المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [فائدة] من أسباب رفعة المؤمن وحياة قلبه



أم عمير السنية السلفية
26-Oct-2014, 12:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من أسباب رفعة المؤمن وحياة قلبه (http://www.olamayemen.com/index.php?article_id=11828)
من فوائد فضيلة الشيخ عبد العزيز البرعي وفقه الله ونفع بعلمه



المؤمن -يا إخوة- حتى ولو كان من عوام المسلمين إذا قرأ القرآن فتح الله عليه بالتدبُّر يفهم، ما تدري إلَّا وهو ينبهك على معاني عظيمة في آيات قرأها واستفاد منها، نعم، والله -عَزَّ وَجَلَّ- يرفع أهل العلم درجات قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾المجادلة:11ليست درجة واحدة؛ بل درجات، فيرفع الله المؤمنين بإيمانهم وأهل العلم يرتفعون مع الإيمان لأنهم لنهم مستوون في الإيمان فيصل المؤمنون إلى المرتبة التي أنزلهم فيها بإيمانهم والعلماء معهم ثم يزداد العلماء درجة عليهم أو درجات على حسب مستوياتهم العلمية، وهذا يبين لك درجة العلماء ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.العالم -يا إخوة- يقرأ القرآن كما يقرؤه غيره، لكن الجاهل الذي يقرأ القرآن ينتهي وأغلق المصحف هذا الذي عنده، يحب المصحف وقرأ من المصحف، بخلاف العالم فإنَّ كل آية تحدث له فَهِمَ؛ بل الآية الواحدة رُبَّما يكون فيها عدة فهوم يفهمها هذا العالم، فيرتفع بكل فهم فهمه وتعلوا درجته، ومن هُنا ارتفعت درجة أهل العلم حتى استشهد الله بهم على ألوهيته، نعم -معشر الإخوة- على هذا كُلَّما كان الإنسان أكثر إيماناً وعلماً سيكون أكثر استجابة لله ولرسوله -صَلَّىٰ ٱللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ-.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ نعلم -أيها الإخوة- من هذه الآية ومن غيرها أنَّ أحكام الشريعة حياة للقلوب، ويزداد الإيمان بذلك وترتفع به الدرجات، حياة الإيمان بأحكام الشريعة كُلَّما عمل المؤمن بنص من النّص آية من الآيات وغير ذلك كان ذلك أرفع في درجته وأعظم في حياته وإيمانه، فأحكام الشريعة حياة إذا طُبِّقَت في وسط المجتمع حي المجتمع وانتعش المجتمع، هذا يستمع القرآن هذا يقرأ القرآن.. ثم تنظر -بارك الله فيك- هذا ترك هذه المعصية، ترك الغيبة، وهذا ترك النميمة، هذا وصل رَحِمَه هذا يبر أباه وأمه، هذا يحسن إلى الجوار، هذا يرد الأمانة، هذا تعفَّف عن المحرمات، انتعش المجتمع بطاعة الله، نعم وترى فيهم الخير، ترى النور يظهر على وجوههم؛ بسبب كثرة الطاعات، وترى الخير يظهر عليهم، وحسنت الأخلاق وقلَّ في أوساط الشرّ، تعفَّف النّاس عن السبّ واللعن والشتم، ابتعدوا عن المخالفات.. هذا هو معنى هذه الآية:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

من محاضرة بعض أسباب حياة القلوب والشعوب