المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا فاكتفوا بما اكتفى به نبيكم -عَلَيِهِ الصّلاةُ والسّلام- والخلفاء الراشدين.



أم محمد محمود المصرية
05-Mar-2015, 06:41 PM
أمّا بعد عباد الله، اتَّقوا الله -عَزَّ وَجَلَّ- بلزوم طاعته وطاعة رسوله -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-، أيُّها المسلمون إنّ الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قد أكمل لنا الدّين، ورضي لنا الإسلام دينًا، حيث قال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)المائدة:3 ، أيُّها المسلمون، إنَّ شرعنا قد كَمُل بحمدالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا يحتاج إلى من يُكمّله، ولا يقبل الزيادة ولا النقصان، وما لحِق النّبي -صَلَّه الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- بالرفيق الأعلى بأبي هو وأمي ونفسي والنّاس أجمع إلَّا بعد أنْ بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأُمَّة، وكشف الله به الغُمَّة، وترك أُمَّتهُ على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلَّا هالك .

أَيُّها النّاس، إنَّ ديننا قد كَمُل ولا يقبل استحسانات المستحسنين التي ليس لها أصل في شرعنا، فإنّ النّبيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قد قال في الحديث المتفق عليه من حديث أمّ المؤمنين عائشة -رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا- قال -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- :« مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَد »،وفي رواية عند مسلم -رَحِمَهُ الله- :« مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَد »ألا فاكتفوا -عباد الله-، واتبعوا سُنّة محمد بن عبد الله، اكتفوا بما اكتفى بهِ نبيكم، وبما اكتفى به الخلفاء الراشدين المهديين، نعم -عباد الله-، واعلموا يا معشر المسلمين أنَّ الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قد أمرنا باتباع ما أنزل من عنده وما بلّغنا بهِ رسوله -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-، فقال جلَّ من قائل كريم :( اتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ(الأعراف:3 ، وقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- :(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )الأنعام:153 ، نعم عباد الله، وقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- :( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ( آل عمران:31-32)، نعم يا عباد الله ، وقال -سُبْحَانَهُ- :( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيرًا)النساء:115،ويقول المولَى -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- :( فَإِنْ ءَامَنُواْ بِمِثْلِ مَا ءَامَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (البقرة:137-139)،إلى غير ذلكم من الآيات التي تأمر باتبّاع النبي -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-، وتحذّر عن البدع والمحدثات، فإنَّ الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يقول : (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُو الْأَلْبَابِ ) آل عمران:7قد (9:27) النّبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- تلكم الآيات كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة -رَضِيَ الله عَنْهَا- قالت: تَلا رَسُولُ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :( فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ)آل عمران:7الآية، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ ».
من شريط / خطبة" تَحْقِيقُ الْعِبَادَةِ لله
محمد بن صالح الصوملي (http://olamayemen.com/16/64/295)