المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن بر الوالدين؟



أبو محمد كريم الجزائري
01-Sep-2014, 01:11 PM
ماذا تعرف عن بر الوالدين؟





بسم الله الرحمن الرحيم





1_ بر الوالدين قرن بالتوحيد




فقال تعالى:{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24)[الإسراء: 23].



قال تعالى:{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً }.(النساء 36)



قال تعالى:{ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} [الأنعام: 151].



قال ابن كثير رحمه الله :وهذا هو(يعني التوحيد) أعلى الحقوق وأعظمها، وهو حق الله تعالى، أن يعبد وحده لا شريك له، ثم بعده حق المخلوقين، وآكدهم وأولاهم بذلك حق الوالدين، ولهذا يقرن الله تعالى بين حقه وحق الوالدين، كما قال تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} [لقمان: 14] وقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} الآية إلى أن قال: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} [الإسراء: 23-26]. .
تفسير ابن كثير(1/316)




2_ بر الوالدين من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا




قال الله تعالى:{ وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً}[البقرة: 83].




3_ حق الوالدين باقٍ، ومصاحبتهما بالمعروف واجبة، حتى وإن كانا كافرين.




عن أسماء رضي الله عنها قالت: قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ((نعم، صلي أمك)).



رواه البخاري(2620)




4_ حق الوالدين باقٍ، ومصاحبتهما بالمعروف واجبة، حتى ولو أمراك بالكفر بالله، وجاهداك على ذلك





قال تعالى:{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون .}(لقمان)



فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله، فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين، تالله إن حقهما لمن أشد الحقوق وآكدها، وإن القيام به على وجهه أصعب الأمور وأعظمها، فالموفق من هدي إليه، والمحروم كل المحروم من صُرف عنه.




5_ بر الوالدين وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم




عن معاذ قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: " لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا؛ فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرا؛ فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية؛ فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله .



رواه أحمد(22075) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(2516)




6_ عظم حق الأم




قال تعالى:{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون .}(لقمان)



عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله! من أبرّ؟ قال: «أمّك» . قال: قلت: ثمّ من؟، قال: «أمّك» . قال: قلت: ثمّ من؟ قال: «أمّك» ، قال: قلت: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أباك ثمّ الأقرب فالأقرب» .



رواه أبو داود(5139)وقال الألباني حسن صحيح في صحيح وضعيف سنن أبي داود(5139)



قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: وهذا يدل على عظم حق الوالدة وأنه أعظم من حق الأب؛ وذلك لأن الوالدة عانت من التعب ومن النصب ومن المشقة مالم يعانه الأب؛ لأنها هي التي حملت به، وهي التي تضررت وحصل لها الآلام عند حمله، وكذلك عند ولادته، وكذلك في السهر عليه وفي إرضاعه وفي تنظيفه وفي رعايته، وما يتعلق بذلك؛ لأنه دائماً معها بين يديها، والأب له إحسان إليه من جهة أنه يرعاه ويجلب الرزق له ولأمه، وكل منهما محسن للولد، ولكن الأم أشد وأعظم إحساناً؛ ولهذا كان حقها أعظم من حق الأب؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب) ومعنى ذلك: أنه يبدأ بالوالدين، والأم مقدمة على الوالد، وبعد ذلك الأقرب فالأقرب.

شرح سنن ابي داود(584/7)




فضل وثمرة بر الوالدين





1_ مقدم على الجهاد في سبيل الله




1_ عن معاوية بن جاهمة السّلميّ- رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت يا رسول الله إنّي كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدّار الاخرة. قال: «ويحك أحيّة أمّك؟» قلت: نعم. قال: «ارجع فبرّها» ، ثمّ أتيته منالجانب الاخر، فقلت يا رسول الله: إنّي كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدّار الاخرة. قال: «ويحك، أحيّة أمّك؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: «فارجع إليها فبرّها» ، ثمّ أتيته من أمامه فقلت: يا رسول الله: إنّي كنت أردت الجهاد رجلها فثمّ الجنّة».



رواه ابن ماجة (2781)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة(2781)



2 عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: أتى رجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله إنّي جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدّار الاخرة ولقد أتيت وإنّ والديّ ليبكيان، قال: «فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» .



رواه أبو داود(2528)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود(2528)




2_ أحب الأعمال إلى الله




عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أيّ العمل أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟ قال: «الصّلاة على وقتها» . قال: ثمّ أيّ؟ قال: «برّ الوالدين» . قال: ثمّ أيّ؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» .



رواه النسائي(611)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي(611)




3_ سبب دخول الجنة




عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ودخلت الجنّة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النّعمان كذلكم البرّ، كذلكم البرّ» وكان أبرّ النّاس بأمّه.



رواه الحاكم(4929)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(913)



عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه» قيل: من؟ يا رسول الله قال: «من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة».



رواه مسلم (2551)




4_ يكفر الذنوب العظيمة




عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنّي أصبت ذنبا عظيما فهل لي توبة؟ قال: «هل لك من أمّ؟» قال: لا. قال: «هل لك من خالة؟» قال: نعم.



قال: «فبرّها» .



رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(2504)



عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخالة بمنزلة الأم».



رواه الترمذي (1904)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي (1904)




5_ يطيل العمرويبسط الرزق




عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه».



رواه البخاري(2067)



عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يزيد في العمر إلّا البرّ، ولا يردّ القضاء إلّا الدّعاء، وإنّ الرّجل ليحرم الرّزق بخطيئة يعملها» .



رواه ابن ماجة (90)قال الألباني صحيح دون :وإن الرجل... في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة(90)




6_ الأجرمن الله




عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: أقبل رجل إلى نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله. قال: «فهل من والديك أحد حيّ؟» قال: نعم، بل كلاهما. قال: «فتبتغي الأجر من الله؟» قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما».

