المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من الجزائر إلى الشيخ سالم الطويل



أبو بكر يوسف لعويسي
31-Oct-2014, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مؤيد الحق وناصره ، وداحض الباطل وكاسره ، ومعز الطائعين وجابرهم ، ومذل الباغين وخاذلهم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل : { ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا } [النساء : 112] .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل : << .. ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن رمى مسلما بما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال يوم القيامة ..>> الحديث (1).
وصل اللهم وسلم على آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين .
أما بعد :
هذه محاورة علمية بعيدة عن المزايدات وسوء الأدب يا شيخ سالم – وفقك الله - لما يحبه ويرضاه ، لعلها توقظك من غفلتك فيما صدر منك في رسالتك التي أرسلت بها إلى الشيخ الفاضل محمد بن هادي المدخلي حفظه المولى وعافاه .
لقد اطلعت على الرسالة المذكورة فتعجبت حقيقة من تصرفك وما فيها من سوء أدبك وما ظننت أن يبلغ بك الأمر إلى هذه الدرجة لتخرج عن حيائك وسمتك المعروف به وتملأ رسالتك بالتحامل على عالم فاضل شهد له كبار العلماء بذلك ، والتنقيص والحط من قيمته وقدره ذنبه أنه تكلم بكلمة نفى بها عنك وصفا أطلقه عليك الشيخ فلاح مندكار - وفقه الله- مع أنك لا ترضى بذلك لنفسك ، ثم اتخذت من كلامه في الشيخ صالح سندي مطية لإخراج ما في نفسك من التحامل ولم يكن القصد منك الدفاع عن الشيخ صالح سندي إذ أنك لا تعرفه كما صرحت ، وإنما كان قصدك أن تريح نفسك وترد على تلك الكلمة التي تزعم أن الشيخ رماك بها بعشرات الكلمات (2).
يا شيخ سالم إن رسالتك كانت خالية من الإنصاف والعدل فلقد قابلت كلمة برسالة ملأتها بالتنقيص والحط من قدر الشيخ محمد وفقه الله ، فجعلته مستوليا على عقول صبية أو شباب يسيرهم كيف شاء لأنهم أوروبيين ، ورحم الله حافظ المغرب بل والمشرق ابن عبد البر حين قال : << من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ، ولم يتفهم >>.
يا شيخ سالم من سوء الأدب تكليم المريض بكلام يزيده تعبا ومرضا فإنك لم تختر الوقت المناسب لإرسال رسالتك فخالفت الأدب في السنة في وصل المريض والدعاء له ..ولا مزيد ، وكأني بك قصدت ذلك لتزيد الشيخ تعبا على مرضه الذي هو فيه ، فإن ما في رسالتك من الكلام القاسي والتحامل يؤثر في نفسية القارئ لها فكيف بمن أرسلت إليه ؟؟؟
وهنا أذكرك ونفسي يا شيخ سالم - والذكرى تنفع المؤمنين - بأن لحوم العلماء مسمومة قلّ من أصاب منها شيئا بغير بحق إلا هتكه الله وفضحه بين خلقه إن عاجلا أو آجلا ، قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلها مات ..
ولتعلم يا شيخ سالم أن الطاعنين على العلماء المجاهدين المعروفين بالاستقامة على السنة ومنهج السلف الصالح يذهبون مع الأيام ولا يبارك الله فيهم ولا في دعوتهم ، ويبقى طعنهم وصمة عار عليهم ، يلقون به ربهم ، وأن أهل العلم الموصوفين بما ذكرت لك يبقون حتى لو ماتوا على كل شفة ولسان بالثناء والمدح الجميل بعد أن جعل الله لهم القبول ، في الأرض.فخذ لك عبرة ممن سبقك ...
