المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز تكفير الشِّيعة العامَّة منهم والخاصَّة؟ ومتى يجوز تكفير المسلم الْمُعيَّن؟



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
28-Feb-2015, 03:47 PM
الهدى والنور-518 محتويات الشَّريط:
1- هل يجوز تكفير الشِّيعة العامَّة منهم والخاصَّة؟ ومتى يجوز تكفير المسلم الْمُعيَّن؟ (00:00:42).
2- الكلام على الصُّوفيَّة، وعقيدتهم وحدة الوجود، وهل يَكفُرُون بذلك؟ (00:04:15).

3- الكلام على المعتزلة وعقيدتهم؛ وهو إنكار العلو لله، وهل يَكفُرُون بذلك؟ (00:08:13).
4- عقيدة الأشاعرة والماتُرديِّة إنكار علو الله، وهل يَكفُرُون بذلك؟ (00:12:01).
5- ضوابط تكفير المسلم. (00:13:12).
6- ذكر قصة أسامة لما قتل الرَّجل المشرِك بعدما قال: "لا إله إلا الله". (00:16:47).
7- بيان شروط تكفير المسلم. (00:21:33).
8- تعريف الكفر لغة وشرعًا، والكلام على أهل الفَتْرَة. (00:23:00).
9- معنى قول أهل العلم: أنَكَر ما هو معلومٌ مِن الدِّين بالضَّرورةِ. (00:25:00).
10- نصيحة الشَّيخ للشباب حول مسألة التَّكفِير، وأنه خاصٌ بالحاكم المسلم. (00:26:21).
11- ما حكم زيادة: (وأنَّ عليًّا وليُّ الله) في الآذان؟ (حكم صلاة المؤذِّن على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد الآذان. (00:29:02).
12- ما حكم من اتهم بعض أزواج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالزِّنا؟ (00:35:26).
13- ما نصيحتكم لأهل السُّنة في العراق وغيره؟ وما المخرج من هذا الواقع الْمُرِّ الذي يعيشه المسلمون اليوم؟ (00:37:23).
14- بيان خطر الرِّبا والتَّعامل به. (00:43:43).
15- شرح حديث: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِيِ سَبِيلِ اللهِ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ؛ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)). وتعريف بيع العِينة. (00:45:10).
16- ما حكم العمل في شركة كهرباء؟ وما حكم التعامل بالأسهم البنكيَّة؟ (00:51:41).
17- نرجو شرح حديث النزول -يعني نزول الرَّبِّ -سبحانه وتعالى- مع العلم أن ثلث الليل يتغير من منطقة إلى منطقة. (00:56:53).
18- ما حكم الرُّقيَة بتلاوة آياتٍ مِن القرآن مكتوبة في ورقة ثمَّ تُحرَق؟ وهل تجوز الرُّقية بماء أو زيت يُقرأ فيه القرآن ثم يشربه المريض؟ (00:58:34).


õõ õõ õõ














بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله. أمَّا بعد:
فهذا أحد أشرطة سلسلة الهدى والنُّور؛ مِن الدروس العلميِّة والفتاوى الشرعيِّة؛ لشيخنا المحدِّث العلاَّمة: محمد ناصر الدِّين الألبانىّ-حفظه الله- ونفع به الجميع-.
قام بتسجيلها والتَّأليف بينها: محمد بن أحمد أبو ليلى الأثريّ.
أخوة الإيمان! والآن مع الشريط: الثَّامن عشر بعد المائة الخامسة على واحد.


õõ õõ õõ


1- هل يجوز تكفير الشِّيعة العامَّة منهم والخاصَّة؟ ومتى يجوز تكفير المسلم الْمُعيَّن؟ (00:00:42).





السائل: شيخنا الفاضل: ننقل -أولاً- إليكم تحيات الإخوة من أهل السنة والجماعة في العراق.
الشيخ:
وعليك وعليهم السلام.
السائل:
هنالك مجموعة أسئلة أحببنا أن ننقلها إلى فضيلتكم مما تُعالج واقع الحال.
السؤال الأول
هو: هل يصح تكفير الشيعة عامتهم، أم فرق خاصة منهم؟
الشيخ:
نحن نقول دائمًا وأبدًا: لا يجوز في شرع الله -تبارك وتعالى- تكفير طائفة أو جماعة من المسلمين بالجملة، لا يجوز هذا.
ذلك لأنَّ أيَّ طائفةٍ قد يكون فيهم من لم يستحقّ أن يُوجَّه إليه التَّكفير لعذرٍ أو لآخر، كما أنَّه قد يوجد فيهم من يستحقُّ التَّكفير؛ ولذلك فلا يجوز بوجهٍ من الوجوه أن يُقال: "الشيعة –مثلاً– كلهم كُفَّار" أو الزيديَّة مثلاً، أو الخوارج أو الإباضيَّة أو غير هذه الفرق التي كانت قديمًا، ولا يزال شيء من آثارها موجودة حتَّى يومنا هذا. هذا أوّلاً.
وخلاصة ذلك: لا يجوز التكفير بالجملة، وإنَّما لابدَّ من التفصيل.
ونحن نعلم بالتَّجربة بأنَّ كثيرًا من عامة المسلمين -بغضّ ِالنَّظر عن انتمائهم إلى السنة أو إلى الشيعة أو إلى غيرهم- نجد فيهم من لا يزال على الفطرة ولم يتأثر -بما يُسمَّى عند العلماء-: بـ: "علم الكلام"، كما تأثر به كثيرٌ من المشتغلين بالعلم؛ ولذلك فهؤلاء العامة يبقَوْنَ على سلامتهم وعلى فطرتهم، بينما يكون بعض خاصَّتهم قد انحرفوا عن الخطِّ المستقيم بسبب أنَّهم تثقَّفوا بثقافة غير إسلامية، وإن كان يُطلَق عليها أنَّها من الإسلام.
فإذا تركنا هؤلاء العامَّة، وتوجهنا إلى الخاصَّة منهم؛ أعود لأقول: من أي جماعة كانت؛ حتى من أهل السنة الذين يقولون إنهم من أهل السنة والجماعة.



2- الكلام على الصُّوفيَّة، وعقيدتهم وحدة الوجود، وهل يَكفُرُون بذلك؟ (00:04:15).




