المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه الحطيبي العنيد على تجنيه على الشيخ عبيد



عزالدين بن سالم أبوزخار
25-Aug-2015, 05:16 PM
الحمد لله القائل في الحديث القدسي ((من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)) والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبد الله خير من بين مراتب العلماء فقال: ((العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) وعلى آله وأصحابه وعلى أزواجه الطاهرات المطهرات.
أما بعد:
فقد وقفت على مطوية توزع في بعض المناطق الليبية سودتها يد الظالم الغشوم أبي معاد حسين الحطيبي بـ (دار الحديث بصلاح الدين بعدن) تحت عنوان ((تعرف على عبيد الجابري من خلال فتاويه)) ضمن سلسلة التصفية والتيبين ([1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)) لحال المبتدعة والحزيبين؛ يطعن فيها على هذا العلم الهمام بقية السلف صاحب التصانيف الرائعة ناصر السنة وأهلها وقامع البدعة وأهلها العلامة الأصولي عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله ورعاه.
هذه المطوية عبارة عن أسئلة حررها هذا الأفاك الأثيم بأسلوب التهويل والتشنيع تبلغ أربعة عشر سؤالاً؛ وأجاب عنها على لسان العلامة عبيد حفظه الله؛ وكعادة أصحاب البدع والأهواء فيها الطعن والحط على الشيخ عبيد حفظه الله وبتر النصوص والتدليس والتلبيس.
فأحببت أن أكتب هذا المقال نصرةً لهذا الإمام ونصرةً للسنة وأهلها، وردًا على هذا المجرم وبيان لعواره وتلبيسه وتجنيه وبتره وحذف لكلام الشيخ؛ وكذلك نصحنًا لأخواني السلفيين ومن انجر وراء هذا المجرم الأثيم؛ وقد سميته:
((تنبيه الحطيبي العنيد على تجنيه على الشيخ عبيد))
وفي مطلع هذا المقال ديباجة بترحمه للوالد العلامة عبيد سدده الله ورعاه وحماه، وفضح وهتك ستر من شانئه وعاداه، وبيان لشيوخه وتلاميذه وأعماله ومؤلفاته وثناء علماء السنة عليه؛ وبالله التوفيق.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 22 شعبان سنة 1435 هـ
الموافق لـ: 20 يونيو سنة 2014 م
Izeddinsalem@gmail.com

^^^








ترجمة الشيخ عبيد حفظه الله

كنيته: أبو عبد العزيز.
قال الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله: ((هو شيخنا العلامة المحدث المفسر الفقيه الأصولي عبيد بن عبد الله بن سليمان الحمداني الجابري. وبنو جابر من قبائل حرب الحجاز.
ولد في قرية ((الفقير)) بوادي ((الفرع)) بمنطقة المدينة النبوية وذلك في عام 1357 هـ.
[في عام 1365 هـ انتقل مع والده إلى ((مهد الذهب))]
تلقى تعليمه الأولى بمهد الذهب ثم استوطن المدينة.
[في عام 1374 هـ استوطن بالمدينة، ولظروف عائلية انقطع عن الدراسة لفترة من الزمن]
[ثم في سنه 1381 هـ استأنف الدراسة بدء بدار الحديث المدينة، فالمعهد العلمي].
وواصل دارسته إلى أن تخرج في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية 1392 هـ بتقدير ممتاز، وكان الأول على دفعنه، وحصل على الماجستير عندما كان مدرسا بالجامعة الإسلامية.
من أبرز شيوخه:
الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله.
والشيخ عبد المحسن العباد.
والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العحلان.
والشيخ محمد بن عبد الله العحلان وغيرهم.

[أعماله:]
عمل مدرسًا بمتوسطة عمر بن عبد العزيز بجدة [من عام 1392هـ إلى عام 1396هـ]، وعمل داعية في مركز الدعوة والإرشاد بالمدينة النبوية مع مساعدة مدير المركز في حضوره والنيابة عنه في غيابه [من أخر 1396 هـ إلى عام 1404 هـ]، ومدرسًا بالجامعة الإسلامية إلى حين التقاعد [من أخر عام 1404 هـ إلى أول رجب عام 1417 هـ]، كما تولى الإمامة والخطابة [من عام 1387 هـ إلى عام 1392 هـ] بأحد مساجد المدينة النبوية [مسجد السبت])) اهـ ([2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2)).
((وعند ذلك أحيل على التقاعد بموجب النظام، وخلال فترة وجود الشيخ في الجامعة تحصل على شهادة الماجستير في التفسير))([3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3)) اهـ.
ولا يزال حتى الآن يشارك في الدورات العلمية داخل السعودية وخارجها.
من أبرز تلاميذه:
الشيخ الفاضل صالح بن سعد السحيمي حفظه الله.
الشيخ الفاضل أبي الحارث محمد بن غالب بن حسان العمري اليمني.
الشيخ الفاضل عرفات بن حسن بن جعفر المحمدي.
الشيخ الفاضل فؤاد بن سعود العمري.
الشيخ الفاضل أسامة بن سعود العمري.
الأستاذ الفاضل أبي زياد خالد بن محمد بن عمر باقيس المشرف على موقع ميراث الأنبياء.
الشيخ الفاضل عبد المعطي بن جايد بن عبد المعطي الرحيلي.
مؤلفاته:
· إتحاف العقول بشرح الثلاثة الأصول طبع الطبعة الأولى في سنة 1426 هـ وأعيد الطبعة الثانية مع إضافة وتنقيح سنة 1431 هـ في دار الإمام أحمد، وهذا الشرح كان مسجلا على أشرطه، قام بجمعه الشيخ الفاضل أبو الحارث محمد بن غالب بن حسان العمري اليمني.
· إمداد صادق الأماني بشرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني طبع هذه السنة 1435 هـ الطبعة الأولى في دار ميراث النبوي والشرح مفرغ من أشرطة وكان أثناء الدورة العلمية المنعقدة في إندونيسيا وذلك في شعبان عام 1433 هـ.
· إمداد القاري بشرح كتاب التفسير من صحيح البخاري طبع الطبعة الأولى في سنة 1421 هـ في دار الفرقان في أربع مجلدات، ثم أكمل وأعيدت طباعته في ستة مجلدات في هذه السنة 1435 هـ الطبعة الثانية في دار أضواء السلف ودار سحاب؛ قال الشيخ عبيد حفظه الله: سبب التأليف: كنت يومًا جالسًا في مجموعة من مدرسي المعهد الثانوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فقال الأخ الفاضل الأستاذ خالد بن صالح الرشود مخاطبًا إياي لو شرحت كتاب التفسير من صحيح البخاري ... فاستحسنت العرض وعزمت على العمل مستعينـًا بالله وفي اليوم التاسع والعشرين من رجب من عام خمسة عشر وأربعمائة وألف بدأت الكتابة في الموضع.
· تبصير الخلف بشرح التحف في مذهب السلف، طبع هذه السنة 1435 هـ الطبعة الأولى في دار ميراث النبوي والشرح مفرغ من أشرطة وكان هذا الشرح بمدينة الشحر – حضرموت – من بلاد اليمن وذلك في عام 1426 هـ.
· تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب، طبع الطبعة الأولى في سنة 1433 هـ في دار ميراث النبوي، وهو عبارة عن ثمان مقالات متفرقة جمعت في هذا السفر وهي:
1. تحذير الأذكياء من تهجمات القرني على العلماء.
2. تنبيه الأصحاب إلى مخالفات شريط بحر الحب للصواب لصاحبه إبراهيم الدويش.
3. تحذير الرشيد من خطر الكتاب الموسوم بـ (مغني المريد لشروح كتاب التوحيد) لعبد المنعم إبراهيم.
4. تحذير ذوي العرفان من الوقوع في مصائد الشيطان.
5. التقريرات المسطورة بالكشف عن سقوط قصة المقبورة.
6. التوضيح المبين بالكشف عن إجمالات لابن الأمين.
7. تنبيه الفطن الكيس إلى كشف تعقبات أخينا الشيخ عبد العزيز الريس.
8. تحذير المحب والرفيق من سلوك بنيات الطريق.
· التقرير الأحمد بشرح أصول السنة للإمام العلامة أحمد، طبع الطبعة الأولى في سنة 1433 هـ في دار ميراث النبوي، وهذا الشرح كان بالمدينة واليمن وغيرهما مسجلا على أشرطه، قام بالتأليف بينها الشيخ الفاضل أبو الحارث محمد بن غالب ابن حسان العمري اليمني.
· تنبيه ذوي العقول السليمة إلى فوائد مستنبطة من الستة الأصول العظيمة، وهو عبارة تعليقات وفوائد قام بها الشيخ في مسجد الجابري بالمدينة تم تفريغها من الأشرطة طبعت الطبعة الأولى في دار الغرباء الأثرية ثم أعادت دار الفرقان طباعتها سنة 1424 هـ؛ وهو أيضًا من منشورات دار البخاري.
· تنوير المبتدي بشرح منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي طبع الطبعة الأولى في سنة 1426 هـ في دار المدينة النبوية، وأعيدت الطبعة الثانية معالإضافة وتنقيح سنة 1432 هـ في دار الإمام أحمد، وهذا الشرح كان مسجلا على أشرطه وذلك في مجالس متعددة منها ما كان بالمدينة النبوية ومنها ما كان بالكويت.
· تيسير الإله بشرح شروط لا إله إلا الله؛ طبع في دار الإمام أحمد الطبعة الأولى في سنة 1430 هـ.
· جناية التميع على المنهج السلفي طبع الطبعة الأولى في سنة 1433 هـ في دار ميراث النبوي عبارة عن مجموعة أسئلة.
· رد العلامة عبيد الجابري على قواعد علي الحلبي الجديدة، قرأها وعلق عليها: الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن سالم بازمول حفظه الله، وكانت طبعته الأولى في سنة 1430 هـ في دار الاستقامة، وهو عبارة عن مجموعة أسئلة عن بعض قواعد علي الحلبي الجديدة الفاسدة في الجرح والتعديل، أجاب عنها الشيخ حفظه الله في 29 / شعبان / 1429 هـ في لقاء كان في منزله العامر بالمدينة النبوية، والسائل هو: رائد بن عبد الجبار المهداوي جزه الله خيرًا ([4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4)).
· زاد المسلم شرح مختصر صحيح مسلم للمنذري طبعته الأولى في سنة 1436 هـ في دار ميراث النبوي.
· الطيب الجني على شرح السنة للإمام المزني، طبع الطبعة الأولى في سنة 1433 هـ في دار ميراث النبوي.
· غراس الجنة في شرح أصول السنة، أعده واعتنى به: علي الشمري العراقي، طبع الطبعة الثانية سنة 1433 هـ في دار الإمام أحمد، وهذا الشرح كان مسجلا على أشرطه.
· فتح ذي الجلال والمنة في شرح أصول السنة للإمام العلامة عبد الله بن الزبير ابن عيسى القرشي الحميدي، أعده واعتنى به: أبو معاذ حسن العراقي، طبع الطبعة الأولى في سنة 1433 هـ في دار الإمام أحمد، وهذا الشرح كان مسجلا على أشرطه.
· فتح العلى الأعلى شرح القواعد المثلي طبع الطبعة الأولى في سنة 1424 هـ في دار الفرقان، وهذا الشرح كان مسجلا على أشرطه، ثم أعيدت طباعته الطبعة الثانية سنة 1429.
· فتح القدوس السلام بشرح نواقض الإسلام، طبع الطبعة الأولى في سنة 1434 هـ في دار ميراث النبوي، والشرح مفرغ من أشرطة كانت ضمن الدروس المقامة في دورة الإمام محمد بن إبراهيم في محافظة جدة السعودية وذلك في رجب عام 1433 هـ.
· قطع اللجاجة بشرح المقدمة من سنن الإمام ابن ماجة طبع الطبعة الأولى في سنة 1434 هـ في دار ميراث النبوي.
· مجموعة الرسائل الجابرية في مسائل علمية وفق الكتاب والسنة النبوية، طبع الطبعة الأولى في سنة 1433 هـ في دار ميراث النبوي، وهو عبارة عن عشرة رسائل وهي:
1. إتحاف البشر بمكانة ولي الأمر في الكتاب وصحيح الخبر، طبع الطبعة الأولى مستقلة في سنة 1433 هـ في دار ميراث النبوي وأصلها محاضرة.
2. القول المدبج بذكر وصايا في المنهج.
3. الإسعاف بإيضاح موقف الحق حال الاختلاف.
4. إمداد السلفي بأصول وقواعد في المنهج السلفي.
5. إمداد أهل الأثر بشرح حديث حذيفة بن اليمان ((إنا كنا في جاهلية وشر)).
6. الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل.
7. ضوابط معاملة السني للبدعي.
8. الضوابط في كيفية معاملة أهل السنة لأهل الباطل.
9. فقه التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل.
10. نيل المنى بكشف مفاسد المعازف والغناء.
· وله شرح منتقى ابن الجارود (يسر الله إتمامه).