رواه مسلم (6)




7_ رضى الله




عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد».



رواه الترمذي (1899)وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (516)




أحاديث في بر الوالدين بالمعنى




1_عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلّا من ثلاثة: إلّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».



رواه مسلم(1631)



2_عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: إنّ رجلا أتاه، فقال: إنّ لي امرأة وإنّ أمّي تأمرني بطلاقها. فقال أبو الدّرداء: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الوالد أوسط أبواب الجنّة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه» .



رواه الترمذي (1900)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي(1900)



3_عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّ رجلا قال: يا رسول الله إنّ لي مالا وولدا وإنّ أبي يريد أن يحتاج مالي. فقال: «أنت ومالك لأبيك» .



رواه ابن ماجة(2191)وصححه الألباني في الإرواء (838)



4_عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الرّجل لترفع درجته في الجنّة فيقول: أنّى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك» .



رواه ابن ماجة(3660) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1598)



5_عن المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله يوصيكم بأمّهاتكم (ثلاثا) وإنّ الله يوصيكم بابائكم. إنّ الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب» .



رواه ابن ماجة(3661)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة(3661)



6_عن بريدة- رضي الله عنه- قال: بينا أنا جالس عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ أتته امرأة فقالت: إنّي تصدّقت على أمّي بجارية وإنّها ماتت. قال: فقال: «وجب أجرك وردّها عليك الميراث» قالت: يا رسول الله، إنّه كان عليها صوم شهر، أفأصوم عنها؟ قال: «صومي عنها» ، قالت: إنّها لم تحجّ قطّ، أفأحجّ عنها؟، قال: «حجّي عنها» .
رواه مسلم(1149)



7_ عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله، فادعوا الله تعالى بها، لعل الله يفرجها عنكم، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، وامرأتي، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم، حلبت، فبدأت بوالدي، فسقيتهما قبل بني، وأنه نأى بي ذات يوم الشجر، فلم آت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة، نرى منها السماء، ففرج الله منها فرجة، فرأوا منها السماء، وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، وطلبت إليها نفسها، فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فتعبت حتى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلما وقعت بين رجليها، قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم، وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فرقه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها، فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني حقي، قلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها، فخذها فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بك، خذ ذلك البقر ورعاءها، فأخذه فذهب به، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا ما بقي، ففرج الله ما بقي،.

رواه مسلم(2743)



8_عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: من أحقّ النّاس بحسن صحابتي ؟ قال: «أمّك» قال: ثمّ من؟. قال: «ثمّ أمّك» . قال: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أمّك» . قال: ثمّ من؟. قال: «ثمّ أبوك»

رواه البخاري(5171)



9_عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كانت تحتي امرأة أحبّها، وكان أبي يكرهها، فأمرني أبي أن أطلّقها، فأبيت، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «يا عبد الله بن عمر طلّق امرأتك» .



رواه الترمذي(1189)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي(1189)



10_عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يجزي ولد والدا إلّا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه».



رواه مسلم(1510)




من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (بر الوالدين)




1-قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- إنّي لا أعلم عملا أقرب إلى الله- عزّ وجلّ- من برّ الوالدة» .



الأدب المفرد للبخاري (3)



2-قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسبا إلّا فتح الله له بابين (يعني من الجنّة) وإن كان واحدا فواحد، وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتّى يرضى عنه، قيل: وإن ظلما؟ قال: «وإن ظلما»



الأدب المفرد للبخاري (4)



3-قال طاوس- رحمه الله-: «إنّ من السّنّة أن نوقّر أربعة: العالم، وذو الشّيبة، والسّلطان، والوالد».



الدر المنثور للسيوطي (5/ 267)



4-قال وهب بن منبّه- رحمه الله- قال:«إنّ البرّ بالوالدين يزيد في العمر».



الدر المنثور للسيوطي (5/ 270)



5-سئل الحسن البصريّ ما برّ الوالدين؟ قال: «أن تبذل لهما ما ملكت وأن تطيعهما فيما أمراك به إلّا أن يكون معصية».



الدر المنثور للسيوطي (5/ 270)



8-قال الإمام أحمد- رحمه الله-: «برّ الوالدين كفّارة الكبائر» وذكر أبو اللّيث السّمرقنديّ: «أنّ من حقوق الوالد على ولده أن يطعمه إذا احتاج إلى طعمة، ويكسوه إذا قدر» وذكر أنّ في الحديث في تفسير قوله تعالى وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً عنه صلّى الله عليه وسلّم، قال: «المصاحبة بالمعروف أن يطعمهما إذا جاعا، ويكسوهما إذا عريا. ومن حقوقهما خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة، وإجابة دعوتهما، وامتثال أمرهما ما لم يكن معصية، والتكلّم معهما باللّين، وأن لا يدعوهما باسمهما، وأن يمشي خلفهما، وأن يدعو الله لهما بالمغفرة» .



تنبيه الغافلين (1/ 137) وغذاء الألباب، (1/ 389- 390)




بر الوالدين بعد موتهما




عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:إنّ رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكّة فسلّم عليه عبد الله وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه. فقال ابن دينار فقلنا له: أصلحك الله إنّهم الأعراب وإنّهم يرضون باليسير. قال عبد الله: إنّ أبا هذا كان ودّا لعمر بن الخطّاب، وإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ أبرّ البرّ صلة الولد أهل ودّ أبيه»

رواه مسلم(2552)




بر الوالدين عند الأنبياء





1_ بر الوالدين عند النبي صلى الله عليه وسلم




عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: زار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبر أمّه، فبكى وأبكى من حوله فقال:«استأذنت ربّي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنّها تذكّر الموت».