فنحن -مع الاسف- نعلم بأنَّ في أهل السنة والجماعة، كثير من الطُّرق الصُّوفيَّة، التي يتبنَّى بعضها -على الأقل- مذهبًا أو عقيدة يُعتبر أنها أضلُّ من عقيدة اليهود والنَّصارى؛ ألا وهي: "عقيدة وحدة الوجود". فيوجد في الصوفية كثيرٌ من أمثال هؤلاء الذين يؤمنون بالوحدة هذه.
ولاشك أنَّ من كان يؤمن بها يكون كافرًا مرتدًا عن الدين؛ لأنَّ عقيدة وحدة الوجود تعني الطَّبيعة؛ كما يقول الكفار والملاحدة والشيوعيون -وأمثالهم-: أنه ليس هناك إلا المادة. الكفر اليوم يُعلن به صراحة؛ فالشيوعيون يعلنونها: ليس هناك شيءٌ سوى المادة.
المؤمنون بوحدة الوجود، يُغَمغِمُون القضيَّة ويلبسونها ثوبًا من الإسلام والدين؛ كي يضلِّلوا عامة المسلمين.
فهم مثلاً حينما يُفسِّرون كلمة التَّوحيد: (لا إله إلا الله) ينتهون بها إلى أن يقولوا: "لا هو إلا هو"؛ ثمَّ يختصرون هذه الجملة التي تتضمَّن مستثنىً ومستثنىً منه؛ يقولون: "هو هو"، "لا هو إلا هو" يُلخِّصونها؛ فيقولون: "هو هو". لا شيء سواه.
ويعبِّرون عن ذلك بكثير من العبادات الشركيَّة المكشوفة القناع؛ كقول بعضهم مثلاً: "كل ما تراه بعينك؛ فهو الله"! إذن هذه هي المادة التي يؤمن بها الملاحدة.
وبعضٌ آخر يُصرِّح؛ فيقول: "لما عبد المجوس النَّار، ما عبدوا إلا الواحد القهَّار"!
والشاهد: هؤلاء ليسوا في الشيعة ولا في الخوارج، هؤلاء من أهل السنة والجماعة؛ فهل يجوز تكفير الصوفية عامة؟
الجواب: لا، لأن كثيرًا منهم إنما يتبعون التَّصوف جملة؛ لظنهم أنه هو السلوك الذي يوصلهم إلى ربِّ العالمين؛ لكن أكثرهم لا يعلمون هذه العقيدة التي هي من أبطل الباطل. أما خاصتهم فهم يؤمنون بها.
فإذن، لنبدأ بأصحابنا وأهل سُنَّتِنَا ومذهبنا، وهم أهل السنة والجماعة، وفيهم من ذكرنا ممن يؤمن بوحدة الوجود، وهؤلاء إنما يوجدون -على الغالب- عند الصوفية؛ ولكن مع ذلك يوجد هؤلاء حتى عند غير الصوفية؛ حتى عند بعض الذين يحاربون التَّصوف جملة وتفصيلاً؛ كالمعتزلة مثلاً.



3- الكلام على المعتزلة وعقيدتهم؛ وهو إنكار العلو لله، وهل يَكفُرُون بذلك؟ (00:08:13).




المعتزلة الذين يسمون أنفسهم بأهل التوحيد، وأنهم يفخرون على الطوائف الأخرى؛ منها: أهل الحديث، ومنها الأشاعرة، والماتُردية، وغيرهم، هؤلاء ليسوا من أهل التوحيد وأهل العدل؛ لأنهم في ظن المعتزلة يؤمنون بالجبر؛ يعني أهل السنة عند المعتزلة يؤمنون بالجبر حينما يعتقدون -واعتقادهم حق بلا شك- أن ما من شيء يقع في هذا الكون من خير أو شر إلا بمشيئة الله -تبارك وتعالى- وإرادته. أما المعتزلة؛ فيقولون: لا، ليس كل شيء يقع في هذا الكون بإرداة الله ومشيئته؛ بل الإنسان هو الفعال لما يريد، فهو الذي يخلق -خاصة وهم يدندنون حول الشر- فهو يخلق الشر، وليس لله في ذلك إرادة. وهذا بحثٌ طويل، ولا نريد أن ننسى أصل السؤال.
المهم أن هؤلاء المعتزلة يشتركون مع القائلين بوحدة الوجود حينما ينكرون نصوصًا قاطعة في الكتاب والسنة، تُثبت أن لله -عزَّ وجلَّ- صفة العلو: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾[1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)، نقول في السجود: "سبحان ربي الأعلى"، والنصوص التي أشرنا إليها -إن شاء الله- معروفة عندكم.
هم ينكرونها هذه النُّصوص لا ينكرونها لفظًا؛ وإنما ينكرونها معنىً؛ لأنهم إن صرَّحوا بإنكارها لفظًا خرجوا عن الإسلام، فينكرونها بطريق التأويل؛ فهم لا يأمنون بأن الله -عزَّ وجلَّ- على العرش استوى -كما قال الله -عزَّ وجلَّ- ؛ لأنهم يأولون الاستواء بمعنى الاستيلاء، وهذا باطل أيضًا، وله مجالٌ آخر لتفصيل القول في ذلك.
فإذن لو سئلوا السؤال الذي ورَّثَنَا إيَّاه نبينا صلوات الله وسلامه عليه؛ ألا وهو: "أين الله؟"؛ فجوابهم: الله في كل مكان!
إذن الله في كل مكان؛ فالمكان خَلْقٌ من خلق الله؛ التقى قولهم هذا مع قول أهل الوحدة؛ أي: "لا شيء إلا هذا الكون المخلوق"، وبخاصة حينما يؤكدون في نفي الوجود الإلهي؛ بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هكذا يقولون كما ستسمعون- الله لا يوصف بأنه فوق، ولا تحت، ولا يمين، ولا يسار، ولا أمام، ولا خلف، لا داخل العالم، ولا خارجه. إذن لم يبقى إلا المادة؛ إلا هذا الكون المُشاهد. فالتقت أيضًا المعتزلة مع الجماعة القائلين بوحدة الوجود في أن لا شيء هناك إلا الطبيعة.



4- عقيدة الأشاعرة والماتُرديِّة إنكار علو الله، وهل يَكفُرُون بذلك؟ (00:12:01).




هل يشترك مع المعتزلة ومع الصوفيَّة الغُلاة -في هذه النقطة بالذات- كثير ممن ينتمي إلى أهل السنة والجماعة ممن ينتمي إلى الماتُردِيَّة أو الاشعرية؟ نقول: نعم، وهذا نلمسه ونسمعه دائمًا أبدًا في كل مجتمع سُنِّي، ليس شيعيًا ولا معتزليًا، يقولون: الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، أهل السنة الذي يعيشون معنا ويعيشون معهم هكذا يقولون!
إذا كان الأمر هكذا، فهل نكفر هؤلاء الذين ينكرون أنَّ من صفة الله -تبارك وتعالى- أنَّه على العرش استوى، وإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، إلى غير ما هنالك من نصوص كثيرة أجمعت على أن الله -عزَّ وجلَّ- فوق المخلوقات كلها.



5- ضوابط تكفير المسلم. (00:13:12).




