المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تصدر قبل أوانه ، فقد تصدى لهوانه



أبو بكر يوسف لعويسي
30-Oct-2014, 07:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد:
قال ابن رجب -رحمه الله- في قواعد الفقه يقول: "من تعجَّل شيئاً قبل أوانهعُوقب بحرمانه". (القواعد لابن رجب : (ص262).
قال الشيخ العلامة السعدي – رحمه الله – في منظومة القواعد الفقهية.
معاجل المحظور قبل آنه - - قد باء بالحرمان مع خسرانه .
وقديما قيل : من تصدر قبل أوانه ، فقد تصدى لهوانه .
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- معلقاً:ذلك في شرحه لحلية طالب العلم( ص294-295)."مما ينبغيالحذر منه: أن يتصدَّر الإنسان قبل أن يكون أهلًا للتصَّدُّر؛ لأنه إذا فعل ذلك كانهذا دليلًا على أمور:
الأمر الأول:إعجابه بنفسه، فيرىنفسه عَلَمَ الأعلام.
الأمر الثاني:عدم فقهه ومعرفته للأمور، لأنه لإذا تصدَّ، ربَّما يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه، فتَرِدُ عليه منالمسائل ما يُبيِّن عواره.
الأمر الثالث: التقوُّلُ على الله ما لا يعلم، لأن الغالب أن من كان قصده التصدُّر لا يُبالي، فيُجيب عن كل ماسُئل، ويخاطر بدينه وبقوله على الله عز وجل.
الأمرالرابع:أنه لا يَقبلُ الحقَّ في الغالب، فيظنُّ -بسفهه- أنه إذا خضع لغيره لو كان معه الحق كان دليلًا على أنه ليس بعالم.وأنظر مجموع ورسائل وفتاوى الشيخ (26/241)
فالتصدُّر فيه آفات عظيمة؛ ولهذايُروى عن عمر -رضي الله عنه - أنه قال:" تفقَّهوا قبل أن تَسُودوا"،"أوتُسَوَّدوا".وكلاهما صحيح.[والأثر أخرجه البخاري معلقا:كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة .
كيف يعرف المتصدر من غيره :
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحلية :مسألة: لو تصدَّرطالب علم بإقامة بعض الكلماتوالوعظ والتذكير بغير توسُّع، فهل يدخل في التصدَّر المذموم؟
والجواب: التصدُّر له أشكال منها:
1- يبادر الإنسان بإلقاء الدروس علناً، وهو لمينضج.
قلت : يعني قرأ كتاب أو كتابين أو حضر بعض الدروس لبعض لشيخ أو سمع بعض الأشرطة ثم يخرج يدرس ويفتي ولا يكتفي بذلك يعد نفسه مالكا أو أحمد لا يُفتى وهو في المدينة .
2 - إذا جلس في المجلس جعل الكلام له، ولم يسمح لأحد أن يتكلم، وكان شيخُناعبد الرحمن بن سعدى - رحمه الله - يُدرِّسُ الطلبة كما حكي لي بعض كبار الطلبة أولما بدأ يُدَرِّس في زاوية بعيدة في المسجد عن النظر، فإذا أقبل أحد قال: تعالوا اجلسوا جانبي، ثم يتبادل أطراف الحديث، كأنهم جالسين يتحدثون أو يقرؤون القرآن أوما أشبه ذلك. خوفاً من التصدُّر؛ لأن التصدُّر - في الحقيقة - بلاء يحمل الإنسان على العُجب، وعلى أن يقول: أنا ، أنا..
3 – قلت : ومنها : الجرأة على العلماء يسفه هذا ، وينتقص ذاك ويحط من قيمته ، ويحتقر آخر وينفي عنه العلم ليلتف الناس حوله وهو لا يحسن أن يحرر مسألة خفيفة اختلف فيها أهل العلم ..