تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القول المعقول في كيفية الرد على السلام المنقول:



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
31-May-2010, 06:18 PM
القول المعقول في كيفية الرد على السلام المنقول:
أورد الإمام أحمد في مسنده هذا الحديث:
24857 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ "، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا نَرَى يَا رَسُولَ اللهِ (1).
قال الإمام منصور بن يونس بن إدريس البهوتي رحمه الله في كتابه شرح منتهى الإرادات:(ذكره تحت فصل زيارة قبر المسلم).

وَمَنْ بُعِثَ مَعَهُ السَّلَامُ بَلَّغَهُ وُجُوبًا إنْ تَحَمَّلَهُ ، وَيَجِبُ الرَّدُّ عِنْدَ الْبَلَاغِ .
وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى الرَّسُولِ فَيَقُولَ : عَلَيْك وَعَلَيْهِ السَّلَامُ
وقال أيضا في كشاف القناع عن متن الإقناع ما نصه:
أو سلم ( الغائب عن البلد برسالة ، أو كتابة وجبت الإجابة عند البلاغ ويستحب أن يسلم على الرسول ، فيقول : وعليك وعليه السلام ) لما روي أنه صلى الله عليه وسلم { قال له رجل أبي يقرئك السلام فقال : عليك وعلى أبيك السلام } وقيل لأحمد : إن فلانا يقرئك السلام فقال : عليك وعليه السلام وقال في موضع آخر : وعليه السلام وقال في موضع آخر : وعليك وعليه السلام .
( وإن بعث ) إنسان ( معه السلام ) ليبلغه لمن عينه له ( وجب ) على الرسول ( تبليغه إن تحمله ) لعموم الأمر بأداء الأمانة ، وإلا فلا .

قال إبن مفلح في الآداب الشرعية (تحت فصل من يبدأ السلام):

ويستحب أن يسلم على الرسول قيل لأحمد إن فلانا يقرئك السلام قال عليك وعليه السلام وقال في موضع آخر ، وعليك وعليه السلام وقال وكذلك روي عن { النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل أبي يقرئك السلام قال : عليك وعلى أبيك السلام } وقال الخلال : أخبرني يوسف بن أبي موسى قيل لأبي عبد الله إن فلانا يقرئك السلام قال سلم الله عليك وعليه .
وهو معنى ما سبق عندنا ولهذا يجب رد السلام وقال ابن عبد البر قال رجل لأبي ذر فلان يقرئك السلام ، فقال هدية حسنة ومحمل خفيف .
قال الشافعية : ويستحب بعث السلام ويجب على الرسول تبليغه ، وهذا ينبغي أن يجب إذا تحمله لأنه مأمور بأداء الأمانة وإلا فلا يجب .
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائش هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله } .
زاد البخاري في رواية : وبركاته زاد أحمد : جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل فنعم الصاحب ونعم الدخيل .
فيه دليل على أنه لا يجب الرد على مبلغ السلام وهو الرسول .

قال الشوكاني في تحفة الذاكرين:فصل كيفية السلام ورده):
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة فقال إن الله يقرئ خديجة السلام فقالت إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وأخرج ابن القطان في سننه عن رجل قال حدثني أبي عن جدي قال بعثني أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبوه فاقرئه السلام فأتيته فقلت إن أبي يقرئك السلام فقال عليك وعلى أبيك السلام وفي إسناده مجاهيل وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها المذكور قريبا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته وفي هذا الحديث الاقتصار في الرد على الذي أرسل بالسلام الأول الرد عليهما جميعا فيحسن أن يكون الرد بهذا اللفظ الكامل ويكون عليهما فيقول عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته.