هل نُكفِّر هؤلاء بالجملة بالكوم؟ نقول: لا.
نبدأ بأهل العلم منهم، هل نُكفِّرهم؟
أيضًا لا؛ إلا بشرط واحد: بعد إقامة الحجَّة؛ لأنَّه يمنعنا من المبادرة إلى تكفير أي مسلم مادام أنه يلتقي معنا في الأصل الأول من أصول الإسلام الخمسة؛ وهي: شهادة أن لا إله إلا الله؛ فكلُّ مسلمٍ يشهد هذه الشهادة؛ فابتداءً لا يجوز الحكم بتكفيره؛ لأنه رفع راية الإسلام، بشهادتِهِ بشهادةِ الإسلام.
وأنتم -فيما أعتقد- جميعًا تعلمون قول النَّبيِّ صلَّى الله عليه وآلِهِ وَسلَّم: ((أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ؛ فَإِذَا قَالُوهَا: عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ؛ إلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَبُاهُمْ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-)).
إذن، هذا المسلم الذي يشهد هذه الشهادة، نحن لا يغيب عنا ولا يفوتنا أنه قد يقولها وهو كافر بما تدل عليه من الحق ومن العقيدة الصحيحة؛ لأن هذا من طبيعة المنافقين، الذين كانوا موجودين حتى في العصر الأول الأنور الأطهر، وهو العصر الذي قال عنه الرسول عليه السلام: ((خَيْرُ الْنَّاسِ قَرْنِي؛ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم)).
قد كان فيهم خاصَّة في المدينة -من أهل المدينة- مردوا على النفاق الله كان يعلمهم، وقال للنَّبي صلى الله عليه وسلم: ﴿لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ﴾[2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2). فكيف عاملهم الرسول عليه السلام؟
هل عاملهم معاملة اليهود والنَّصارى؟ فرض عليهم الجزية يعطوها ويدفعون عن يد وهم صاغرون، أم مشى عليهم أحكام الإسلام؟
مشَّى عليهم أحكام الإسلام؛ لأنهم شهدوا بألسنتهم؛ أما قلوبهم؛ فكما قال في الحديث السابق: ((حِسَبُاهُمْ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-)).
يؤكد لكم هذا المعنى الذي خلاصته: أنَّ الإسلام يُبني أحكامه على ما يظهر للناس؛ ولذلك كان من قواعد علماء الفقه والأصول: "نحن نحكم بالظاهر والله يتولَّى السرائر"، وهذا مأخوذ من بضعة أحاديث ثابتة في السنة الصحيحة.



6- ذكر قصة أسامة لما قتل الرَّجل المشرِك بعدما قال: "لا إله إلا الله". (00:16:47).




منها: تلك القِصَّة الوارِدة في كتب السِّيرة وفي الصَّحِيح -أيضًا-: أنَّ رجلاً كان يُبارز مشركًا؛ فلما شعر المشرك بأنه صار تحت ضربة السيف، وأنه مقتول لا محالة؛ قال: "لا إله إلا الله"؛ فالمسلم ما بالاه! قتله! ولما بلغ خبره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل خلفه وقال له: كيف أنت ولا إله إلا الله؟! قال: يا رسول الله! ما قالها إلا خوفًا من القتل! وحقيقة الأمر كل واحد مِنَّا -فضلاً عن ذاك الصحابي الذي باشر الأمر- يشعر تمامًا أنه هذا المشرك ما قال هذه الكلمة إلا فرارًا من القتل؛ ولذلك ما اقتنع هذا الصحابي بهذه الشهادة؛ فقتله؛ ومع ذلك فالرَّسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال له: هلا شققت عن قلبه؟! هلا شققت عن قلبه؟!
إذن، كأنه يقول: ليس لك إلا الظاهر، أما القلوب فلا يعلم ما فيها إلاَّ علام الغيوب -سبحانه وتعالى-.
وحقيقة الأمر أننا في الوقت الذي نتصور ما سبق بيانه، أنه من الممكن أن هذا المشرك ما قالها إلا تقيَّة، وإلاَّ خوفًا من القتل.
يمكن أيضًا أن نلاحظ احتمالاً آخر؛ وهو: أن يكون هذا المشرك معتدًّا بقوته وشجاعته وبطولته؛ فلما رأى نفسه مغلوبًا؛ بل ومقتولاً تحت ضربة سيف ذلك الصَّحابي؛ كأنَّه تجلَّى له أن هناك قوة قاهرة مُدَّ بها هذا الصحابي؛ حتى تمكَّن من أن يجعل ذلك المشرك الذي كان يتوهَّم في نفسه أنَّه البطل الصنديد؛ فحينئذٍ خضع لهذه القوة، وليس لأنه خاف -كما قلنا في الاحتمال الأول- من القتل؛ فقال: "لا إله إلا الله".
وهذا الاحتمال الثَّاني يُقرِّبه إلينا حادثة مصارعة الرَّسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لركانة الذي كان يُعدُّ في زمن الجاهلية المصارع الذي لا غالب له؛ فجاء إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وطلب منه المصارعة؛ فما كان منه عليه السلام -بقوة من الله -تبارك وتعالى- ولا شك- إلا مجرد أن أخذه ورماه على ظهره قوة خارقة، طلب منه المرة الثانية، والثالثة؛ فكان عاقبة أمره أن قال: أشهد أنك رسول الله؛ فآمن، لماذا؟ لأنَّه رأى قوة لا يعتقد أنها من قوة البشر.
إذن، الشارع الحكيم يبني أحكامه على ما يظهر للناس، فكل مسلم -إذن- يرفع هذه الراية الإسلامية؛ فيشهد أن لا إله إلا الله لا يجوز لنا أن نبارد إلى تكفيره؛ إلا في حالة واحدة؛ حينما يعلن مع تلك الشهادة ما يعارِضها وما يعطِّلها ويُنكِرها؛ حينئذٍ ندينه ونلزمه بما يبدو منه؛ حينذاك باستطاعتنا أن نُكفِّره، ومع ذلك: رويدك! فلا يجوز -أيضًا- المسارعة إلى تكفيره؛ إلا بعد إقامة الحجة عليه، إلا بعد إقامة الحجة عليه.
إذن عندنا هنا شرطان؛ ليجوز للعالم المسلم أن يُكفِّر مسلمًا:
الشرط الأول: أن يسمع من هذا المسلم ما يُكفَّر به.



7- بيان شروط تكفير المسلم. (00:21:33).





الشرط الثاني: أن تُقام الحجة عليه؛ لأن الله -تبارك وتعالى- ما أنزل الكتب وأرسل الرُّسل إلا لتكون حجة الله -تبارك وتعالى- قائمة على الناس، ولا يكون لإنسان ما ارتدَّ أو كفر بالله ورسوله عذرٌ يوم القيامة. من هنا اتفق علماء المسلمين على أنه إذا وجد هناك قومٌ لم تبلغهم دعوة الإسلام؛ فهؤلاء لا يُحكَمُ لهم بالنَّارِ التي وُعِدَ بها الكُّفَّار؛ لأنَّ الكُّفَّار هم الذين بلغتهم الدعوة؛ ثم جحدوها وأنكروها؛ كما قال الله -عزَّ وجلَّ- في كثير من هؤلاء: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾[3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3).