رواه مسلم(976)




2_ نوح عليه السلام




هذا نوح عليه السلام يخص والديه بالدعاء بالمغفرة بقوله:{ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات }.(نوح)




3_ عيسى عليه السلام




وكذا حال عيسى ابن مريم عليه السلام حين قال عنه الله عز وجل:{ وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً} .(مريم)




4_ يحيى عليه السلام




وكذا يحيى عليه السلام قال عنه الله عز وجل:{ وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً }.(مريم)




5_ ابراهيم عليه السلام




وأما ما كان من شأن الخليل عليه السلام مع أبيه ودعوته إياه وتحببه له فأمر قد بلغ في البر غايته



قال تعالى:{ واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً }(مريم)




بر الوالدين عند الصحابة رضي الله عنهم





1_ أبو هريرة رضي الله عنه




1_عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ما أكره فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله إنّي كنت أدعو أمّي إلى الإسلام فتأبى عليّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمّ أبي هريرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ اهد أمّ أبي هريرة» فخرجت مستبشرا بدعوة نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف فسمعت أمّي خشف قدميّ ، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء . قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثمّ قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال: قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أمّ أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال: قلت يا رسول الله ادع الله أن يحبّبني أنا وأمّي إلى عباده المؤمنين ويحبّبهم إلينا. قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ حبّب عبيدك هذا- يعني أبا هريرة- وأمّه إلى عبادك المؤمنين وحبّب إليهم المؤمنين» فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلّا أحبّني.
رواه مسلم(2491)



2_عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ أمّه كانت في بيت وهو في آخر، فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها فقال: السّلام عليك يا أمّاه ورحمة الله وبركاته. فتقول: وعليك يا بنيّ ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربّيتني صغيرا. فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرا) .



الأدب المفرد للبخاري (5)



عن أبي أمامة: «أن أبا هريرة كان يلي حمل أمه إلى المرفق وينزلها عنه، وكانت مكفوفة كبيرة».



البر والصلة لابن الجوزي (1/85)




2_ عثمان بن عفان رضي الله عنه




عن عائشة، أنها قالت: " كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر من كان في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان، فأما عثمان، فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.



البر والصلة لابن الجوزي (1/85)




3_ حارثة بن النعمان رضي الله عنه




وأما حارثة، فإنه كان يفلي رأس أمه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاما قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج، ماذا قالت أمي؟ .



البر والصلة لابن الجوزي (1/85)



عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر، قال: وكان أبر الناس بأمه».



رواه ابن وهب في الجامع (22) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(914)




بر الوالدين عند السلف





1_ يطوف بالبيت حمل أمّه وراء ظهره




قال أبو موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- شهد ابن عمر- رضي الله عنهما- رجلا يمانيّا يطوف بالبيت حمل أمّه وراء ظهره يقول: إنّي لها بعيرها المذلّل ... إن أذعرت ركابها لم أذعر ثمّ قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها قال: «لا، ولا بزفرة واحدة».




الأدب المفرد للبخاري (4)




2_ إذا كلم أمه كأنه يتضرع




عن حفصة بنت سرين قالت:كان محمد إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تحشما لها.



الزهد لأحمد ابن حنبل(320)



عن ابن عون قال: نبئت أن رجلا دخل على محمد وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئا؟ فقالوا: لا ولكنه هكذا يكون إذا كان عند أمه .



الزهد لأحمد ابن حنبل(242)




3_ لا يأكل مع أمه يخاف أن تسبق يده إلى ما سبقت إليه عين أمه




عن موسى بن عقبة، قال: سمعت الزهري، يقول: كان أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.



البر والصلة لابن الجوزي(1/86)




4_ بات رجل أمه ليلا كاملا




قال محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أن ليلتي بليلته.



الزهد لأحمد ابن حنبل(120)




5_ لا تقضي حاجتها إلا وظهره مطية لها ويوضئها ويصرف وجهه عنها




عن زرعة بن إبراهيم أن رجلاً جاء إلى عمر فقال إن لي أماً بلغ بها الكبر وإنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها وأوضئها وأصرف وجهي عنها فهل أديت حقها قال لا. قال أليس قد حملتها على ظهري وحبست نفسي عليها. فقال عمر إنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك وأنت تتمنى فراقها.




بر الوالدين لابن الجوزي(1/1)




6_ حمل أمه على رقبته من خراسان حتى قضى بها مناسك الحج




وجاء رجل إلى ابن عمر فقال: (حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها مناسك الحج أتراني جزيتها. قال: لا ولا طلقة من طلقاتها)..



البر والصلة لابن الجوزي(1/84)




7_ يفلي رأس أمه




ومن ذلك ما جاء عن محمد بن بشر الأسلمي أنه قال: لم يكن أحد بالكوفة أبر بأمه من منصور بن المعتمر وأبي حنيفة، وكان منصور بن المعتمر يفلي رأس أمه. .



البر والصلة لابن الجوزي(1/84)




8_ يلمس فراش أمه بيده ويتقلب بظهره عليه ليتأكد من لينه وراحته




وكان حجر بن الأدبر يلمس فراش أمه بيده ويتقلب بظهره عليه ليتأكد من لينه وراحته ثم يضجعها عليه.



البر والصلة لابن الجوزي(1/89)




9_ قدم من السفر فكره أن يقعد وهي قائمة




قال سفيان بن عيينة: «قدم رجل من سفر فصادف أمه قائمة تصلي، فكره أن يقعد وهي قائمة، فعلمت ما أراد، فطولت ليؤجر».



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




10_ مارقى سطحا تحته والده وما مشى في النهار أمامه وفي الليل خلفه




عن عمر بن ذر: أنه لما مات ابنه، قيل له: كيف كان بره؟ قال: ما مشى معي نهارا قط إلا كان خلفي، ولا ليلا إلا كان أمامي، ولا رقى على سطح أنا تحته.



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)



وكان طلق بن حبيب يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيتٍ هي تحته إجلالاً لها.



