المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا يسأل عن أخ سلفي أذنب ذنبًا ثُمَّ تاب؛ فما المنهج السلفي قي معاملته ؟ للعلامة محمد بن هادي المدخلي



أبوبكر بن يوسف الشريف
22-Aug-2015, 12:29 PM
👈 ☎ السؤال :

هذا يسأل عن أخ سلفي أذنب ذنبًا ثُمَّ تاب؛ فما المنهج السلفي قي معاملته ؟

👈 🔑 الجواب :

إذا تاب تابَ الله - تبارك وتعالى – عليه، ونقبلُ منه، ولكن التوبة لها شروط، نحن نفرح بذلك، ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾، ((يأيُّهَا النَّاس تُوبُوا إِلَى اللهِ واسْتَغْفِرُوه فإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً))، الأحاديث في هذا معروفة والآيات هذه، فنحن نفرح بتوبة التائب؛ سلفيًّا من فِسْقِه أو خطأه، وكذلك خلفيًّا مبتدِعًا من بدعته، وكافرًا مُشركًا من كُفْرِه، نفرح بتوبة الجميع، وإذا كان سُنِيًّا فَوَقَعَ في معصية ثُمَّ تاب فإننا نحن نقبل توبته ونُشَجِّعه على ذلك، ونَشدُّ من أزره، ونُفَرِّحه برحمة الله - تبارك وتعالى- ولا نُقَنِّطه ولا نؤيِّسه من رحمة الله، ونقبله في ذلك، لكننا نذكِّره بأنَّ التوبة الصادقة لها علامات، ولها شروط منها: الإقلاع عن الذنب والمعصية، ومنها الندم عليه أنَّه فعل هذا، يندم على ما فَرَّط في جنب الله - تبارك وتعالى-، ومنها العزم على أن لا يعود إلى هذا الذنب مرَّةً أخرى، وإن كان هذا الذنب الذي اجترحه واقترفه يتعلَّق بالناس بالآدميين بحقوقهم؛ أعادَ إليهم الذي قد ظلمهم فيه، وتَبَرَّأ من ذلك، فهذه هي شروط صحة التوبة، ثم تظهر هذه الآثار الصالحة عليه، ونحن نعينه على نفسه فإذا تكرَّر منه مرَّةً أخرى أيضًا نصحناه وذكَّرناه بالله - تبارك وتعالى- وخَوَّفناه به، وحثثناه على أن يُجَدِّد توبته، فالعبد مَحَل النسيان، ومَحَل الخطأ، ومَحَل العصيان، ((كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ))، ((لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ))، فالعصيان والهفوة والنُّقصان في بني آدم موجود، كل ذلك موجود، ولكن الموفق من وفَّقه الله - جلَّ وعلا - لتدارك نفسه، وهذه المعصية لا تُخرج ذلك الإنسان من المنهج السلفي، إذا كانت المعاصي لا تُخرجه من المنهج السلفي، ويبقى من فُسَّاق أهل السنة، وهو على كُلِّ حال يجب أن يُذَكَّر بالله، ويُخَوَّف بالله كُلَّ ما حَصَلَ منه هذا.


💡للعلامةالفاضل الحبيب💡
(( محمد المدخلي حفظه الله ))


رابط الصوتية 🔊من هنا👇
http://ar.miraath.net/sites/default/files/fatawah/questions/liqa_sh_muhammad_bin_haady_1435-04-05_9.mp3


✏انتقاه محبكم في الله✏
_ أبو بكر بن يوسف الشريف _