يا شيخ سالم - وفقك الله وشرح صدرك للحق وتحريه وقبوله والعمل والثبات عليه - لي معك بعد هذه التقدمة عدة وقفات مع بعض ما جاء في رسالتك المذكورة مما جانبت فيه الصواب أو ناقضت نفسك فيه أرجو أن تقبلها بصدر رحب ، وأن يتسع صدرك لها حتى تتأنى مرة أخرى ولا تتسرع فلا يتكرر منك ذلك - إن شاء الله – وحتى تقدر الأمور حق قدرها وتفكر جيدا في العواقب التي تصيب أهل السنة ..فإن سهام أهل الحق ؛ أهل السنة سديدة فاحذر أن يرموك عن قوس واحدة ..
وهنا استسمحك عذرا يا شيخ سالم الطويل - إذا رأيت نبوة قلم في العبارة ، أو شدة في المحاورة فليسعني حلمك وأرجو ألا تقابل السيئة بالسيئة كما فعلتها مع الشيخ الفاضل محمد بن هادي المدخلي ، وإن فعلت فأنا أقبلها منك ، ولكن أهل السنة السلفيين لا يقبلونها في عالم فاضل مثل الشيخ محمد حفظه الله أثنى عليه من علمت العلماء.
وهذه هي الوقفات :
الأولى : تناقضك في قولك :
والشيخ صالح سندي لا أعرفه، التقيت به مرة واحدة في حياتي على دعوة غداء عند شيخنا فلاح بن إسماعيل مندكار حفظه الله تعالى، وجرى بيني وبينه السلام من غير كلام، لكنه معروف لدى العلماء فهو أستاذ دكتور في الجامعة الإسلامية قسم العقيدة في المدينة النبوية، معروف لدى كثير من العلماء، وزكاه غير واحد، وله مؤلفات طيبة نافعة في العقيدة مشهورة ومنشورة، وله زيارات لبعض الدول ونشاط طيب جزاه الله خيراً وبارك الله فيه.
البيان والمناقشة لتناقضك : فأنت يا شيخ سالم تقول أنك لا تعرف الشيخ صالح سندي ولم تلتق به إلا مرة واحدة ، ولم يحصل بينكما كلام ، ثم تعود فتستدرك على نفسك وتقول أنه معروف لدى العلماء بل لدى الكثير منهم وزكاه غير واحد ، ثم تثني على مؤلفاته وجهوده ..
فكيف أثنيت عليه وعلى كتبه وجهوده وأنت لا تعرفه ..
فأنت إذا أحد رجلين : إما أنك لا تعرفه حقيقة فيقال لك كيف تثني على رجل وعلى كتبه وجهوده ، وأنت لا تعرفه حقيقة ولم يحصل لك الشرف أن جالسته وناقشته وعرفته عن كثب أليس هذا تلبيسا وغشا للمسلمين سواء في الإمارات أو خارجها ..
وإما أنك مخطئ ((ولا أقول كاذب ))في دعواك أنك لا تعرفه ، بل أنت تعرفه ولكن لمّا أجابك الشيخ الفاضل محمد بن هادي أنك غير مطلع على حال الرجل تجاهلته وقلت أنك لا تعرفه ، وكلا الأمرين قبيح لمثلك ..
ولعلك تقول : أنك اعتمدت على تزكية العلماء الذين يعرفون الشيخ صالح سندي فيقال لك ، وكيف إذًا لا تعرفه بمعرفة من يعرفه من العلماء وتزكيتهم له ومنهم شيخك الشيخ فلاح مندكار الذي استضافه ويعرفه وزكاه ، إذا أنت لا تعتبر تزكية العلماء كما لا تعتبر معرفتهم للشخص وهذا أسوأ من الأول فأنه تنقيص وحط من قدر العلماء الذين يعرفونه أو زكوه ومنهم الشيخ فلاح مندكار...
وإذا كنت لا تعرفه - كما تقول - فما هو الدافع لك لتدافع عنه ، وتحط على الشيخ محمد بن هادي المدخلي الذي تكلم فيه ؛ وهو يعرفه وتكلم بما علم كما أخبرك ..
فلعل الدافع هو ما قلته لك سابقا أنك اتخذتها مطية لتخرج ما في نفسك من تحاملك على الشيخ بسبب تلك الكلمة التي قالها فيك ؛ لأنك تعرف ثقل ووزن الشيخ محمد عند السلفيين ليس في أوروبا فحسب ؛بل في العالم الإسلامي فأردت أن تحط من قدره ..ولكن هيهات !!!
