أم عمير السنية السلفية
17-Sep-2014, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من فضائل سورة الإخلاص
بقلم : فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني وفقه الله تعالى
إنَّ الله أنزل كتابه العظيم على نبيه الكريم هدى ورحمة ونورا وشفاء وبشرى وذكرى للذاكرين، ووصفه بأوصاف جليلة، ونعته بنعوت حسنة جميلة، تدل على أنه الأصل والأساس لجميع العلوم النافعة، والمعارف المرشدة لخيري الدنيا والآخرة.
فهذه سورة العصر على وجازتها وقصر آياتها تضمنت التعريف بسبيل أهل الصلاح والإيمان، والتمييز بينها وبين سبيل أهل الزيغ والخسران، بأوجز العبارات وأدلها على المقصود، حتى قال الشافعي: «لو لم ينزل الله غيرها لكفت الناس» [..]
أما فضائل هذه السورة فكثيرة، وفوائدها عزيزة، حتى قال الأئمة الأعلام كالدَّارقطني وابن القيِّم: «لم يصح في فضائل سورة مما صح في سورة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)».
فهي نسبة الله عز وجل والمعرفة به - جل وعلا -، فمن أراد معرفة ربه ونسبه وصفته فليقرأ هذه السورة، فعن أبيِّ بن كعب: أنَّ المشركين قالوا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا محمَّد! انسب لنا ربك، فأنزل الله - تبارك وتعالى -: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)[1].
وهي صفة الرحمن ونعته، فمن رام وصفا لخالقه يليق بكماله وجلاله، وعزته وعظيم سلطانه، فليقرأ هذه السورة الكريمة، ففي «الصحيحين»[2] عن عائشة أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «بعَث رجلاً على سرِيَّةٍ، فكانَ يقرأُ لأصحابِه في صلاتهم فيختِمُ بـ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، فلمَّا رجَعوا ذكروا ذلك للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ فقال: «سَلُوهُ لأيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ»، فسألوه فقال: لأنَّها صِفة الرَّحمن، وأنا أحِبُّ أن أقرأ بها، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ»،
قال ابن التِّين: «وقوله: لأنَّها صفة الرَّحمن لأنَّ فيها أسماءَه وصفاتِه، وأسماؤُه مشتقَّة من أوصافه».
ومن فضائلها:
- أنَّ حبَّ هذه السورة والقراءة بها في الصلاة يوجب محبَّة الله لمن قرأ بها، لقوله في الحديث: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ»، وفي هذا دليل على أن سلامة المعتقد وحسن فهم التوحيد من أعظم أسباب محبة الله لعباده، وفيه دليل أيضا على استحباب قراءة الآيات التي تشمل على صفات الله خلافا للمبتدعة الذين يكرهون قراءة آيات الصفات عند العامة.
- إنَّ حبَّها يوجب دخول الجنة، فقد روى البخاري معلَّقا في «صحيحه» (774) ووصله الترمذي (2901) عن أنس قال: «كانَ رجلٌ من الأنصار يؤُمُّهم في مسجِد قُباء، وكان كلَّما افتتَح سورة يقرأ بها لهم في الصَّلاة ممَّا يقرأُ به افتتَح بـ ï´؟قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌï´¾حتى يفرَغ منها، ثم يقرأ بسورةٍ أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلِّ ركعة، فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنَّك تفتتح بهذه السُّورة ثمَّ لا ترى أنَّها تجزئك حتَّى تقرأ بأُخرى، فإمَّا أن تقرأ بها وإمَّا أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبروه الخبر، فقال: «يَا فُلاَنُ! مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟» فقال: إنِّي أحبُّها، فقال:«حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ».
وروى مالك (435) والترمذي (2897) والنسائي (994) بإسناد صحيح عن أبي هريرة يقول: «أقبلتُ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسمِع رجلاً يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَجَبَتْ»، قلت: وما وجبت؟ قال: «الجَنَّةُ».وروى أحمد (5/ 437) بإسناد حسن عن معاذ بن أنس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشر مَرَّاتٍ بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الجَنَّةِ».
- إنَّ قراءتها توجب مغفرة الذنوب؛ فقد روى الدارمي (3292) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (704) بإسناد صحيح عن رجل من الصَّحابة يقول: «صحِبت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفَرٍ، فسمع رجلاً يقرأ (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ) فقال: «قَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»، وسمع آخر يقول: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فقال: «غُفِرَ لَهُ».
- إنَّها تكفي من الشَّر وتمنعه؛ لما ثبت في «السنن»[3] إلا ابن ماجه عن عبد الله بن خبيب قال: «خرَجنا في ليلة مطَرٍ نطلُب النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليصلِّي لنا فأدركناه، فقال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قلت: يا رسول الله! ما أقول؟ قال: «(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».
ــــــــــــــــ
[1] أحمد والترمذي والحاكم بإسناد حسن.
[2] البخاري (7375)، مسلم (813).
[3] أبو داود (5082)، النسائي (5428)، الترمذي (3575).
* منقول من (مجلة «الإصلاح» - العدد 6)
موقع راية الإصلاح (http://www.rayatalislah.com/index.php/al-quran/item/33-2013-06-30-09-45-03)
من فضائل سورة الإخلاص
بقلم : فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني وفقه الله تعالى
إنَّ الله أنزل كتابه العظيم على نبيه الكريم هدى ورحمة ونورا وشفاء وبشرى وذكرى للذاكرين، ووصفه بأوصاف جليلة، ونعته بنعوت حسنة جميلة، تدل على أنه الأصل والأساس لجميع العلوم النافعة، والمعارف المرشدة لخيري الدنيا والآخرة.
فهذه سورة العصر على وجازتها وقصر آياتها تضمنت التعريف بسبيل أهل الصلاح والإيمان، والتمييز بينها وبين سبيل أهل الزيغ والخسران، بأوجز العبارات وأدلها على المقصود، حتى قال الشافعي: «لو لم ينزل الله غيرها لكفت الناس» [..]
أما فضائل هذه السورة فكثيرة، وفوائدها عزيزة، حتى قال الأئمة الأعلام كالدَّارقطني وابن القيِّم: «لم يصح في فضائل سورة مما صح في سورة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)».
فهي نسبة الله عز وجل والمعرفة به - جل وعلا -، فمن أراد معرفة ربه ونسبه وصفته فليقرأ هذه السورة، فعن أبيِّ بن كعب: أنَّ المشركين قالوا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا محمَّد! انسب لنا ربك، فأنزل الله - تبارك وتعالى -: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)[1].
وهي صفة الرحمن ونعته، فمن رام وصفا لخالقه يليق بكماله وجلاله، وعزته وعظيم سلطانه، فليقرأ هذه السورة الكريمة، ففي «الصحيحين»[2] عن عائشة أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «بعَث رجلاً على سرِيَّةٍ، فكانَ يقرأُ لأصحابِه في صلاتهم فيختِمُ بـ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، فلمَّا رجَعوا ذكروا ذلك للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ فقال: «سَلُوهُ لأيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ»، فسألوه فقال: لأنَّها صِفة الرَّحمن، وأنا أحِبُّ أن أقرأ بها، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ»،
قال ابن التِّين: «وقوله: لأنَّها صفة الرَّحمن لأنَّ فيها أسماءَه وصفاتِه، وأسماؤُه مشتقَّة من أوصافه».
ومن فضائلها:
- أنَّ حبَّ هذه السورة والقراءة بها في الصلاة يوجب محبَّة الله لمن قرأ بها، لقوله في الحديث: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ»، وفي هذا دليل على أن سلامة المعتقد وحسن فهم التوحيد من أعظم أسباب محبة الله لعباده، وفيه دليل أيضا على استحباب قراءة الآيات التي تشمل على صفات الله خلافا للمبتدعة الذين يكرهون قراءة آيات الصفات عند العامة.
- إنَّ حبَّها يوجب دخول الجنة، فقد روى البخاري معلَّقا في «صحيحه» (774) ووصله الترمذي (2901) عن أنس قال: «كانَ رجلٌ من الأنصار يؤُمُّهم في مسجِد قُباء، وكان كلَّما افتتَح سورة يقرأ بها لهم في الصَّلاة ممَّا يقرأُ به افتتَح بـ ï´؟قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌï´¾حتى يفرَغ منها، ثم يقرأ بسورةٍ أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلِّ ركعة، فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنَّك تفتتح بهذه السُّورة ثمَّ لا ترى أنَّها تجزئك حتَّى تقرأ بأُخرى، فإمَّا أن تقرأ بها وإمَّا أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبروه الخبر، فقال: «يَا فُلاَنُ! مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟» فقال: إنِّي أحبُّها، فقال:«حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ».
وروى مالك (435) والترمذي (2897) والنسائي (994) بإسناد صحيح عن أبي هريرة يقول: «أقبلتُ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسمِع رجلاً يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَجَبَتْ»، قلت: وما وجبت؟ قال: «الجَنَّةُ».وروى أحمد (5/ 437) بإسناد حسن عن معاذ بن أنس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشر مَرَّاتٍ بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الجَنَّةِ».
- إنَّ قراءتها توجب مغفرة الذنوب؛ فقد روى الدارمي (3292) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (704) بإسناد صحيح عن رجل من الصَّحابة يقول: «صحِبت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفَرٍ، فسمع رجلاً يقرأ (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ) فقال: «قَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»، وسمع آخر يقول: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فقال: «غُفِرَ لَهُ».
- إنَّها تكفي من الشَّر وتمنعه؛ لما ثبت في «السنن»[3] إلا ابن ماجه عن عبد الله بن خبيب قال: «خرَجنا في ليلة مطَرٍ نطلُب النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليصلِّي لنا فأدركناه، فقال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قلت: يا رسول الله! ما أقول؟ قال: «(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».
ــــــــــــــــ
[1] أحمد والترمذي والحاكم بإسناد حسن.
[2] البخاري (7375)، مسلم (813).
[3] أبو داود (5082)، النسائي (5428)، الترمذي (3575).
* منقول من (مجلة «الإصلاح» - العدد 6)
موقع راية الإصلاح (http://www.rayatalislah.com/index.php/al-quran/item/33-2013-06-30-09-45-03)