قال الشيخ العلامة بن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح:
أنواع السلام المحمول وكيفية الرد عليه:
___
وإذا ورد عليك السلام محمولاً، فإن كان الحامل له شخصاً وقال: فلان يسلم عليك، فقل: عليك وعليه السلام، وإن شئت فقل: عليه السلام أي: على الذي حمَّله، أما إذا كان محمولاً في كتابه، أي: إنسان كتب لك كتاباً وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن كنت تريد أن تجيبه بكتاب فرد عليه الجواب، مثلاً كتب إليك إنسان كتاباً، وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عند الجواب تكتب ج/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قرأت كتابك وفهمت ما فيه والجواب كذا وكذا، أكثر الناس لا يهتمون الآن بهذا، تجده يكتب الجواب ويقول في ابتدائه السلام عليكم ورحمة الله، هذا حسن، لكن الذي سلم عليكم يريد جواباً، قل: ج/ جواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وصلني كتابك أو قرأت كتابك وفهمت ما فيه، وهذا جوابه، وتجيبه بما سألك، فهذا إذا كان السلام مكتوباً فجوابه بالكتابة. حسن إذا كان لا يحتاج إلى جواب، مثل أن يكون شخص كتب إليك كتاباً يخبرك بخبر لا يحتاج إلى جواب، فهنا إذا قرأت الكتاب فقل: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، لا أقول وجوباً؛ لأن صاحبك لن يسمع، لكن على سبيل الاستحباب، رجل دعا لك بظهر الغيب فادع له أنت بظهر الغيب، وإلى هنا ينتهي الكلام على السلام وإن شاء الله تعالى نكمل تفسير ما تيسر من سورة الذاريات.


وقال العلامة بن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين:
853 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا رواه البخاري وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كثيرا

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب كيفية السلام يعني كيف يسلم ماذا يقول إذا سلم وماذا يقول إذا رد وذكر المؤلف رحمه الله أنه يستحب أن يقول السلام عليكم ورحمة الله وإن كان المسلم عليه واحدا ثم استدل بحديث عمران بن حصين رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال عشرون ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس فقال ثلاثون فقال للأول عشر حسنات والثاني عشرون وللثالث ثلاثون لأن كل واحد منهم زاد وهذه مسألة اختلف فيها العلماء هل إذا سلم على واحد يقول السلام عليك أم عليكم ؟ والصحيح أن يقول السلام عليك هكذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث المسيء في صلاته أنه قال السلام عليك وأما ما استدل به المؤلف من حديث عمران فليس فيه دلالة لأن الرجل دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة فسلم على الجميع فإذا كانوا جماعة فقل السلام عليكم وإذا كان واحدا فقل السلام عليك وإن زدت ورحمة الله فهو خير وإن زدت وبركاته فهو خير لأن كل كلمة فيها عشر حسنات وإن اقتصرت على السلام عليك فهو كاف ويقول الراد وعليكم السلام ثم إن كان المسلم لم يزد على قول السلام عليك كفي وإن كان المسلم قد قال السلام عليك ورحمة الله فعلى الراد أن يقول السلام عليك ورحمة الله لقوله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها يعني ردوا مثلها وقال يستحب أن يقول وعليكم بزيادة الواو وهذا حسن لأنه إذا قال وعليكم صار واضحا أنه معطوف على الجملة التي سلم بها المسلم وإن حذفها فلا بأس لأن إبراهيم عليه السلام لم يأت بالواو في رده السلام على الملائكة { فقالوا سلاما قال سلام } ولم يأت بالواو فإن أتى بالواو فحسن وإن تركها فلا بأس ثم إنه من السنة إذا نقل السلام من شخص إلى شخص أن يقول عليه السلام وإن قال عليك وعليه السلام أو عليه وعليك السلام فحسن لأن هذا الذي نقل السلام محسن فتكافئه بالدعاء له فإذا قال شخص لآخر سلم لي على فلان ثم نقل الوصية وقال فلان يسلم عليك فإنه يقول عليه وعليك السلام أو يقول عليه السلام ويقتصر لأن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ عائشة أن جبريل يقرأ عليها السلام فقالت عليه السلام فدل ذلك على أنه إذا نقل السلام إليك أحد من شخص تقول عليه السلام ولكن هل يجب عليك أن تنقل الوصية إذا قال سلم لي على فلان أم لا يجب فصل العلماء فقالوا إن التزمت له بذلك وجب عليك لأن الله يقول { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } وأنت الآن تحملت هذا أما إذا قال سلم لي على فلان وسكت أو قلت له مثلا إذا تذكرت أو ما أشبه ذلك فهذا لا يلزم إلا إذا ذكرت وقد التزمت له أن تسلم عليه إذ ذكرت لكن الأحسن ألا يكلف الإنسان أحدا بهذا لأنه ربما يشق عليه ولكن يقول سلم لي على من سأل عني هذا طيب أما أن يحمله فإن هذا لا ينفع لأنه قد يستحي منك فيقول نعم أنقل سلامك ثم ينسى أو تطول المدة أو ما أشبه ذلك ثم ذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم تكلم ثلاثا وإذا سلم سلم ثلاثا لكنه يتكلم ثلاثا إذا لم تفهم الكلمة عنه أما إذا فهمت فلا يكرر فإذا فهمت الكلمة فلا حاجة لكن لو لم تفهم لكون المخاطب ثقيل السمع أو لكثرة الضجة حوله أو ما أشبه ذلك فليعد مرتين فإن لم تكف فثلاث يعني وبعد الثلاث لا يجوز كما أنه إذا استأذن للدخول في البيت ثلاث مرات ولم يؤذن له انصرف وكذلك هنا إذا تكلم ثلاث مرات ولم يكلمه أو لم يفهم يتركه كذلك إذا سلمت ولم يسمع المسلم عليه أعد مرة ثانية وثالثة وهكذا إذا سلمت ورد عليك ردا لا يجزئ كما لو قلت السلام عليك قال أهلا ومرحبا أعد السلام قل السلام عليك إذا قال أهلا مرحبا أعد السلام قل السلام عليك ثلاث مرات فإن لم ينفع فاتركه ولكن نبهه بأن قول القائل في الإجابة أهلا ومرحبا لا يكفي لابد أن يقول عليك السلام إذا قيل السلام عليك والله الموفق.