الوقفة الثانية مع قولك :
وفي الحقيقة ساءني الأمر جداً وأحزنني تصرف الشيخ ابن هادي عفا الله عنه؛ لأني لا أظن أنه يخفى عليه ولا على أحد غيره أن (دبي) عاصمة تجارية مفتوحة لجميع أهل الملل والنحل والأديان والمذاهب والمشارب والمناهج الشرعية الدينية واللادينية والتجارية والفنية والرياضية من جميع بقاع الأرض، حتى فتح فيها مطار دولي من أكبر مطارات العالم، وتستقبل الملايين من البشر، فلا أدري والله ما الذي حمل الشيخ محمد بن هادي على التحذير بالذات من شيخ العقيدة الدكتور صالح سندي؟!!وهذا من أعجب العجب أن يستاء الشيخ سالم الطويل ويحزن للتحذير من شيخ تُكلم فيه من يعرفه ويعرف ما عنده ، وبحجة ماذا حَزن الشيخ سالم واستاء؟؟؟ بحجة أن المنطقة التي زارها الشيخ المُحذر منه ( صالح عبد العزيز سندي) وأراد أن يقيم فيها دورة علمية أو دروسا في العقيدة أنها منطقة مفتوحة لجميع أهل الملل والنحل ..إلى آخر ما قاله .
فنقول له : ومتى كانت المناطق المفتوحة لكل أهل الملل والنحل وفيها من هب ودب وفيها المطارات الكبيرة دليلا وحجة على عدم التحذير من أهل الأهواء والمبتدعة ، أو ممن يلبسون لباس السلفية ويدافعون عن أهل البدع والأهواء ..؟؟
أليس هذا من العجب ، وهل يعني منك أنك إذا ذهبت إلى أوروبا وأمريكا لا تحذر من أهل البدع والأهواء ، فما هو الفرق بينها وبين الإمارات وهي دولة مسلمة ؛ بل الواجب فيها أشد لتحذير المسلمين من المخاطر والسموم التي يحملها أصحاب الأفكار المنحرفة .وأنا لا أقصد الشيخ صالح بهذا وإنما إبطالا لهذه القاعدة يا شيخ سالم .
وهل يا شيخ سالم : أن كل من رأيته ينزل منطقة مفتوحة فيها من كل أهل الملل والنحل كما زعمت بحجة أنه يبث التوحيد ويدعوا إليه حجة لعدم التحذير منه ومما عنده من السموم والتشويه للإسلام الصحيح والمنهج الحق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ..
وهل كل من نزل منطقة مفتوحة وفيها من كل الملل والنحل ويُدرس التوحيد والعقيدة هو على الجادة ، وينتهج منهج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ؟؟
هؤلاء الخوارج والتكفيريون والقطبيون والحداديون يدرسون العقيدة ويعتمدون كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب فهل ذلك يسوغ لك وعلى قاعدتك هذه أنه لا يحذر منهم ؟؟
أين ذهب عقلك من المندسين بين السلفيين وخاصة في المملكة من سروريين وقطبيين وحدادين وإخوان مفلسين حيث لا يستطيعون إظهار ما عندهم من الأفكار المنحرفة والعقائد الفاسدة إلا إذا خرجوا خارجها ..
يا شيخ سالم كان الأولى بك أن تفرح لوجود مثل الشيخ محمد بن هادي والشيخ عبيد الجابري والشيخ ربيع بن هادي وغيرهم- حفظهم الله - من أهل الفضل والعلم ممن يستميتون الدفاع عن المنهج السلفي والسنة الغراء الذين أوقفوا أنفسهم لبيان وكشف عوار أهل الأهواء والبدع والمخالفين لمنهج السلف الصالح ، وكان ينبغي أن تكون أسدا عونا لهم وليس أسدا عليهم كما قال الشيخ ربيع حفظه الله .
