أبوربيع حسن بن هاشم الحسن
28-Aug-2014, 12:22 PM
قال الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه :
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه واتباعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الإخوة الحضور
أيها الإخوة في الله إنه لمن دواعي السرور أن نلتقي في مساء هذا اليوم يوم الجمعة نلتقي نتذاكر وإياكم شيئا مما يجب علينا معشر المسلمين ، معشر أهل السنة أهل الحديث والأثر المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه وأئمة الهدى بعلم وصدق في الاتباع والاقتداء
أيها الإخوة الكرام إننا في هذا العصر وفي هذه الأيَّام بالتحديد نواجهُ حملات شرسة ضد أهل الإسلام والسنة ، حملات ضدّ أهل الإسلام من أهل الكُفر الأصليين من يهود ونصارى ومشركين على اختلاف أصنافهم والمنافقين على اختلاف أصنافهم وتعدّد أسمائهم , هذا الهجوم على أهل الإسلام معشر الإخوة كل واحد منا يعرفه وقد أصبح واضحا جليا لا يشك فيه عاقل نوَّر الله بصيرته والواجب على من رأى شيئا من هذا إن كان من أهل العلم أن يقوم بما أوجب الله عليه من دفاع عن دين الله في ضوء ما من الله به عليه من العلم ومن لم يكن عالما فلا شك ولا ريب أن قلبه سيتألم ويعتصر حرقة وحزنا من هذا الذي يراه فعليه أن لا يقدم على عمل ولا يقول قولا حتى يسأل أهل العلم وذلك بأن أهل العلم هم ورثة الأنبياء كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وإِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافر .
فيجب عليه أن يسأل أهل العلم العالمين بدين الله تبارك وتعالى ممتثلا في هذا قول الله جل وعز فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
فإذا عَلِم عَمِل وكان عمله مبنيا على تحقيق ومن انطلق من هذا المنطلق فإن عمله سيكون إن شاء الله صوابا وسيسلك الطريق الصحيح وإذا سلك الطريق الصحيح وصل إلى الثمرة المطلوبة والغاية المنشودة وحينئذ يحصل النفع ويعم الخير ولا يحدث شر لما ؟ لأنه امتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فعمل بعدما علم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول هلا سألوا إذا جهلوا إنما شفاء العي السؤال
فعامة المسلمين الذين ليس عندهم علم شرعي عليهم أن لا يعملوا عملا إلا بعد سؤال ورثة الأنبياء والأمناء على دين الله وشريعته وهم العلماء من عرفوا بالصدق والديانة ، الديانة نريد بها الاستقامة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصدق المراد به نصرة هذه السنة وبيان الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هم المؤتمون على ذلك
هذا ما يتعلق بجانب الشق الأول وهو حملة غير المسلمين من عموم الكفار على الإسلام ، هذه الجهمة الشرسة التي يواجهها أهل الإسلام يكون هذا علاجها بإذن الله لا بالعواطف والانفعالات غير المحسوبة التي تؤدي إلى نتائج عكسية على أهل الإسلام
وأما الشق الثاني فهو الهجمة الشرسة من أهل الأهواء والبدع باختلاف صنوفهم على أهل السنة في أهل الإسلام .
الصنف الأول أو الوجه الأول أو الجانب الأول سموه ما شئتم ، هجوم أعداء الإسلام على الإسلام.
