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْهُمُ الشَّافِعِيُّ.وقُدِّمَتِ" الزَّانِيَةُ" فِي الْآيَةِ مِنْ حَيْثُ كَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ زنى النساء فاشٍِ وكان لإماء الْعَرَبِ وَبَغَايَا الْوَقْتِ رَايَاتٌ، وَكُنَّ مُجَاهِرَاتٍ بِذَلِكَ. وقيل: لان الزنى فِي النِّسَاءِ أَعَرُّ وَهُوَ لِأَجْلِ الْحَبَلِ أَضَرُّ. وَقِيلَ: لِأَنَّ الشَّهْوَةَ فِي الْمَرْأَةِ أَكْثَرُ وَعَلَيْهَا أَغْلَبُ، فَصَدَّرَهَا (أي بدأ بها ) تَغْلِيظًا لِتَرْدَعَ شَهْوَتَهَا، وَإِنْ كَانَ قَدْ رُكِّبَ فِيهَا حَيَاءٌ لَكِنَّهَا إِذَا زَنَتْ ذَهَبَ الْحَيَاءُ كُلُّهُ. وَأَيْضًا فَإِنَّ الْعَارَ بِالنِّسَاءِ أَلْحَقُ إِذْ مَوْضُوعُهُنَّ الْحَجْبُ وَالصِّيَانَةُ فَقُدِّمَ ذِكْرُهُنَّ تَغْلِيظًا وَاهْتِمَامًا.انتهى كلامه .
وقال بعض العلماء : قُدِّمَ ذِكْرُ الزَّانِيَةُ عَلَى الزَّانِي لِلِاهْتِمَامِ بِالْحُكْمِ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ الْبَاعِثُ (( أي السبب )) عَلَى زِنَى الرَّجُلِ وَبِمُسَاعَفَتِهَا الرَّجُلَ يَحْصُلُ الزِّنَى وَلَوْ مَنَعَتِ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا مَا وَجَدَ الرَّجُلُ إِلَى الزِّنَى تَمْكِينًا، فَتَقْدِيمُ الْمَرْأَةِ فِي الذِّكْرِ لِأَنَّهُ أَشَدُّ فِي تَحْذِيرِهَا.
قلت : قدمت المرأة في الزنا لأنها هي من تعرض نفسها فهي سلعة معروضة فإذا فقدت السلعة فقد الطالب لها ، فلما كانت معروضة كانت مطلوبة ، ولو بقيت محجوبة متعففة لما حصل بها فتنة .والمتأَمل في آيات الحدود يجد في حَدِّ السرقة قوله تعالى {والسارق والسارقة. .} [المائدة: 38] فبدَأ بالمذكر،لأنه في الغالب الرجل هو من يكسب المال ويسعى عليه ويعول أهله فإذا ضاق عليه الأمر ربما دفعه إلى السرقة وكذلك الفتنة بالمال عند الرجال هي أعظم من فتنة النساء بالمال ، فالمرأة فتنت بالرجال أكثر من المال وهي ماكثة في البيت لا تسعى لكسب المال لذلك فتنتها بها أقل فلهذا بدا في المال بالمذكر بالرجل .
أما في حَدِّ الزنا فقال: {الزانية والزاني. .} [النور: 2] فبدأ بالمؤنث لأن دور المرأة في مسألة الزنا أعظم ومدخلها أوسع، فهي التي تغري الرجل وتثيره وتهيج عواطفه؛ وتفتنه لذلك أمر الحق - تبارك وتعالى - الرجال بغَضِّ البصر وأمر النساء بذلك أيضا وبعدم إبداء الزينة ، وعدم التبرج ، والمكوث في البيت كل ذلك ليسُدَّ نوافذ هذه الجريمة ويمنع أسبابها.
أما في حالة السرقة فعادةً يكون عِبْءُ النفقة ومُؤْنة الحياة على كاهل الرجل، فهو المكلف بها؛ لذلك يسرق الرجل، أمَّا المرأة فالعادة أنها في البيت تستقبل، وليس من مهمتها توفير تكاليف الحياة، لكن لا مانعَ مع ذلك أن تسرق المرأة أيضاً؛ لذلك بدأ في السرقة بالرجل.

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
25-Aug-2014, 10:15 PM
جزاك الله خيرا شيخنا ونفع الله بك