الوقفة الثالثة: يا شيخ سالم مع قولك :
وإني بحمد الله تعالى عادة أراسل مَن ألاحظ عليه ملاحظة قبل أن أرد عليه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فقلت في نفسي لو أرسلت للشيخ ابن هادي رسالة لعله يقرأها ويرد عليّ، لا سيما أنه حالياً مريض وقبل فترة يسيرة أُجريت له عملية في القلب عافاه الله وشافاه، فلعل وعسى رسالتي تُأثر فيه ويمسك عن الكلام والتحذير من أهل السنة..
البيان والمحاورة : فقولك : وإني بحمد الله تعالى عادة أراسل مَن ألاحظ عليه ملاحظة قبل أن أرد عليه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ..
هذه عادة حميدة ، وفعلة حسنة منك ، ولكن هل كل من لاحظت عليه ملاحظة ، أن تكون ملاحظتك في محلها وأنك محق فيها ؟؟
وهل كل من لاحظت عليه ملاحظة ترسل له رسالة تنصحه فيها على العلن ، على مرآى ومسمع من العالم وخاصة أهل الأهواء والبدع الذين طبلوا لرسالتك وفرحوا بها كما طبلوا لكلام الشيخ محمد على -زعمك - حين انتقدته وسيأتي ، فهل هذا من أدب النصيحة يا شيخ سالم ؟؟
ثم ما هي الملاحظة التي رأيتها على الشيخ حفظه الله ، هل وقوفه في وجه المخالفين والمخذلين ورباطه على ثغر من ثغور أهل السنة والمنهج السلفي تعتبر خطيئة وملاحظة عندك يستحق اللوم والحط من قيمته عليها؟؟
يا شيخ سالم ألم يكفيك أن أجابك الشيخ على رسالتك الأولى وبين لك قائلا :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني......أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني.......وعلمت أنك جاهل فعذرتكا.
فليس كل ما يقال يعلم ، وأنك قد خفيت عليك أمور فجهلتها ، وليس من الحكمة أن يبين سبب التحذير لأنه ربما يكون أكثر ضررا ، أو ربما الوقت غير مناسب ، ومع ذلك لم تعذره ولم تتوقف حتى نشرت رسالتك البغيضة التي تحط عليه وتنقص من قدره وتعيبه ..
الوقفة الرابعة مع قولك :
فقلت في نفسي لو أرسلت للشيخ ابن هادي رسالة لعله يقرأها ويرد عليّ، لا سيما أنه حالياً مريض وقبل فترة يسيرة أُجريت له عملية في القلب عافاه الله وشافاه، فلعل وعسى رسالتي تُأثر فيه ويمسك عن الكلام والتحذير من أهل السنة..
المحاورة : لِمَ اخترت هذا الوقت بالذات وقت مرض الشيخ لترسل له هذه الرسالة ، وخاصة وأنت تعلم أنه مريض ، وأنه أجريت له عملية ، نعم اخترت هذا الوقت غير المناسب لقولك (( عسى رسالتي تؤثر فيه )) أي وهو مريض فتزيده مرضا وتعبا على ما هو عليه وبذلك يتوقف عن الكلام في المخالفين ...أليس هذا هو قصدك أن تستغل مرضه لتأثر فيه برسالتك المليئة بالتحامل والتنقيص والحط منه ، وكما قلت لك سابقا تؤلم قارئها فضلا عمن كتبت له ..
وعلى فرض أن الشيخ صالح سندي مزكى ومعروف عند العلماء ، وأن الشيخ محمد بن هادي أخطأ فيه ، فهل تعالج الخطأ بخطأ أكبر منه وأنت تلوم الشيخ على ذلك ، بأنه أحرج السلفيين في الإمارات وأنه أفرح الحزبيين بما فعل فقد وقعت أنت في هذا وهذا قولك في رسالتك للشيخ فواز .يا شيخ فواز لقد قرأت تعليقا لأحد الحزبيين على كلام بازمول قال فيه: (حيلهم بينهم) فهل يرضيك هذا ؟ الله المستعان.
فقد أفرحت الحزبيين وأهل الأهواء برسالتك وعلق بعضهم عليها بقوله (( حيلهم بينهم )) فهل يرضيك هذا والله المستعان .