الشق الثاني : هجوم أعداء السنة علىأهل السنة وهذا أصبح ظاهرا جليا في هذا العصر وأصحابه على قسمين :
أما القسم الأول : فهم أهل البدع الظاهرون المعروفون منذ القدم من روافض وخوارج وجهمية وقدرية ومرجئة إلى آخر ما هو معروف عند أهل السنة من أهل الفرق والصوفية أيضا لا تُنسى بطوائفها وطرقها المتعددة كل هؤلاء يحاربون أهل السنة ويحاربون السنة هذا صنف وأهل السنة يعرفونهم ولله الحمد هم مكشوفون لهم وقد عرفوهم فلا يحتاجون معهم إلا إلى التسلح بالعلم ، التسلح بالعلم بمعرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم هؤلاء الأصحاب الأخيار الأبرار الذين نقلو إلينا هذا الدين كما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن أنزل عليه
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
فمن ابتدع بدعة فهو بلسان حاله يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك شيئا من الدين لم يبينه والله جل وعلا يقول الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
فلابد من معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلها إلينا هؤلاء الأصحاب الأبرار الأخيار ونصحوا لنا رضي الله تعالى عنهم غاية النصيحة وأدوها إلينا كما سمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإذا علمت ذلك استطعت أن ترد على الخوارج وعلى القدرية وعلى الروافض وعلى الجهمية وعلى المعتزلة وعلى صنوف طوائف الصوفية وغيرهم من أهل الأهواء
وهناك صنف آخر خطرهم على أهل السنة عظيم بل خطرهم أعظم على أهل السنة من أهل البدع الظاهرين كما أن أهل البدع خطرهم على الإسلام وأهل الإسلام أشد من خطر الكفار الظاهرين لأن الكفار الظاهرين عرفوهم وعرفوا عداوتهم فلا يميلون إليهم وأهل البدع ربما انخدع بهم بعض أهل السنة وإن كان جمهور أهل السنة لا يميلون إليهم ولكن الصنف الثاني وهو من تظاهر بالسنة وانتسب إلى السنة وأصبح من طرف خفي يطعن في أهل السنة ويحارب أهل السنة باسم السنة هذا هو والله الأشد على أهل السنة
كما أن أهل الأهواء البدع –كما قلت- أشدّ على أهل الإسلام من أهل الكفر الظّاهرين.
فهؤلاء -أيضًا- المُنتسبون إلى السُّنّة أشدّ على أهل السُّنّة من أهل البدع الظّاهرين".
فأوصي نفسي وإخوتي وأبنائي المستمعين إلى هذه الكلمة أن يتنبهوا ويحذروا غاية الحذر فإن المبتدع الظاهر إذا جاءك لا تميلُ إليهِ أيّها السُّنِّي، لكن البلاء كلّ البلاء ممّن ينتسب إلى السُّنّة ويظهر باسم السُّنّة وهو في الحقيقة تراه مُمالئا لأهل الأهواء والمُبتدعة مُعتذرا لهم مهوِّنًا من خطورتهم وشأن خطورتهم ومُدافعًا عنهم ومُلتمسًا الأعذار لهم، ونحو ذلك
فتارة تجده يدافع عمن يدعو إلى المظاهرات والاعتصامات في بلاد الإسلام ونحوها وتارة تراه يدافع عن دعاة الحرية والمساواة باسم أن الإسلام ضمن الحريات وتارة تراه يدافع عمن يدعو إلى وحدة الأديان ويلبس على الناس في هذا الجانب وغير ذلك مما ابتلينا به ممن انتسب إلى الإسلام وآخرين تجد منهم الدفاع عمن يطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويرى أنها لا تفيد إلا الظن ويحسن فعلهم للناس وقولهم ويبرر بأن هذا قول جماهير العلماء وكذب والله ، هو قول جماهير أهل البدع والأهواء ، أهل الكلام أما أهل السنة فحيث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي ثبت بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الثقة عن الثقة إلى رسول الله عليه وسلم يفيد العلم ويوجب العمل وهذا الذي عليه أهل السنة ، أهل الحديث ، أهل الأثر
والخبر اعلم منه ما تواترا .......... ومنه آحــاد إلينا أثـــــــرا
فذو تواتر به العلم حصــل .......... وثابت الآحاد يوجب العمل
بل يوجب العلم على التحقيق .......... عند قيام موجب التصديق
فالتزم القـــــــــــــول به فإنه .......... به يقول كل أهــــل السنة
فتجد بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى السنة وأنهم على طريق السلف ــ وكذبوا والله ــ يدافعون عمن يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعم انه إنما الذي يفيد العلم منه هو المتواتر أما الآحاد فلا يفيد الظن ، قول أهل البدع ويهون من شأنه ويرى أن من رد عليهم من أهل السنة متشدد ، مصطنع لأسباب الفرقة بين أهل السنة وهكذا في مقابل ذلك تجده مع هؤلاء لينا هينا مصافيا وادعا ففيما يقولون في أيامنا هذه فيما سموه واصطلحوا عليه هم باسم الربيع العربي تجد بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى السنة والحديث يدافعون عمن يدعون إلى المظاهرات ويباركونها كأمثال علي الحلبي ومن كان على شاكلته فإنه يدافع عن محمد حسان وأمثاله ممن يباركون المظاهرات ويدعون إليها ويخرج بحريمه ونساءه وأولاده إليها وهكذا لا تجد منهم إلا الانتصار لأهل البدع والغضب لهم والهجوم على أهل السنة والحديث والغضب منهم فإلى الله المشتكى .
