المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السؤال المرفوع إلى صاحب معبر المصروع . . .



أبو هنيدة ياسين الطارفي
14-Aug-2015, 01:45 PM
السؤال المرفوع إلى صاحب معبر المصروع . . .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ، وعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً كثيراً .


[
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ](1) ، [
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبًا ](2) ، [
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ](3) ، أما بعد :


فإنَّ أصدقَ الكلام كتابُ الله ، وخيرَ الهديِ هديُ محمد r ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، وكلَّ محدثة بدعةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النار .


وإنني إذ أكتب هذه الأسطر باديَ الأمر ؛ لأذكر نفسي أولاً ؛ ثمَّ من قرأها ؛ ومن رفعت إليه ؛ بقول الله تبارك وتعالى : [ مَا عِندَكُمۡ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٖۗ وَلَنَجۡزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوٓاْ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٩٦ مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ](4) ، ففي هاتين الآيتين يبين سبحانه وتعالى أنَّ الصبرَ والعملَ الصالحَ حالَ الإيمانِ ؛ يعقبان العبدَ والأمةَ الحياةَ الطيبةَ التي لا كدر فيها وضيق . وإلَّا فالابتلاء حاصل ولابُدَّ مِن أن يكون في هذه الحياة الدنيا . وكذلك يعقبان الجزاء عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة بأحسن مما عملوا من الطاعات في الدنيا .


فيالها من مكرمة من الله تبارك وتعالى تفضل بها على عباده الصابرين عن معصيته ، الصابرين على طاعته تبارك وتعالى ، الصابرين على أقداره المؤلمة والمحزنة . فقد أعقبهم صبرهم هذا ما بينه الله في هاتين الآيتين ، الحياة الطيبة والثواب المضاعف منه تبارك وتعالى فضلاً منه وكرماً .


ويا للأسف ؛ عندما ترى أقواماً يشارُ إليهم بالبنان في العلم ، وبين طلابه وعلماءه ، زلوا وضلوا عن الجادة التي وصفها النبي r بالبيضاء التي ليلها كنهارها ، والتي لا يزيغ عنها إلَّا هالكٌ عياذاً بالله ، فاللهم سَلِّمْ سَلِّمْ .


ويا ليتهم فتنوا في دينهم فتنة من يعذره الله تبارك وتعالى إن خاف على دينه فيُوَرِّي أو يتأول ؛ أو كمن أكره على الكفر وقلبه مطمئنٌ بالإيمان . ولكنه يخشى عليهم أن يكونوا ممن قال الله تبارك وتعالى فيهم : [ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ ](5) .


وإنَّه لا يخفى على أحدٍ الآن من السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها ما وصل إليه حال محمد الريمي الملقب بـ ( الإمام ) ، وما كان من أمره مع أهل السنة في اليمن وجميع بلاد المسلمين .


وهنا سؤالٌ يطرح نفسه ؛ قد يُظْهِرُ جوابُه كثيراً من الأمور التي رُبَّمَا أنَّها قد تخفى على كثير من طلبة العلم ، ويضع الريميُّ بجوابه النقاط على الحروف ، ويقطع كثيراً من الجدال الدائر بين طلبة العلم .


بغض النظر الآن عن كلام الريمي وموقفه من الحوثيين والرافضة عموماً . هذا السؤال هو : ما الذي بين محمد الريمي وبين الحوثيين ؟! ، ما الذي يربطه بالحوثيين الرافضة ؟! ، حتى يستميت في دفاعه عنهم .


حبذا لو خرج علينا محمد الريمي ببيان يجيب فيه عن هذه الإشكالات ، حتى يقطع الخلاف بين طلاب العلم ، [ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ](6) .


فإن كان محمدٌ الريمي بينه وبين الحوثيين قرابة فليُبَيِّن لنا . أو إذا كان محمدٌ الريمي يدين دينهم - وأعيذه بالله من ذلك ، ومن الحور بعد الكور - فليُبَيِّن لنا . أو كان محمدٌ الريمي مغلوباً على أمره ؛ مكممَ الفم ؛ يهاب أن يصدعَ بالحق الذي أمر بالصدع به نبينا محمدٌ r ، أفلا يسعه بيته ؟! فيلزمه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فيصمت عن النطق بالشرِّ وتأييد الباطل وأهله وهذا من الإيمان بالله واليوم الآخر .


فإنَّ جوابه عن كلِّ هذه الأسئلة والإشكالات يقطع الجدل والخلاف بين طلبة العلم إن شاء الله تعالى .


وإنَّ ممَّا يثير تعجبي ودهشتي أكثر ؛ هو إصرار طلبة محمد الريمي على موافقتهم له على ما هو عليه ، ولم أسمع إلى الآن أحداً من طلبته أنه خرج علينا ببيان يبرأُ فيه إلى الله تبارك وتعالى مما أتى به محمد الريمي من مظاهرته بالخطب والمحاضرات والدروس للرافضة عموماً والحوثيين خصوصاً . لا سِيَّمَا وقد أقر الريمي على نفسه أنَّه غيرُ مكرهٍ .


ومثل هذه المواقف المخزية ؛ لا أدري كيف يلقى اللهَ تبارك وتعالى طالبُ العلم الذي يرى نفسه سلفياً ؟! . بل كيف يقرُّ شيخه على الباطل الذي ردَّه أهل العلم قاطبة من أهل السنة والجماعة ؟! ، أم أنَّهم كلهم على باطل وخطأ وشيخه وحده الذي أصاب الحق في هذا الخلاف ؟! . فإنْ رأى خطأ كلِّ من ردُّوا على شيخه ؛ لزمَ منه إقراره على موقفه المخزي من الرافضة عامة في إقرارهم على الإسلام ؛ والحوثيين خاصة .


ولزم منه أيضاً تخطئة كل من تقدم من علماء أمة محمد r الذين بينوا القول الحق في دين الرافضة الإمامية الإثنا عشرية .


وإنَّ محمداً الريمي بنهجه لهذا المنهج الموالي صراحة للحوثيين الرافضة ؛ قد سار القهقرى ، ونقض سيرته الأولى ، أَعَنُوقٌ يا ريميُّ بعد النُّوقِ ؟! ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .


والحق أنَّ من قال بأنَّ منهج محمد الريمي مع الحوثيين بات واضحاً جلياً للعيان ؛ فلا يشك أحدٌ في صحة قوله ، خاصة إذا استعرض أقوال محمد الريمي وانتقدها نقداً علمياً مبنيّاً على الأدلة من كتاب الله وسنة نبيه r .


هذا ؛ واللهَ أسأل أن يهدينا للحق ويثبتنا عليه حتى نلقاه تعالى ، ولَّا يضلنا أو يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا للحق ، وألَّا يجعلنا سببا في ضلال الخلق فنحمل أوزارهم مع أوزارنا يوم القيامة . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .



كتبه / أبو حمود هادي محجب