بر الوالدين للحافظ الطرطوشي( 78)




11_ تعاتبه أمه فلا يرفع طرفه إليها




عن بكر بن عياش، يقول: " ربما كنت مع منصور في منزله جالسا فتصيح به أمه، وكانت فظة غليظة، فتقول: يا منصور، يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى، وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها .



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




12_ يسخن الماء لوالده بإلصاقه تحت فراشه بأحشائه




محمد بن عمرو بن حرب، قثنا بعض أصحابنا، عن ابن عون: «أنه نادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين»



المعلى بن أيوب، قال: سمعت المأمون، يقول: " لم أر أبر من الفضل بن يحيى بأبيه، بلغ من بره بأبيه: أن يحيى كان لا يتوضأ إلا بالماء الحار، وكان في السجن، فمنعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم يسخن فيه الماء، فملأه، ثم أدناه من نار المصباح، فلم يزل قائما وهو في يده حتى أصبحوحكى غير المأمون: أن السجان فطن لارتفاقه بالمصباح في تغيير الماء، فمنعهم من الاستصباح في الليلة القابلة، فعمد الفضل إلى القمقم مملوءا فأخذه معه في فراشه، وألصقه بأحشائه حتى أصبح وقد فتر الماء.



البر والصلة لابن الجوزي (1/89-90)




13_ أخذ عصى، وجاء وقعد بين يديها لتضربه بها




عن عبد الله بن رباح، عن كعب، قال: " اجتمع ثلاثة عباد من بني إسرائيل، فقالوا: تعالوا حتى يذكر كل إنسان منا أعظم ذنب عمله، فقال أحدهم: أما أنا فلا أذكر من ذنب أعظم من أني كنت مع صاحب لي، فعرضت لنا شجرة، فخرجت عليه، ففزع مني، فقال: الله بيني وبينك، وقال أحدهم: إنا معاشر بني إسرائيل، إذا أصاب أحدنا بول قطعه، فأصابني بول، فقطعته فلم أبالغ في قطعه، فهذا أعظم ذنب عملته، وقال الآخر: كانت لي والدة، فدعتني من قبل شمال الريح، فأجبتها، فلم تسمع، فجاءتني مغضبة، فجعلت ترميني بالحجارة، فأخذت عصى، وجئت لأقعد بين يديها تضربني بها حتى ترضى، ففزعت مني، فأصابت وجهها شجرة فشجتها، فهو أعظم ذنب عملته قط .



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




14_ يغسل رأس أمه بالخطمي، ويمشطها، ويقبلها، ويخضبها




عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري، قال: كان ابن الحنيفة «يغسل رأس أمه بالخطمي، ويمشطها، ويقبلها، ويخضبها».



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




15_ يرسل الماء البارد إلى أبيه




عن مصعب بن عثمان، قال: «كان الزبير بن هشام بارا بأبيه، إن كان ليرقى إلى السطح في الحر فيؤتى بالماء البارد، فإذا ذاقه فوجد برده لم يشربه وأرسله إلى أبيه».



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




16_ يكسر القصب في الصيف فيوقده لأمه في الشتاء حتى لا يكون له دخان ويحلب ناقته بالغداة




عن سعيد بن عامر، عن هشام، قال: قالت حفصة بنت سيرين: " بلغ من بر الهذيل ابني بي، أنه كان يكسر القصب في الصيف فيوقد لي في الشتاء، قال: لئلا يكون له دخان، وكان يحلب ناقته بالغداة، فيأتيني به، فيقول: اشربي يا أم الهذيل، فإن أطيب اللبن ما بات في الضرع، قالت: فمات، فرزق الله علي من الصبر ما شاء أن يرزق، وكنت أجد مع ذلك حرارة في صدري لا تكاد تسكن، قالت: فأتيت ليلة من الليالي على هذه الآية: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 96] . فذهب عني ما كنت أجد ".



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)



عن سعيد، عن هشام، قال: " كانت حفصة ترحم على الهذيل، وتقول: كان يعمد إلى القصب، فيقشره ويجففه في الصيف، فإذا كان الشتاء، جاء حتى يقعد خلفي وأنا أصلي، فيوقد وقودا رفيقا ينالني حره ولا يؤذني دخانه، وكنت ألتفت من الصلاة، فأقول: يا بني الليل، اذهب إلى أهلك، فيقول: يا أماه.



فأعلم ما يريد فأتركه، فلا يزال كذلك حتى يمضي من الليل، فأقول: يا بني الحق بأهلك، فيقول: دعيني فأعرف ما أريد، فأدعه فربما كان ذلك حتى يصبح، وكان يبعث إلي بحلبة الغداة، فأقول: يا بني تعلم، إني لا أشرب نهارا، فيقول: إن أطيب اللبن ما بات في الضرع، فلا أحب أن أوثر غيرك، فابعثي به إلى من أحببت، وجاء ذات يوم قد أهل بالحج، فقلت: ماأردت إلى هذا إني لم أكن أمنعك، قال: قد عرفت، وقد حصرت نيتي، فمات هذيل، فوجدت عليه وجدا شديدا، قالت: فقمت ليلة أصلي، فافتتحت النحل، فأتيت على قوله تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} [النحل: 96] .فذكرت هذيلا، فذهب ما كنت أجد. .



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




17_ بات بالإناء عند رأسها حتى أصبحت




عن الأشجي، قال: «استسقت أم مسعر ماء في بعض الليل، فذهب، فجاءها بشربة، فوجدها قد ذهب بها النوم، فبات بالشربة عند رأسها حتى أصبح».



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




18_ لاينام وهي في صدرها عليه شيء ويحفر لها بئرو يقول لها ادخلي تبردي في هذا




عن ظبيان بن علي الثوري، وكان من أبر الناس بأمه، قال: «لقد نامت ليلة وفي صدرها عليه شيء، فقام على رجليه قائما يكره أن يوقظها، ويكره أن يقعد حتى إذا ضعف جاء غلامان من غلمانه، فما زال معتمدا عليهما حتى استيقظت، وإن كان ليشتري الدستجة من البقل، فينتقي لها طاقة حتى يضعه بين يديها، وكان يسافر بها إلى مكة، فإذا كان يوم حار حفر بئرا، ثم جاء بنطع فصب فيه الماء، ثم يقول لها ادخلي تبردي في هذا».