فأي سنة عند هؤلاء ؟؟؟ وأي حديث عند هؤلاء ؟؟؟ وأعمالهم تخالف ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الصنف معشر الإخوة والأبناء أيها الإخوة الحضور هذا الصنف من الناس إنما ذكرت له مثالا لاثنين ونحو ذلك هؤلاء أشد على أهل السنة والله من أهل البدع الظاهرين كما أن أهل البدع الظاهرين أشد على أهل الإسلام من أهل الكفر الظاهرين
فيا إخوة الإسلام : الله الله بالتّمسّك بالسُّنّة الصّحيحة النّقيَّة الثّابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الله الله باتّباع الطريقة السلفيَّة التي نقلها إلينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأورثوها للتابعين وورثوها لهم أمثال الحسن البصري وابن سيرين وسعيد بن المسيب والزهري وعمر بن عبد العزيز ومن بعدهم كحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وهكذا إلى أحمد وابن معين وابن مهدي وعلي بن مديني والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وهكذا كالخلال والآجري وابن أبي عاصم وهكذا إلى أن تصل إلى قوام السنة الأصبهاني والخطيب البغدادي وهكذا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله جميعا ابن القيم ابن عبد الهادي وابن كثير والذهبي هؤلاء ومن كان على طريقهم إلى عهد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأبنائه كالشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب والشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب والمجدد الثاني الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وهكذا العلامة الحبر عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب وهكذا العلامة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وهكذا الشيخ العلامة سليمان بن سحمان والشيخ حمد بن عتيق الشيخ سعد بن عتيق وهكذا إلى عهد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهكذا إلى عهد شيخنا شيخ الإسلام الشيخ عبد العزيز بن باز ثم الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ ناصر الدين الألباني رحم الله هؤلاء جميعا هؤلاء هم الصادقون من أصحاب الطريقة السلفية الذين لا يسكتون على بدعة ولا رزية وإنما يردون على البدع ، يردون البدع ويردون على أهل البدع يردون البدع المحدثات ويردون على أهلها ولا يسكتون عن بدعة مهما كان الحال وممن كانت هذه البدعة صادرة كائنا من كان صاحبها لا يقرونه عليها
وهذه ولله الحمد كتبهم دليل لنا شاهد ظاهر جلي يدل على صدق ما نقول وعلى كذب ما يقوله هؤلاء المتمسحون بهم من دعواهم أن هؤلاء يسكتون عمن وقع في باطل وقع في بدعة تألفا ونحو ذلك كما يقول هؤلاء الكذابون ، هذه كتب هؤلاء الأئمة موجودة بين أيدينا ولله الحمد
فالله الله معشر الإخوة والأبناء بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة هؤلاء فمن كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا كانوا على الهدى المستقيم فاتبعوهم واعرفوا لهم قدرهم
واعلموا: أنَّ دلالة الصِّدق على الدَّعوة لابُدَّ من إقامتها، فمن ادّعى شيئًا فعليه أن يُثبته بالبيّنة ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول البينة على المدعي واليمين على من أنكر
فمن ادعى شيئا فلابد أن يثبته بالبينة ، من ادعى أن فلانا سلفيا سنيا فليقمه ، فليقم هذا الدليل على سلفيته وليقم الدليل على سنيته وأثريته وأنه ماش على ذلك فإذا كان يدَّعي مجرد دعوى الأقوال والأفعال من ذلك المدعى له تخالف قوله فلا عبرة بقوله ولا يُنظر إليه بل هو دليل على كذبه فالإنسان إنما يُثبت دعواه إذا أقاه عليها البينة والبرهان وإذا لم يقم عليها بينة ولا برهانا لم تقبل فكثير من الناس – هؤلاء الذين ذكرت بعض أوصافهم في هذا العصر – يزعمون أن فلانا سلفي وفلان سلفي ولكن عند الإرادة للإثبات بالبينات من أقوال هؤلاء وأفعالهم لا يثبت ولا يستطيع أن يأتيك بدليل وإن جاءك بشيء فإنما يأت به على طريقة التلبيس
فالحذر الحذر معشر الإخوة والأبناء من هؤلاء المُلبِّسين؛ فإن خطرهم والله على السنة وأهلها أشدّ من خطر أهل البدع والأهواء الواضحين على أهل الإسلام
فنسأل الله العافية والسلامة ولعل في ما ذكرته الكفاية ونسأل الله جل وعز أن يثبتنا وإياكم على الحق والهدى حتى نلقاه إنه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه واتباعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الإخوة الحضور
أيها الإخوة في الله إنه لمن دواعي السرور أن نلتقي في مساء هذا اليوم يوم الجمعة نلتقي نتذاكر وإياكم شيئا مما يجب علينا معشر المسلمين ، معشر أهل السنة أهل الحديث والأثر المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه وأئمة الهدى بعلم وصدق في الاتباع والاقتداء