8- تعريف الكفر لغة وشرعًا، والكلام على أهل الفَتْرَة. (00:23:00).




وأصل الكفر -كما تعلمون- من: الكَفْرِ، وهو التغطية؛ لذلك [فالزُّرَّاع] يُسمُّون بالكُفَّار؛ يُعجب الكفار نباته[4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4)؛ أي: الزُّرَّاع، فلما كان الزَّارِع يستر الحب بالحرث وبالتراب، كذلك الكافر يستر الحق بباطله؛ فمن كان بهذه المثابة فهو الذي يكفُر ويكون مخلَّدًا في النَّار. أما من لم تأته الدعوة ولم تظهر له الحُجَّة، ثمَّ ظلَّ على كفره وعلى ضلاله؛ فهذا يعتبر عند علماء المسلمين من أهل الفَترة؛ ولذلك فأهل الفترة لا يُحكم لهم لا بإسلام، ولا بكفر، لهم معاملة خاصة عند الله -تبارك وتعالى-. ونكتفي بهذه الإشارة إلى هؤلاء.
والمهم: فلله الحجة البالغة على الناس، فلا يجوز المبادة إلى تكفير -إذن- إنسان ظهر منه ما يحملنا على أن نقتنع بأنه كفر بـ: "لا إله إلا الله"؛ فلابدَّ من إقامة الحجة عليه؛ فإن جحدها أُلحِقَ بالكفار؛ وإن خضع لها؛ فهو لا يزال في الإسلاميين.
على هذا نحن نسوق هذه القاعدة بالنسبة لعامة المسلمين، سواء كانوا ينتمون إلى السنة أو إلى الشيعة أو إلى أي طائفة أخرى، لابد قبل كل شيء من أن يُعلِن إنكاره لما هو ثابتٌ في الشَّرع على طريق اليقين، وهنا يُعبِّر العلماء بكلمة: "أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة".
أنا أضرب لكم مثلاً: الذي يُنكِر حرمة الخمر؛ فهذا يُعتبر كافِرًا مرتدًا عن الدِّين؛ لأنَّ هذا معلوم من الدِّين بالضَّرورة، وليس كذلك من ينكر حرمة الحشيش المخدر، أو الأفيون، أو


9- معنى قول أهل العلم: أنَكَر ما هو معلومٌ مِن الدِّين بالضَّرورةِ. (00:25:00).




هذا الدخان الذي ابتُلِيَ به عامة النَّاس، هؤلاء لا يُكفَّرون؛ لأنهم لا ينكرون ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة أولاً؛ ثمَّ إنهم يجدون كثيرًا ممن يظنون أنهم من أهل العلم يفتونهم بأنَّ هذا مكروه! معليش! تركه أولى! من هذا الكلام. ولذلك فمن أنكر ما كان معلومًا من الدين بالضرورة؛ ثمَّ أقيمت عليه الحجة الشرعيَّة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم؛ فكفر وجحد؛ فهذا هو الكافر، ما يهمُّنا كان سنيًا منتسبًا إلى السنة أو إلى الشيعة أو إلى غيرهم. هذا نهاية الجواب عن السؤال.



10- نصيحة الشَّيخ للشباب حول مسألة التَّكفِير، وأنه خاصٌ بالحاكم المسلم. (00:26:21).




ولكن عندي شيء أريد أن أُلفِت نظر الشباب المسلم اليوم: هذا الكلام لا يفيد المسلمين -اليوم-؛ ذلك لأن قضية التَّكفِير هذا يعود إلى رأي الحاكم المسلم؛ لأنَّ هذا الحاكم المسلم هو الذي له صلاحيَّة: إقامة الحدود الشرعيَّة؛ فإذا قال فردٌ من أفراد العلماء أو من طلاب العلم مثلي: فلان كافر! ماذا يترتب على ذلك؟
يترتب علي فقط أنه أنا ما أزوجه ما كذا، أعامله، إلى آخره؛ لكن لما بيكون هناك يوجد حاكم مسلم يدعوه أن يؤمن بالإسلام؛ وإلا قطع رأسه.
ولذلك فليس من المفيد اليوم بين المسلمين إثارة هذه القضايا؛ لأنها أحكامٌ تتعلَّق بالحُكَّام الذين يحكمون بما أنزل الله وأين هؤلاء في هذا الزمان؟! زمن الغربة بين أفراد المسلمين أنفسهم، فضلاً عن حكَّامهم، وصدق من قال: "دود الخل منه وفيه"!
ولذلك فما يفيد كثيرًا أن نتكلم: هل يجوز تكفير الشيعة أو تكفير الخوارج أو إلى آخره؟ ما الذي يترتب من هذا؟!
وإنما يجب أن نبلِّغ النَّاس شريعة الله، وهذا يتطلب مِنَّا نحن الذين نفكر ونتساءل: هل يجوز تكفير هؤلاء وهؤلاء؟ يجب علينا أن نتفقه في دين الله وعلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثمَّ بعد ذلك نرجو أن نكون قد وضعنا نواةً لتحقيق المجتمع الإسلامي المنشود أولاً. والذي بدونه لا يمكن إقامة الحكم الإسلامي على وجه الأرض.
بهذا أنصح بعد أن قدمت السؤال عن هذا الجواب. وهنا من رفع يده.


õõ õõ õõ


11- ما حكم زيادة: (وأنَّ عليًّا وليُّ الله) في الآذان؟ (حكم صلاة المؤذِّن على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد الآذان. (00:29:02).