الوقفة الرابعة :
مع قولك : أين كنت لما كان الجفري يصول ويجول في الإمارات في طولها وعرضها؟!هل حذرت من الكبيسي المعتزلي سباب الصحابة الذي استمر سنوات يقدم برامج على فضائيات خليجية في (دبي) وغيرها؟! لماذا لم نسمع لك كلمة عن السويدان الذي كان يتردد على الإمارات ويقيم الدورات ويبث ما شاء من أفكار منهجية إخوانية؟! لماذا تتسلط على أهل السنة السلفيين بالذات؟!
المحاورة : يا شيخ سالم ؛ إن من الصعب جدا أن يوضح الواضح ، فتلك مشكلة عند من لا يريد الحق ويتعنت في طلبه ، فلعلك تجهل أن الجفري والسويداني والكبيسي معروفين مشهورين بضلالهم فإن عامة الناس عندنا في الجزائر فضلا عن الإمارت والسعودية يعرفون أن المذكورين ماعدا الكبيسي ضُلال ؛ فهل غاب على أهل الإمارات وفيهم من طلاب العلم ما فيهم كما ذكرت أن يحذروا منهم ، لكن المشكلة فيمن يتلبس بلباس السلفية والسنة ليهدم السلفية والسنة باسم السلفية والسنة وأن غالب الناس لا يعرفونه ، ولا يعرفه إلا القليل من العلماء ، وإذا كان الشيخ صالح سندي معروف وزكاه بعض أهل العلم وأن الشيخ محمد جانب الصواب في ذلك فهل يستحق كل هذا الطعن وهذا الحط منه ؟؟
ثم إن الجفري والكبيسي والسويداني تكلم فيهم العلماء وبينوا ما عندهم ألا يكفي ذلك ؟ أم أنك ترى أنه لابد للشيخ أن يتكلم فيمن تُكلم فيهم واشتهروا بضلالهم ؟؟ وكأنك يا شيخ سالم لا تقبل جرح العلماء الذين جرحوهم حتى يجرهم الشيخ محمد ويحذر منهم ، ولعله تكلم فيهم ولم يبلغك ذلك ..
وهل أنت يا شيخ سالم حذرت من عدد كبير ممن حذر منهم العلماء ولو تبعا لهم مثل عبد الرحمن عبد الخالق ، وعدنان عرعور والمأربي ، والحلبي وغيرهم ، أم أنك تلزم الشيخ بما لايلزمك ..
الوقفة الخامسة : مع قولك : ولماذا أصلاً تتدخل في الإمارات بينما لم يتدخل من هو أكبر منك سناً وعلماً وقدراً ومنصباً كالشيخ العلامة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ، وكالشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وكالشيخ العلامة عبدالمحسن العباد، وكالشيخ العلامة صالح الحيدان، وكالشيخ العلامة ربيع المدخلي، وغيرهم ممن لا يقل سن أحدهم عن الثمانين أو أقل منها بقليل؟!! بينما حضرتك وللأسف جندت صبية أو بعض الشباب الصغار للبلبلة والتشويش والتشكيك.
المناقشة : متى كان للعالم أنه إذا رأى منكرا ينتظر حتى يتدخل العلماء مثله أو أكبر منه سنا وعلما ؟؟ ما هذه القواعد يا شيخ سالم ، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم :<< من رأى منك منكرا فليغيره بيده ..>>؟؟ هل إذا رأيت أحد المنحرفين في الكويت منهم أو زائرا تنتظر حتى يحذر منه العلماء ولا تتكلم ؟
ومتى كان إسداء النصح للمسلمين من العالم يحتاج إلى أن يتكلم أو يتدخل العلماء فينصحوا لمن أراد ذلك العالم أن ينصح لهم ؛ ثم بعد ذلك يقدم النصح هو بعدهم ، عجيب لهذه القواعد التي أتيت بها يا شيخ سالم !!!
ومتى كان للعالم المشهود له بالعلم أن لا يجيب على سؤال ورد عليه وعنده من العلم فيه حتى ينتظر العلماء الكبار أن يجيبوا وخاصة أن هذه المسألة التي تلوم الشيخ فيها ليست نازلة حتى يقال أنه تقدم بين العلماء ..
