المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفصيل قوي وماتع من الإمام ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ في مسألة "الرد على المخالف من فروض الكفايات " .



عبدالله بن العيد عدونة
28-Aug-2014, 02:08 PM
قال الإمام ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله وأطال عمره في طاعته ـ في رسالته القيِّمة " بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل و الإخلال " ( ص 61 وما بعدها ) :

" أقول :

قولك (أي : قول د . إبراهيم ) :" الرد على المخالف من فروض الكفايات ؛ فإذا قام به أحد العلماء وتحقق المقصود الشرعي برده على المخالف وتحذير الأمة , فقد برئت ذمم العلماء بذلك على ما هو مقرر عند العلماء في سائر فروض الكفايات "

أقول: نعم إذا تحقق المقصود الشرعي برد هذا الواحد فقد برئت ذمة الباقين من المسلمين , لكن إذا لم يتحقق المقصود الشرعي برد الواحد على المخالف بأن يعاند هذا المبتدع المردود عليه , وبأن يوجد في الساحة أناس من أدعياء العلم يدعمون المردود عليه ويفرحون بردوده الظالمة الباطلة على ذلك العالم الراد للبدع والأباطيل ويوجد علماء ساكتون لم يبينوا خطأ وأباطيل المردود عليه , بل يستغل المردود عليه هذا السكوت ويوهم الناس أن هؤلاء الساكتين معه ويؤيدونه , ويوهمهم بأنه لو كان على الباطل لأدانوه , فإنه حينئذ قطعا يجب على العلماء الساكتين أن يبينوا للناس الحق نصيحة لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم .
ونصرة للحق وحسما لمادة الفتن والإختلاف التي نشأت عن السكوت أو التأييد المبطَّن لصاحب الباطل اللذين أديا إلى عدم تحقق المقصود الذي يسقط الحرج عن الباقين .
ولا يجوز أن يقال: فقد برئت ذمم الباقين .
فإذا لم يتحقق المقصود برد واحد أو عشرة من العلماء لم تبرأ ذمة بقية العلماء حتى ينهضوا أو ينهض منهم من يتحقق به المقصود وتنطفئ بهم الفتنة وبأن يظهر الحق للناس طلاب العلم والعوام كما يظهر لهم الباطل .
فالقول بتحقق المقصود والحال هذه , والبلبلة والإضطراب الشديد قائمين أمر عجيب وأعجب منه قول القائل " فقد برئت ذمة العلماء " .
وكان يجب على الدكتور إبراهيم والعلماء الساكتين وغيرهم أن يتحركوا لمواجهة الفتنة أو الفتن الضاربة أطنابها وأن يكون هذا الواقع المؤلم حافزا لهم على القيام بالواجب الكفائي .
ولا يبعد أن يكون سبب هذه الفتنة الكبيرة وما ترتب عليها هو سكوت الساكتين الذين يرفضون أن يقوموا بهذا الواجب الكفائي الذي لم يتحقق المقصود منه برد شخص واحد ، وتأمل فقه أهل السنة السابقين و قيامهم مجتمعين بهذا الواجب العظيم.
قال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/372) في إنكاره على أهل البدع:
"ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها , وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض. وحذّروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان . إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد " .
وأنا أسأل الدكتور إبراهيم مثلاً الجهاد في سبيل الله من فروض الكفايات فإذا ذهب شخص واحد لجهاد دولة كافرة تهدد الإسلام والمسلمين فهل يتحقق المقصود الشرعي بذهاب هذا الواحد أو ذهب للجهاد المئات لكن لم يحصل بهم المقصود الشرعي , ولم يندفع بهم هذا التهديد , فهل يجوز للعلماء السكوت في هذه الحال , أو يجب عليهم أن يحثوا الناس على الجهاد ليقوموا بهذا الواجب الكفائي , وأنه لابد من توفر العدد الكافي للقيام بهذا الواجب ولإسقاط الحرج عن باقي المسلمين , وإذا لم يحققوا هذا العدد الكافي فإن المسلمين آثمون في هذه الحال ويتحملون مسؤولية ما يلحق بالإسلام و المسلمين من الأضرار .
وقل مثل ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لا بد فيه من توفر العدد الكافي لقمع الفتن إذا لم تقمع بالواحد والعشرة والعشرين .
فظهر بهذا أن الطلبة كثير من الطلبة المنتسبين إلى السنة للعلماء بيان موقفهم حق وصواب إن صحَّ وجود هذه المطالبة ,وليس من الأخطاء ,وأن المخطئ هو من يخطؤهم , وأن سكوت العلماء عند الحاجة أوالضرورة لبيان الحق يكون من كتمان الحق ومن الخطأ الكبير الذي تترتب عليه مفاسد وفتن وانقسام الناس إلى طائفتين أوطوائف يختصمون ويتهاجرون...الخ.
وأخيرا فكان يجب عليك بيان الطرف الظالم المعاند الذي تسبب في هذه الفتنة الرهيبة التي وصلت إلى هذا الحد الكبير الذي وصفته , حتى يكون الناس ولا سيما العوام على بصيرة من دينهم , فيأخدون الحق ويردون الباطل , ويكون ولاؤهم و براؤهم على بصيرة , وهذا من واجبات صاحب هذه النصيحة. " . انتهى المراد.

أبو الوليد خالد الصبحي
03-Sep-2014, 02:09 PM
جزاك الله خيرا