السائل: شيخنا! بالنسبة ذكرت الحديث: ((بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)) وكذلك: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ))؛ لكن هؤلاء الشيعة عندنا في العراق؛ حتى المآذن بالأوقات وبالصَّلاة، وفي كل وقت: ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًّا رسول الله، وأشهدُ أنَّ عليًا وليُّ اللهِ)). فهذه الزيادة ما بها يا شيخ!؟
الشيخ:
سامحك الله! هذا السؤال له علاقة بذاك السؤال؟!
أنا اسألك الآن أنت، أنت لست شيعيًّا، أنت مثلي من أهل السُّنة، ومن أهل الحديث إن شاء الله.
السائل:
نعم.
الشيخ:
أسألك الآن: ألا تشهد أنَّ عليًّا وليُّ اللهِ؟!
السائل:
لكن ما ذُكِرَ
الشيخ:
يا شيخ! الله يهديك! "لكن" هذا استدراك، تستدرك على ماذا، وأنت لم تُجِب؟!
أنا أسألكُ سؤالاً: ألا تشهد بأنَّ عليًّا وليُّ اللهِ؟!
السائل:
نعم، أشهد.
الشيخ:
هذا هو الجواب.
أنت تقول: لكن؟ قلها إن شئت.
لكن ماذا؟
السائل:
يعني في كل وقت -يعني- تذكر .. [..] الأحاديث
الشيخ:
أنا عارف أنت ماذا تريد؛ لكن ما أحسنت أن تبين ماذا تريد!
السائل:
نعم.
الشيخ:
ولذلك قلت لك -يا أخي!-: هذا السؤال ليس له علاقة بهذا السؤال.
هذا السؤال له علاقة بالبدعة، واليوم أنت تعيش في مجتمع سُنِّي مش شيعي، وممتلئ بالبدع، فما وجدت في الشِّيعة إلا هذا العيب؟! عندك في أهل السنة أكثر من هذا العيب: إنهم يضيفون مقدمة للآذان، وخاتمة للآذان، ايش [ماذا] رأيك في الصلاة على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، هل تصلِّي على النبيِّ ولا أنت رجل وهَّابيٌّ؟
-الشيخ والحضور يضحكون-
ها؟ بتصلي على النبي ولا لا؟
السائل:
لا، بصلِّي على النَّبي.
الشيخ:
الحمد لله.
طيب، شو [ماذا] رأيك بالصَّلاة على النَّبيِّ من المؤذن يجوز؟
السائل:
نعم، يجوز.
الشيخ:
كيف؟!!
يمكن ما فهمت السؤال!
الحضور:
ما فهم السؤال.
الشيخ:
أكيد ما فهمت السؤال.
أقول لك:
ما رأيك في صلاة المؤذن بعد الآذان على النبي عليه الصلاة والسَّلام. يجوز؟
السائل:
بهذه الكيفية: لا يجوز.
الشيخ:
سامحك الله! سامحك الله!
أنا ما وضعت لك كيفية؛ حتى تضع أنت اسم الإشارة وتقول: "بهذه الكيفية".
ايش هذا يا شيخ!؟ الله يهديك!
أنا أسألكَ سؤالاً مطلقًا: ماذا تقول في صلاة المؤذِّن بعد الآذان على النبي عليه الصلاة والسلام؟
أنت لما تقول: "بهذه الكيفية" لا تشعر -مع الأسف- بأنك ورَّطت نفسك
السائل:
نعم.
الشيخ:
تدري لِمَا؟
تدري لِمَا؟ قُلي!
السائل:
نعم.
الشيخ:
قل: أدري، أو لا أدري!
سبحان الله!
أنا أقول لك -يا أخي!-: بهذه الكيفية لا يجوز، بأي كيفية يجوز؟!
لأنه بيقولوا في كتب العلماء بيقولوا -مع الأسف- بعضهم: مفاهيم الكتاب والسنة لا يُحتجُّ بها، أما مفاهيم العلماء فيُحتجُّ بها.
فأنت بتقول: بهذه الكيفية؛ هذا منطوق؛ مفهومه: في هناك كيفية أخرى تجوز. فما هي؟
السائل:
يعني: يقول: "صلَّى الله عليه وسلَّم".
الشيخ:
هذه تجوز؟
السائل:
على الحديث، على الحديث، على الحديث
الشيخ:
أقول لك -يا أخي!-: لا تشرح -بارك الله فيك-. أنت بس أجبني: ما هي الكيفية التي تجوز للمؤذن أن يُصلِّيَ بها على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد الآذان؟ هل هناك كيفية تجوز وكيفية لا تجوز؟
ها؟ سامحك الله! كلمة أخطأت فيها، لا نحاسبك عليها إلا لبيان الخطأ فقط. أما أنا أردت أن أقول لك: لا فرق بين شيعيِّ يقول بعد: (وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رسول الله، وأنَّ عليًّا وليُّ اللهِ) فهو مبتدع.
سمعت الجواب الآن؟
وقولي: "مبتدع" هو الذي سوَّغ لي أن أقول: "سامحك الله، هذا ليس له علاقة بهذا السؤال".
لأن السؤال كافي: يُكفَّر أو لا يُكفَّر؟
أما أنه يُبدع؟ يُبدَّع؛ حتى أهل السنة يُبدَّعون، فما أكثر البدع -اليوم- في هذا الزمان! ويقرُّها أولئك الذين وصفهم في زمانه محمد عبده -رحمه الله- بأنَّ لهم عمائم هؤلاء المشايخ، أو لبعض المشايخ: عمامة كالبُرج، وجُبَّة كالخُرْج.
كثير من هؤلاء يقرون هذه البدع، فماذا نقول؟ هؤلاء أهل سنة معليش! [لا بأس] يبتدعون، وأولئك الشيعة عليهم ألا يبتدعوا؟
لا! الحقُّ حقٌ، والباطلُ باطلٌ، الحق حقٌّ سواء صدر من شيعي، والباطل باطلٌ سواء صدر من سُنِّي؛ لأنَّ الأمر ليس بالدَّعاوي؛ كما قال الشاعر:


"والدَّعاوي إذا لم تقيموا عليها بيَّنات أبناؤها أدعياءُ" إذن، قول الشيعة في الآذان: (وأشهدُ أنَّ عليًّا وليُّ الله) كلمة حقٍّ وضعت في غير مكانها؛ كذلك صلاة الذين يصلون على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم بعد الآذان كلمة حق وضعت في غير محلها.
وليس كذلك من يقول بعضهم: " يـا أول! خلق الله" هذا كلام باطل! هذا لا يجوز أن يقوله لا بعد الآذان، ولا قبل الآذان، ولا في أي مكان؛ لأن الكلام باطل من أصله.
طيب، غيره شو [ماذا] عندك؟
السائل:
جزاك الله خيرًا.
الشيخ:
وإيَّـاك.


õõ õõ õõ السائل:



12- ما حكم من اتهم بعض أزواج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالزِّنا؟ (00:35:26).