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




19_ لا يسأل أبوه ليتثبت مماقال هيبة منه




محمد بن سعد، قال: قال محمد بن عمر " كان محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد بارا بأبيه، وكان أبو ه يقول: يا محمد، فلا يجيبه حتى يثب، فيقوم على رأسه فيلبيه، فيأمره بحاجته، فلا يستثبته هيبة له حتى يسأل من فهم ذلك عنه .



البر والصلة لابن الجوزي (1/89)




20_ محدث تأخر في حضوره إلى بلاد أصبهان لأن أمه لم تأذن له




وأما الإمام ابن عساكر محدث الشام فقد سئل عن سبب تأخر حضوره إلى بلاد أصبهان فقال: لم تأذن لي أمي.




21_ يطعم الدجاج ويترك التعليم




حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.




22 _ يحمل أمه على حمار إلى مجلس عمر بن ذر كراهية أن يرد على أمه أمرها




جاء عن أبي حنيفة رحمه الله في بره بأمه حيث كانت تأمره أن يذهب بها إلى حلقة عمر بن ذر حتى تسأله عما أشكل عليها مع أن ابنها فقيه زمانه، ومع ذلك قال أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة رأيت أبا حنيفة يحمل أمه على حمار إلى مجلس عمر بن ذر كراهية أن يرد على أمه أمرها.




23_ جمع الحديث فأراد الخروج فمنعته أمه فأطاعها




قال عبدالله بن جعفر بن خاقان المروزي (بندان) هو محمد بن باشر بن عثمان يقول : أردت الخروج (بعد أن جمع حديث البصرة) فمنعتني أمي , فأطعتها , فبورك لي فيه




24_ أدخل أصابعه خلف العقرب فلدغته




أراد ابن الحسن التميمي قتل عقرب، فدخلت في جحر فأدخل أصابعه خلفها , فلدغته , فقيل له ! قال : خفت ان تخرج فتجئ الى أمي تلدغها ....




25_ يضع خده على الارض ثم يقول لامه : قومي ضعي قدمك على خدي




عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خده على الارض ثم يقول لامه : قومي ضعي قدمك على خدي .




26_ نادته أمه فأجابها , فعلا صوته صوتها , فأعتق رقبتين




قال ابو اسحاق الرقي الحنبلي في ترجمة عبدالله بن عون : ونادته أمه فأجابها , فعلا صوته صوتها , فأعتق رقبتين _




27_ هذا ثمرة العلم اني اخترت رضى الوالدة




قال جعفر الخالدي : كان الابار – وهو أحمد بن علي بن مسلم من علماء الثر ببغداد – كان من ازهد الناس , استأذن امه في الرحلة الى قتيبة , فكانوا يعزونه على هذا , فقال : هذا ثمرة العلم ,اني اخترت رضى الوالدة ...




28_ كان يحمل لها اللبد إلى المسجد، فيدخله، ويبسطه، ويصلي عليه




كان لـمسعر بن كدام له أمٌ عابدة، كان يحمل لها اللبد إلى المسجد، فيدخله، ويبسطه، ويصلي عليه، ثم يتقدم هو لمقدمة المسجد يصلي، ثم يقعد ويجتمع الناس فيحدثهم، وهو شيخ عالم معروف، ثم بعد ذلك ينتهي مجلس الحديث، فيقوم فيطوي لبدة أمه ويرافقها إلى البيت.




عقوبة العاق لوالديه





1_ من أكبر الكبائر




عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس رضي الله عنه، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور».



رواه البخاري(2653)




2_ لا ينظر الله يوم القيامة إليه




عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى .



رواه النسائي (2562)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (647)




3 _ تعجيل العقوبة له في الدنيا مع ما يدخر في الآخرة




عبيد الله عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق .



الحاكم (4 / 177)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1120)



((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)).



رواه أبو داود(4902)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود(4902)




4_ دخوله النار




عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال: «آمين آمين آمين» قيل: يا رسول الله، إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين، قال: «إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما، فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين».



رواه ابن حبان (907)وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(1679)




5_ لا يغفر الله ذنوبه




عن مالك بن عمرو القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أعتق رقبة مسلمة، فهي فداؤه من النار " قال: عفان: " مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه، ثم لم يغفر له، فأبعده الله، ومن ضم يتيما من بين أبوين مسلمين "، قال: عفان: " إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة . .



رواه أحمد(19030)وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(2496)




6_ يبعد الله ويسحقه




عن أبي بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه.



رواه أحمد(20328)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(515)




7_ يلعنه الله




عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط».



رواه أحمد(1875)وصححه الألباني في المشكاة (3583)



عن أبي الطفيل، قال: قلنا لعلي بن أبي طالب، أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أسر إلي شيئا كتمه الناس، ولكني سمعته يقول: «لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من غير المنار».



رواه مسلم(1978)




8_ لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا




عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا: عاق ومنان ومكذب بالقدر.



الطبراني (7547)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1785)




من صور عقوق الوالدين




إن لعقوق الوالدين صوراً كثيرة منها:



1_عن عروة بن الزبير، قال: «ما بر والديه من أحد النظر إليهما».



البروالصلة لابن الجوزي(1/116)



2_عن علي بن طليق، قال: سمعت ابن محيريز، يقول: " من مشى بين يدى أبيه فقد عقه، إلا أن يمشي فيميط له الأذى عن طريقه، ومن دعا أباه باسمه، أو بكنيته فقد عقه، إلا أن يقول: يا أبه .



