المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السُّنَّةَ فِي هيئة خُرُوجِ النِّسَاء إنْ اضْطَرَّتْ إِلَى الْخُرُوج



محبة السلف أم البنين
13-Mar-2015, 12:39 AM
[فَصْلٌ السُّنَّةَ فِي هيئة خُرُوجِ النِّسَاء إنْ اضْطَرَّتْ إِلَى الْخُرُوج]:
فَصْلٌ وَيَنْبَغِي لَهُ (1)أَنْ يُعَلِّمَهُنَّ (2)السُّنَّةَ فِي الْخُرُوجِ إنْ اضْطَرَّتْ إلَيْهِ؛ لِأَنَّ السُّنَّةَ قَدْ وَرَدَتْ أَنَّ الْمَرْأَةَ تَخْرُجُ فِي حَفْشِ ثِيَابِهَا وَهُوَ أَدْنَاهُ وَأَغْلَظُهُ، وَتَجُرُّ مِرْطَهَا خَلْفَهَا شِبْرًا أَوْ ذِرَاعًا وَيُعَلِّمُهُنَّ السُّنَّةَ فِي مَشْيِهِنَّ فِي الطَّرِيقِ، وَذَلِكَ أَنَّ السُّنَّةَ قَدْ حَكَمَتْ أَنْ يَكُونَ مَشْيُهُنَّ مَعَ الْجُدَرَانِ لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «ضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ الطَّرِيقَ» وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ «رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ وَقَدْ اخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ: اسْتَأْخِرْنَ فَلَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تُضَيِّقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْصَقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى أَنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا انْتَهَى.
وَقَدْ رَوَى الْإِمَامُ رَزِينٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْشِي فِي طَرِيقٍ وَأَمَامَهُ امْرَأَةٌ فَقَالَ لَهَا: تَنَحِّي عَنْ الطَّرِيقِ فَقَالَتْ: الطَّرِيقُ وَاسِعٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دَعُوهَا فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ» انْتَهَى.
وَلَمَّا كَانَ مَشْيُهُنَّ مَعَ الْجُدْرَانِ نَهَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَنْ الْبَوْلِ هُنَاكَ لِئَلَّا يَنْجَسَ مِرْطُ مَنْ مَرَّتْ عَلَيْهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْحِكَمِ الشَّرْعِيَّةِ، وَفَوَائِدُهَا مُتَعَدِّدَةٌ، وَانْظُرْ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ إلَى هَذِهِ السُّنَنِ كَيْفَ انْدَرَسَتْ فِي زَمَانِنَا هَذَا حَتَّى بَقِيَتْ كَأَنَّهَا لَمْ تُعْرَفْ لِمَا ارْتَكَبْنَ مِنْ ضِدِّ هَذِهِ الْأَحْوَالِ الشَّرْعِيَّةِ، فَتَقْعُدُ الْمَرْأَةُ فِي بَيْتِهَا عَلَى مَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنْ عَادَتِهِنَّ بِحَفْشِ ثِيَابِهَا وَتَرْكِ زِينَتِهَا وَبِحَمْلِهَا، وَبَعْضُ شَعْرِهَا نَازِلٌ عَلَى جَبْهَتِهَا إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْسَاخِهَا وَعَرَقِهَا حَتَّى لَوْ رَآهَا رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَنَفَرَبِطَبْعِهِ مِنْهَا غَالِبًا فَكَيْفَ بِالزَّوْجِ الْمُلَاصِقِ لَهَا، فَإِذَا أَرَادَتْ إحْدَاهُنَّ الْخُرُوجَ تَنَظَّفَتْ وَتَزَيَّنَتْ وَنَظَرَتْ إلَى أَحْسَنِ مَا عِنْدَهَا مِنْ الثِّيَابِ وَالْحُلِيِّ فَلَبِسَتْهُ، وَتَخْرُجُ إلَى الطَّرِيقِ كَأَنَّهَا عَرُوسٌ تُجَلِّي، وَتَمْشِي فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ وَتُزَاحِمُ الرِّجَالَ وَلَهُنَّ صَنْعَةٌ فِي مَشْيِهِنَّ حَتَّى أَنَّ الرِّجَالَ لَيَرْجِعُونَ مَعَ الْحِيطَانِ حَتَّى يُوَسِّعُوا لَهُنَّ فِي الطَّرِيقِ أَعْنِي الْمُتَّقِينَ مِنْهُمْ، وَغَيْرُهُمْ يُخَالِطُوهُنَّ وَيُزَاحِمُوهُنَّ وَيُمَازِحُوهُنَّ قَصْدًا، كُلُّ هَذَا سَبَبُهُ عَدَمُ النَّظَرِ إلَى السُّنَّةِ وَقَوَاعِدِهَا وَمَا مَضَى عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -، فَإِذَا نَبَّهَ الْعَالِمُ عَلَى هَذَا وَأَمْثَالِهِ انْسَدَّتْ هَذِهِ الْمَثَالِمُ وَرُجِيَ لِلْجَمِيعِ بَرَكَةُ ذَلِكَ فَمَنْ رَجَعَ عَمَّا لَا يَنْبَغِي فَهُوَ الْقَصْدُ الْحَسَنُ وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ عُلِمَ أَنَّهُ مُكْتَسِبٌ لِلذُّنُوبِ فَيَبْقَى مُنْكَسِرَ الْقَلْبِ لِأَجْلِ ذَلِكَ، وَفِي الْكَسْرِ مِنْ الْخَيْرِ مَا قَدْ عُلِمَ، وَمَنْ انْكَسَرَ رُجِيَ لَهُ التَّوْبَةُ وَالرُّجُوعُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) أي للعالم
2) أي نساءه
المصدر: كتاب المدخل لابن حاج المكتبة الشاملة.

