المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشارة لأهل الحق . من رسائل الشيخ أبي المنذر السعدي. حفظه الله تعالى



أبوبكر بن يوسف الشريف
02-Jun-2015, 01:15 PM
بشارة لأهل الحق

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد

من صفات أهل الحق

أنهم ينتقدون الخطأ و يبينون الباطل و يحذرون منه
و ينصحون للمخالف إن كان من أهل السنة و يطالبونه بالتوبة من باطله و تصحيح خطأه،
فإن رجع و إلا حكموا عليه بما تقتضيه مخالفته فقد يخرجونه من دائرة أهل السنة وقد يحذرون منه دون إخراج له من دائرة أهل السنة ، وإن كان من أهل البدع فمع بيان باطله يشنعون عليه ولا كرامة.

أما أهل الباطل فتجد من صفاتهم التنقص لأهل الحق والسخرية بهم والتقليل من شأنهم.
وبرهان ذلك ما حصل للرسل مع أقوامهم فقد بين الرسل الباطل الذي كان عليه أقوامهم والتحذير والبراءة منه ومنهم ، وكان أقوامهم يسخرون و يستهزئون بهم و يتنقصونهم والآيات في هذا أكثر من أن تحصى .
و ما حصل للرسل حصل لأتباعهم من العلماء وأتباعهم .

ومن أوضح ما يذكر هنا ما وصف أهل الباطل به أهل السنة قديما وحديثا عندما أظهروا عوارهم وباطلهم بأنهم علماء حيض ونفاس .
وهكذا وصفهم بأنهم مباحث و مخابرات و جواسيس .

إذا تقرر هذا فانظر في الفتن التي مرت بها الدعوة في اليمن

1 بدأ بفتنة الأحزاب و الجمعيات و أبي الحسن
2 ثم فتنة البكري
3 ثم فتنة الحجوري
4 وأخيرا فتنة الإمام وابن مرعي

تجد هذه الصفة جلية واضحة فالعلماء وطلاب العلم ينتقدون أخطاء الجمعيات وأبي الحسن والحجوري والبكري والإمام وابن مرعي وهم يردون هذا الانتقاد بالتنقص .

فأبو الحسن كان يرمي الشيخ ربيع بأنه كبر سنه ويصف الأخوة المشايخ الفضلاء من عدن بأنهم حسدة أقزام إلخ

والبكري معروف احتقاره لمشايخ عدن وأنهم لا شيء في نظره .

و الحجوري يصف الشيخ عبيد بأنه أعمى البصر والبصيرة و بأنه لا طلاب عنده وأنه يدرس كتبا يستطيع تدريسها صغار الطلاب عنده، ويصف الآخرين إما باللصوص أو بالحيوانات إلخ

وهكذا في هذه الفتنة الأخيرة يوصف الشيخ ربيع والشيخ عبيد بأنهم جواسيس وأنهم كذبة وأنهم يفتون لدولهم وأنهم مغتاضون إلخ ويصفون مشايخ عدن الفضلاء بقلة الأدب والتطاول و تتبع العورات و التقليل من جهودهم بل ونفي أي تأثير لهم في الدعوة وأنهم صغار مع أن أعمارهم متقاربة مع أعمار الإمام وابن مرعي والبرعي من حيث السن وأما من حيث العلم والطلب والتلقي عن الأشياخ وهكذا من حيث التأصيل العلمي وهكذا من حيث الثبات في الفتن فمشايخ عدن هم الأقوى والواقع شاهد على ذلك وهكذا كبار العلماء يشهدون بذلك.

فالثبات الثبات يأهل الحق إذا رأيتم من يتنقصكم و يسخر منكم ويستهزئ بكم فهي بشرى بأنكم على الحق وهم على الباطل وهذه سنة الله في خلقه كما قال سبحانه (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا )

من رسائل الشيخ أبي المنذر السعدي _حفظه الله تعالى_

يوم الاثنين الرابع عشر من شهر شعبان عام 1436هـ
(( منقول ))