المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة مهمة للسلفيين للإمام ربيع المدخلي



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
26-Jan-2015, 08:47 PM
نصيحة مهمة للسلفيين



للإمام المجاهد الرباني
ربيع بن هادي عمير المدخلي
إعداد



أحمد بن عمر بن سالم بازمول







بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾(1).
﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (2).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (3).
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد:
ففي ليلة الاثنين الموافق 28 ربيع الأول 1436هـ صليت العشاء مع شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى من كل سوء ورفع قدره في الدارين، وسلمت عليه ، فطلب مني أن أجلس معه في بيته العامر؛ فحضرت وتشرفت بجلسة أبوية معه حفظه الله تعالى فقال لي الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي :
يا ولدي أنا مسافر المدينة قريباً؛ فأوصيكم بتقوى الله والتآخي أنت والأخ محمد ، وأوصيكم بالدعوة ونشر العلم في مكة ، وكونوا رجالاً حكماء في هذه الأشياء !

الذي يخطئ ينصح بلطف ولا يشهر به ومن وقع في بدعة ينصح فإن تاب قُبِل منه !

وإن لم يتب وأصر على باطله فيحكم عليه بما يناسبه ! كبدعة الإرجاء والقدر والخوارج والرفض والتصوف وغيرها !!

قال أَبُو دَاوُد للإمام أَحْمَد :" أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ؟ فقَالَ : لَاأَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْتَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ"(
4
).
ثم أوصاني بالحث على الألفة والاجتماع بين السلفيين والدعوة إليها، والحرص على ذلك ، والحذر من أسباب الفرقة والخلاف، ومن الفتن والبدع والأهواء في كلام أبوي رائق مليء بالمحبة والشفقة على الدعوة السلفية وأبنائه السلفيين.
أقول : جزى الله خيراً الوالد المجاهد الإمام ربيع المدخلي على هذا النصح الجميل وهو المشفق الناصح الحريص على أبنائه السلفيين والداعي إلى الألفة والمودة والأخوة والاجتماع على الحق، ونبذ الفرقة والاختلاف، والسعي لإزالة أسباب الاختلاف، ووأد الفتن قبل ظهورها كما كان هديه معنا في كل هذه السنين في مكة شرفها الله تعالى.
ثم قلت لشيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى : يا شيخ حفظك الله هناك من يقول : بأنك قد تراجعت عن تزكيتك لي محتجاً بأنك قد منعت دروسي من إذاعة ميراث الأنبياء ! فهل هذا الكلام صحيح ؟
فقال الوالد الإمام ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : هذا غير صحيح يا ابني ! فأنا لم أتراجع عن تزكيتك ، بل أنا باقٍ عليها بإذن الله تعالى إلا إن تغيرت، الله يثبتني وإياكم على الحق إلى أن نلقاه .
وقال حفظه الله تعالى : يا ابني لم أمنع دروسك ! وإنما منعت نشر شيء معين في إذاعة ميراث الأنبياء لمصلحة معينة !
ثم استأذنت والدي الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في نشر هذا الكلام ؟
فأمرني حفظه الله تعالى بنشر ذلك .
وكان ذلك بحضور الأخ أبي أنس عصام القباطي.
ثم طلبت من شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي نصيحة عامة لي ولإخواني السلفيين فكتب لي النصيحة التالية جزاه الله خيراً .





نص النصيحـــــة









بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فإني أنصح نفسي وإخواني السلفيين علماء وطلاب علم :
1- بتقوى الله عز وجل وطلب العلم من مصادره الإسلامية : كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح وعقائدهم وأخلاقهم .
2- وأوصي نفسي وإياهم بالإخلاص لله عز وجل في كل قول وعمل.
3- وأوصيهم بالتحاب في الله والتآخي فيه حتى يكونوا كالجسد الواحد يشد بعضه بعضاً امتثالاً لقول رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى "(5).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ " (6).
وأن يضعوا نصب أعينهم الحديث القدسي ألا وهو وقول رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"إِنَّ اللَّهَ يقول يوم الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلِّي"(7).
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ "(8).
وغيرها من الأحاديث الداعية إلى التآلف والمودة .
4- واحذرهم من الخلاف وأسبابه ومن الفتن التي تشوههم وتشوه المنهج السلفي واحذرهم من سلوك أهل البدع والفتن في الاختلافات والتفرق تلك الأمور التي ذمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أشد الذم :
قال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ (9 (http://www.bayenahsalaf.com/vb/#_ftn9)).
وقال ﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ (10 (http://www.bayenahsalaf.com/vb/#_ftn10)).
5- واذكرهم بقول الله ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (11 (http://www.bayenahsalaf.com/vb/#_ftn11)).




وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى وثبتنا على دينه الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



كتبه ربيع بن هادي عمير
في 28 ربيع الأول من عام 1436هـ(12)





(1) (آل عمران: 102).

(2) (النساء: 1).

(3) (الأحزاب: 70-71).

(4) انظر : طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/160) .

(5) أخرجه البخاري في الصحيح (رقم5665) ومسلم في الصحيح (رقم2586) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .

(6) أخرجه البخاري في الصحيح (رقم467) ومسلم في الصحيح (رقم2585) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .

(7) أخرجه مسلم في الصحيح (رقم2566) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

(8) حديث صحيح :
أخرجه الإمام مالك في الموطأ (رقم1711) ومن طريقه الإمام أحمد في المسند (5/233) وكذا عبد بن حميد في مسنده (رقم125-المنتخب) وكذا ابن حبان في الصحيح (رقم575) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.

(9) (الأنعام : 159).

(10) (الروم : 31، 32).

(11) (الأسراء : 53، 54).

(12) وقد أصلح وعدل شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي - حفظه الله تعالى - بعض المواطن من النصيحة بعد كتابتها، وصورة النصيحة بخط الإمام ربيع موجودة على حسابي بالتويتر .












كتبه

أخوكم المحب

أحمد بن عمر بن سالم بازمول

ضحى الأربعاء 18 : 8

1 ربيع الثانــــــ 1436هــ ـــــــــــــــي