أم محمد محمود المصرية
13-Mar-2015, 02:20 PM
جزاك الله خيرا

لا حرج على المرأة في الخروج لحوائجها وحدها إن أمنت الطريق
الأصل قرار المرأة في بيتها لقول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، ويجوز خروجها للحاجة

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى


كم نأسف على الحال الآن إلا من رحم ربى

محبة السلف أم البنين
13-Mar-2015, 04:01 PM
وجزاك خيرا أخية.

أبو بكر يوسف لعويسي
14-Mar-2015, 01:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : جزاكم الله خيرا جميعا .
ثانيا : خروج المرأة من البيت لغير حاجة ، وإنما للتبرج والسفور ، والتسكع في الشوارع والأسواق من حياء ولا حشمة ، يعتبر خلاف ما أمر الله به ، وهو قوله :{ وقرن في بيتكن ولا تبرجت تبرج الجاهلية } ..فالمتأمل في الآية يرى أنها تنص على منع الخروج إذا كان فيه تبرج وسفور مثل تبرج الجاهلية الأولى ، أما إذا لم يكن كذلك وخرجت محتشمة ساترة عليها جلبابها فلا حرج عليها حينئذ لحاجتها فخروجها لا يمنع لذاته وإنما لما يترتب عليه من التبرج والسفور مما يسبب الفتنة بها والفتنة والضرر عليها ، فإذا أمنت الفتنة عليها والضرر وكانت متجلببة محتشمة فلا حرج عليها لخروجها لقضاء حاجتها هذا لوحدها ..
ثالثا - كتاب المدخل لابن الحاج لا يعتمد عليه إلا لطالب علم مجد متمكن يبين ما فيه من طوام فقد حشاه بالأحاديث الموضوعة والضعيفة ، ناهيك عما فيه من عقارب وحيات لذلك أخشى أن تلدغك إحداهن أو يحق فيك قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : من حدث بحديث يَرَى ( أو يُرى ) أنه كذب فهو أحد الكاذبين ، أو الكاَذِبينِ بالجمع والتثنية لذلك ننصح لك بالرجوع للعلماء السلفيين وكتبهم فيها غنية عما عند هؤلاء أهل التصوف والأشعرية وأهل البدع .
رابعا : قوله :لِأَنَّ السُّنَّةَ قَدْ وَرَدَتْ أَنَّ الْمَرْأَةَ تَخْرُجُ فِي حَفْشِ ثِيَابِهَا وَهُوَ أَدْنَاهُ وَأَغْلَظُهُ،أقول لا يعرف في السنة أن للمرأة ثياب تمسى الحفش ، فالحَفش بفتح الحاء المهملة هو أي طَرَدَ فأسرَعَ، يصف الفَرَس. والحِفْشُ: البيتُ الصَغير أيضاً. والحَفْش: الجَريُ. وهُم يحفِشُون عليك ويجلُبون: أي يجتمعُون. والفَرَسُ يحفِشُ الجَرْيَ: أي يُعقِبُ جَرْياً بعدَ جَرْي فلا يزدادُ إلا جَودة.وقيل هو إناء الصغير ، قيل وعاء تضع المرأة فيه مشطها وطيبها وليس في غلة العرب ما يعرف هذا ولا في حديث رسول الله .
خامسا: مع قوله :لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «ضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ الطَّرِيقَ» لم يعزو الحديث لأحد وقد بحثت عنه في حدود علمي وما عندي من كتب الحديث فلم أجده .
سادسا : كذلك الحديث الذي عزاه لأبي داود فقد غير لفظه ولفظه كما ورد فيه :اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فاستبدل لفظ تحققن ومعناه (أن تَحقُقْنَ الطريق (أي: تسرن وسطها)بلفظ تضيقن وفق بين العبارتين .
سابعا : حديث :دَعُوهَا فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ >> عزاه لرزين ، وقد أخرجه الطبراني في الأوسط وهو ضعيف . وعلته يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ .
ثامنا: مع قوله :نَهَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَنْ الْبَوْلِ هُنَاكَ لِئَلَّا يَنْجَسَ مِرْطُ مَنْ مَرَّتْ عَلَيْهِ . هذا كذب محض على رسول الله .
فانظري هذه المخالفات من مقطع صغير كهذا فبالك بالكتاب كله؟

محبة السلف أم البنين
23-Mar-2015, 01:53 AM
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على النصح القيم،وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.