المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ .



أم محمد محمود المصرية
26-Jan-2015, 08:48 PM
سؤال الفتوى

ما المقصود بالآية:( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر:28؟ وهل لها دخلٍ في الإعراب؛ حتى يفهم معناها ؟

الإجـــابة
إن: حرف توكيد ونصب، ما: كافة معناها الحصر، حصرت الخشية لأهل العلم، يخشى: فعلٌ مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، ولفظ الجلالة: منصوب على التعظيم، يعني: إنما يخاف من الله، والذي يخاف الله هم أهل العلم -طيب- يخشى الله من عباده، من: حرف جر. عباده: هذه تكون للجنس من جنس العبادة -طيب- من: حرف جر، عباد اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة. عباده: مضاف، والهاء: مضاف إليه. العلماء: فاعل يخشى أي: إنما يخشى العلماء ربهم وحده، أو الله وحده -طيب- حصر الخشية يعني الخشية التامة، الخشية العظيمة النافعة، إنما يخشى الله حق الخشية، هذا معنى الآية. وإن كان هناك قومٌ يخشون الله، لكن تجد أن هذا يخشى الله، لكن ليست خشيةٌ تامة، ما هي خشية تامة، وليست خشية كخشية أهل العلم؛ فالعلماء يخافون من الله، ومن لقائه، ومن بطشه؛ فيراقبونه في أقوالهم وأفعالهم ومعاملاتهم، وأيضًا لعلمهم أن الله -عَزَّ و جَلَّ- مطّلعٌ على سرائرهم، وأنه مراقبٌ عليهم، وحفيظٌ عليهم، ومحيطٌ بهم؛ فلهذا تجد انظروا العالم إذا عمل ذنبًا ولو صغيرًا، بقي يستغفر، ويندم، لكن الجاهل ربما يشرب الخمر، وعنده شيءٌ عادي، وربما يزني، والعياذ بالله، ولا يفكر، وإن كان يخاف من الله خوفًا، لكن خوفه ضعيف ليس عنده خوفٌ قوي؛ حتى يمنعه من هذه الكبائر؛ أما الصغائر فهو يعملها، ولا يبالي؛ لهذا جاء عن بعض السلف أنه قال: المؤمن إذا أذنب يرى أن الذنب عليه كالجبل؛ أما المنافق إذا أذنب ولو ذنبًا كبيرًا، لا يبالي به، فكأنما وقع ذباب على أنفه، ففعل به هكذا؛ فطار. فلهذا تجد العامة هم يخافون من الله في الجملة، لكن خوفهم ضعيف فتجد أنهم يرتكبون الذنوب، ولا يبالون سواء كان غناء، أو ترك بعض الواجبات، لكن هل تجد الآن عالمًا يرقص أو يغني ؟! أو تجد عالمًا يأكل الرباء من العلماء الربانيين ؟! أو تجد عالمًا يقطع الطريق، أو يقتل النفس المحرمة ؟! لا، -طيب- تجد عالمًا يعني يشرب الخمر، كما يفعله كثير من الجهال، أو يصافح النساء؟! وإن وقع فهو نادر؛ فيدل على أن مراقبة هذا العالم بالله ضعيفة، ولكن العلماء الربانيون - الحمد لله - هم الذين يخشون الله حقّ الخشية، وبالله التوفيق .


الفتاوى المتنوعة / عثمان بن عبد الله السالمي (http://olamayemen.com/10/52/156)