البروالصلة لابن الجوزي(1/116)



3_عن مجاهد، قال: " لا ينبغي للولد أن يدفع يد والده عنه إذا ضربه، قال: ومن شد النظر إلى والديه فلم يبرهما، ومن أدخل عليهما حزنا فقد عقهما .



البروالصلة لابن الجوزي(1/116)



4_ عن يزيد بن أبي حبيب، قال: «إيجاب الحجة على الوالد عقوق»



البروالصلة لابن الجوزي(1/116)



5_إظهار العبوس عند مقابلة الوالدين بخلاف ما لو قابل أصحابه. وإنك لتعجب ممن يتكلف البشاشة والابتسامة مع الآخرين بينما يتثاقل في إظهار ذلك مع والديه.



6_رفع الصوت عليهما أو مقاطعة كلامهما بزجرهما وفرض الرأي عليهما، وهذه الطباع مما يذمها العقلاء مع الناس فكيف إذا كان ذلك مع الوالدين.



7_التأخر في قضاء حاجاتهما والتسويف بها إلى أن يسأم الوالدان من سؤاله بعد ذلك.



8_القيام بحق الزوجة والاعتناء به في مقابل عدم الاعتناء بحق الوالدين وعدم الاكتراث له بل وتضييعه



-عن الحسن، قال: «إليه منتهى القطيعة، أن يجافي الرجل أباه عند السلطان»



الحسين بن أحمد الضبعي، قال: سمعت أبي، قال: سمعت فرقدا، قال: " قرأت في بعض الكتب: ما بر ولد مد بصره إلى والديه، وأن النظر إليهما عبادة، ولا ينبغي للولد أن يمشي بين يدي والديه، ولا يتكلم إذا شهدا، ولا يمشي عن يمينهما ولا عن يسارهما، إلا أن يدعوانه فيجيبهما، أو يأمرانه فيطيعهما، ولكن يمشي خلفها مثل عبد ذليل "



9_ولا حاجة بنا لذكر صور من العقوق بغيضة ليست من صفات المسلمين بل ولا من عادة عرب الجاهلية كضرب الوالدين أو لعنهما أو البصق عليهما أو رميهما في دور العجزة والتخلص منهما نعوذ بالله من الخزي والخذلان في الدنيا والآخرة.




دعت عليه وهو يصلي النافلة فلم يجبها فستجاب الله لها فيه فأسألك كيف بمن يسب ويشتم وينظر إلى أمه كانها عدوه ودعت عليه !!!!!!!!!!




عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي، فجاءته أمه، فدعته، فأبى أن يجيبها، فقال: أجيبها أو أصلي، ثم أتته فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته، فقالت امرأة: لأفتنن جريجا، فتعرضت له، فكلمته فأبى، فأتت راعيا، فأمكنته من نفسها، فولدت غلاما فقالت: هو من جريج، فأتوه، وكسروا صومعته، فأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام، فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: لا، إلا من طين .



رواه البخاري(2482)




فتاوى في بر الوالدين





الدعاء للوالدين والاستغفار لهما والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت، ولعل الله يخفف عنه بذلك ما سبق منه من عقوق مع التوبة الصادقة




سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما صحة هذا الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتب عند الله بارا» ؟



فأجاب بقوله: لا أعرف حال هذا الحديث، ولا أدري عن صحته ولكن المعنى صحيح، فإن الدعاء للوالدين والاستغفار لهما والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت، ولعل الله يخفف عنه بذلك ما سبق منه من عقوق مع التوبة الصادقة، وعليه أن يتوب إلى الله ويندم على ما فعل ويكثر من الاستغفار والدعاء لهما بالرحمة والعفو والمغفرة مع الإكثار من الصدقة عنهما، فإن هذا كله مما شرعه الله تعالى في حق الولد لوالديه: فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم «أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله هل بقي لوالدي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما » . والصلاة عليهما: يعني الدعاء لهما؛ ومن ذلك صلاة الجنازة، والاستغفار لهما: أي طلب المغفرة من الله لهما، وإنفاذ عهدهما: يعني وصاياهما إذا أوصيا بشيء لا يخالف الشرع، فمن برهما تنفيذ الوصية الموافقة للشرع، وإكرام صديقهما: أي أصدقاء والديه يكرمهم ويحسن إليهم ويراعي حقوق الصداقة بينهم وبين والديه، وإن كان الصديق فقيرا واساه، وإن كان غير فقير اتصل به للسلام عليه والسؤال عن حاله استصحابا للصداقة التي بينهم وبين والديه إذا كان ذلك الصديق ليس ممن يستحق الهجر، كذلك صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما كالإحسان إلى أخواله وأعمامه وأقاربه من جهة أبيه وأمه، فكل هذا من بر الوالدين.
مجموع فتاوى ابن باز(9/368)




استغفر الله وتب إليه، واطلب الرحمة والمغفرة لهم، وبرهم بالصدقة عنهم وبالإحسان إلى من له بهم صلة من الأحياء، أقارب أو أصدقاء، عسى أن يعفو الله عنك ويغفر ذنبك.




السؤال: في يوم من الأيام شتمت أبي وأمي وأختي بسبب غلط كبير، وهم قد انتقلوا إلى رحمة الله، رحمهم الله وكافة المؤمنين، وقد كرهتها من أجل السب. أفيدونا.