^^^













ثناء العلماء والمشايخ عليه:
قال العلامة صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله وهو يدافع عن إخوانه العلماء الأجلاء.
السؤال: فيه سلَّمك الله – يعني - بعض المواقع: فيه موقع من المواقع يسمى موقع الأثري على شبكة الانترنت؛- يعني - ينزلون مقالات عجيبة في الطعن في علماء السنَّة, ومنهم فضيلة الشيخ: صالح السحيمي, وفضيلة الشيخ: عبيد الجابري, وفضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي, وفضيلة الشيخ: أحمد النجمي وغيرهم وغيرهم من أهل العلم. فما نصيحتكم شيخنا لمثل هؤلاء؟
فأجاب الشيخ: نصيحتي لهم أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه, ويكفُّوا عن الطَّعن في إخوانهم.
وقال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: الشيخ عبيد من أفاضل العلماء السلفيين المعروفين بالورع والزهد والقول بالحق, بارك الله فيكم, وما يطعن فيه رجل يريد وجه الله تبارك وتعالى, وهذه الأساليب عرفناها من الحزبيين.
وقال العلامة صالح بن سعد السحيمي حفظه الله: أحب أن أقول كلمة نافعة في الثناء على أخي وزميلي منذ الصف الأول الإعدادي من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة وإلى يومنا هذا، منذ تسعة وأربعين عامًا، ألا وهو الأخ العزيز الزميل الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري. هذا الرجل مذ عرفته وهو يكبرني سنًا بقليل وهو مجاهد في الدعوة إلى الله -عز وجل- على منهج السلف الصالح، وله جهود مباركة منذ المراحل الأولى الإعدادية والثانوية والجامعية والدراسات العليا، وهو على هذا المنهج القويم - منهج السلف الصالح -المستمد من كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-.
وهو ممن لا يفتر من أداء هذه الرسالة العظيمة ألا وهي بذل العلم المستمد من الكتاب والسنة لأهله، بأسلوب حكيم عظيم قل نظيره، وهو طالب علم محقق، ومعروف بالذكاء، كان يدرِّسنا ونحن أقرانه في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية فكنا نتتلمذ عليه، وأنا أعتبره مع أننا زملاء أعتبره أحد مشايخي. فالشيخ عبيد من خيرة المشايخ، طلبة العلم، العلماء الربانيين الذين لهم جهود مباركة في نشر المنهج الحق- منهج السلف الصالح - الذي لا إفراط فيه ولا تفريط ... ولا يلتفت إلى بعض النعيق الذي يصدر من بعض الجهال والتي فيها غمز ولمز لهذا الشيخ الفاضل الجليل، فلا يلتفت إلى مثل هذا الغمز واللمز، وهذه سنة الله في خلقه أن طلبة العلم والعلماء محسودون، لاسيما من قبل بعض الجهال الذين لا فرقان عندهم في معرفة المنهج السلفي الحق.
وقال العلامة عبد الرحمن محي الدين حفظه الله: وهذا كذلك السؤال شخصي، يقول: الشيخ عبيد أعمى البصر والبصيرة.
الجواب: خطأ، والله خطأ، والله لا يجوز، هذا الذي قاله يتحمله يوم القيامة، عبيد الجابري من زملائنا نعرفه، طالب علم ما شاء الله من علماء الأمة، ثم كنَّا معه قبل ما نجي في دورة ما شاء الله في جدة- دورة الإمام محمد بن إبراهيم - دورة طيبة من أحسن ما يكون، درَّسْنَا معه، الرجل عالم ما شاء الله.
لكن الشيخ عبيد من خيار من رأينا، ومن خيار إخواننا المسلمين السلفيين، فقول هذا الشخص أعمى البصر والبصيرة والله ارتكب كبيرة، ارتكب كبيرة في إيش؟ في أخيه الشيخ عبيد، أمَّا عبيد إن شاء الله نوَّر الله بصيرته ومشى على منهج السلف-رحمهم الله-، نعم.اهـ
وقال العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله: الشيخ عبيد شابت لحيته في الإسلام والسنة ولا نعرفه إلا بحب السنة وإتباعها والحرص عليها وبغض البدعة وأهلها والتنفير منها .
قال العلامة عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله: نحن نقول إن الشيخ عبيد الجابري حفظه الله ووفقه رجلٌ من علماء أهل السنة, وهو كغيره من أهل العلم يصيب ويخطئ وهو غير معصوم, ونعتقد أنه لا يتعمد الخطأ وفقه الله, ولكن لا يعني ذلك أنه مصيبٌ في كل أقواله أو أنه لا يغلط؛ فهو كغيره من العلماء كما مر, فهذا الإمام أحمد أُخذت عليه بعض المسائل , الإمام مالك أُخذت عليه بعض المسائل إلى غيره, يعني ما منا إلا راد ومردودٌ عليه كما مرّ, لكن أن يُتجاوز الأمر إلى النيل من الشيخ وفقه الله أو من غيره؛ شيخنا الشيخ أحمد النجمي أو شيخنا الشيخ محمد أمان أو شيخنا الشيخ ربيع أو غيره من العلماء ؛ فهذا من أبطل الباطل, أقول هذا من أبطل الباطل , وهذا الكلام سقوطه يغني عن إسقاطه , ذكره يدل على سقوطه فضلاً أن نسقطه , بعض الكلام هو ساقطٌ لا يُحتاج إلى رد, ما أن تحكيه إلا يظهر أنه ساقط, هذا هو الجواب بارك الله فيكم, نقول أيضاً ينبغي على هؤلاء المتكلمين في أعراض أهل العلم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يقولوا قولة الحق, ولو سألت الواحد منهم عن بعض الأحكام المتعلقة بدين الله تعالى لجهلها, بل إن بعض المتكلمين في عرض الشيخ لعله كان قبل أيام من بعض السفهاء المساكين يجهل أحكام الوضوء والصلاة،وكان يسأل عنها, ويبحث عنها, ولعله كان يتصل بالشيخ, ألا فليتق هؤلاء الناس, وليقولوا قولة الحق, والله لا يحب الظلم, ولا يحب الظالمين،وعاقبة الظلم وخيمة, والله جل في علاه يقول: ) وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا (.
قال فضيلة الشيخ الدكتور سليمان الرحيلي حفظه الله: شيخنا المربِّي والمعلِّم ذو الفنون فضيلة الشيخ عبيد الجابري أسأل الله-عز وجل-أن يلبسه لباس الصحَّة والعافية وأن ينفعنا بعلمه وأن يمتعنا به.
قال فضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله: أمَّا الشيخ عبيد الجابري
حفظه الله فإنه من أعلام السنة في هذا العصر وهو رجلٌ مجاهد في الرد على أهل البدع وعلى أهل المخالفات وعلى أهل الأهواء.
وله جهودٌ وسعيٌ مشكور في بث علم أهل السنة والجماعة وفي يعني القيام بأمور الدعوة ومناشطها أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعل جهوده في موازين حسناته.
ويمتاز أسلوبه في الكلام بحسن العرض وحسن الترتيب مع وضوح لعبارة وبيانها وبعده عن العبارات الملتوية بالتعبير مع حرص ولزوم ومتابعة لما كان عليه السلف الصالح.
أمَّا من يطعن في الشيخ عبيد ويُزَهِّد في كتبه أو يُزَهِّد في محاضراته فهذا إنسان يعني :لم يعرف الشيخ عبيد على حقيقته ولا يعُتبر في كلامه هذا من أهل السنة والجماعة وعليه أن يتقي الله وأن يُراجع نفسه في هذا لأمر.
وعموماً نحن لا نقول أنَّ الشيخَ عبيداً أو مشايخ أهل السنة معصومين من الخطأ أو معصومين من الباطل.
لكن نقول: أنهم على ثغر وأنهم يقومون بأمر يرفع إثم ترك الفرض فرض الكفاية عن الآخرين.
فالواجب مناصرتهم والواجب مساعدتهم والواجب معاونتهم والواجب يعني متابعتهم على الخير الذي يدعون إليه.
وقال فضيلة الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله: الشيخ عبيد عالم فاضل معروف بعلمه ومنهجه ([5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5)).
أقول: بعد هذا الثناء العاطر من علماء وطلاب علم ومشايخ الدعوة السلفية، ومن قبلهم وبعدهم، يأتي مجرم فيطعن في هذا العلم بقوله: ((وبيان لغش حزب المرعيين للمجتمع بتضخيم الجابري وأنه الشيح العلامة الذي بالغوا في مدحه مع معرفتهم بما عنده من انحرفات ومخالفات)).
أليس هذا نسفًا لكلام هؤلاء الأعلام، من جهول يتبع الأقزام.

