المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [فتاوى] الرد على إنكار اللحية واتهام أهل السّنّة بالشدّة - الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري-حفظه الله-



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
14-Nov-2014, 08:21 AM
السؤال
ظهر في هذه الأيام أشخاص يتّهمون أهل السّنّة بالتشدّد وفي أنهم لا يصلحون للدعوة إلى الله وذلك حسب زعمهم لعدّة أسباب وهي أوّلاً : يقولون أنّ أهل السنّة يخوّفون النّاس فأشكالهم فثيابهم قصيرة ولحاهم غير محلوقة ويحرّمون كلّ شيء هذا أول نقطة .
قال الشيخ : طيب هل انتم تخافون منّا يا إخوة ؟ تخافون من أشكالنا ؟ -طيب-
قال : يخوفون النّاس بأشكالهم ؛ يعني يقولون أنّ أهل السنّة يخوفون النّاس في أشكالهم فثيابهم قصيرة .

الإجـــابة
إذا كانت ثياب الرّسول قصيرة إذا تشبّهنا بالرّسول فهل هذا يعدّ عيباً ؟ الرسول -صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ- يقول: أَزِرَةُ الْمُؤْمِنَ إلَى نِصْفِ السَّاقَ ويقول : « مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَينِ مِنَ الإزَارِ فَفِي النّارِ » « لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ الْمَنَّانُ وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ «
فإذا كنّا نتشبه بالرسول فهل هذا يعتبر مخالفة ﴿وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكمْ عنْه فانْتهوا﴾الحشر:7 فالتهمة هذه أن شاء الله ما علينا برر منها والثاني قال ولحاهم غير محلوقة طيب الرسول ما حلق لحيته ، وأمرنا أن نقص لحانا وحذّرنا أن نتشبّه بالمشركين بحلق اللّحاء وحذّرنا أن نتشبّه بالمجوس بحلق اللحى لأنّ المشركين كانوا يحلقون والمجوس كانوا يقصّرون فلايجوز حلق اللّحى ولا تقصيرها فنحن نعمل بهذا يعني بسنّة رسول الله -صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ- ونعمل بسنّة الأنبياء هذا هارون كما نقل الله عنه في القرآن الكريم قال لموسى:﴿قال يا ابْن أمّ لا تأْخذْ بِلِحْيتِي ولا بِرأْسِي ﴾طه:94
لو كان هارون محلوق لحية ما يقول لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي وهكذا أيضاً الرسول -صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ- كانت لحيته تملا صدره حتى قيل لبعض الصحابة كما في البخاري كيف كنتم تعرفون قراءة الرسول -صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ- في السريّة صلاة السريّة قالوا كنا نعرفها بلحيته يعني كانوا يرون لحيته من خلفه ، من خلفه يعني كانت لحيته كثيفة يميناً وشمالاً وتحت ؛ وكان الرسول لا يأخذ منها شيئاً تركها كما خلقها الله هي تعتبر -بارك الله فيكم- زينة للرجل زيّن الله الرجال بها بل تعتبر زينة للذّكور من المخلوقات ؛ فأنت تجد أنّ الأسد لحية الأسد تملأ صدره اللبوة ما فيها لحية ما عندها لحية ، اللبوة ما عندها لحية والأسد ما شاء الله لحيته تملأ صدره ، التيس كذلك تجد ما شاء الله ، الدّيك أيضاً الدّيك ما شاء الله لحيته ، وكذا يعني وتاج على رأسه يعني الدجاجة لا ؛ غير هذا فأقول -بارك الله فيكم- يعني هذه من السّنن من سنن الفطرة الّتي لا يحلّ لمسلم أن يتعدّاها لقول النّبي -صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ- : »عَشْرٌ مِن الفِطْرَةِ » أي التي فطر الله الإنسان عليها ومن غيّرها فقد غير الفطرة من غيّر هذه فقد غيّر الفطرة قال إعفاء اللّحية وقصّ الشارب في أول الحديث « إعْفاءُ اللحيةِ وَقَصّ الشّارِبِ «إلى آخر الحديث فأقول هذا ليس عيبا وان كانت هذه عيوب فقد رضينا بها نحن عندنا عيوب كثيرة نسأل الله أن يعفو عنّا ، وأن يغفر لنا .