الجواب: أسأت بسبك لوالديك وأختك، وارتكبت ما حرم الله من عقوق الوالدين وإيذاء أختك، وذلك من كبائر الذنوب، فاستغفر الله وتب إليه، واطلب الرحمة والمغفرة لهم، وبرهم بالصدقة عنهم وبالإحسان إلى من له بهم صلة من الأحياء، أقارب أو أصدقاء، عسى أن يعفو الله عنك ويغفر ذنبك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (6301)



عضو عضو نائب الرئيس الرئيس



عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز




عليه التوبة إلى الله من العقوق، وأن يحسن إلى والديه الميتين بالدعاء لهما، ويحسن بالصدقة عنهما




السؤال: ما حكم من أراد التوبة وقد مات والداه وهو لهما عاق؟



الجواب: عليه التوبة إلى الله من العقوق، وأن يحسن إلى والديه الميتين بالدعاء لهما، ويحسن بالصدقة عنهما، والحج والعمرة عن كل واحد منهما إذا كان قد حج عن نفسه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20174)



عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس



بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ...عبد العزيز بن عبد الله بن باز




باب التوبة مفتوح فإذا علم الله من عبده أنه قد ندم على ما صنع واستغفر ربه فإن الله تعالى يغفر له




سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: شخص توفي والداه وهما غاضبان عليه لأنه كان عاقاً لهما فقيل له إن من عق والديه لا يجد رائحة الجنة وبذلك فقد فقد الأمل في دخول الجنة ولكي لا يصاب بيأس من رحمة الله قال له شخص آخر إنك تستطيع برهما بعد الموت وذلك بالدعاء لهما والاستغفار لهما والصدقة عنهما وإن الله سبحانه وتعالى سيجمع بينكم يوم القيامة ويخبر والديك بأنك فعلت كذا وكذا من أجلهما فإن رضيا عنك فإن الله سيعفو عنك والسؤال هو هل هناك أصل لما قاله هذا الشخص بارك الله فيكم؟



فأجاب بقوله: هذه القضية عبرة لمن اعتبر تفيد أن الإنسان العاقل ينتهز الفرصة في القيام بما أوجب الله عليه لئلا تفوته الفرصة فبإمكان هذا السائل أن يكون باراً بوالديه قبل موتهما ولكنه سوّف وأهمل وفرّط حتى فات الأوان وانتقلا من الدنيا إلى الآخرة ولكني أقول له إن باب التوبة مفتوح فإذا علم الله من عبده أنه قد ندم على ما صنع واستغفر ربه فإن الله تعالى يغفر له ولا يترتب على فعله السابق شيء مما يكون في تركه وتضييعه فلا إثم عليه ولا عقوبة وأرجو من الأخ السائل أن يستمع إلى هذه الآية الكريمة (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) فهذه الجرائم العظيمة الشرك وهو أعظم الذنب وقتل النفس وهو أعظم العدوان على البدن والزنا وهو أعظم العدوان على العرض إذا تاب الإنسان منها وآمن وعمل عملاً صالحاً فإن الله يبدل سيئاته حسنات ويغفر له ومن المعلوم أن الشرك لا يغفره الله (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) ومع هذا إذا تاب الإنسان منه غفر الله له ورحمه وإذا اتصف بالأوصاف الثلاثة تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً بدل الله سيئاته حسنات فليبشر هذا السائل إذا كان قد تاب إلى الله وندم على ما جرى منه من تقصير في حق والديه فليبشر بمغفرة الله له وليسأل الله الثبات وليكثر مما أرشده إليه أخوه من الاستغفار لوالديه والدعاء لهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما فإذا فعل ذلك عفا الله عنه وغفر له.



فتاوى نور على الدرب للعثيمين(24/2)




يجب عليك أن تبر أمك وتحسن إليها بقدر الاستطاعة، ولو لم ترضعك، ولم تقم بتربيتك؛ لقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}




السؤال: مضمون السؤال: أن السائل سلمه أبوه بعد الولادة بسبعة أيام لعمته؛ لتقوم برضاعه وتربيته، فقامت عمته بذلك ومات أبوه بعد عامين من ولادته، وترك شقيقة للسائل أصغر منه، وادعى أن أمها قتلتها حينما تزوجت بعد أبيه برجل لم يرض أن تعيش هذه البنت معها ببيته، وذكر أن لأمه ثمانية أولاد من هذا الرجل، وأنه إذا ذهب إلى أمه لزيارتها - رغم بعد المسافة - منعه زوجها من رؤيتها، وذكر أنه صار أبا لخمسة أولاد، وأنه فقير، ويسأل ماذا يجب عليه؟ وماذا يجب على أمه من الصلة؟ وهل عليه أو عليها إثم لعدم الصلة؟ ويرجو الإفادة.



الجواب: يجب عليك أن تبر أمك وتحسن إليها بقدر الاستطاعة، ولو لم ترضعك، ولم تقم بتربيتك؛ لقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (2) وقوله تعالى:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ولما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة «أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك» .ويحرم عليك أن تتهمها وتسيء بها الظن، وتتكلم فيها بغير علم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وإذا ذهبت لزيارتها، أو أردت برها والإحسان إليها فامتنعت، أو منعها زوجها، أو منعك من الاتصال بها، أو إيصال شيء إليها، فقد فعلت ما عليك، ولا إثم عليك؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} وإياك وقطيعتها أو الإساءة إليها، بل قابل إساءتها بالإحسان؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين »الحديث، وقوله: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعا وهات » ، وقوله: «لا يدخل الجنة قاطع » ، وقوله: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها » وإن كنت فقيرا كفى أن تزورها وتلقاها لقاء حسنا، ببشاشة وجه وسرور، وينبغي لها أن تعطف عليك، وتمكنك من صلتها بقدر الاستطاعة، فإن لم تفعل فلا تسئ، بل أحسن إليها.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (1253)


عضو عضو نائب الرئيس الرئيس


عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز




عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وليس لولدهما أن يقابل سيئتهما بسيئة، بل يقابلها بالحسنة




السؤال: ما حكم الدين فيمن يعق والديه، رغم أن والده لا يعامله بقسوة، ولكنه يفرق بينه وبين إخوته في المعاملة.