من صفات الشيخ:
((الشيخ متواضع في ملبسه ومركبه ومسكنه، وقاف عند السنة لا يمنعه علمه ولا كبر سنه أن يقول فيما يظن أنه أخطأ فيه أن يقول أخطأت، من أمثلة ذلك أنه ذكر – حفظه الله – حديثـًا وصححه تبعًا للشيخ الألباني فذكره بعض الإخوة طلبة العلم أن الشيخ الألباني تراجع عن تصحيحه فقال – حفظه الله تعالى -: ((وأنا من الآن ارجع عن قولي في تصحيحه)).
وهذا يدل على اعترافه لأهل هذا الشأن بالفضل ويدل على تواضعه.
لا يحب – حفظه الله – الألقاب (العالم أو العلامة أو صاحب الفضيلة)، وأذكر مثالا لذلك لعله يكون عبرة لبعض المتعالمين (الذي يسمع ويرى بعينيه وصف المغرورين به بأنه العلامة والمحدث وأمير المؤمنين في الحديث...).
مع ذلك لم نسمع أو نقرأ إنكارًا لذلك.
يقول الشيخ عبيد – حفظه الله – موجهًا ومعلمًا لذي وصفه بأنه علامة: ((وأنا أشهد الله والملائكة بأني لست علامة إنما أنا عبيد بن [عبد الله بن] سليمان الجابري هكذا سماني أبي)). وهذا في محفل كبير من الحضور وطلبة العلم.
[وفي محفل أخر قال الشيخ: وأشهد الله من حضر من الملائكة، وأشهدكم: أني دون ما وصفتموني به؛ ولكني – والحمد الله – طالب علم، وعندي أهلية أعرف بها معالجة القضايا، وما تيسر من علم الجرح والتعديل – والحمد الله –، هذا فضل الله، ثم بفضل أئمتنا المعاصرين والقدامى] ([6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6)).
والشيخ – حفظه الله – مثالٌ للجد والنشاط، فلم يمنعه كبر سنه وفقد بصره مع مرضه وصومه أن يتوجه إلى الطلبة في سكنهم، ويمكث معهم الساعات شارحًا لهم المتون العلمية؛ مجيبًا على أسئلتهم ثم يرجع إلى منزله منشغلا في التأليف والبحوث، مراجعًا الرسائل التي تقدم إليه للنظر فيها مع دروسه عبر وسائل الانترنت.
وكذلك حضور الدورات العلمية التي تقام في داخل البلاد وخارجها وأثناء رجوعه إلى بيته تكون سيارته ممتلئه بطلبة العلم يقرءون عليه بعض المتون العلمية. وهذه نبذ مختصرة من حياة هذا العالم الجليل الذي حق لي أن أصفه أنه من طراز الرعيل الأول علمًا وسمتـًا وتواضعًا وهمةً وورعًا وزهدًا))([7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn7)).
وبعد هذه المقدمة؛ هذا أوان الشروع في المقصود:
^^^









تشييخ الأصاغر

ذكر في العنوان اسم الوالد العلامة عبيد الحابري حفظه الله مجردا بدون تشييخ؛ وهو يشييخ أبا عمرو عبد الكريم الحجوري، أكثر ما يقال عنه إن كان صاحب سنة طُويلب علم؛ فكيف وهو قد سلط لسانه سيفًا دفاعًا عن يحيى الحجوري وطعنا في مشايخ وطلاب العلم بل وأئمة السنة في هذا العصر؛ وكذلك يشيخ يوسف الجزائري مؤلف كتاب ((الحجج الكاشف عن فتنة الجابري وضلالاته الزائفة))، فهو كسابقه، والمكتوب مُبين من عنوانه؛ أما بالنسبة ليحيى الحجوري يشييخه ويظهر له الاحترام والتبجيل، وقد صاح أهل السنة بالحجوري وردوا أباطيله، من رميه لطلاب العلم السلفيين بالحزبية، وبتره للنصوص، ووصل الأمر به إلى الكذب، وسلاطة لسانه وطعنه في العلماء بل والطعن في الصحابة رضي الله عنهم، وتعدي الأمر حتى وصل إلى مقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ وغير ذلك في أكثر من مؤلف ([8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn8))، وشريط، والمقالات عبر الشبكة مبثوثة، وهذا الظالم في عمي وصمم، ويقول: شيخنا الحجوري؛ وكل هذا لأن والدنا العلامة عبيد الجابري حفظه الله من أوائل من تكلم في شيخه يحيى الحجوري، وأكثر من رد على ضلالاته.
^^^