قال العلامة عبدالمحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود:
تحت باب: ما جاء في الرجل يقول فلان يقرئك السلام:
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الرجل يقول فلان يقرئك السلام. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل عن غالب قال: إنا لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل فقال: حدثني أبي عن جدي قال: (بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ائته فأقرئه السلام، قال: فأتيته فقلت: إن أبي يقرئك السلام، قال: عليك وعلى أبيك السلام) ]. أورد أبو داود باباً في قول الرجل: فلان يقرئك السلام، أي: أن نقل السلام أو تحميل السلام من إنسان وإيصاله إلى إنسان سائغ، وأن المرسل إليه السلام يقول: عليك وعليه السلام، أو يقول: عليه السلام، ولكن كونه يجمع بينهما هذا هو الأولى، لأن ذلك مرسل السلام وهذا مبلغ السلام فكلهم يرد عليهم السلام فيقول: عليك وعليه السلام. أورد أبو داود حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير معروف، وأنه أرسل ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: (قل له إن أبي يقرئك السلام، فلما ذهب إليه وقال: إن أبي يقرئك السلام، قال: عليك وعلى أبيك السلام)، والحديث في إسناده ضعف؛ لأن فيه رجلاً مبهماً، وهو ابن ابن المرسَل، وأما الابن المرسَل فهو الصحابي الذي ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
تراجم رجال إسناد حديث ( ...إن أبي يقرئك السلام ...)

قوله: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل ]. إسماعيل هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المشهور بابن علية ، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن غالب ]. غالب بن خطاف صدوق أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن رجل ]. لم أقف عليه.
شرح حديث (إن جبريل يقرأ عليك السلام ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن الشعبي عن أبي سلمة أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: (إن جبريل يقرأ عليك السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله) ]. أورد أبو داود حديث عائشة رضي الله عنها في كون النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بأن جبريل يقرئها السلام، فأخبرها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله، وهذا فيه الدليل على أنه يمكن أن يقول الذي أبلغ السلام: وعليه السلام، وإن أتى بعليك وعليه السلام فلا شك أن هذا فيه دعاء للاثنين: المبلغ والذي بلغ عنه.
إنتهى.......
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(1): إسناده قوي ، إبراهيم بن إسحاق : وهو الطالقاني ، صدوق ، روى له مسلم في "المقدمة"، وأبو داود والترمذي ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجالالشيخين. ابن مبارك : هو عبد الله ، ويونس : هو ابن يزيد الأيلي .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3768) ، وفي "الأدب المفرد" (1036) ، والطبراني في "الكبير" 23 / (89) من طريق الليث ، عن يونس ، بهذا الإسناد.
(ط/الرسالة تحقيق شعيب الأرناؤؤط وغيره.ج/41/ص/251).