أيها الإخوة الكرام إننا في هذا العصر وفي هذه الأيَّام بالتحديد نواجهُ حملات شرسة ضد أهل الإسلام والسنة ، حملات ضدّ أهل الإسلام من أهل الكُفر الأصليين من يهود ونصارى ومشركين على اختلاف أصنافهم والمنافقين على اختلاف أصنافهم وتعدّد أسمائهم , هذا الهجوم على أهل الإسلام معشر الإخوة كل واحد منا يعرفه وقد أصبح واضحا جليا لا يشك فيه عاقل نوَّر الله بصيرته والواجب على من رأى شيئا من هذا إن كان من أهل العلم أن يقوم بما أوجب الله عليه من دفاع عن دين الله في ضوء ما من الله به عليه من العلم ومن لم يكن عالما فلا شك ولا ريب أن قلبه سيتألم ويعتصر حرقة وحزنا من هذا الذي يراه فعليه أن لا يقدم على عمل ولا يقول قولا حتى يسأل أهل العلم وذلك بأن أهل العلم هم ورثة الأنبياء كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وإِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافر .
فيجب عليه أن يسأل أهل العلم العالمين بدين الله تبارك وتعالى ممتثلا في هذا قول الله جل وعز فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
فإذا عَلِم عَمِل وكان عمله مبنيا على تحقيق ومن انطلق من هذا المنطلق فإن عمله سيكون إن شاء الله صوابا وسيسلك الطريق الصحيح وإذا سلك الطريق الصحيح وصل إلى الثمرة المطلوبة والغاية المنشودة وحينئذ يحصل النفع ويعم الخير ولا يحدث شر لما ؟ لأنه امتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فعمل بعدما علم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول هلا سألوا إذا جهلوا إنما شفاء العي السؤال
فعامة المسلمين الذين ليس عندهم علم شرعي عليهم أن لا يعملوا عملا إلا بعد سؤال ورثة الأنبياء والأمناء على دين الله وشريعته وهم العلماء من عرفوا بالصدق والديانة ، الديانة نريد بها الاستقامة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصدق المراد به نصرة هذه السنة وبيان الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هم المؤتمون على ذلك
هذا ما يتعلق بجانب الشق الأول وهو حملة غير المسلمين من عموم الكفار على الإسلام ، هذه الجهمة الشرسة التي يواجهها أهل الإسلام يكون هذا علاجها بإذن الله لا بالعواطف والانفعالات غير المحسوبة التي تؤدي إلى نتائج عكسية على أهل الإسلام
وأما الشق الثاني فهو الهجمة الشرسة من أهل الأهواء والبدع باختلاف صنوفهم على أهل السنة في أهل الإسلام .
الصنف الأول أو الوجه الأول أو الجانب الأول سموه ما شئتم ، هجوم أعداء الإسلام على الإسلام.
الشق الثاني : هجوم أعداء السنة علىأهل السنة وهذا أصبح ظاهرا جليا في هذا العصر وأصحابه على قسمين :
أما القسم الأول : فهم أهل البدع الظاهرون المعروفون منذ القدم من روافض وخوارج وجهمية وقدرية ومرجئة إلى آخر ما هو معروف عند أهل السنة من أهل الفرق والصوفية أيضا لا تُنسى بطوائفها وطرقها المتعددة كل هؤلاء يحاربون أهل السنة ويحاربون السنة هذا صنف وأهل السنة يعرفونهم ولله الحمد هم مكشوفون لهم وقد عرفوهم فلا يحتاجون معهم إلا إلى التسلح بالعلم ، التسلح بالعلم بمعرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم هؤلاء الأصحاب الأخيار الأبرار الذين نقلو إلينا هذا الدين كما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن أنزل عليه
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
فمن ابتدع بدعة فهو بلسان حاله يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك شيئا من الدين لم يبينه والله جل وعلا يقول الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
فلابد من معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلها إلينا هؤلاء الأصحاب الأبرار الأخيار ونصحوا لنا رضي الله تعالى عنهم غاية النصيحة وأدوها إلينا كما سمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإذا علمت ذلك استطعت أن ترد على الخوارج وعلى القدرية وعلى الروافض وعلى الجهمية وعلى المعتزلة وعلى صنوف طوائف الصوفية وغيرهم من أهل الأهواء
وهناك صنف آخر خطرهم على أهل السنة عظيم بل خطرهم أعظم على أهل السنة من أهل البدع الظاهرين كما أن أهل البدع خطرهم على الإسلام وأهل الإسلام أشد من خطر الكفار الظاهرين لأن الكفار الظاهرين عرفوهم وعرفوا عداوتهم فلا يميلون إليهم وأهل البدع ربما انخدع بهم بعض أهل السنة وإن كان جمهور أهل السنة لا يميلون إليهم ولكن الصنف الثاني وهو من تظاهر بالسنة وانتسب إلى السنة وأصبح من طرف خفي يطعن في أهل السنة ويحارب أهل السنة باسم السنة هذا هو والله الأشد على أهل السنة
كما أن أهل الأهواء البدع –كما قلت- أشدّ على أهل الإسلام من أهل الكفر الظّاهرين.