أدعائه نبز الصالحين

أولاً: أدعائه نبز نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام.
قال هذا الظالم: الجابري ابتلاه الله بنبز الصالحين بالألفاظ البذيئة التي تدل على انحرافه فمن ذلك:
قال الجابري: يوسف عليه السلام عمل في مظلة عزيز مصر، وعزيز مصر كافر، فما كان يوسف عليه السلام يقيم العدل كله ولكن يقيم ما استطاع اهـ.
أقول: أما أدعائك أن الشيخ عبيد حفظه الله نبز نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام بأنه لم يقم العدل كله فقد كفانا مئونة رد هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: ((وَمِنْ هَذَا الْبَابِ تَوَلِّي يُوسُفَ الصِّدِّيقَ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ لِمَلِكِ مِصْرَ بَلْ وَمَسْأَلَتُهُ أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَكَانَ هُوَ وَقَوْمُهُ كُفَّارًا كَمَا قَالَ تَعَالَى: )وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ( الْآيَةَ وَقَالَ تَعَالَى عَنْهُ: )يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ( الْآيَةَ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ مَعَ كُفْرِهِمْ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ عَادَةٌ وَسُنَّةٌ فِي قَبْضِ الْأَمْوَالِ وَصَرْفِهَا عَلَى حَاشِيَةِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَجُنْدِهِ وَرَعِيَّتِهِ وَلَا تَكُونُ تِلْكَ جَارِيَةً عَلَى سُنَّةِ الْأَنْبِيَاءِ وَعَدْلِهِمْ وَلَمْ يَكُنْ يُوسُفُ يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ كُلَّ مَا يُرِيدُ وَهُوَ مَا يَرَاهُ مِنْ دِينِ اللَّهِ فَإِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَكِنْ فَعَلَ الْمُمْكِنَ مِنْ الْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَنَالَ بِالسُّلْطَانِ مِنْ إكْرَامِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُ أَنْ يَنَالَهُ بِدُونِ ذَلِكَ وَهَذَا كُلُّهُ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ: )فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(. فإذا ازْدَحَمَ وَاجِبَانِ لَا يُمْكِنُ جَمْعُهُمَا فَقُدِّمَ أَوْكَدُهُمَا لَمْ يَكُنْ الْآخَرُ فِي هَذِهِ الْحَالِ وَاجِبًا وَلَمْ يَكُنْ تَارِكُهُ لِأَجْلِ فِعْلِ الْأَوْكَدِ تَارِكَ وَاجِبٍ فِي الْحَقِيقَةِ. وَكَذَلِكَ إذَا اجْتَمَعَ مُحَرَّمَانِ لَا يُمْكِنُ تَرْكُ أَعْظَمِهِمَا إلَّا بِفِعْلِ أَدْنَاهُمَا لَمْ يَكُنْ فِعْلُ الْأَدْنَى فِي هَذِهِ الْحَالِ مُحَرَّمًا فِي الْحَقِيقَةِ وَإِنْ سُمِّيَ ذَلِكَ تَرْكُ وَاجِبٍ وَسُمِّيَ هَذَا فِعْلُ مُحَرَّمٍ بِاعْتِبَارِ الْإِطْلَاقِ لَمْ يَضُرَّ. وَيُقَالُ فِي مِثْلِ هَذَا تَرْكُ الْوَاجِبِ لِعُذْرِ وَفِعْلُ الْمُحَرَّمِ لِلْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ أَوْ لِلضَّرُورَةِ؛ أَوْ لِدَفْعِ مَا هُوَ أحرم وَهَذَا كَمَا يُقَالُ لِمَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا: إنَّهُ صَلَّاهَا فِي غَيْرِ الْوَقْتِ الْمُطْلَقِ قَضَاءً)) اهـ ([9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn9)).
ثانيًا: نبز الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه.
قال هذا الظالم: وقال عن الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه، لو مات هو مهجور، ومات ضالا مضلا. قاله في شريط إتحاف البشر بشرح حديث حذيفة اليمان ((إنا كنا في جاهلية وشر)).
وقد رد عليه الشيخ الفوزان، والشيخ اللحيدان، والشيخ آل الشيخ المفتي ومرجع كلامهم الصوتي على هذا الرابط ...
ثم قال هذا الظالم: لما نوقش الجابري اظهر أن هذه الكلمة موهمة فتراجع عنها واستبدلها بقوله خشي أن يموت على الضلالة، انظر أخي القاري هذا الكلام الواضح في الطعن، جعله موهما عنادًا وتكبرًا أن يرجع عن الخطأ فزل مرة أخرى والموفق من وفقه الله.
أقول: انظر أخي كيف يبتر ويلبس؛ وأنا أنقل لكم كلام الشيخ من الشريط ومن المطبوع.
قال العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله كما في ((الشريط 44:20)) وكان كعب رضي الله عنه: ((والله ما بي إلا أن أموت أو يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا على تلك الحال)) خشي أن يموت هو أو يموت رسول الله وهو مهجور لأنه لو مات هو رضي الله عنه مات مهجورًا ومات ضالا مضلا إلا أن ينزل الله عنه عفوه ولو مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لبقي مهجورًا حتى موت هو لأنه قد ينقطع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم انتهى المقصود
وفي المطبوع قال العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله في كتابه ((إمداد أهل الأثر بشرح حديث حذيفة اليمان ((إنا كنا في جاهلية وشر))([10] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn10)): ((وكان كعب صلى الله عليه و سلم ([11] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn11)): ((والله ما بي إلا أن أموت أو يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا على تلك الحال)) خشي رضي الله عنه أن يموت على الضلالة)) اهـ.
بتر وحذف هذا الظالم كلام الشيخ عبيد حفظه الله، فقد بتر من الكلام المسجل في الشريط ((خشي أن يموت هو أو يموت رسول الله وهو مهجور)) هذا كلام الشيخ واضح لا يوجد به طعن في الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه؛ بل هذه تزكية لكل مسلم يخاف ويخشي الموت وهو على الضلال؛ فهل من العيب أن يخاف الصحابي الجليل كعب ابن مالك رضي الله عنه من الموت على الضلالة؛ فقد كان بعض الصحابة يخشي النفاق على نفسه.
هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يناشد حذيفة: هل عدني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك، فبكى عمر رضي الله عنه.
وقال ابن أبي مليكة رحمه الله وهو سيد من سادات التابعين: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي، كلهم يخشى النفاق على نفسه [أخرجه البخاري تعليقاً].
قال الله تعالى: )وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً(، وقال: )لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ(، وقال: )وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ(.
قال الإمام البغوي رحمه الله في ((تفسيره)) - طبعة طيبة - (1 / 143): ((فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى )وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ( إِلَّا بِالْيَهُودِيَّةِ )وَلَا النَّصَارَى( إِلَّا بِالنَّصْرَانِيَّةِ وَالْمِلَّةُ الطَّرِيقَةُ )وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ ( قِيلَ الْخِطَابُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ بِهِ الْأُمَّةُ كَقَوْلِهِ:)لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ([الزُّمَرِ: 62]))اهـ.
قال الله تعالى عن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: ) وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَام َ( [إبراهيم:35].
كان إبراهيم التميمي رحمه الله يقول: من يأمن البلاء بعد خليل الله إبراهيم.
فهل يأمن البلاء، الصحابة الشرفاء، بعد إمام الحنفاء.
أقول: من كلام الشيخ عبيد حفظه الله:((لو مات هو رضي الله عنه مات مهجورًا ومات ضالا مضلا إلا أن ينزل الله عنه عفوه))، أخي الكريم انظر كيف حذف الترضي عن الصحابي وكذلك حذفه من المطبوع بقوله ولما نوقش؛ ثم كيف بتر الاستثناء من كلام الشيخ: ((إلا أن ينزل الله عنه عفوه))؛ فعند قراءة كلام الشيخ كاملا كما نقلته لك لا يوجد به طعن.
فلهذا لا يضير الوالد العلامة عبيد حفظه الله لو صح رد علماء السنة عليه كالعلامة الفوزان والعلامة عبد العزيز آل الشيخ المفتي والعلامة اللحيدان حفظهم الرحمن على قول مبتور من رجل مهجور.
وأنقل لك أيها الظالم كلام العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى في من يسب الصحابة رضي الله عنهم، لعلك تقرأه فتعيه عندما تدافع عن شيخك الحجوري؛ قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله: ((ثم هنا تفصيل القول في من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك له صور:
1- إحداها: أن يطعن فيهم ويسبهم بما يقتضي أنهم عامتهم كفار أو ارتدوا بعدما كانوا مسلمين وهذا هو ما تنتهجه الرافضة الاثنا عشرية، فهذا كافر بالإجماع.
2- الثانية: من سبهم أو طعن فيهم جميعهم بأنهم فساق أو كانوا أبرارًا ثم فسقوا فالحكم كسابقه، بل قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كفر من لم يكفره أو شك في كفره قال: ((وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام)).
3- الثالثة: من سب أفرادًا منهم طاعنـًا في دينه وقد علم أنه على دين الحق واستفاض عند الأمة فهذا كافر كذلك.
4- الرابعة: من طعـن في جماعات أو أفراد بما لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل: وصف معاوية – رضي الله عنه ورغمت أنوف الرافضة والناصبة – بأنه بخيل فهذا فسق وفجور، ثم نتيجة هذه الوقيعة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي الطعن في الدين بل الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ صحب هؤلاء المطعون فيهم، بل هو طعن في الله، إذ اختار لنبيه صلى الله عليه وسلم من أهل الطعن، وهذا في الحقيقة مردٍ في الكفر، وعلى سبيل المثال: من طعن في أبي هريرة رضي الله عنه فإنه ينسـف عليكم يا معشـر المسلمين والمسلمات خمسة آلاف حديث ونيفـًا من الأحاديث وهي من الأصول في دين الله سبحانه تعالى وهكذا فتفطنوا)) اهـ ([12] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn12)).
وأختم هذه الفقرة بقول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله في كتابه ((فتح ذي الجلال والمنة))([13] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn13)): ((فأهل السنة يحبون الصحابة كلهم ويتولونهم ويترحمون عليهم، ويترضون عليهم، ويمسكون عما شجر بينهم ولا يذكرونهم إلا بخير)) اهـ.
^^^


اتهامه الشيخ بتجويزه تعاطي شيء من الربا

قال هذا الظالم: هل يفتي الجابري بتعاطي شيء من الربا؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: نعم ولكن بطريق التلبيس والتدليس، فيجوز عنده العمل في البنوك الربوية، لكن في أعمال أخرى ليس فيها ربا، كما أنه يجيز إيجار بعض العمائر للبنوك الربوية، لأنه لا دخل لهذا في الربا، حسب زعمه، كما أنه يجيز حراسة البنوك التي تتعامل بالربا، وأن كسب ذلك الحارس حلال، ولا ينبغي أن يسأل عن حال المكان الذي يحرسه أفيه حرم، أم لا. قلت: هذا قرضاوي رقم اثنين، والله المستعان.
أقول: لو ثبت هذا، والشأن كل الشأن في إثباته؛ أُجمل الرد على هذه الفقرة في ثلاث نقاط:
أولاً: إن العنوان فيه تهويل؛ ولو أنصف لكن العنوان ((الشيخ الجابري يُجّوز العمل في البنوك الربيوية ما لم يباشر المعاملة الربوية))، أو ما في معناه، أما قوله: ((هل يفتي الجابري بتعاطي شيء من الربا))، فيه من الإيهام والتضليل ما فيه.
ثانيًا: ليس العلامة عبيد الجابري حفظه الله هو الوحيد من أهل السنة ممن يُجيز العمل في البنوك الربوية لمن لم يقم بالمعاملة الربوية، فمن قبله العلامة عبد الله بن محمد الحميد رحمه الله رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية و ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، وكذلك العلامة عبد المحسن بن ناصر العبيكان حفظه الله.
سئل العلامة عبد الله بن محمد الحميد رحمه الله: ((أنا رجل أعمل في البنك، وسمعت أن العمل في البنك حرام، وأنا أعمل في قسم الوارد والصادر، وتمر عليَّ جميع معاملات لبنك بما فيها معاملات قسم الذي يختص بالقروض، علمًا أن القروض التي تعطي يؤخذ عليها ربح، فهل عملي هذا يستوجب التحريم، وهل الراتب الذي أستلمه يدخل في التحريم؟
الجواب: الأولى ترك البنك، ما دام أنه يعامل بالربا، لكن لا نحرم الراتب، لأن البنك يعامل بالربا ويعامل في غير الربا، فأصبحت أموال البنك مشتبهة مختلطة حرام وغير حرام، فبعضها حرام كالفوائد الربوية، والبعض منها بمناسبة تحويل وبمناسبة مطالب، فهو اختلط هذا بهذا، ولم يميز هذا من هذا، فإذا اختلط الحلال بالحرام ولم يتميز هذا من هذا، فهذا لا بأس بأكله، إلا أن الورع تركه ...)) الخ ([14] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn14)).
أما عن تأجير المحال التجارية والعمائر للبنوك الربوية، سئل العلامة عبد الله بن محمد الحميد رحمه الله: ((أنا قد أجرت منزلي عل بنك يتعامل بالمعاملات الربوية، فهل يجوز لي أخذ الأجرة؟
الجواب: إذا كانت بالمعاملات الربوية ما فيه شيء غيره، الأولى عدم تأجيره، لكن الغالب أن البنوك عندهم مصاريف يصرفونها، وعندهم عقارات، وعندهم أعمال أخرى، فإذا كانت عندهم أعمال ربوية وأعمال غير ربوية واختلط هذا بهذا، فأرجو أن لا حرج، أما إن كانت ربوية محضة ويعطونك من الربوية المحضة، فهذا لا ينبغي)) اهـ ([15] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn15)).
ثالثًا: ثم قول هذا الظالم: ((هذا قرضاوي رقم اثنين))؛ هذا فيه ظلم وجهل بالمسائل الخلافية، فوجود أعلام من أهل السنة فتواهم وكلامهم يشبه كلام الشيخ عبيد؛ يدل على جهل أو وتلبيس، فالعلامة عبد الله بن محمد الحميد رحمه الله قد سبق الشيخ عبيد الجابري حفظه الله فما رقمه؟!
فكيف تُشبّه إمام سنة بإمام ضلالة، هل هذا من العدل، والله عز وجل يقول: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(.
^^^