ما حكم من اتَّهم إحدى نساء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالزِّنا؟ الشيخ:
أنت صحيح إنَّك عراقي!
-الحضور يضحكون!-
لكن نحن فهمنا إنك عراقي، ما بدنا بقى [نريد] إثباتات جديدة!
-الشيخ يضحك هو والحضور!-
يا أخي! هذا يُضاف إلى السُّؤال السَّابق الذي يتهم زوجة من أزواج الرسول عليه السلام بالزِّنا -وبخاصة من كان القرآن قد شهد لها بالعفة والحصانة- لا شك أنَّ هذا كافرٌ، فنرجع ونقول: يجب إقامة الحجة عليه، وبعد إقامة الحجة عليه إما أن يخضع للحجة، وإما أن يجحدها؛ فإن خضع فالحمد لله، وإن جحدها فهو كافرٌ.
لكن شو [ماذا] حصلت بعدين أنت من هذا التكفير؟
أنت الآن محكوم بالكفر كله! وما وقعت المصيبة التي وقعت هناك، وزعزعت العالم الإسلامي كله إلا بسبب الحكم -ايش؟ [ماذا]- بالكفر.
فهذه الجزئيات من الكفريات؛ أقول: دعوها، حاولوا إنه أنتم -بقى- تحصِّنوا أنفسكم بالعقيدة الصَّحيحة. إذا قلنا: إن هذا كفر، وهذا كفر. طيب. والحكم بمبادئ حزب البعث سواء في العراق ولا سوريا أليس كُفرًا؟ ولا الأرض مسكونة؟
-الحضور والشيخ يضحكون!-



13- ما نصيحتكم لأهل السُّنة في العراق وغيره؟ وما المخرج من هذا الواقع الْمُرِّ الذي يعيشه المسلمون اليوم؟ (00:37:23).




أقول: اسئلوا غير هذه الأسئلة، لأنكم عرفتم ايش؟ [ماذا؟] القاعدة. بارك الله. نعم.

õõ õõ õõ السائل:
فضيلة الشيخ! ما نصيحتكم لأهل السُّنَّةِ في العِراق؟
الشيخ:
نصيحتي لأهل السُّنَّة في العراق كنصيحتي لكل مسلم في كلِّ بلاد الدُّنيا: أن يتعلَّموا العلم الصَّحِيح المستقى من الكتاب والسنة، وأن يعملوا بما علموا؛ حتى لا تكون دراستهم، ولا يكون علمهم حُجَّة عليهم.
هذه هي النَّصيحة: العلم النَّافع، والعمل الصالح. هو أساس كل سعادة في الدنيا والآخرة؛ لكن أنا أعتقد -مع الأسف- أنه من الصعب في مكان اليوم أن يتمكن المسلم من دراسة العلم الصحيح لكثرة الطرق والمذاهب المبثوثة والمنتشرة في كلِّ الجماعات الإسلامية، في كلِّ المجتمعات الإسلامية.
أضف إلى ذلك -ضِغثًا -كما يُقال- على إبَّالة- أحزاب جديدة منها ما يُعلِن الكفر صراحة، منها ما ينتمي إلى الإسلام اسمًا، ولا يَعرِف من الإسلام إلا الاسم، ومنها، ومنها من يَقرُب إلى الإسلام الصحيح؛ ولكنه يُقصِّر في تطبيق هذا الإسلام الصحيح الذي يدين الله به.
أنا أضرب لكم -الآن- مثلين اثنين: هل من مسلم لا يعلم آيتين في القرآن تتعلقان بنسائنا، بزوجاتنا، بأخواتنا، ببناتنا.
الآية الآولى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾[5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5). هذه الآية الأولى.
هل أحد من المسلمين يجهل هذه الآية؟
ما أظن، إلا إن كان يعيش في الجزائر التي كانوا يسمُّونها في كتب الخرافات: "بجزائر الواق الواق" تعرفونها هذه الجزائر؟ تعرفوها.
الآية الثانية: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾[6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6).
الآن أسألكم -وأنتم -إن شاء الله أهل السنة، أهل القرآن وأهل الحديث- هل ترون نساء المسلمات يطبقن -وأعني الملتزمات مش المتبرجات! تلك لهن حديث آخر- أعني: النساء الملتزمات- هل يطبقنَّ هاتين الآيتين؟ قولوا لشوف! [لأرى]
أحد الحاضرين:
مش كلهم!
حاضرٌ آخر:
إلا من رحم ربي.
الشيخ:
مش كلهم! كلمة صحيحة، بس سياسية -الحضور يضحكون- عشان [لأجل] ما يُمسك منها. آه!
كلهم؟ جلهم؟ قولها لأشوف. اللي قال: مو كلهم، جلهم؟ ولا ما بيعرف؟
السائل:
جلهم، معظمهم [ما بيطبق].
الشيخ ضاحكًا:
إذن لنقل: أقلُّهم. لماذا الأقل يطبق الآيتين والأكثر لا يُطبِّق؟ ألسنا نحن نتكلم عن النساء المتمسكات الملتزمات؟ نعم، هو هذا موضوعنا الآن.
لماذا أكثر هذه النسوة لا تطبق الآيتين؟
جوابي: لسبيين اثنين -أيضًا- يقابل الآيتين.
السبب الأول: أن أكثر طلاب العلم -إن لم أقل العلماء- لم يتركَّز -بعد- في أذهانهم أنه يجب على المرأة إذا خرجت من بيتها أن تختمر بالخمار وأن تضرب الجلباب على الخمار. هذا المعنى من الجمع بين تنفيذ أمرين في الآيتين الكريمتين لم يستقر -بعد- في أذهان كثير من طلاب العلم؛ بل ومن العلماء في أنفسهم.
إذن، إذا كان هذا هو الشأن في آيتين وتتعلقان بالنساء الملتزمات، فماذا نقول عن المتبرجات؟! ليس لنا حديث مع المتبرجات!



14- بيان خطر الرِّبا والتَّعامل به. (00:43:43).




نأتي إلى حكم آخر: الرِّبا مجمعٌ على تحريمه بين علماء المسلمين، بدلالة الكتاب والسنة الصحيحة وإجماع الأمة، ما رأيكم؟ أيضًا -أرجو أن يكون الجواب بشيء من الدقة- أكثر التجار -أو لنقل: -قبل ما نحدد أكثر وأقل- تجار المسلمين اليوم هل فيهم من لا يتعاطَّى الرِّبا؟
السائل:
لا، ما يوجد!
الشيخ: يمكن يقول قائل: أنه أكثرهم يتعاطى.
السائل:
لا، يا شيخ! لا أحد
الشيخ: ها؟
السائل:
لا أحد ينجو.
الشيخ:
لا أحد ينجو، هذه هي الحقيقة.
إذن، لماذا؟ في سبب ثاني إذن.
نحن قلنا -جوابًا عن سؤال الأخ: بماذا تنصح؟-: بالعلم والعمل. هؤلاء التجار يعلمون أن الرِّبا محرم؛ ولكنهم لا يعملون بما يعلمون، لماذا؟ لأنه حُقَّ فيهم قول نبيهم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: ((سَتَدَاعَى عَلَيْكُم الأُمَمُ)) وهذا تَمثَّل أخيرًا مع الأسف بالحرف الواحد: ((سَتَدَاعَى عَلَيْكُم الأُمَمُ، كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا))؛ قَالُوا: أَوَ مِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ!؟ قَالَ: ((لاَ؛ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ؛ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ الرَّهْبَةَ مِنْ صُدُورِ أَعْدَئِكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ))؛ قَالُوا: وَمَا الْوَهَنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: ((حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)).



