المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذب عن السلفيين شرع رب العالمين وسنة النبي الأمين



عزالدين بن سالم أبوزخار
04-Aug-2015, 07:40 AM
الحمد لله القائل: }والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم{، والصلاة والسلام على نبينا الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فالذب عن السلفيين حث عليه رب العالمين، والرد على عرض المسلم سنة نبينا الأمين، فلا يعاب علينا إذا قلنا بما نعلم ودافعنا عن أخوننا، ويتأكد هذا الأمر إذا كان الأخ طلاب العلم.
فقد أخرج الإمام أحمد رحمه الله في ((المسند)) عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)).
أخرجه الترمذى في ((الجامع)) والإشبلي في ((الأحكام الشرعية الكبرى)).
قال الترمذى: هذا حديث حسن.
وفي رواية عند أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله عز وجل أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة)).
وفي رواية عند البيهقي في ((السنن الكبرى)) وفي ((شعب الإيمان)) وعبد بن حميد في ((المسند)) والحارث في ((المسند)) وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) وأبو نعيم الأصبهاني في ((معرفة الصحابة)) وابن شاهين مرسلًا في ((الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك)) عَنِ ابْنِ أَبِى الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَالَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فَرَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ))مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ)).
وفي لفظ عند البيهقي في ((الشعب)) عن أبي الدرداء رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)).
وفي رواية عند ابن أبي شيبة في ((المصنف)) عَنِ ابْنٍ لأَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَجُلاً وَقَعَ فِي رَجُلٍ فَرَدَّ عَنْهُ آخَرُ فَقَالَ أَبُو الدرداء رضي الله عنه : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ : ((مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ)).
وفي لفظ عند ابن الفاخر في ((موجبات الجنة)) أن أم الدرداء رضي الله عنها، قالت: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من ذب عن عرض أخيه بالغيب، وجبت له الجنة)).
وفي لفظ عند أبي نعيم في ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) عن أبي الدرداء رضي الله عنه: عن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ: ((مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَقَى اللهُ وَجْهَهَ لَفْحَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
قال أبو نعيم: غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِرَفْعِهِ عَنْ مِسْعَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمٍ أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ , وَرَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ , عَنْ مِسْعَرٍ , مَوْقُوفًا.
قلت: حديث أبي الدرداء رضي الله عنه حَكَمَ عليه الألباني بمجموع طريقة بالصحة كما في ((صحيح سنن الترمذي)) وفي ((صحيح الترغيب والترهيب )) وفي ((صحيح الجامع)).
وجاء في ((الكنى والأسماء)) للدولابي عن أم الدرداء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)).
قلت: وحديث أبي الدرداء رضي الله عنه رواه عنه غير واحد منهم أم الدرداء رضي الله عنها.
أما ما أخرجه الطبراني في ((مكارم الأخلاق)) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَرُدُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) نزلت هذه الآية في هذا المعنى }وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ{.
وفي رواية عند البغوي في ((شرح السنة)) ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ.
وقال المنذري رحمه الله بعدما ذكر حديث أبي الدرداء رضي الله عنه الذي رواه الترمذي في ((الترغيب والترهيب)) قال: وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ ولفظه قال: ((من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة)) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم }وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ{.
قلت: هذه الرواية حَكَمَ عليها الإمام الألباني رحمه الله بالضعف كما في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة)).
وقال رحمه الله: ((أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء رضي الله عنها عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا . ورواه أبو الشيخ في ((كتاب الثواب)) كما في ((الترغيب)) (3/302)، وذكره ابن كثير في ((تفسيره)) (3/436) وسكت عليه، وذلك لظهور ضعفه، فإن شهر بن حوشب ضعيف، وكذا الراوي عنه ليث وهو ابن أبي سليم، وقد خولف في إسناده ومتنه فرواه عبيد الله بن أبي زياد عن شهر عن أسماء بنت يزيد مرفوعا نحوه مختصرا دون قوله : ((ثم تلا ... )). أخرجه أحمد (6/461) وأبو الشيخ في ((الفوائد)) (80/2).
وعبد الله بن أبي زياد فيه ضعف أيضا، قال الحافظ في ((التقريب)) : ((ليس بالقوي)).
ومما ذكرنا تعلم أن قول المنذري : ((رواه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا والطبراني)) غير حسن. لكن الحديث له طريق أخرى عن أم الدرداء رضي الله عنها مختصرا بلفظ : ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)). أخرجه الترمذي (3/124) وأحمد (6/450) من طريق أبي بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكر التيمي عن أم الدرداء رضي الله عنها عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا به. وقال الترمذي : ((هذا حديث حسن)). قلت: لعله حسنه بالذي قبله، وإلا فمرزوق هذا مجهول. قال الذهبي: ((ما روى عنه سوى أبي بكر النهشلي)). وأبو بكر النهشلي قال الحافظ: صدوق، والله أعلم)) اهـ.
قال الترمذى رحمه الله: ((وفي الباب عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها)).
أخرج الإمام أحمد رحمه الله في ((المسند)) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من ذب عن لحم أخيه في الغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار)).
أخرجه أبو داود الطيالسي في ((المسند)) كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) وكذلك مسدد في ((المسند)) كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)).
وفي رواية عند إسحاق بن راهويه في ((المسند)) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (( من ذب عن عرض أخيه بظهر الغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار )).
وفي لفظ عند الطبراني في ((المعجم الكبير)) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من ذب عن عرض أخيه بالمغيب كان حقا على الله عز و جل أن يعتقه من النار)).
وفي لفظ عند أبي نعيم في ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزيد رضي الله عنها , قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلم: ((مَنْ ذَبَّ عَنْ عَرَضِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقِيَهُ مِنَ النَّارِ)).
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في ((المسند)) كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) بلفظ عن أسماء ابنة يزيد رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من ذب عن عرض أخيه في الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار)).
وأخرجه البغوي في ((شرح السنة)) بلفظ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلم: ((مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْمَعِيبَةِ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ)).
قلت: حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أيضًا حكم عليه الألباني بمجموع طريقة بالصحة كما في ((صحيح الترغيب والترهيب )) وفي ((صحيح الجامع)).
هذا والله أعلم، وأسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغالق للشر، وأن يفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن يردنا للحق ردًا جميلًا، ويجنبنا وجميع المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار، وأن يدفع عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين كل سوء ومكروه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الآربعاء 26 المحرم سنة 1436 هـ
الموافق لـ: 19 نوفمبر سنة 2014 م