المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للدِّراسات الإسلامية عام 1419ه



أبو يوسف عبدالله الصبحي
26-May-2010, 06:04 PM
<TABLE style="MARGIN: auto auto auto -18.25pt; WIDTH: 88.28%; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-yfti-tbllook: 1184; mso-padding-alt: 0cm 0cm 0cm 0cm; mso-table-dir: bidi" dir=rtl class=MsoNormalTable border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="88%"><TBODY><TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"><TD style="BORDER-BOTTOM: #f0f0f0; BORDER-LEFT: #f0f0f0; PADDING-BOTTOM: 0cm; PADDING-LEFT: 0cm; WIDTH: 100%; PADDING-RIGHT: 0cm; BACKGROUND: #ffffdd; BORDER-TOP: #f0f0f0; BORDER-RIGHT: #f0f0f0; PADDING-TOP: 0cm" width="100%"><TABLE style="WIDTH: 100%; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-yfti-tbllook: 1184; mso-padding-alt: 2.25pt 2.25pt 2.25pt 2.25pt; mso-table-dir: bidi" dir=rtl class=MsoNormalTable border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"><TD style="BORDER-BOTTOM: #ffffff; BORDER-LEFT: #ffffff; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 2.25pt; WIDTH: 100%; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #ffffff; BORDER-RIGHT: #ffffff; PADDING-TOP: 2.25pt" width="100%">

كلمة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للدِّراسات الإسلامية عام 1419ه<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>









قـال رحمه الله :








[صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النَّائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء !








وزيرالدِّفَـاع و الطَّيران و المُفتِّش العام !








أصحاب السُّموِّ الأمراء !








أصحاب الفضيلة و المعالي و السَّعَادة !








السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.








و بعد، الحمد لله الذي علَّم بالقـلم ، و أقامَنا بالدِّين الحقِّ على قصد الأمم ، و جعلنا باتِّباع الرَّسول النَّبي الأمي خير الأمم.








أمـا بعدُ ، فمنذُ نيِّف و خمـسينَ سنة و أنا أطُـوف في آفاق السَّنة ، وأُصعِّدُ النَّظـر في شعَـابها ، و أُجهدُ بَصَري في البحث و التَّنقيب عن نوادِّهاو شَواردها ، و أركب الصِّعـاب و الذَّلُـول من رواحلها ، و أرسل العِنَـانَلـقَلَمي لِـوَصْل ما انقطع مـن نُصوصها ، و التَّـوْليف و التَّـقريب بين ماتَـنَاثر و تفرَّق مـن أجزاء مُتـونها ، إلـى غير ذلك ممَّا حُـمِّلتُ مـنأَمَـانتها ، في مـؤلفات ناهزت المـائة : تخريجاً و تصنيفًا و تهذيباً و اختصارا وتبويبًا ، و تصويباً بتصحيح أو بتضعيفٍ ، و استخراجاً و استنباطًا لأحـكامٍ ومَـسائلَ.







و من أعـلاها شأناً ، و أحبها لي السِّلـسِلَتَان الذَّهبيتان : الصَّـحيحَة و الضَّـعيفَة ، الّلَتَــان تَـصدران تباعًا على تباعدٍ ، و كلُّواحدة منهما تُعدُّ مكتبةً قـائمةً برأسها في عُــلوم السُّنة ، تُـتمُّ كلٌّمنهُـما الأخـرى ، و أحسب أنَّهُ لا غِـنى لـطُـلاَّب العلم و البـاحثين عنهُمـا ؛فقد أوعَـبتُ فيهمَـا ما تفرَّق في دواوين الإسـلام ، من علم الرِّجَـال ، و الجرحو التَّعديل، و الأسـانيد و العلل ؛ و بخاصة الخفيَّـة منها ، هذا إلـى جَـانبِالكثير من المَــسائل العِـلميَّة و الفـوائد النَّـادرة ، و القـواعد الفقهيَّةالدَّقيقَـة.)








و مَــا خطـوْتُ خُـطوةً واحدةً في طريق هذا العِــلمالشَّريف إلاَّ و أُرانـي لازلتُ في أَوَّلِـه ؛ إذ هو علـمٌ متجـدِّدٌ فِـيالأحـكام الَّـتي يُمـضيها المتخـصِّصُ عَـلَى نُصـوصه في التَّصحيح و التَّحسين والتَّضعيف ، بماَ أَوْفـرَ الله لنا من فضل ، تُـرخي ذُيُـولَه علينا فـي كل يومٍدُورُ النَّـشر و الطِّـباعة ، مِـن صِحَـاحٍ و سُننٍ و مَـسَانيدَ و أجـزاء كانتمخطوطات مكنونَـةً في غيابات أجْـباب المَـكْتَـبات العَـتيقَة.