اتهامه الشيخ بتجويز الدراسة عند أهل البدع ومخالطتهم والأخذ عنهم

قال هذا الظالم: ما موقف الجابري من الدراسة عند أهل البدع ومخالطتهم والأخذ عنهم؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: الأمر في هذا واسع عند الجابري، فيجوز للأولاد الدراسة في مدارس تدرس فيها العقيدة الأشعرية، والقائمون عليها حزبيون مع وجود الاختلاط، ويقول: هي بلوى، لكن عليك أن تتعاهد ابنك وتبين له الخلل في العقيدة. ((وانظر الحجج الكاشفة (ص 227))) ويقول: لا بأس بالأخذ عن المجاهيل فهم من عوام المسلمين. اهـ, منقول من موقع ميراث الأنبياء / قسم: العقيدة والمنهج / التوحيد.
ويقول: لا بأس بالسماع للسروري في رده على الفرق الضالة إذا لم يوجد غيره. قلت: سبحان الله، وهل السروري عند الجابري من الفرق الضالة أم من الفرق المهتدية. ويقول عن جامعة الأزهر: من الجامعات الإسلامية القديمة العريقة، المعترف بها على مستوى العالم الإسلامي وغيره. وأما دماج عنده فحرام الدراسة فيها.
أقول: أما مخالطة أهل البدع ومجالستهم أنقل لك كلام الشيخ: قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله: ((فإنه حذر علماء أجلاء وأئمة جهابذة من الركون إلى أهل الأهواء والشطط وممازجتهم ومخالطتهم، مخالطة تميع وتسكيت وتخدير، من عصر الصحابة إلى اليوم وأنا ذاكر لكم بعض الأمثلة.
روى اللالكائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ((والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني.
فقيل: وكيف؟
فقال: والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب، فيحملها الرجل إلي، فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة، فترد عليه)) اهـ ([16] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn16)).
قال مصعب بن سعد: ((لَا تُجَالِسْ مَفْتُونًا, فَإِنَّهُ لَنْ يُخْطِئَكَ إِحْدَى اثْنَتَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَفْتِنَكَ فَتُتَابِعَهُ, وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِيَكَ قَبْلَ أَنْ تُفَارِقَهُ)) اهـ ([17] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn17)).
وأبلغ من هذا وذاك: قوله: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ))([18] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn18)))) اهـ ([19] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn19)).
وقال الشيخ حفظه الله في كتابه ((الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل)): ((أما أن يتجالس أهل سنة وأهل بدعة، ويقضون الوقت في القيل والقال: فهذا خطأ، لا يجوز، ونحن نحذر من مجالسة أهل البدع)) اهـ ([20] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn20)).
وقال الشيخ حفظه الله أيضًا في كتابه (( الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل)): ((وأنبه إلى أن البدعي الذي لا يدعوا إلى بدعته: لا مانع من الأخذ ([21] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn21)) العلم منه عند الحاجة، معنى هذا: أننا إذا استغنينا بأهل السنة، فلا نركن إلى أهل البدع، وإن كانوا لا يدعون إلى بدعهم)) اهـ ([22] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn22)).
وهذا مذهب سائد موجود لبعض أئمة الحديث، في الأخذ عن الراوي المبتدع، إذا كان لا يدعو إلى بدعته.
^^^
تأسيس الجمعيات

قال هذا الظالم: هل يرى الجابري إنشاء الجمعية أو الدخول تحت مظلة الإخوان المسلمين؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: في سؤال من المغرب عرض على الجابري عن تأسيس الجمعيات فقال: يجوز للضرورة ينظرون أقرب فرقة إلى الحق فيعملون تحت مظلتها وهذا عند الجابري للضرورة، وهل ضل القرضاوي في كثير من فتاويه إلا من هذا الباب الذي توسع فيه على حساب دين الله. وهذه الفتوى منشورة في شبكة سحاب.
أقول: لماذا لم تنقل نص السؤال كامل؟ ولماذا تصوغه بفهمك السقيم؟ وهل جاء في نص السؤال أن الجمعية تتبع الإخوان المسلمين؟ أم أن أقرب فرقة إلى الحق عندك الإخوان المسلمين؟ أم هو التدليس والتلبيس؟
أنقل لك كلام العلامة عبيد الجابري حفظه الله في التعاون مع جمعية إحياء التراث؛ فكيف يكون كلام الشيخ في الإخوان المسلمين الذين هم من شر الجماعات المنحرفة، إن لم يكونوا شرهم.
قال فضيلة الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله: ((وسئل الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى: هل تنصحون الشباب بالدخول مع جمعية إحياء التراث في حلقات تحفيظ القرآن وبعض دروسهم؟
فأجاب الشيخ حفظه الله تعالى: ... الذي أدين الله به أنه لا يجوز التعاون مع تلك الجمعية ولا غيرها من الجمعيات المنحرفة، ولا الانخراط في سلكها، ولا الدراسة في مدارس خاصة بها، ولا حلقات خاصة بها، ولا يجوز التعاون معها في أنشطتها الدعوية؛ لأن هذه الجمعية ثبت عندنا أنها حرب على أهل السنة في الكويت، وكذلك تحتوي فيمن تحتويه من أعضائها المُكفرين، مثل: ناظم المسباح، الذي تنضح أشرطته بالتكفير إن لم يكن كلها فكثير منها!
ومَن هّون أمر هذه الجمعية ولطف حالها فإنه يُرد عليه قوله بشهادة العدول من إخواننا وأبنائنا الكويتيين، ومنهم مشيخة السلفية، ومن المشيخة الذين يعرفون حالها ونحن نقبل قولهم وقول أبنائهم وإخوانهم فيما يجري في الكويت وهم أهل: ومنهم أبو محمد الشيخ فلاح بن إسماعيل، وأبو عثمان الشيخ محمد بن عثمان العنجري وغيرهم من مشيخة السلفية في الكويت)) اهـ ([23] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn23)).
وقال الشيخ عبيد حفظه الله في كتابه ((الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل)): ((إن استطعتم أن تباعدوا المبتدعة؛ فلا تشاركوهم في أي نشاط ديني، أو دنيوي؛ فافعلوا.
أما النشاط الديني: يسمونه النشاط الدعوي؛ فلا تمكنوهم.
ولا تعينوهم على بناء المساجد تنشر فيها البدعة، ولا على مدارس تنشر خلالها البدعة، ولا على طبع كتب تنشر فيها البدعة – أبدًا -؛ لأن من أعانهم وهو يعلم حالهم فإنه مثلهم، شاء أم أبى)) اهـ ([24] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn24)).
نصيحة للشيخ حفظه الله في كتابه ((الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل)) في عدم التعاون مع أهل الأهواء، قال: ((لكن الذي ننصح به، ونشدد فيه، ونَدين الله بأنه الحق:
عدم التعاون مع أهل الضلال والبدع، سواءً كانوا جماعات، أو مؤسسات، أو أفرادًا؛ ونعني به النشاط الدعَوي؛ فلا يستعان بهم في طبع كتب، ولا منشورات أهل السنة، كذلك لا يعانون فيما هو دعمٌ لنشاطهم الهدَّام، ومناهجهم الفاسدة، حتى وإن كان مسجدًا يختص بهم، وينشرون منه أفكارهم الضالة، ومناهجهم الفاسدة؛ فإن التعاون معهم في بنائه أو في دعمه بأي شكل من الأشكال: عون على هدم السنة، هي لن تُهدم، وسوف تبقى، ولن تهُدم – ولله الحمد -؛ لكن يتضرر أناس، ويتأثر أناس لقوة شوكة المبتدعة، وهذا الصنيع يقوي شوكتهم، ويَبسُط سلطانهم، ويرجِّح كفتهم من حيث تشعرون يا أهل السنة، أو من حيث لا تشعرون)) اهـ ([25] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn25)).
ثم قال هذا الظالم: وفي فتوى أخرى جوز لبعض السلفيين ففي ليبيا الدخول مع الإخوان المسلمين والمشاركة معهم، وفي الأوقاف تحت مظلة الإخوان المسلمين.
أقول: أليس نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل تحت جوار الكافر مطعم بن عدي، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)): ثم انتهى إلى مكة فأرسل رجلاً مِن خُزاعة إلى مُطعم بن عدى: أَدْخُلُ في جِوَارِكَ؟ فقال: نعم، ودعا بنيه وقومه، فقال: البِسُوا السِّلاَح، وكونوا عِنْدَ أركانِ البيت، فإني قد أجرتُ محمداً، فدخلَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ومعه زيد بن حارثة، حتى انتهى إلى المسجد الحَرامَ، فقام المطعمُ بن عدى على راحلته، فنادي: يا معشرَ قريش؛ إني قد أجرتُ محمداً، فَلا يهيجه أَحَدٌ مِنْكم، فانتهى رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إلى الرُّكنِ، فاسْتَلَمَه، وصلَّى ركعتين، وانصرف إلى بيته، والمطعمُ بن عدى وولده محدِقون به بالسِّلاح حتى دخل بيته.
ثم إن نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام عمل تحت مظلة العزيز الكافر، قال العلامة ابن باز في رحمه الله ((مجموع فتاوى)): المناصب الدينية من القضاء والتعليم والفتوى والخطابة, مناصب شريفة ومهمة, والمسلمون في أشد الحاجة إليها. وإذا تخلى عنها العلماء تولاها الجهال, فضلوا وأضلوا.
فالواجب على من دعت الحاجة إليه من أهل العلم والفقه في الدين أن يمتثل; لأن هذه الأمور من القضاء والتدريس والخطابة والدعوة إلى الله وأشباه ذلك من فروض الكفايات, فإذا تعينت على أحد من المؤهلين وجبت عليه, ولم يجز له الاعتذار منها والامتناع. ثم لو قدر أن هناك من يظن أنه يكفي, وأنها لا تجب عليه هذه المسألة, فينبغي له أن ينظر الأصلح, كما ذكر الله سبحانه عن يوسف عليه الصلاة والسلام, أنه قال لملك مصر: )اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ( لما رأى المصلحة في توليه ذلك, طلب الولاية, وهو نبي ورسول كريم, والأنبياء هم أفضل الناس, طلبها للإصلاح: يصلح أهل مصر, ويدعوهم إلى الحق.
فطالب العلم إذا رأى المصلحة في ذلك طلب الوظيفة ورضي بها قضائية أو تدريسا أو وزارة أو غير ذلك. على أن يكون قصده الإصلاح والخير, وليس قصده الدنيا, وإنما يقصد وجه الله, وحسن المآب في الآخرة, وأن ينفع الناس في دينهم أولا, ثم في دنياهم, ولا يرضى أن يتولى المناصب الجهال, والفساق, فإذا دعي إلى منصب صالح يرى نفسه أهلا له, وأن فيه قوة عليه , فليجب إلى ذلك, وليحسن النية, وليبذل وسعه في ذلك ولا يقل أخشى كذا, وأخشى كذا)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((فمثلا إذا رأينا أميرا في ناحية لكنه قد أضاع الإمرة وأفسد الخلق فللصالح لهذا الأمر إذا لم يجد أحدا غيره أن يطلب من ولي الأمر أن يوليه على هذه الناحية فيقول له ولني هذه البلدة لأجل دفع الشر الذي فيها ويكون هذا لا بأس به متفقا مع القواعد .
ويحضرني في هذا حديث عثمان بن أبي العاص أنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اجعلني إمام قومي يعني في الصلاة فقال أنت إمامهم فولي الأمر ينظر ما هو السبب في أن هذا الرجل طلب أن يكون أميرا أو طلب أن يكون قاضيا أنبأنا أو طلب أن يكون إماما ثم يعمل بما يرى أن فيه المصلحة)) اهـ.

