أبو خالد الوليد خالد الصبحي
23-Oct-2014, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحمن
(الجدال المشروع والجدال الممنوع ) للعلامة محمد بن هادي حفظه الله : المقطع مأخوذ من درس للشيخ في شرحه لرسالة «الفرق بين النصيحة والتعيير» للحافظ ابن رجب -رحمهُ الله
التفريغ :
وأبلغ من هذا أنه قال : (( ما ناظرني أحد فلم أبال أظهرت الحجة على لسانه أو لساني ))
(( وهذا فيه كما قلنا التواضع لقبول الحق إذا مقصود الجميع هو الوصول إليه ، سواء أن كان وفقت أنا إليه أو وفق إليه أخي ، فمقصودنا جميعا هو الوصول إلى الحق ، فلما كان هذا هو المقصود ما بالا من أين أتى من قبله أو من قبل أخيه ، نعم ،
وهذه هي المناظرة النافعة والمجادلة النافعة ، الجدال الجائز والمناظرة الجائزة التي يكون المقصود فيها أو منها الوصول إلى الحق ، وإظهار الحق ، أما إذا المقصود منها الإنتصار للنفس أو للخلق لطرف على طرف فهذه هي الممقوته ، وهذا هو الجدال الذي ذمه الله سبحانه وتعالى لقوله ( ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ) قال جل وعلا ( فلا تماري فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم أحد )وقال جل وعلا ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا ) قال جل وعلا ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) إلى آخره ، فالجدال منه مشروع ومنه ممنوع ، فالمشروع هذا هو الذي أشار إليه الشافعي رحمه الله تعالى، الذي يكون المقصود منه الوصول إلى الحق وإظهار الحق للخلق ، هذا هو الممدوح ، وأما الممنوع الذي يكون المقصود من وراءه الإنتصار للنفس أو للخلق ، ولو كان على حساب الحق فهذا مذموم ، وهو الذي يورث الشحناء والبغضاء والضغينة ، والآثار والأخبار التي وردت والأيات التي جاءت أيضا في النهي منزلة على هذا النوع من الجدال والمناظرة ، والأيات والأحاديث التي فيها الجدال منزلة على النوع الثاني ، فمن كان قصده الحق فإنه لا يهمه أن كان توفيق الله له حتى إهتدى إليه أو كان على يد أخيه فجاء به إليه فإن الحق هو ضالته المنشودة التي يريد الوصول إليها ))
لتحميل الصوتية : الملف في المرفقات
(الجدال المشروع والجدال الممنوع ) للعلامة محمد بن هادي حفظه الله : المقطع مأخوذ من درس للشيخ في شرحه لرسالة «الفرق بين النصيحة والتعيير» للحافظ ابن رجب -رحمهُ الله
التفريغ :
وأبلغ من هذا أنه قال : (( ما ناظرني أحد فلم أبال أظهرت الحجة على لسانه أو لساني ))
(( وهذا فيه كما قلنا التواضع لقبول الحق إذا مقصود الجميع هو الوصول إليه ، سواء أن كان وفقت أنا إليه أو وفق إليه أخي ، فمقصودنا جميعا هو الوصول إلى الحق ، فلما كان هذا هو المقصود ما بالا من أين أتى من قبله أو من قبل أخيه ، نعم ،
وهذه هي المناظرة النافعة والمجادلة النافعة ، الجدال الجائز والمناظرة الجائزة التي يكون المقصود فيها أو منها الوصول إلى الحق ، وإظهار الحق ، أما إذا المقصود منها الإنتصار للنفس أو للخلق لطرف على طرف فهذه هي الممقوته ، وهذا هو الجدال الذي ذمه الله سبحانه وتعالى لقوله ( ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ) قال جل وعلا ( فلا تماري فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم أحد )وقال جل وعلا ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا ) قال جل وعلا ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) إلى آخره ، فالجدال منه مشروع ومنه ممنوع ، فالمشروع هذا هو الذي أشار إليه الشافعي رحمه الله تعالى، الذي يكون المقصود منه الوصول إلى الحق وإظهار الحق للخلق ، هذا هو الممدوح ، وأما الممنوع الذي يكون المقصود من وراءه الإنتصار للنفس أو للخلق ، ولو كان على حساب الحق فهذا مذموم ، وهو الذي يورث الشحناء والبغضاء والضغينة ، والآثار والأخبار التي وردت والأيات التي جاءت أيضا في النهي منزلة على هذا النوع من الجدال والمناظرة ، والأيات والأحاديث التي فيها الجدال منزلة على النوع الثاني ، فمن كان قصده الحق فإنه لا يهمه أن كان توفيق الله له حتى إهتدى إليه أو كان على يد أخيه فجاء به إليه فإن الحق هو ضالته المنشودة التي يريد الوصول إليها ))
لتحميل الصوتية : الملف في المرفقات