15- شرح حديث: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِيِ سَبِيلِ اللهِ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ؛ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)). وتعريف بيع العِينة. (00:45:10).




لماذا أكثر التُّجَّار -خلينا نقول: مش كلهم التُّجَّار- لماذا أكثر التُّجَّار يتعاملون بالرِّبا؟ تحكَّم في قلوبهم حبُّ الدنيا، وكراهية الموت؛ كأنهم مخلَّدون في الدنيا. جاء الحديث الآخر يوضِّح الموضوع بصورة أكثر؛ فيقول: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِيِ سَبِيلِ اللهِ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ؛ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).
هذا الحديث من الأحاديث المهمة جدًّا جدًّا في العصر الحاضر؛ لأنه وصف الداء مقرونًا بالدواء؛ وصف الدواء بهذه العلل الأربعة: كان عن تعامل الربا بالعينة -بيع العينة-؛ ولعلكم تعلمون -جميعًا- ما هو بيع العينة، أو على الأقل نحتاط -أيضًا- في الكلام حتى ما نظلم الناس؛ لابد يكون واحد اثنين بيناتكم [بينكم] -إن شاء الله- يكون بهالعدد القليل- لا يعلم ما هو بيع العينة، والرَّسول يقول -يخاطب العرب أمثالكم-: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ)).
العينة: أن يأتي الرجل إلى التَّاجر، يتظاهر بأنه يريد أن يشتري حاجة؛ لنفترض يريد أن يشتري سيارة، والحقيقة لا يريد أن يشتري سيارة، الحقيقة يريد قرضًا؛ لكن هو يعلم أنه يعيش في مجتمع إسلامي اسمًا وليس إسلاميًا فعلاً؛ بدليل أن المجتمع الإسلامي وصفه الرَّسول عليه السَّلام في الحديث المشهور في الصحيح: ((مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ؛ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالحُمَّى وَالسَّهَر)).
إذن، المفروض في المجتمع الإسلامي أنه إذا وقع فرد من أفراده في ملمَّة، في مصيبة، واقتضت هذه المصيبة أن يستقرض مالاً أن يجد من يقرضه قرضًا لوجه الله حسنًا. لا يجد اليوم من يقرض هذا القرض الحسن! لماذا؟ لتفكك المجتمع بعضه عن بعض؛ ولذلك فهو يحتال: يذهب إلى التَّاجر؛ يقول: أنا أريد أن أشتري هذه الحاجة -نقول هي السيارة- بكام؟ التاجر يبدأ بمخالفة الشريعة: بعرض بيعتين في بيعة؛ يقول: هذه نقدًا بعشرة آلاف، وتقسيطًا: بزائد خمسمائة أو ألف. يقول له: لا، أنا ما عندي فلوس! بيقول له: إذن، إحدى عشر ألفًا، وهو ما عنده ولا ألف، هو أتى ليأخذ مالاً، بيقول له: أنا اشتريت بأحد عشر ألفًا، وبعد قليل: إجراء العمليات والكمبياليات وما شابه ذلك، بيرجع الشاري بايعًا، والبائع شاريًا! فيقول الشاري: أنا الحقيقة -يا أخ!- أنا أريد أن أبيعك هذه السيارة، اشتريها مني! يعرف التاجر أنه بحاجة إلى فلوس؛ فيبيعه بأبخس الأثمان، لنفترض أنه رأس مال السيارة على التَّاجر: تسعة آلاف؛ نقدًا بيربح ألف، تقسيطًا ألف ونص مثلاً، فهو بيرجع بيشتريها منه بثمانية آلاف، بيربح بقى ربيحين الآن!
هو بياخد ثمانية آلاف وينصرف في سبيله، هذه بيع العيينة، وهذا موجود في بعض البلاد العربية، التي كانت الآمال معقودة فيها أن ينبع الإسلام الصحيح من هناك.
بيع العيينة، أكياس من الأرز، ومن السكر تشترى بهذه الطريقة، ثم تباع ولم تتحرك هذه الأكياس من مخازنها!
فالرسول يقول: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ))؛ أي: أكلتم الربا، ((وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ))؛ يعني: التهيتم بوسائل الدنيا وكسب المال، كذلك: ((وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِيِ سَبِيلِ اللهِ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ)) هاي اليهود احتلوا البلاد العربية الفلسطينية، ((لاَ يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).
الرجوع إلى الدِّين هو الجواب السابق: العلم النافع والعمل الصالح.
أما الرُّجوع إلى الدِّين -كما هو اليوم مفهوم- فيما يُسمُّونه بالحيل الشرعية، وفيما يُسمُّونه بالبنوك الإسلاميَّة، وفيما يُسمُّونه بالأناشيد الدينية، والفنون الإسلاميَّة؛ كلها تأخذ صبغة إسلاميِّة، وهي ليس لها صلة بالإسلام لا من بعيد ولا من قريب. والله المستعان.
فإذن، ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn7).
والله المستعان. غيره.
السائل: جزاك الله خيرًا.
الشيخ: وإيَّاك.
السائل:
نفسح المجال لـ
الشيخ:
تفضل.


õõ õõ õõ سائل آخر:



16- ما حكم العمل في شركة كهرباء؟ وما حكم التعامل بالأسهم البنكيَّة؟ (00:51:41).