الوقفة السادسة : مع قولك : وأكرر وأقول : لا تستبعد سيتم تفسير ملاحقتكم لأهل السنة أنت وصبيتك أو شبابك على أنها محاولة لتقوية الإخوان الذين ما فضحهم ولا كشفهم إلا أهل السنة. وهذه نقطة مهمة فتنبه لها.
المناقشة والبيان : يا شيخ سالم أجدني مضطرا للتجاوز عن بعض فقرات رسالتك لما فيها مما لا يليق بمثلك مع أخيك الشيخ محمد بن هادي ، ولكن أقف وقفة أخيرة مع قولك الآنف الذكر أن تحذير الشيخ وصبيته والشباب الذين يتلقون عنه أنها محاولة لتقوية الإخوان المسلمين الذين فضحهم أهل السنة ..
فأقول بل إن فعلتك هذه ومن فرح ممن هم على شاكلتم ممن لا يرضون بالتحذير من المندسين بين السلفيين وأهل الأهواء والبدع هو الذي يقوي الإخوان ، وأن السكوت على المخالفين هو الذي يميع الدين ويقوي الإخوان المسلمين عند الناس ، وأن وقفتك هذه هي وقفة بجانب الإخوان وليست وقفة مع أهل السنة وللأسف الشديد فمتى علمت أن الإخوان يناصرون من فضحهم وبين عوارهم وحذر منهم ، بل العكس هو الصحيح فكلما وجودوا قشة من أحد ممن ينتسب إلى السلفية تقوي جانبهم تمسكوا بها وطبلوا بها كما فعلوا برسالتك وإذا أحببت أن تتأكد من كلامي فادخل بعض المواقع والمنتديات لترى تعليقاتهم على رسالتك ويكفيك في ذلك وقوفا إلى جانبهم .
يا شيخ سالم اتق الله ولا تكن عونا للحزبيين وأهل الأهواء والمتربصين على إخوانك ، وإذا حصل منهم خطأ على اعتبار نظرك وملاحظاتك فيصحح الخطأ ويقوم ويرد على صاحبه بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، وليس بالطعن والتنقيص والتحامل والانتقام للنفس .
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه وشرح صدورنا للحق وقبوله والعمل والتواصي به والدعوة إليه والصبر والثبات على ما أصابنا من أجله وأني أنصح لنفسي ولكل سلفي قوي الإيمان يخاف الله ويرجاه أن نترك حظوظ نفوسنا ومصالحنا وجهويتنا نصرة لهذا الدين والمنهج القويم الذي ننتسب إليه ..
-----------------------
1 – رواه أبو داود [ح3598] واللفظ له إلا أنه قال :<< ومن قال في مؤمن >> وأحمد [ح5377] والبيهقي [ح11525] والطبراني بإسناد جيد نحوه ، وزاد في آخره :<< وليس بخارج >> ورواه الحاكم مطولا ومختصرا ؛ وقال في كل منها : صحيح الإسناد ، والمنذري في الترغيب والترهيب [ح3397- 4310] وأنظر له السلسلة الصحيحة (ح 437) وصحيح الجامع (ح 6196) وإرواء الغليل (ح 2318).والردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة ويحركها أيضا ، وبالغين المعجمة : هي الوحل ، وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الوحدة هي عصارة أهل النار ، أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم .
2- وذلك يدل على أن قولك في بعض رسائلك المنشورة لا ترضى أن توصف بذلك غير صحيح ، إذ لو كان صحيحا لاحتسبتها لله ولم ترد بكلمة واحدة ..
وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي
الجزائر :6/1/1436هـ

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
31-Oct-2014, 08:14 PM
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل

أبوصهيب طارق بن حسين
31-Oct-2014, 10:41 PM
جزاك الله خيرا شيخنا أبابكر على هذا الرد وأعظم لكم الأجر على ذبكم عن شيخنا ووالدنا الشيخ محمد المدخلي حفظه الله من كل مكروه وسوء

عبدالله بن العيد عدونة
01-Nov-2014, 08:32 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
12-Aug-2016, 12:40 AM
يرفع