فهؤلاء -أيضًا- المُنتسبون إلى السُّنّة أشدّ على أهل السُّنّة من أهل البدع الظّاهرين".
فأوصي نفسي وإخوتي وأبنائي المستمعين إلى هذه الكلمة أن يتنبهوا ويحذروا غاية الحذر فإن المبتدع الظاهر إذا جاءك لا تميلُ إليهِ أيّها السُّنِّي، لكن البلاء كلّ البلاء ممّن ينتسب إلى السُّنّة ويظهر باسم السُّنّة وهو في الحقيقة تراه مُمالئا لأهل الأهواء والمُبتدعة مُعتذرا لهم مهوِّنًا من خطورتهم وشأن خطورتهم ومُدافعًا عنهم ومُلتمسًا الأعذار لهم، ونحو ذلك
فتارة تجده يدافع عمن يدعو إلى المظاهرات والاعتصامات في بلاد الإسلام ونحوها وتارة تراه يدافع عن دعاة الحرية والمساواة باسم أن الإسلام ضمن الحريات وتارة تراه يدافع عمن يدعو إلى وحدة الأديان ويلبس على الناس في هذا الجانب وغير ذلك مما ابتلينا به ممن انتسب إلى الإسلام وآخرين تجد منهم الدفاع عمن يطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويرى أنها لا تفيد إلا الظن ويحسن فعلهم للناس وقولهم ويبرر بأن هذا قول جماهير العلماء وكذب والله ، هو قول جماهير أهل البدع والأهواء ، أهل الكلام أما أهل السنة فحيث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي ثبت بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الثقة عن الثقة إلى رسول الله عليه وسلم يفيد العلم ويوجب العمل وهذا الذي عليه أهل السنة ، أهل الحديث ، أهل الأثر
والخبر اعلم منه ما تواترا .......... ومنه آحــاد إلينا أثـــــــرا
فذو تواتر به العلم حصــل .......... وثابت الآحاد يوجب العمل
بل يوجب العلم على التحقيق .......... عند قيام موجب التصديق
فالتزم القـــــــــــــول به فإنه .......... به يقول كل أهــــل السنة
فتجد بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى السنة وأنهم على طريق السلف ــ وكذبوا والله ــ يدافعون عمن يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعم انه إنما الذي يفيد العلم منه هو المتواتر أما الآحاد فلا يفيد الظن ، قول أهل البدع ويهون من شأنه ويرى أن من رد عليهم من أهل السنة متشدد ، مصطنع لأسباب الفرقة بين أهل السنة وهكذا في مقابل ذلك تجده مع هؤلاء لينا هينا مصافيا وادعا ففيما يقولون في أيامنا هذه فيما سموه واصطلحوا عليه هم باسم الربيع العربي تجد بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى السنة والحديث يدافعون عمن يدعون إلى المظاهرات ويباركونها كأمثال علي الحلبي ومن كان على شاكلته فإنه يدافع عن محمد حسان وأمثاله ممن يباركون المظاهرات ويدعون إليها ويخرج بحريمه ونساءه وأولاده إليها وهكذا لا تجد منهم إلا الانتصار لأهل البدع والغضب لهم والهجوم على أهل السنة والحديث والغضب منهم فإلى الله المشتكى .