^^^















الدش والتلفاز ومشاهدة مباريات كرة القدم

قال هذا الظالم: ما هو رأي الجابري في الدش والتلفاز ومشاهدة مباريات كرة القدم؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: في هذا الباب يريد الجابري أن يرخص للعصاة معاصيهم ولكن بأدلة من الإسلام، زعم، والناس يرتكبون المنكر بدون فتوى يا عبيد فلا تزيد الطين بله. فهو يقول: إن شراء التلفاز للأشياء المفيدة كالأخبار والبرامج الدينية والعلمية، وكذا النظر إلى القنوات التي تبث الرسوم المتحركة لا بأس به، طبعًا للفائدة عند الجابري كمعرفة بعض الشركيات عن بعض الفئات، ولا بأس من ظهور العلماء والدعاة عنده في التلفاز لمنفعة الناس، بل يجيز الجابري نظر الرجل إلى مخطوبته عن طريق الإنترنت إن كان هناك مشقة في حضور الخاطب، ويقول: مشاهدة كرة القدم في التلفاز من الأمور التي عمت بها البلوى فمن استطاع ألا ينظر واجتنب نظرة التفكه والتلذذ لا سيما النساء، وألا يوقع المشاهد في الإعجاب فيشجع فريق ويمدحه ويسخر من الفريق الآخر، وألا تفوت هذه مشاهدته مصلحة.
قلت: ما أشبه هذه الاحترازات باحترازات الرافضة في فتاويهم. انظر موقع ميراث الأنبياء / قسم الفقه / والحجج الكاشفة (130-136).
أقول: هل هذه المسائل التي هي محل نظر واجتهاد، للمخطئ أجر وللمصيب أجران، يشنع في مثلها؟ وهل العلماء الذين يظهرون على شاشات التلفاز، الذين زعمت أنهم ردوا على كلام العلامة عبيد، كالعلامة الفوزان، والعلامة اللحيدان، والعلامة عبد العزيز آل الشيخ حفظهم الله، وغيرهم من مشايخ السنة، لا يرون ما يره العلامة عبيد مع هذه القيود وهذه الاحترازات، التي شبهتها باحترازات الرافضة، فلماذا يظهرون؟
فانظر إلى هذا الجواب لسؤال وجه إلى اللجنة الدائمة (15/238-239) :((ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية، المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟
الجواب: مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها، أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
فهل هذه قيود والاحترازات أهل سنة أم أهل الرفض، وممن وقع على هذه الفتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ نائب الرئيس وبرئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
أما قولك: بل يجيز الجابري نظر الرجل إلى مخطوبته عن طريق الإنترنت إن كان هناك مشقة في حضور الخاطب.
فأقول: أنت لم تشر إلى المصدر، وانقل لك الذي وقفت عليه من كلام الشيخ، في لقاء مفتوح للإجابة على الأسئلة الواردة عبر موقع ميراث الأنبياء، بتاريخ 29/ محرم / 1433 هـ الدقيقة (7:45)، هذا السائل يقول: بارك الله فيكم أراد أن يخطب أمرة يتعذر اللقاء بينها وبينه، من أجل إقامته في بلد أخر، فيسأل هل يستطيع أن تتم الرؤيا الشرعية عبر الشبكة – أي: الإنترنت –؟
أجاب الشيخ عبيد الجابري حفظه الله: ((أقول: صاحب الحاجة مولع بإنجازها، فلماذا لا يسافر، هذا فيه تكريم لولي المرأة، يسافر ويخطبها من وليها، ثم يتم النظر بعد أن يميلوا إليه ويميل إليهم، ويكون الاتفاق المبدئي، على المهر وعلى شروط يشترطها وليها، ثم بعد ذلك تكون النظرة الشرعية)) اهـ.
هل يفهم من نصيحة الشيخ بعد السفر ومقابلة وليها والاتفاق على المهر؛ يذهب لينظر إليها عبر الشبكة؛ فإن كان هذا فهمك فهذه مصيبة وأن كان خداعًا فالمصيبة أعظم.
تنبيه:
قوله: ((بل يجيز الجابري نظر الرجل إلى مخطوبته عن طريق الإنترنت))، لماذا لا تستخدم لفظ شبكة بدل الفظ الأعجمي الإنترنت، وكلام أهل العلم في الرطانة معروف.
^^^