ويقول الأمر الثاني : يقولون أنّ بعض الدعاة أفضل من أهل السنّة مثل عمر خالد وطارق السودان والجفري وكذا ! مسألة التّفضيل الله الذي يفضّل ؛ لكن الحكم على الظاهر ؛ أنت إذا رأيت شخصاً يخالف الكتاب والسّنّة تقول هذا خالف الكتاب والسّنّة ، وإذا رأيت شخصاً ما رأيت عليه مخالفة لا للكتاب ولا للسّنَّة ، تقول والله هذا ما رأينا عليه ألا خيراً وما رأينا عليه مخالفة ، وأمره إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- أمره إلى الله ، هو الذي يرفع هو الذي يخفض وهو أرحم الراحمين، فنقول من ظهرت منه مخالفة للكتاب والسّنَّة ، نقول والله هذا مخالف للكتاب والسنّة ومن لم تظهر لنا منه مخالفة لا للكتاب ولا للسّنّة نقول ما ظهر لنا منه شيء ما ظهر لنا منه شيء ،وأما التفضيل يوم القيامة فهذا على -رَبّ العَالمينَ- الله الذي يعلم من يستحقّ أن يرفع ومن يستحقّ أن يوضع -بارك الله فيكم- فمثل هؤلاء عندهم أشياء انتقدها العلماء انتقدها العلماء وأمورهم واضحة .
طيب وذلك لأنهم في أشكالهم يوافقون المجتمع تقصد أنهم يحلقون اللحى؟ ويلبسون البنطلونات وكذا ،وكذا -بارك الله فيك-أنك تواكب المجتمع إذا كنت تريد أن تواكب المجتمع ولا تبالي بهدي الرسول فأنت ما قيمتك ؟ مسلم إيش قيمتك ؟ أنت أيها المسلم إذا كنت أنت يعني تجري يخلف المجتمع إذن أنت تعبد المجتمع ما تعبد الله إذا كنت تريد أن تنزل على رأي المجتمع وتنزل على عادات النّاس ، وتوافق ما وافق النّاس وما وافق أهواء النّاس إذن أنت لست عبداً لله أنت عبداً للنّاس ؛ لأنّ الله عز وجل يقول:﴿اتّخذوا أحْبارهمْ ورهْبانهمْ أرْبابًا مِنْ دونِ اللّهِ والْمسِيح ابْن مرْيم وما أمِروا إِلّا لِيعْبدوا إِلٰهًا واحِدًا ۖ لا إِلٰه إِلّا هو ۚ سبْحانه عمّا يشْرِكون﴾التوبة:31 قال عدي بن حاتم يا رسول الله: أما إنهم ما سجدوا لهم وما ركعوا قال : »حَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ وَأَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ فَاتَّبَعُوهُمْ ، قال بلى قال فَذَلِكَ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ« فأنت إذا حرّم المجتمع شيء وحرّمته وهو ليس بحرام في الشّرع أو أحلّ المجتمع شيئاً وأحللته وهو ليس بحلال في الشرع أنت تصبح عبداً للمجتمع ، ما تكون عبداً لله -رَبّ العالمينَ- تصبح عبداً لهواك عبداً لمجتمعك ؛ بل إذا أصبح الدعاة والعلماء وراء المجتمع فليس الفائدة في دعوتهم الواجب على المجتمع يكونوا أتباعاً للعلماء ما يكون العلماء أتباعاً للمجتمع ربما ما تشعر إلا وقد أصبحوا في أحضان اليهود والنّصارى نعمل مثلهم ! يعني رأيت المجتمع يخرجون نسائهم متبرجات وأنت تقول أنا مثل المجتمع هل تخرج زوجتك متبرجة ؟! هذا ليس صحيح هذا الكلام ليس صحيح ؛ فإذا كان الشخص ينزل على رغبة المجتمع فقد اتخذ المجتمع إلهاً من دون الله . الله يصلحنا وإياكم.