المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه سر الجنة



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
09-Jun-2015, 01:19 PM
2145 - " إذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه سر الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 178 :
أخرجه الفسوي في " التاريخ " ( 2 / 254 - 255 ) و كذا البخاري في ترجمة سويد (
2 / 2 / 146 ) و البزار في " مسنده " ( 4 / 191 / 3512 ) و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( 18 / 254 / 635 ) و " مسند الشاميين " ( ص 367 ) كلهم عن
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق قال : حدثني عمرو بن الحارث بن الضحاك قال
: حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف أن
سويد بن جبلة حدثهم : أن عرباض بن سارية حدثهم يرده إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال : فذكره ، و زادوا إلا البزار : " يقول الرجل منكم لراعيه :
عليك بسر الوادي ، فإنه أمرعه و أعشبه " . و قال البزار : " لا نعلمه عن
العرباض إلا هذا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف لما يأتي . و قال الهيثمي (
10 / 171 ) : " رواه الطبراني ، و رجاله وثقوا " . و قال في موضع آخر ( 10 /
398 ) : " رواه البزار ، و رجاله ثقات " ! كذا قال ، و قلده الأعظمي - كعادته -
، و أعجب منه ما فعله المناوي ، فإنه نقل قول الهيثمي الأول ، ثم قال عقبه : "
و به يعلم أن رمز المؤلف لحسنه تقصير ، و حقه الرمز لصحته " ! و قلده القائمون
على طبع " الجامع الكبير " ( 1 / 5 / 588 / 1939 ) كعادتهم أيضا ! و وجه الخطأ
من ناحيتين : الأولى : أن قوله : " رجاله ثقات " لا يعني أن الإسناد صحيح ، لما
تقدم بيانه أكثر من مرة ، فكيف و هو تعقبه في قوله الأول : " رجاله وثقوا " ،
فإن هذا فيه إشارة إلى أن بعض رجاله وثقوا توثيقا مريضا . و يكثر من هذا
التعبير الحافظ الذهبي في كتابه " الكاشف " ، و قد تتبعت قوله هذا في عشرات
التراجم ، فوجدتها كلها أو جلها ممن تفرد ابن حبان بتوثيقه ، و يقول فيهم و في
أمثالهم في " الميزان " : " مجهول " ، و يقول الحافظ : " مقبول " . و في إسناد
هذا الحديث - كما ترى - سويد بن جبلة ، و قد وثقه ابن حبان ، لكن قد ذكر
البخاري أنه روى عنه أربعة من الثقات ، أحدهم : حريز بن عثمان ، و قد قال أبو
داود : " شيوخ حريز ثقات " ، و لذلك ملت في " تيسير الانتفاع " إلى أنه صدوق ،
فليس هو علة هذا الحديث ، و إنما هي التالية على التأكيد .
و الأخرى : إسحاق بن زبريق هذا ، فإنه مختلف فيه و أورده ابن حبان في " الثقات
" ( 8 / 113 ) تبعا لقول ابن معين فيه : " لا بأس به " . لكن كذبه محمد بن عوف
الطائي الحمصي ، و هو به أعرف من غيره لأنه من بلده ، و لذلك قال الحافظ فيه :
" صدوق يهم كثيرا ، و أطلق محمد بن عوف أنه يكذب " . و لهذا ، فالنفس لا تطمئن
للاحتجاج بحديثه ، و إنما للاستشهاد به ، و لذلك خرجته هنا ، فإن له شاهد عند
البخاري و غيره ، تقدم تخريجه برقم ( 921 و 922 ) بخلاف حديث آخر له ، كنت
خرجته بهذا الرقم ، لكون الهيثمي ذكر أن له إسنادين أحدهما حسن ! فاتبعته على
ذلك لأن المصدر الذي عزاه إليه ، و هو " الطبراني الكبير " لم يكن مطبوعا ،
فلما طبع و الحمد لله تبين أن مدار الإسنادين على ابن زبريق هذا ، فنقلته إلى
" الضعيفة " لخلوه - فيما علمت - من شاهد ، و هو برقم ( 5725 ) .