نعمل في شركة الكهرباء، فما هو حكم العمل في شركة الكهرباء؟ هذا السؤال الأول. والسؤال الثاني: ما هو حكم التعامل بالنسبة للأسهم وأرباحها؟ وجزاك الله خيرًا.
الشيخ:
أما العمل في شركة الكهرباء؛ فيعود إلى نوعية العمل؛ فإن كان نوعية العمل ليس فيه مخالفة للشرع فهو جائز؛ وإلا فهو غير جائز.
مثلاً: كان أحد إخواننا طلب أن يُوظَّف في هذه الشركة، وكما هي العادة المعاملة تطول وتطول وارجع اليوم وبكرة واليوم وبكرة، وصلت القضية للنهاية؛ قالوا: بس! هذا الثوب؛ هالدشداشة هذه لازم تقلعها، ولازم تتبنطل، تلبس البنطال؛ فصاحبنا أبى؛ وقال: هذا أولاً: من الناحية العملية ليس له علاقة بالعمل الذي بدي [أريد] أنا أن أعمل فيه، وثانيًا: لماذا تفرضون علينا شيئًا مخالفًا للشَّرع، وعندكم بنات ونساء متزوجات في أبهى زينة، هل هذا مما يتطلبه العمل؟! العمل يتطلب أنه أنا ألبس بنطال، وهذه النسوة المتبرجات عملهن يتطلب منهن هذا التبرج؟! فأعرض والله -عزَّ وجلَّ- أغناه بما هو خيرٌ من ذلك.
فهذا العمل -أيّ موظف كان رضي بأن يخالف الشرع، ولو بلبس البنطال الذي يُحجِّم العورة، فهذا لا يجوز!
فإذا خلا العمل في هذه الشركة من مخالفة شرعيَّة؛ جاز، وإلا فلا.
أما قضية الأسهم فهذه من جملة العمليَّات الربويَّة التي لا يمكن أن نجد لها حلاً إلا في أوَّلِ الأمر؛ حينما تجمع الأموال وتحول إلى -مثلاً- معمل إسمنت، حديد، ما شابه ذلك؛ ثمَّ تبدأ هذه الأسهم تُطرح وليس هناك إلا في الدفاتر وفي الأذهان؛ فتباع هذه الأشياء وتُشرى، وليس لها عين! ثمَّ هذه الأموال التي تُجمع توضع في البنوك وتعمل بها البنوك وتعطيهم ما يسمونه بالفائدة؛ هذه التسمية وحدها كافية لبيان المخالفة للشريعة؛ لأن تسمية الربا بفائدة: هذا تغيير لحكم الله -عزَّ وجلَّ-.
ولذلك فلا يجوز -أيضًا- التعامل مع الشركات في حدود هذه الأسهم؛ إلا إن وُجِدَ -وهذا ما لا أعلمه- شركة تحافظ على أموالها في صناديق خاصة، أو تُودِع أموالها في صناديق في بعض البنوك تُسمَّى بـ"صناديق الأمانات"؛ أي: توضع الأموال هناك، ولا تمتد إليها يد الرِّبا؛ بحيث أن هذا الصندوق له مفتاحين: مفتاح مع موظف البنك، ومفتاح مع موظف الشَّركة أمين الصندوق؛ فإذا أرادت الشركة مالاً جاءت، وجاء موظف البنك؛ فتح الصندوق وأخذ ما يشاء.
وهذا عمليًا عند التجار -خاصة أصحاب الشركات- ما بيمشي الحال؛ لأنها تقيد عملهم، والشرع بلا شك يقيد عمل الإنسان، بينما الذي لا دين له يفعل ما يشاء؛ كما قال تعالى في حق أهل الكتاب: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾[8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn8) إلى آخر الآية؛ فهؤلاء لا يُحرِّمون ولا يُحلِّلون؛ ولذلك جاؤوا بهذه البنوك؛ ثمَّ قلَّدهم المسلمون -جهلاً بدينهم- فتعاطوا نفس المعاملات التي يتعطاها الكفار الذين لا دين لهم، والله المستعان.
أحد الحاضرين:
بعد إذنك
الشيخ:
تفضل.


õõ õõ õõ


17- نرجو شرح حديث النزول -يعني نزول الرَّبِّ -سبحانه وتعالى- مع العلم أن ثلث الليل يتغير من منطقة إلى منطقة. (00:56:53).




السائل: شيخ! لو سمحت -يا شيخ!- حديث النزول مع الإشارة إلى أن الثلث الأخير من الليل يتغير من منطقة إلى منطقة.
الشيخ:
هذا سؤال -أخي!- قائمٌ على المادة، وما يُشكل على المادة، لا يُشكل على خالق المادة!
والآن هذا السؤال أنا أقول -دائمًا أبدًا-: هل يمكن لعالمٍ مهما أوتي علمًا وفطنةً، أنه يكون أربعة خمسة الآن بيتكلموا معي، أو مع ذاك العالم اللي أنا خيلتكم إيَّاه آنفًا، بيفهم من هون وبيفهم من هون [من هنا]، وبيعطي جواب لهذا وبيعطي جواب، ممكن هذا؟ سؤالك يشبه هذا!
لأنَّه سؤالك عن الخالق -خالق المادة- فلا يُقاس الخالق على المخلوق! ولا تجري على الخالق أحكام المخلوق؛ حتى أنت تقول: هذا إشكال! صحيح أنه ثلث الليل، كل لحظة في ثلث ليل، مو بس -يعني- أن نستطيع أن نقسم الكرة الأرضية أربع أقسام مثلاً.
مثل ما بيقولوا بالنسبة لطلوع الشمس وغروبها، كل لحظة فيه طلوع، كل لحظة فيه غروب. صح؟ طيب.
لكن علام الغيوب، الذي نظَّم هذا الكون، وأخبرنا بأنه ينزل في كل ليلة، هو بيعرف يدبر حاله يا جماعة! فليش آكلين هم أنتم؟ سبحان الله!
تفضل.


õõ õõ õõ


18- ما حكم الرُّقيَة بتلاوة آياتٍ مِن القرآن مكتوبة في ورقة ثمَّ تُحرَق؟ وهل تجوز الرُّقية بماء أو زيت يُقرأ فيه القرآن ثم يشربه المريض؟ (00:58:34).




سائل: .. أمور الأمور السحرية والصرع
الشيخ:
أمور ايش؟
السائل:
الأمور السحرية.
الشيخ:
سحرية.
السائل:
نعم، والصرع بالطريقة الشرعية التي وردت بالأحاديث؛ فبعض الجنِّ -يعني- يخرج من الإنس؛ ثم يعود مرة أخرى، فباستخدم معه أسلوب الشدة، وبأتي بشريطة بكتب عليها بعض الآيات من سورة البروج، والعشر الآيات الأوائل من الصافات، وآية الكرسي، وأحرق هذه الشريطة، وأنا أقرأ فيها الآيات؛ فعن تجارب لا يعود الشيطان إلى المريض بعد ذلك.
ومن نفس -برضه- الأسلوب، بجيب المياه -مثلاً- أو الزيت وأقرأ عليه، وأعطيه للمريض، وأسقيه بدون تسمية، يعني حتى لا يُسمِّي؛ ولكن أثناء حضور الشيطان أو الجني الذي لابس الشخص؛ يعني أثناء الشرب، وهو بيشرب بيكون الجن موجود؛ يعني مبيكونش الشخص نفسه هو اللي بيشرب، بيكون الجني موجود؛ فما الحكم في ذلك شيخ؟
أبو ليلى: إخوة الإيمان تتمة الكلام في الشريط التالي[9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn9)

الشيخ:
لا شك أنَّ الحكم في هذه الصورة التي وصفتها هو من الأمور التي تدخل في عموم قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: ((وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكَلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكَلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ)).

[1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref1) [الأعلى: 1].

[2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref2) [التوبة: 101].

[3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref3) [النمل: 14].

[4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref4) ﴿أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ﴾ [الحديد: 20].

[5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref5) [الأحزاب: 59].

[6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref6) [النور: 31].

[7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref7) [التوبة: 105].

[8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref8) [التوبة: 29].

[9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref9) تابع البقية في الشريط: 519.



للتحميل

http://www.alalbany.net/wp-content/images/fileicons/audio.png (http://www.alalbany.net/?wpfb_dl=640)

H0518 (http://www.alalbany.net/?wpfb_dl=640)

H0518.mp3