الجواب:عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وليس لولدهما أن يقابل سيئتهما بسيئة، بل يقابلها بالحسنة، وعليه أن يتوب إلى الله ويستغفره مما فرط منه توبة نصوحا؛ عسى أن يغفر له ما مضى. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (9017)


عضو عضو نائب الرئيس الرئيس


عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز




التبرع لأحد الوالدين دون الآخر




سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: فضيلة الشيخ! هل يجوز التبرع لأحد الوالدين دون الآخر وهما على قيد الحياة، مثلاً: كأن يبني مسجداً لأحدهما؟



فأجاب بقوله:قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سئل: (من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك) فلا حرج أن يفضل الأم بحسن الصحبة على الأب، لكن إذا علم أن الأب إذا رآه مفضَّلاً لأمه عليه حصل في نفسه شيء فهنا ينبغي ألا يظهر لأبيه أنه آثر أمه بشيء درءً للمفسدة، لأن بعض الآباء لا يتحمل أن يقدم الولد أمه عليه، ويرى أن ذلك عقوق، فإذا كان ذلك فادرأ الأمر ولا تخبره بأنك آثرت أمك عليه بشيء، ويزول المحذور بإذن الله.
اللقاء الشهري(44/41)




الهجرة في طلب العلم وعقوق للوالدين




سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: فضيلة الشيخ: أنا طالب علم في الجامعة وأهلي يطلبون مني ترك الدراسة في الجامعة، وأن أعمل في المدينة التي يسكنونها، مع أني إذا عملت في هذه البلدة أو غيرها فإني أخشى من قسوة قلبي، مع أني قد جربت ذلك قبل الجامعة، فهل دراستي في الجامعة والحال هذه من عقوق الوالدين؟



فأجاب بقوله:ليس هذا من عقوق الوالدين، إذا كان اغترابك عن أهلك وعن وطنك أكثر لعلمك وأقوى لإيمانك فعليك به، وليس هذا من عقوق الوالدين، ويمكن أن تزور والديك في الشهر مرة أو مرتين حسب ما يتيسر لك، ويمكن أيضاً أن تتصل بهم صباحاً ومساءً بواسطة الهاتف، لو فرض أن الوالدين مضطران اضطراراً تاماً لك فحينئذٍ نقول: لا بد أن تدفع ضرورتهما، أما والأمر ليس فيه حاجة لكنهما يحبان أن تكون عندهما، وأنت ترى أن وجودك في البلد الذي هم فيه يؤثر عليك، الحمد لله ابق في البلد الذي يزداد فيه علمك وإيمانك، ويمكنك أن تبر والديك بطرق متعددة.



اللقاء الشهري(38/23)




طاعة الوالدين في فعل المنكر




سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: فضيلة الشيخ نخبرك بأنا نحبك في الله، ولقد تطرقت يا فضيلة الشيخ إلى بر الوالدين، فإذا كان الوالدان لا يسمحان بزيارة أخ عاق، فما حكم مخالفتهم في ذلك؟



فأجاب بقوله:هذا السؤال الذي سأل عنه أخونا يقع كثيراً، يكون بين الأم وبين أختها أو قريبتها سوء تفاهم، أو بين الأب وأخيه أو قريبه سوء تفاهم، ويقول لأولاده: لا تزوروا فلاناً، أو تقول المرأة: لا تزوروا خالتكم مثلاً، ولا شك أن هذا أمر بقطيعة رحم، فهو أمر بمنكر، فلا يطاع الولدان بهذا، لكن تداريهما فتذهب إلى هؤلاء الذين نهوك عن زيارتهم وتزورهم خفية من غير أن يشعر الولدان بذلك، فتجمع بين تحصيل المصلحة ودرء المفسدة.



اللقاء الشهري(58/32)




لا يجوز للوالدين التفضيل في العطية بين أولادهما




السؤال: لي ولدان: أحدهما بار بي وبوالدته، والآخر عاق لي ولوالدته، وأريد أن أهب جميع ما أملكه من عقار وأطيان لابني البار، مع حرماني لأخيه العاق، فما حكم الدين في ذلك؟



الجواب: لا يجوز للوالدين التفضيل في العطية بين أولادهما؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» ولأن ذلك يسبب الحسد والحقد والبغضاء والشحناء والقطيعة بين الأخوة، وكل ذلك يتنافى مع مقاصد الشريعة المطهرة التي جاءت بالحث على التآلف والترابط والتواد، والتعاطف بين الأقارب والأرحام. والواجب على الوالدين استصلاح أولادهما العاقين بطرق لا تشتمل على مفاسد في العاجل والآجل في حياة الأسرة، مع كثرة الدعاء لهم بالاستقامة والصلاح، والله المستعان. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20321)



عضو عضو نائب الرئيس الرئيس



بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز




شهادة الابن على أبيه والتشهير به




سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما حكم شهادة الابن على أبيه والتشهير به؟



فأجاب بقوله:أما شهادة الابن أو البنت على أبيهما في المحكمة فهي واجبة؛ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [النساء:135] ، وأما التشهير بذلك فهذا حرام؛ لأنه لا داعي لهذا، وفيه عقوق للوالدين.



اللقاء الشهري(77/25)




تقبيل رجل الوالد




سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: أبي أحياناً يأمرني بتقبيل رجله مازحاً؟



فأجاب بقوله:لا مانع من أن تقبلها.



شرح سنن أبي داود(592/13)




تقبيل يد الوالد والزوج




سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: ما حكم تقبيل الابن ليد والده، وتقبيل المرأة ليد زوجها؟



فأجاب بقوله: لا بأس به، وتقبيل اليد ثابت.



شرح سنن أبي داود(592/13)




معانقة الوالدين




سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: ما حكم معانقة الوالدين؟



فأجاب بقوله: الأولى للإنسان أن يقبل رأس والديه، ولا تكون هناك معانقة، وإنما يكون هناك شيء أكثر من ذلك وهو توقيرهما واحترامهما وتقبيل رأسيهما.



شرح سنن أبي داود(592/13)




تم بحمد الله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

الله يارب البرية أسألك بأسمائك الحسنى أن توفق كل من قرأ هذه الرسالة إلى بر والديه ولاتحرمني الأجر فيه يارب العالمين ياحي ياقيوم آمين