المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن بعض الناس يقول إن واقع الأمة الإسلامية اليوم في ردة - حسب قوله - ولا أبا بكر لها ،ما توجيهكم ؟



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
27-May-2010, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



السؤال :
أحسن الله إليكم : سائل كريم يقول إن بعض الناس يقول إن واقع الأمة الإسلامية اليوم في ردة - حسب قوله - ولا أبا بكر لها ،ما توجيهكم ؟



الجواب :

لا شك أن واقع المسلمين واقع مرير ومؤلم وأن الأمر قد وصل إلى أمر لا يطاق ، وأن الكفار قد خلّفوا أموراً كثيرة أثروا بها على المسلمين وخططوا لإفساد كثير من المسلمين ومن شباب المسلمين بما يبثونه من شر وما يبثونه من غثاء يتمثل هذا في كثير من المظاهر ، مظاهر الفسق والمعاصي بل ومظاهر الكفر أحياناً عند الملحدين الذين تنكّروا للدين مثل دعاة الإختلاط والمبيحين لبعض ما حرّم الله جل وعلا، ولا شك أن هذا أمر مؤلم ومحزن بل إن الإستعمار ما خرج من بلاد المسلمين حتى خلّف أذناباً في البلاد التي استعمرت يطبقون غير أحكام الله والأمر خطير جداً تجب معالجته من قِبل المسلمين ويجب التعاون على معالجته والقضاء على هذه المخلّفات.


غير أن إطلاق مثل هذه الأشياء وأن المسلمين قد ارتدوا وأن هذه ردة ولا أبو بكر لها ونحو ذلك مما يردده البعض ، وأن الناس يعيشون عصر الجاهلية كما يقول صاحب طب جاهلية القرن العشرين ونحو ذلك وتعميم ذلك على المسلمين بدون تحفظ ، الحقيقة هذا أمر في غاية الخطورة وهذا تزخر به بعض الكتب الفكرية مثل كتاب ( الضِلال) وكتاب ( معالم في الطريق) وكتاب ( العدالة الإجتماعية ) وغيرها من الكتب الفكرية التي ملئت بتكفير المسلمين والحكم عليهم بالردة ونحو ذلك وهذه كتب تَحرم قراءتها ويحرم تداولها ويحرم النظر فيها إلا لمتخصص قد تَمكّن من العقيدة ويريد الوقوف على ما في هذه الكتب من مخالفات .


فهذا لا يجوز البتة وتعميم الأحكام على المسلمين بالتكفير هو الذي جرّأ بعض الشباب على أن ينظموا إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة الفاسد الذي هو أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى وخطورته من جهة ماذا ؟


من جهة أنهم من بني جلدتنا وأنهم مسلمون وأنهم يتكلمون بالإسلام - على خلاف هل الخوارج مسلمون أم لا ؟ أنا ممن يتوقف في ذلك - وأضلّ كثيراً من شباب المسلمين وراء هذا السراب حيث أعطاهم زعماء تلك القاعدة من الجهلة والسفهاء أعطوهم مفاتيح الجنة كما أعطى زعماء الرافضة وقساوسة النصارى أتباعهم مفاتيح الجنة مقابل أن يكفّروا المسلمين وأن يستحلوا دماءهم وأموالهم .


فوصْف المجتمع الإسلامي بأنه مجتمع ردة وأنه قد ارتد بهذا التعميم هذا لا يجوز بحال من الأحوال وعلى المسلم أن يتورع ، "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" فالوصف بالردة أمرعظيم ليس أمراً سهلاً ، معنى ذلك أنك تحكم على أخيك بالكفر والتعميم بدون استثناء، نعم أنا كما قلت لكم أن الإستعمار خلّف بلاء على المسلمين خطيراً بل توجد ردة عندالبعض ، فالذي يدعو إلى وحدة الأديان هذا مرتد أليس كذلك ؟ والذي يقول إنه لا فرق بين دين ودين هذا مرتد ، والذي يستحل المحرمات بعد إقامة الحجة عليه وإزالة الشبهة عنه يكون مرتداً ، من قال باستحلال أمر مجمع عليه من الدين بالضرورة لا شك أنه مرتد وإن انتسب إلى الإسلام ، لكن هنا مشكلة وهي تعميم ذلك وأن المسلمين في ردة مما يُشعر المسلمين باليأس نحن نقول الإسلام بخير على الرغم من وجود هذه التيارات الجارفة ولو أن تلك التيارات مسلطة على غير الإسلام لما بقيت له باقية ولكن الإسلام يعلو ولا يُعلى كما أخبر الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - ويقول - عليه الصلاة والسلام - " ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة منصورة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ".


فإطلاق هذه الكلمات لا شك في خطورته على المسلمين وينبغي للمسلمين أن يرجعوا إلى العلماء وإلى كبار العلماء في مثل هذه المسائل أما الحكم بالردة على المسلمين أو على من تعامل مع الكفار مطلقاً أو نحو ذلك أو الحكم بأن ذلك من الموالاة لا شكأن هذه مسائل يجب أن نَحذر منها وأن نَحذر ممن يفتي بها.



للإستماع للفتوى


http://www.alsoheemy.net/play.php?catsmktba=2632 (http://www.alsoheemy.net/play.php?catsmktba=2632)