اختلاط الذكور بالإناث

قال هذا الظالم: ماذا عن اختلاط الذكور بالإناث؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: لا بأس عند الجابري بالدراسة المختلطة للضرورة والسلفي إن اضطر للاختلاط يغض بصره وهذا لا يضر بسلفيته إن شاء الله، ومن درس في مدارس فيها حصة موسيقي وما استطاع أن يتخلص منها فلا بأس للضرورة ويكون قلبه مطمئن بالإيمان، ونصح بعض الليبيين الذي يدرس في مدرسة اختلاطية، أن يتقدم ويجعل البنات خلفه، وإن تخرج يُدرس كذلك في مدراس اختلاطية، ولكن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويُدرس التوحيد والسنة. ... هذا في أسئلة وجهت له في مسجد الإيمان بعدن في 10 / رجب / 1429 هـ وانظر كل ما تقدم في الحجج الكاشفة.
وسألته سائلة من الجزائر في حكم العمل في الطب مع الالتزام بلباس الأطباء، فنصحها أن يكون ذلك في مجال النسوة وإن اضطرت للعمل مع الرجال فلتلبس الملابس الساترة، ويكون فوقها شعار يدل على أنها طبيبه، وكذا تكشف وجهه حتى يفرق بينها وبين الممرضات.
ثم قال: ومن غريب فتاوى الجابري: أنه أفتى طالبًا في الجزائر يدرس في كلية الطب ولا ينال الشهادة إلا إذا فحص النساء في مختلف التخصصات ولو في التوليد وأمراض النساء وهذا قبل تخرجه لمدة ثلاثة أشهر، بأن هذا لا بأس به إن لم يستطع التخلص منه، ولكن مع غض البصر ثم قال وبئس ما قال: وما أظنك تفحص وحدك ...
أقول: كعادة هذا الظالم التهويل والتلبيس، قول الظالم: ((ماذا عن اختلاط الذكور بالإناث))، يفهم منه أن هذا الاختلاط على إطلاقه، فهذه مجموعة من كلام العلامة عبيد حفظه الله في الدراسة في المدارس المختلطة.
في لقاء مفتوح للإجابة على الأسئلة الواردة عبر موقع ميراث الأنبياء بتاريخ 17/ جمادى الأولى / 1433 هـ الدقيقة (33:42) يقول السائل: شيخنا بارك الله فيكم أنا طالب أدرس بجامعة مختلطة وأعلم أنه لا يجوز لي الدراسة فيها لكني لو أتركها لا يكلمني والدي بعدها أبدا مع العلم أنه لا يدرس معنا طالبات في هذا القسم إلا في عدد قليل من المواد المشتركة بين أقسام أخري والمدرسون به كلهم رجال فما حكم دراستي هذه مع العلم أن المواد المتبقية لي على التخرج هي لطلبة? فقط وجزكم الله خيرًا ونفع بعلمكم.
فأجاب حفظه الله: ((الذي أحفظه عن علمائنا وأئمتنا تحريم الدراسة في المدارس المختلطة والمدارس المختلطة حسب ما فهمناه من تحديدهم وعرفهم هي التي يحضر الرجال والنساء في وقت واحد...
أما إذا كانت الدراسة التي ألزمك والدك بها لا يمكنك أن تدرسها خارج هذه الجامعة لأنها غير موجودة؛ فأوصيك:
أولا: الغض من بصرك.
وثانيا: عدم محادث الطالبات والجلوس إليهن والكلام معهن بحجة الزمالة.
وثالثا: أنصحك أن أذا أمكنك ذلك أن تحضر وقت الاختبار.
وحاصل ما فهمت أن اجتماعكم مع زميلتكم قليل في مواد معينة وليست هي السمة الغالبة على دراستكم؛ وفهمت كذلك أنه لم يبقي عليك لتخرج إلا مواد لا يشارككم فيها الزميلات فأري أن تكمل أو تتم دراستك)) اهـ.
في لقاء مع بعض الأخوة من ليبيا كان في يوم السبت 21 / ربيع الثاني / 1424 هـ وهو مسجل في شريط من تسجلات ابن رجب.
والشريط موجود على الشبكة بعنوان ((أسائلة أخوا من ليبيا)).
سئل حفظه الله كما في الدقيقة (19:20): ما حكم الدراسة أو التدريس في الجامعات أو المعاهد مع المعلم أن الفتيات الدارسات بعضهن ليس متحجب وكذلك متبرجات؟
أجاب حفظه الله بقوله: ((المدارس المختلطة شر جلبه على أهل الإسلام من فتن بالغرب والجهلة؛ وأهل العلم المحققون المعروفون بالنصح للأمة مجمعون على تحريمها أعني الدراسة في المدارس المختلطة لما ذكر في السؤال من مفاسد وغير ذلك هذا من حيث الدراسة فيها ...)) الخ.
في لقاء مفتوح للإجابة على الأسئلة الواردة عبر موقع ميراث الأنبياء بتاريخ 29/ محرم / 1433 هـ الدقيقة (15:30) السائل من ليبيا يسأل عن حكم الدراسة في الجامعات المختلطة مع العلم أن ليس لدينا جامعة غير مختلطة؟
أجاب حفظه الله بقوله: ((سبقت منا فتوى كثيرة ونحن مع أهل العلم الذين يمنعون الدراسة في المدارس المختلطة؛ والبلد الإسلامية إلا من رحم الله مبتلاة بالاختلاط مع السفور وخضوع النساء بالقول وهذا من أكبر سبل الإفساد والفسق، ف?ذهب إلى بلد أخر هاجر إلى بلد ليس في جامعاته اختلاط حتى تأمن على دينك وعرضك)) اهـ.
فمن هذه الفتاوى أن الشيخ لا يُجيز الدراسة في المدارس المختلطة ابتداءً، ثم هو يجوز بقيود وضوابط لمعينين سواء لدراسة أو العمل، وإن كان جمع من أهل العلم لا يوافقه على فتواه، فالعالم يرد كلامه المخالف وتحفظ كرامته؛ وهو مأجور على اجتهاده، أما هذا التهكم والسخرية التي لا تجوز مع عوام المسلمين؛ فكيف بعلماء من علماء المسلمين، بل مع أحد أبرز وأكبر علماء السنة في هذا الوقت.
^^^

مسألة التسول

قال هذا الظالم: ماذا يقول الجابري في مسألة التسول؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: حتى هذا الباب فإن الجابري ولج فيه كما ولج فيه أرباب الجمعيات، فقد أفتى بجواز تجميع الأموال لمصلحة المساجد في أمريكا، وجوزه على حسب زعمه لأمور منها: أن بلدهم كافرة لا تعظيهم شيئـًا، وما عندهم أسباب الاكتساب.
ثم قال: وأعطى تزكية لعبد الله مرعي إلى أهل الخير والبر والإحسان ليتعاونوا معه، وهي تزكيه منشورة، وعبد الله مرعي يستول بدون تزكية فكيف إذا وجد من يعضده. والله المستعان.
أقوال: لقد وجد من كلام وأخبار الشيخ ابن باز رحمه الله العشرات أن لم يكن المئات، فقد تواترت الأخبار عنه في باب الشفاعة لمن أراد أن يبني مسجدًا، أو يحفر بئرُا، أو يكفل يتيمًا أو أرملة أو، يعول أسرة فقيرة أو توفير رواتب دعاة وأئمة مساجد ومؤذنين وغيرهم، فلماذا لم تردون عليه كما رددتم على الشيخ عبيد، ولماذا لم تقل إن الشيخ ابن باز ولج فيه كما ولج فيه أرباب الجمعيات، أم هو الكليل بمكيالين والوزن بميزانين.
وكما قيل:
إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل.
^^^


العيش في بلاد الكفار

قال هذا الظالم: ما رأي الجابري في العيش في بلاد الكفار؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: هذا العمل يباركه الجابري فيقول لبعض المسلمين في فرنسا مادمتم تقيمون شعائر الإسلام فالهجرة في حقكم ليست واجبة، بل أفتى المسلمين في أوربا بالهجرة إلى برمنجهام أحد مدن بريطانيا، فلما رد عليه شيخنا الحجوري حفظه الله تعالى، أظهر تراجعه عن هذا، وبين أن مراده بالهجرة إلى برمنجهام أي إلى المكتبة السلفية في برمنجهام. ((فانظر إلى هذا التلاعب والتناقض المزري)).
أقول: مازال هذا الظالم يسخر ويتهكم؛ وكأن الشيخ عبيد حفظه الله جاء ببدع من القول؛ فهذا قول العلامة ابن عثيمين رحمه الله يوافق قول الشيخ عبيد؛ فلماذا لم يرد على العلامة ابن عثيمين رحمه الله، أم الموازين اختلفت، والآراء انتكست.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)) - (1/3) الشاملة: ((وأعظمه الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، وقد ذكر أهل العلم أنه تجب الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يظهر دينه.
وأما إذا كان قادراً على إظهار دينه ولا يعارض إذا أقام شعائر الإسلام فإن الهجرة لا تجب عليه ولكنها تستحب، وبناء على ذلك يكون السفر إلى بلد الكفر أعظم من البقاء فيه، فإذا كان بلد الكفر الذي كان وطن الإنسان إذا لم يستطع إقامة دينه فيه وجب عليه مغادرته والهجرة منه)) اهـ .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) - (25/391) الشاملة: ((وأما إظهار الدين في دار الكفر، فدار الكفر إذا كان الإنسان لا يستطيع إظهار دينه فيها فإنَّه يجب عليه الهجرة منها، وإن كان يستطيع فإنَّه ينبغي أن يخرج منها؛ لأنَّ بقاءه فيها على خطر، فإذا كان في بلد الكفر يصلِّي ويتصدق ويقيم الجماعة والجمعة ولا أحد يمنعه من ذلك، فهذا قادر على إظهار دينه، لكن مع ذلك لا نُحبُّ له أن يبقى في دار الكفر)) اهـ.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((كتب و رسائل للعثيمين)) - (7/14) الشاملة: ((إذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ولا يجد من يمنعه في ذلك، فالهجرة هنا مستحبة. وإن كان لا يستطيع فالهجرة واجبة وهذا هو الضابط للمستحبّ والواجب)) اهـ.
وقال العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله في ((شرح ثلاثة الأصول)) - (1/163) الشاملة: ((القسم الثاني المستحب: وتكون الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام مستحبة، إذا كان المؤمن في دار الشرك يستطيع أن يظهر دينه، تكون مستحبة، وذلك لأن الأصل الأول من الهجرة أن يتمثل المؤمن من إظهار دينه، وأن يعبد الله جل وعلا على عزة)) اهـ.
^^^