فأي سنة عند هؤلاء ؟؟؟ وأي حديث عند هؤلاء ؟؟؟ وأعمالهم تخالف ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الصنف معشر الإخوة والأبناء أيها الإخوة الحضور هذا الصنف من الناس إنما ذكرت له مثالا لاثنين ونحو ذلك هؤلاء أشد على أهل السنة والله من أهل البدع الظاهرين كما أن أهل البدع الظاهرين أشد على أهل الإسلام من أهل الكفر الظاهرين
فيا إخوة الإسلام : الله الله بالتّمسّك بالسُّنّة الصّحيحة النّقيَّة الثّابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الله الله باتّباع الطريقة السلفيَّة التي نقلها إلينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأورثوها للتابعين وورثوها لهم أمثال الحسن البصري وابن سيرين وسعيد بن المسيب والزهري وعمر بن عبد العزيز ومن بعدهم كحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وهكذا إلى أحمد وابن معين وابن مهدي وعلي بن مديني والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وهكذا كالخلال والآجري وابن أبي عاصم وهكذا إلى أن تصل إلى قوام السنة الأصبهاني والخطيب البغدادي وهكذا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله جميعا ابن القيم ابن عبد الهادي وابن كثير والذهبي هؤلاء ومن كان على طريقهم إلى عهد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأبنائه كالشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب والشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب والمجدد الثاني الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وهكذا العلامة الحبر عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب وهكذا العلامة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وهكذا الشيخ العلامة سليمان بن سحمان والشيخ حمد بن عتيق الشيخ سعد بن عتيق وهكذا إلى عهد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهكذا إلى عهد شيخنا شيخ الإسلام الشيخ عبد العزيز بن باز ثم الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ ناصر الدين الألباني رحم الله هؤلاء جميعا هؤلاء هم الصادقون من أصحاب الطريقة السلفية الذين لا يسكتون على بدعة ولا رزية وإنما يردون على البدع ، يردون البدع ويردون على أهل البدع يردون البدع المحدثات ويردون على أهلها ولا يسكتون عن بدعة مهما كان الحال وممن كانت هذه البدعة صادرة كائنا من كان صاحبها لا يقرونه عليها
وهذه ولله الحمد كتبهم دليل لنا شاهد ظاهر جلي يدل على صدق ما نقول وعلى كذب ما يقوله هؤلاء المتمسحون بهم من دعواهم أن هؤلاء يسكتون عمن وقع في باطل وقع في بدعة تألفا ونحو ذلك كما يقول هؤلاء الكذابون ، هذه كتب هؤلاء الأئمة موجودة بين أيدينا ولله الحمد
فالله الله معشر الإخوة والأبناء بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة هؤلاء فمن كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا كانوا على الهدى المستقيم فاتبعوهم واعرفوا لهم قدرهم
واعلموا: أنَّ دلالة الصِّدق على الدَّعوة لابُدَّ من إقامتها، فمن ادّعى شيئًا فعليه أن يُثبته بالبيّنة ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول البينة على المدعي واليمين على من أنكر
فمن ادعى شيئا فلابد أن يثبته بالبينة ، من ادعى أن فلانا سلفيا سنيا فليقمه ، فليقم هذا الدليل على سلفيته وليقم الدليل على سنيته وأثريته وأنه ماش على ذلك فإذا كان يدَّعي مجرد دعوى الأقوال والأفعال من ذلك المدعى له تخالف قوله فلا عبرة بقوله ولا يُنظر إليه بل هو دليل على كذبه فالإنسان إنما يُثبت دعواه إذا أقاه عليها البينة والبرهان وإذا لم يقم عليها بينة ولا برهانا لم تقبل فكثير من الناس – هؤلاء الذين ذكرت بعض أوصافهم في هذا العصر – يزعمون أن فلانا سلفي وفلان سلفي ولكن عند الإرادة للإثبات بالبينات من أقوال هؤلاء وأفعالهم لا يثبت ولا يستطيع أن يأتيك بدليل وإن جاءك بشيء فإنما يأت به على طريقة التلبيس
فالحذر الحذر معشر الإخوة والأبناء من هؤلاء المُلبِّسين؛ فإن خطرهم والله على السنة وأهلها أشدّ من خطر أهل البدع والأهواء الواضحين على أهل الإسلام
فنسأل الله العافية والسلامة ولعل في ما ذكرته الكفاية ونسأل الله جل وعز أن يثبتنا وإياكم على الحق والهدى حتى نلقاه إنه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .