المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من السنن المهجورة المشي حافيا ، وما فيه من الفوائد



أبو بكر يوسف لعويسي
16-Oct-2014, 04:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم .

من فوائد المشي حافيا.
المشي حافيا من السنن المهجورة في كثير من البلاد الإسلامية ، وللمشي حافيا آثارإيجابية على المستوي الجسدي، والنفسي، والعقلي، والروحي.
وقد أمرنا رسولنا (صلى الله عليه وسلم) أن نفعله حينا بعد حين، أي أن نحتفي ونمشي دون نعال بعض الأحيان لما فيه من فوائد جليلة جسينة ، كما أمرنا أن نضطجع إذا غضب أحدنا ، وكما نهانا عن الأكل متكئين وأيضا أمرنا بترك التنعم وزي الأعاجم والتشبه بهم ، وهو صلى الله عليه وسلم لا يؤمر إلا بخير وما فيه النفع العاجل والآجل .
هذه المقالة المنقولة عن بعض أهل الاختصاص في الطب والتي نقلتها هنا بتصرف فزدت فيها ما يناسب المقام ويتم الفائدة تبين (بصورة مختصرة) بعض فوائد المشي حافيا لبعض الوقت، والمتمثلة في بعض التأثيرات الإيجابية على المستويات الأربع السابقة، مستدلا بالحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالرفلكسولوجي (علم الانعكاس الإيجابي) فيما تثبته الدراسات الحديثة في الطب العصري.
أما بالنسبة للحديث: فقد أخرج أبو داود برقم( 4160) وابن ماجة حديثبرقم (3629 ) أخرجه أحمد ( 6 / 22 ) عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة ابن عُبيد وهو بمصر. فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائراً؛ ولكنِّي سمعت أنا وأنت حديثاً من رسول اللهصلى الله عليه وسلم، رجوت أن يكون عندكم منه علمٌ. قال: وما هو؟ قال: كذا. . وكذا..قال: فما لي أراك شعِثاً، وأنت أمير الأرض؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان ينهانا عن كثيرٍ من الإرفاه. قال: فما لي لا أرى عليك حذاءً !؟ قال كان النبيصلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحياناً". وزاد : " سئل ابن بريدة عن الإرفاه ؟ قال : الترجل " .
قال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني :هذا إسناد صحيح أيضا على شرط الشيخين وليس عند النسائي (صحيح النسائي ) ( 4834 ) أنظر السلسلة الصحيحة (2/3)(ح 502).
أما قوله :( نحتفي) أي نمشي حفاةً بدون حذاء، وأحيانا، أي حين بعد حين. الإرفاه .
قال في " النهاية " : هو كثرة التدهن و التنعم و قيل : التوسع في المشرب و المطعم أراد ترك التنعم و الدعة و لين العيش لأنه من زي العجم وأرباب الدنيا " .
قلت : و الحديث يرد هذا التفسير فإن الصحابي فسره بأن الإرفاه هو الترجل ، و لهذا قال أبو الحسن السندي في حاشيته على النسائي : و تفسير الصحابي يغني عما ذكروا ، فهو أعلم بالمراد.
فلا بد من ترك التنعم في كل يوم بل في الصباح والمساء لأن ذلك يبعث على الخمول ويبعث الجسد إلى الارتخاء واللين بحيث لو حدث فاقة عامة أو جاءت مصيبة عامة لم يكن هذا الإنسان قادرا على تحملها ولذلك ينهار كثير من الناس عند الحوادث التي يجريها الله تعالى في هذا الكون من سننه التي يسميها عبيده الظالمين لأنفسهم بالكوارث الطبيعية ينسبونها للطبيعة وغضب الطبيعة ونسوا قدرة الله وغضبه سبحانه وحكمته من فعل ذلك ،لذلك ينبغي للمسلم أن يكون مستعدا جاهزا لأي أمر يحصل وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :((اخشوشنوا ..)).
قال أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار ( 6865)فَإِنَّهُ حَدَّثَنَاحُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍقَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَبْنَ هَارُونَ قَالَ: ثناعَاصِم الْأَحْوَلُ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.قَالَ: أَتَانَاكِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: << اخْشَوْشِنُوا،وَاخْشَوْشِبُوا،وَاخْلَوْلِقُوا،وَتَ مَعْدَدُواكَأَنَّكُمْ مَعَدٌّ،وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ،وَزِيَّ الْعَجَمِ >> . أَفَلَاتَرَى أَنَّهُ نَهَاهُمْ عَنْ زِيِّ الْعَجَمِ، وَأَمَرَهُمْ بِالتَّمَعْدُدِ وَهُوَ الْعَيْشُ الْخَشِنُ الَّذِي تعْرِفُهُ الْعَرَبُ؛ فَكَذَلِكَ الْأَكْلُ مُتَّكِئًا نُهُوا عَنْهُ؛ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْعَجَمِ.
وَأَمَّاالشُّرْبُ قَاعِدًا فَأُمِرُوابِهِ،خَوْفًامِمَّايُحْدِثُ عَلَيْهِمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ مِنْ زِيِّ الْعَجَمِ. شرح مشكل الآثار(4/275) تحقيق محمد زهري النجار و(5/338)تحقيق:شعيب الأرنؤوط.
وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي [بَابُ تَرْكُالرَّفَاهِيَةِ]8609 -عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: <<انْتَضِلُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَامْشُوا حُفَاةً>>.قال رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: <<تَمَعْدَدُوا>> بَدَلَ <<انْتَضِلُوا>>. وَفِيهِ عَبْدُاللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍالْمَقْبُرِي وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ فِي الْكَبِيرِ أَيْضًا وَقَالَ فِيهِ: <<تَمَعْدَدُوا>> . 8610 -وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: << انْتَضِلُوا،وَاخْشَوْشِنُوا،وَامْشُوا حُفَاةً>>. وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ: <<تَمَعْدَدُوا>>.رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَهُوَضَعِيفٌ..
وقال الرامهرمزي: المعنى: اقتدوا بمعد بن عدنان، والبسوا الخشن من الثياب، وامشوا حفاةً ، فهو حث على التواضع، ونهي عن الإفراط في الترفه والتنعم. المقاصدالحسنة (1/267).
ما هو الرفلكسولوجي؟ (Reflexology): :تترجم بالعربية بعلم الانعكاس وقد يكون إيجابيا وقد يكون سلبيا ، وفي بعض المراجع المترجمة أو المعربة يعرف بعلم الارتكاس ، وهو علم يهتم بدراسة وممارسة الضغط في الجسد – بطريقة علمية – على نقاط معينة في اليدين والقدمين، تسمى بمناطق ردات الفعل . ويُصنف هذا العلم من الطب المكمل للطب الكلاسيكي الذي نتداوى به .
يهدف علم الانعكاس إلى مساعدة الجسم على استعادة توازنه الطبيعي. وينشأ ظروف ايجابية تساعده على معالجة نفسه بنفسه، لانعكاس الحالة الصحية على القدمين..
وبسبب الاتصال الوثيق بين مختلفالأعضاء، والأعصاب، والغدد في الجسم، وبين مناطق ردات الفعل المعينة في باطن القدم والأصابع وأطرافها وجوانب القدمين وذلك بواسطة الشبكة العصبية. حيث يوجد بالقدمين 7200 نهاية عصبية، تتصل بباقي أجزاء الجسم. من خلال الحبل الشوكي والدماغ .
1- المشي حافيا وأثره على الجسم : الضغط على مناطق رد الفعل في القدم لبعض الوقت أثناء المشي حافيا، يحث الكبد، والقولون، والجلد، والرئتين، على القيام بوظائفهم الحيوية، ويستخرج السموم الموجودة فيها بعيدا عن الجسم.
كما أنه يمكننا - كما يناظره في علم الانعكاس - أن نتعرف على وجود الخلل في أي عضو في الجسم، حتى وإن لم يتم الكشف عن وجود علة بذلك العضو، وذلك بشدة الألم الحاصلة عندنقطة رد الفعل دون غيرها في القدم.
إن عملية ضغط الجسم على نقطة الانعكاس، تقوم بإرسال موجة من النشاط - أكسجين وغذاء...- والتي تحفز الجهازالدوري، والأعصاب؛ لمساعدة العضو المصاب، والقضاء على التجلطات، والاحتقانات التي توجد فيه. كما نعلم بالدورة الدموية الجيدة هي أساس الحياة المليئة بالصحة، والركود لها يؤدي إلى الوفاة المبكرة لكثير من الخلايا، كالبركة التي تصبح مليئة بالطحالب وفي نهايتها تتحول إلى قشرة صلبة. ذلك ما سيحدث تماما إذا حرمت الخلايا في كل أجزاء الجسم، من دورة دموية سخية بالأكسجين والطاقة، الموجودة – مثلا – في الطعام الصحي، وفي الهواء النقي المليء بالأكسجين، والطاقة المنبعثة من حولنا،وبإثارة نقاط الإنعاش بالضغط عليها نتيجة المشي حافيا لبعض الوقت...
2- المشي حافيا وأثره على النفس والعقل: هذا النوع من المشي يمد الجسم بالحيوية والطاقة اللازمة. فمثلا: تدفق الدم لخلايا الجسم المحمل بالأكسجين، والطاقة، يحارب كافة حالات التعب المزمن والكسل. ويعمل أيضا على إزالة الأحاسيس السلبية. ويعيد التوازن العضوي والفكري.
وهذا بدوره يساعد على تجلي الأفكار، وزيادة القدرة على التركيزوالانتباه، ويساعد على إزالة الضغط النفسي الذي يدمر مناعة الجسم، ويجعله عرضة للإصابة بالأمراض العضوية.
3- المشي حافيا والطاقة: غالبا ما تكون النقاطفي القدمين مؤلمة أكثر مما هي في اليدين وبقية أعضاء الجسم، لأنه بحسب قانون الجاذبية، ووقوفنا الكثير على قدمينا، تترسب مواد معينة تسبب إغلاق لمسارات أو تيارات الطاقة الكهرومغناطيسية .
وبالضغط على هذه النقاط المتصلبة، يساعد على فتح القنوات لهذه الطاقة. ويتسنى - بالاتصال المباشر - لذبذبات الطاقات المنبعثة من المعادن والألوان الموجودة في الحصى والحجارة... أن تسير هذه الطاقات في مداراتها بحركة طبيعية، فتعود بذلك الحيوية إلى جميع الأعضاء التابعة لهذه المسارات.
4- المشي حافيا وأثره على الروح: الجانب الروحي يسموا بالطاعات. والمشي حافيا هو طاعة لأمر رسولنا ومعلمنا (صلى الله عليه وسلم). وإن عملية تذكر الأجر - الذي أعده الله لمن أطاع أمره ابتغاء وجهه الله الكريم - في الدنيا والآخرة أيضا يزيد من قوة الإيمان واطمئنان القلب، فإذا احتسب المشي حافيا للحفاظ على صحته من أجل التقوي على الطاعة فإن هذا فيه أجر .
وكما أن علم الانعكاس محدود الإمكانيات - إذ لا يستطيع بواسطته إيقاف أي علاج بالأدوية أو الامتناع عن إجراء أي عملية جراحية - فإنه يمكننا القول عن إمكانية محدودية المشي حافيا أيضا. ويمكن اعتبار المشي حافيا لبعض الوقت علاج مكمل، ووقائي، كما هو الحال في علم الانعكاس.
وهذا واضح فينصائح بعض أطباء الطب الحديث لبعض الحالات الطبية: كالفطريات في الأقدام، أو مايسمى بمرض قدم الرياضيين، أو دوالي الساقين أو القدم المفلطحة المؤلمة .
5 - المشي حافيا وأثره على الجسم : يمشي المسلم وأثناء المشي يحصل منه الضغط على مناطق رد الفعل في القدم لبعض الوقت أثناء المشي حافيا على التراب أو الحصى أو حبات الرمل ليدفع الجسم إلى الاتزان والانسجام الحراري الكهروماغناطيسي بداخله، ومن عجيب قدرة الله تعالى أن الإنسان إذا مشى دون نعال ثلث ساعة مرة في الأسبوع حافيا فإن تلك المشية تمتص الحرارة الزائدة وتدفعها إلى خارج الجسم لأن إلصاق القدم التي فيها 7200 نهاية للأعصاب كما ألسلفنا بالأرض له تأثير عجيب في بدن الإنسان جذبا إلى داخله وإخراجا منه إلى خارجه ومنها الحرارة الزائدة ويؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُطْفِئَ المسلم عنهُ جَمْرَةَ الْغَضَبِ بِالْوُضُوءِ، وَالْقُعُودِ إِنْ كَانَ قَائِمًا، وَالِاضْطِجَاعِ إِنْ كَان َقَاعِدًا، وَالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
ارشد لإطفاء حرارة الغضب وفورته التي يحدثها الشيطان المخلوق من نار في نفس الإنسان إلى الاضطجاع على الأرض مباشرة حتى تمتص الأرض (أمه الحنون )التي خلق منها ما زاد على جسده من حرارة وثورة لا تناسبه ، فسبحان من له في كل شيء حكمة أو حكم عظيمة تعود مصالحها وفوائدها على هذا العبد الذي سخر له ما في السموات وما في الأرض لينتفع وينفع بها، ولا يفسدها أو يفسد بها إذا جهل عوائدها الخيرية قال الله تعالى : { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) }الأعراف .
فالمؤمنون سمعوا لهذا النداء لأنهم علموا يقينا أن صلاحها خير لهم ، أما أهل النفاق فلم يستجيبوا ولم يسمعوا بل سعوا بالإفساد في منافعها الصالحة المصلحة ومنها إفساد تربتها التي فيها من المنافع ما الله به عليم ومن منافعها هذه الجزئية التي نحن بصدد الكلام عليها المشي حافيا لقد غزى الاسمنت المسلح التربة في كل مكان حتى لا تكاد تجد مكانا تضطجع عليه إذا غضبت فضلا عن مكان خضر معشوشب طبيعي تستريح فيه . وإلى الله المشتكى .

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
17-Oct-2014, 08:44 AM
جزاك الله خيرا شيخنا

أبوصهيب طارق بن حسين
18-Oct-2014, 02:09 AM
جزاك الله خيرا شيخنا على هذه الفائدة وجعلك ممن يحيي سنن النبي صلى الله عليه وسلم

أبو بكر يوسف لعويسي
24-Oct-2014, 01:00 PM
آمين ولكما بالمثل أخواي الكريمين أبا عبد المصور ، وأبا صهيب ..

أبو يوسف عبدالله الصبحي
24-Oct-2014, 03:07 PM
جزاك الله خيراً