و كَــانمن ثمار هذا مَـا وفَّـقني إليه ربِّـي سُبحانه ، من صُـنعي في كتابَـي:








الأول : صحيح التَّرغيب و التَّرهيب و ضعيفه ، و الثَّـاني : تهذيب صحيحالجَـامع و ضعيفه ؛ إذ جعلت لكلِّ من نوعَـيْ الحديث الصَّحيح و الضعيف خمسَ مراتب، و هي حديثيةٌ من حيثُ التَّـطبيق، و قديمةٌ من حيثُ الوُجُـود : صحيحٌ لذاته ،صحيحٌ لغيره ، حـسنٌ لذاته ، حسنٌ لغيره ، حسنٌ صحيحٌ ، ضعيفٌ ، ضعيفٌ جداً ،موضوعٌ ، شاذٌ ، منكَـرٌ ، سنداً أو متنًا. ولَــيسَ بخَـافٍ عَـلَى أهل العلمالمـكانة الَّتـي رضيَـها الله لسنَّة نبيِّه عليه الصَّلاة و السَّلام ، و أجمعتالأُمَّـةُ عليها، فهي صِـنْوُ القـرآن، و شطـرُ الـوَحي ، و لسَـانُ التَّـأويلالصَّادق لكتاب الله الذي لا يضلُّ على الدَّهـر، و قد عَــلِمَ أعداءُ الإسـلامِهذا الأَمـرَ من قديــمٍ و حديثٍ ، فـأَوْضَعُـوا خلالها بـسُوء مَـكرهم؛يَـبغُـونها الفتنة بالتَّحـريف و الوضع و الغُلوِّ و الطَّعن على الأسانيدالعَليَّة و التَّشكيك فيما دُونَها، و النَّيل مِـن حُفَّاظها و أُمرائها وسدَنتها، و الانتـقاص من الصحابة و التَّابعين و رؤوس القُرون الثَّلاثة المفضَّلةالأولى ، في غير حقٍّ و لا وَرَعٍ و لا كـتابٍ مُنيرٍ.








و مـمَّا يحـاكي هذهالباب و يدخل فيه ؛ أن يَـقتَحِمَ هذا العـلم مَـن لم تتـهيأ له أسـبابه ، و نأتعنه دَوَاعـيه ، و لهذا العلم قواعده و أصُوله ، و أبوابه و فصوله ، الَّـتي يُعرفبها النَّاسخ من المنسـوخ، و العـامُّ من الخـاصِّ ، و المُـطلق من المُقيَّدُ ، وأسـباب الوُرود ، و العلل الخفيَّة الدَّقيقة و الظَّـاهرة الجليَّة ، إلى غير ذلكمـمَّا لا بد منه لهذا العلم الشَّـريف.







لذا ، فــإني أجدُنـي أُعيــيدُالنَّـظر بين الفَـيْنة و الأخرى في نصوص كنتُ خرَّجتُها قبل وُقُـوفي على طُرقهاالجديدة من بعد ظُـهور تلكم المخطُـوطات لأَحكُم عليها بنَـقيضها، ممَّا يحسبه بعضٌممن يجهل هذا الأمر تناقضًا وقعتُ فيه، أو وَهمًا دَهمني ، و مَـا علمُـوا أنالسُّكـوت عن الحكم الجديد و إخفاءه ضربٌ من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : " مَن، كذب علَـيَّ متعمِّداً فليَتَبَوَّأ مقعَدَهُ من النَّار" ، ونمطٌ مفظعٌ مِـن الخيانة لله و للرَّسُول ، و الله ينهى عن ذلك في مثل قوله {ياأيها الذينً آمنوا لا تخُونُوا اللهَ و الرَّسولَ و تخُونُوا أماناتكم و أنتُمتَعلمُون} [الأنفال:27].








و استسهَـالُ هذا العـلم على نحو مَـا نرى عليهبعضًا من طـلاَّب العلم الحُدثَـاء الأسنَـان أمرٌ مُستهجنٌ ، بل مُستفظعٌ ؛ لأنهينتهي بهم إلـى الخروج عن السنن الأولى الَّتي اتَّفقت عليها الأمَّـة، و استقرَّعليها عملُ القُرون، و منذُ أن كَـانَ لهذا العلم ذكـرٌ في النَّاس، و أيما شيءيحدث في حياة الأمَّة يجري على سنن الهُدى، و تجمَع عليه الأمة، و يستقرُّ بينظهرانَيْها، موافقاً للأدلَّة التي تتأسَّسُ بها القواعد العامَّة في شتى المَـعارفو العلوم ، فلا ينبغي أن يخالفَ أو يخرج عنه أو يزهَدَ فيه .








و بدهي أنقواعد العلوم الإسلامية كلِّها (من علوم القرآن ، و السنة ، و اللغة) لم تثبت وتشتد ،ليصدُر عنها المتخصصون الأقيال، و يُفيدوا منها ، تعلُّمًا و تعليمًا ، وأخذا و ردًّا ، و بحثًا و استقراءً ، في شُموليَّة واعيَـة ، حتى لا تَـكاد تشذُّمنها شاذَّةٌ ، إلا وقد طوَّقها من كلِّ جهاتها نصوصٌ من الكتاب و السُّنة ، فمنأتاها بزيادةٍ أو نقصٍ فقد ثَلَم الإجمَـاع الَّذي رضيته طوائف عُـلماء الأمَّة فيشتَّـى الأعـصار و القرون، و إنما الأمَّة بعلمـائها ، فما رَضيَه العلمـاء واستقرَّ إجمـاعُهم عليه ، فهو الَّذي رَضِـيَته الأمَّة ، و الأمَّة "لا تجتمعُ علىضلالةٍ" ، و هي بهذا المُحـدث في واحدٍ من أصـلَيْ الأصُـول، و هو السُّـنَّة : " مَن أحدثَ فـي أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ "؟! و هو من المـشَاقَّة لله وللـرَّسول :{و مَـن يُشاقق الرَّسـول من بعد ما تبيَّن له الهدى و يتَّبع غير سبيلالمؤمنين نولِّه مَـا تولَّى و نُصلِه جهنَّـمَ و ساءت مصيراً } [النساء:115]،فلمَـاذا إذًا هذا الَّتجـرُّؤ عَـلَى قواعد علم السُّـنَّة ، و قد حفظَـها اللهلنا هذه القُـرون بها، كما حَـفظ لنا كتابَه العزيز ؟!








و قد أنَـالَنَـابها من رحمـتِه مَــا أنالنا نحنُ في هذا القرن، على مـا كانـت و استقـرَّت عليه فيالقـرون الغَـابرة، و جرى العمـل بها، و لا أحسبُ إلاَّ أنَّ هذه القـواعد إنماأخذت بدايـتُها و مَـطالعها مـن نهج القَرن الأول ، و لم يأت القَـرنُ الراَّبعُإلاَّ و قد استـوفى علمُ السُّنَّـة غايتـَه منها ، و غدَت السُّــنَّة بهامَـكلوءةً أن تُـؤخذ على غَرَّة.








و هَــا أنا ذا بعد أن سلختُ من عُـمريقُرابة السِّتِّين عَـامًا ؛ ماشيا في ركاب هذا العلم الشَّريف، أعـود بالنَّـظر والتهذيب و التَّقْريب فيه ، و كأني لا زلتُ على أوَّل مَـدْرجته ، لذا فإنـي ناصحٌأمين لطـلاَّب العلم الشُّداَاة بثــلاثٍ :







2- أن يتعلمـوا العلم لأنفُـسهم.







2- و أن يكون هو شَـاغلَهم و همَّهم.







3- و أن لا يعجلـوا في أمر لا يُنـالإلاَّ بالتَّـريُّث و إدامة البحث و النَّظـر في خوافيه و قوادمِه.








ثـمليعلَـموا رابعًـا: أن التَّصحيح و التضعيف في هذا العلم الشَّريف يدور بين الصِّدقو بين الكذب ، و مـا لم يكن مُريدُ الاشتغال بهذا العلم حاذقاً فيه فإنَّه يلـبَّسُعليه فيه ، فيقع في الكذب و هو يريدُ الضِّدق ، و كفـى بذلك إثمًا ، و الكذب علىرسول الله صلى الله عليه و سلم ، ليس ككذبٍ على أحدٍ ، إنه أقربُ إلـى الكُفر ، بلهو بالتَّعمُّد كُفرٌ بواح.








و أخيـرا ، فإنـي أسأل الله سبحانه و تعالى أنيُديم النِّعمة على أرض الجزيرة و على سائر بلاد المسلمين، و أن يحفظ دولةالتَّوحيد برعاية خَـادم الحَـرَمين الملك فهد بن عبد العزيز ، و أن يُطيل في عمرهفي طاعة و سَدادِ أمر و توفيقٍ موصولٍ.








و إنـي لأشكرُ لمؤسسة الملك فيصلالخيرية على ما تبذله من خير و جهدٍ و تكريم للعلم و العُلماء ، و هي بذلك إنماتؤدي شيئا من حقِّ الملك فيصل ـ رحمه الله ـ عليها ، و هو شيء من معنى قوله سبحانه {واجعَل لِّي لِِسان صِدقٍ في الأخرينَ } [الشعراء:84] ، و الحمد لله أوَّلاً وآخراً ، و صلى الله و سلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ و على آله و صحبِه ، و السلامعليكم و رحمة الله و بركاته] <o:p></o:p>







</TD></TR></TBODY></TABLE>





</TD></TR></TBODY></TABLE>