مسألة الانتخابات

قال هذا الظالم: فكيف رأيت الجابري في مسألة الانتخابات؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: رأيته لا فرق بينه بين الإخوان المسلمين فحجته حجتهم حتى لا يسيطر الرافضة حتى لا يستولي العلمانيون حتى لا يفوز الاشتراكيون بهذا المبرر أجاز الإخوان المسلمون الانتخاب وبنحوه يقول عبيد حيث حث أهل السنة في العراق على الدخول في الانتخابات، وكذا في مصر، والفتاوى منشورة في شبكة سحاب، وطبعًا الجابري في هذه الفتوى يرمي بها في برميل الضرورة التي طغت على فكره فأباح للمسلمين كثيرًا من المخالفات. وهكذا يجوز للمسلمين الدخول في الانتخابات إذا كانوا لا يستوفون حقوقهم كما زعم، بل أقبح من هذا أنه أباح للمسلمين في دول الغرب الدخول في الانتخابات للحصول على حقوقهم، وإن تركوا فهو خير، سبحان الله ما هذا الورع البارد.
أقول: وهكذا أصحاب الهوى يقعون ويستهزئون بأهل السنة، كما قال الإمام أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي رحمه الله:((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر)).
وهنا سؤال لماذا يربط أقول الشيخ عبيد بالإخوان المسلمين والقرضاوي؟
وهذه المسألة أيضـًا أختلف فيها أهل السنة، فمنهم من حرمها ومنهم من أجازها لضرورة، بل هناك من أوجب المشاركة؛ وأنقل لك كلام بعض من أهل العلم ممن يجوز عملية الانتخابات للضرورة.
هذا سؤال وجه إلى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية - (1/372) الفتوى رقم (14676) الشاملة:
س: كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ: (الانتخابات التشريعية)، هناك أحزاب تدعو إلى الحكم الإسلامي، وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي. فما حكم الناخب على غير الحكم الإسلامي مع أنه يصلي؟
ج: يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكم الشريعة الإسلامية، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية، وأن يقوموا بالتكاتف يدا واحدة في مساعدة الحزب الذي يعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر؛ لقوله تعالى: )وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ( [المائدة: 49-50]، ولذلك لما بين الله كفر من لم يحكم بالشريعة الإسلامية، حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء، وأمر المؤمنين بالتقوى إن كانوا مؤمنين حقا، فقال تعالى: )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( [المائدة: 57].
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وقع على هذه الفتوى العلامة عبد الله بن غديان رحمه الله عضو ونائب الرئيس العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله والرئيس العلامة عبد العزيز ابن عبد الله بن باز رحمه الله.
وسئل العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله كما في ((لقاء الباب المفتوح)) - (211/13) الشاملة: ((ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟!
الجواب: أنا أرى أن الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر, أتباع كل ناعق, فلابد أن نختار من نراه صالحاً فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك, نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد, لكن ينقصنا الصدق مع الله, نعتمد على الأمور المادية الحسية ولا ننظر إلى كلمة الله عز وجل, ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأن الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: )وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى( [طه: 61] كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: )فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ( [طه: 62] الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: )وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا( [الأنفال: 46]، )فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى( [طه: 62].
والنتيجة أن هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: )آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى( [طه: 70] وفرعون أمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم.
فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل, أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم, هل نقول: نجلس لنوافقهم؟ نجلس معهم لنبين لهم الصواب.
بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأن هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟! نعم ليقيم المعوج, ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية.
السائل: الانتخابات الفرعية القبلية يا شيخ!
الجواب: كله واحد أبداً رشح من تراه خَيِّرَاً، وتوكل على الله)) اهـ.
أقول: الشيخ ابن عثيمين يرى بوجوب المشارك في الانتخابات، فهل رددتم عليه كما رددتم على الشيخ عبيد بالطعن والتهكم والاستهزاء.
ولكن لقائل أن يقول الجابري زاد الطين بله، وجوزها للمسلمين حتى في الدول الكافرة؛ وأنا أنقل لك كلام عَلَم من أعلام أهل السنة.
قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله في - شرح سنن أبي داود - (25/169) الشاملة: ((السؤال: هل المشاركة في الانتخابات من تغيير المنكر باليد، حيث إن الإنسان يختار الرجل الصالح ليكون حاكماً؟
الجواب: هذه الانتخابات ليست من الطرق الشرعية، وإنما هي من الطرق الوافدة على المسلمين من أعدائهم، والحكم فيها للغلبة ولو كانت الأغلبية من أفسد الناس، أو كان الذي ينتخبونه من أفسد الناس؛ لأنهم ينتخبون واحداً منهم، والحكم للغلبة، وحيث يكون الغلبة أشراراً فإنهم سيختارون شريراً منهم. والدخول في الانتخابات إذا لم يحصل من ورائه فائدة ومصلحة فلا يصلح، ولكن إذا كان سيترتب عليه مصلحة من أن الأمر يدور بين شخصين أحدهما سيء والثاني حسن، ولو لم يشارك في تأييد جانب ذلك الحسن فإنه تغلب كفة ذلك السيئ، فإنه لا بأس بالمشاركة من أجل تحصيل تلك المصلحة ودفع المضرة. بل لو كان الأمر يدور بين شخصين أحدهما شرير والثاني دونه في الشر كما يحصل في بعض البلاد التي فيها أقليات إسلامية والحكم فيها للكفار، فإذا صار الأمر يدور بين كافرين أحدهما شديد الحقد على المسلمين, وشديد المعاداة لهم، ويضيق عليهم، ولا يمكنهم من أداء شعائرهم، والثاني مسالم، ومتعاطف مع المسلمين، وليس عنده الحقد الشديد عليهم، فلا شك أن ترجيح جانب من يكون خفيفاً على المسلمين أولى من ترك الأمر بحيث يتغلب ذلك الكافر الشديد الحقد على المسلمين. ومعلوم أنه جاء في القرآن أن المسلمين يفرحون بانتصار الروم على الفرس، وهم كفار كلهم، لكن هؤلاء أخف؛ لأن هؤلاء ينتمون إلى دين، وأولئك يعبدون الأوثان ولا ينتمون إلى دين، وإن كان الجميع كفاراً، لكن بعض الشر أهون من بعض.
ومن قواعد الشريعة ارتكاب أخف الضررين في سبيل التخلص من أشدهما، فإذا ارتكب أخف الضررين في سبيل التخلص من أشدهما فإن هذا أمر مطلوب.
فالحاصل أن الانتخابات في الأصل هي وافدة على المسلمين وليست مما جاء به دينهم، والمشاركة فيها إذا كان سيترتب على ذلك ترجيح جانب من فيه خير على من فيه شر ولو ترك ترجح جانب من فيه شر، فلا بأس بذلك، وكذلك عندما يكون كل منهما شرير، ولكن أحدهما أخف، وأريد ترجيح جانب من كان أخف، كما ذكرت في حق الكافرين اللذين يرجح جانب أحدهما من أجل عدم حصول الضرر من ذلك الذي يكون أشد خبثاً وحقداً على المسلمين، فإنه والحالة هذه يسوغ الانتخاب لهذه القاعدة بارتكاب أخف الضررين في سبيل التخلص من أشدهما.
فلا يجوز أن يشارك في الانتخابات إلا إذا كان الأمر يدور بين خير وشر، وإذا لم يشارك في تأييد الخير سيتقدّم الشرير على غيره، فيجوز الدخول في الانتخابات من أجل تحصيل هذه المصلحة، أو يكونا اثنين خبيثين لكن أحدهما أخف على المسلمين من الآخر، ويمكِّنهم من إقامة شعائرهم، فمثل هذا إذا رجح جانبه من قبل الأقليات الإسلامية لا بأس بذلك؛ لأنهم لا يختارون إماماً للمسلمين، وإنما يختارون واحداً متعاطفاً معهما، فهما شران لا بد منهما، وبعض الشر أهون من بعض، فمن كان أصلح لهم وأخف ضرراً عليهم فإن ارتكاب أخف الضررين في سبيل التخلص من أشدهما أمر مطلوب.
والحاصل: أن الدخول في الانتخابات ليس على إطلاقه، والأصل ألا يدخل فيها إلا إذا حصل في الدخول مصلحة بأن كان الأمر دائراً بين شرير وطيب، أو بين شريرين أحدهما أخف من الآخر، وكان ترك المشاركة يؤدي إلى تغلب من هو أخبث وأشد؛ ففي هذه الحالة لا بأس بذلك من أجل ارتكاب أخف الضررين في سبيل التخلص من أشدهما))اهـ.
أقول: وهذا العَلَم المحدث الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله لم يقل وإن تركوا فهو خير، فهل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله لم يتورع الورع البارد؟ أم الورع المظلم؟
وسئل العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله كما في ((ثمرات التدوين من مسائل)) - (1/139) الشاملة: ((عن المسلمين في أمريكا، هل يشاركون في الانتخابات التي تجري في الولايات لصالح مرشح يؤيد مصالح المسلمين ؟
فأجاب: بالموافقة ، دون تردد)) اهـ.
^^^





مسألة حل السحر بالسحر

قال هذا الظالم: ما هو الذي أشيع عن الجابري في حل السحر عن السحرة؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: الجابري يفتي بجواز حل السحر عند الساحر. لكن يقيده بقيود:
1- أن يكون المسحور متأكد من الذي سحره.
2- أن يكون قد تعب من السحر ولم يستفد من الرقية أو لم يجد من الرقية.
3- أن يسلم الساحر إلى الجهات المختصة ويلزمه بحل السحر.
4- حتى لو تاب الساحر فإنه يفك السحر من سحره ولو بطلاسم وهذا للضرورة. انظر موقع ميراث الأنبياء / الأحد / 22/ 1 / 1433 هـ الموافق 18/12/2011م.
ثم أخذ يسخر ويتهكم كعادته.
أقول: حل السحر بالسحر، هذا قول لبعض أهل العلم، منهم سيد من سادات التابعين، وهو: سعيد بن المسيب رحمه الله.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في كتابه ((القول المفيد على كتاب التوحيد)): ((قوله: ((أيحل عنه أو ينشر)): لا شك أن ((أو)) هنا للشك; لأن الحل هو النشرة.
قوله: ((لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح)): كأن ابن المسيب - رحمه الله - قسم السحر إلى قسمين: ضار، ونافع.
فالضار محرم، قال تعالى:) وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ( [البقرة: 102] والنافع لا بأس به، وهذا ظاهر ما روي عنه، وبهذا أخذ أصحابنا الفقهاء، فقالوا: يجوز حل السحر بالسحر للضرورة، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يجوز حل السحر بالسحر، وحملوا ما روي عن ابن المسيب بأن المراد به ما لا يعلم عن حاله: هل هو سحر، أم غير سحر؟ أما إذا علم أنه سحر; فلا يحل، والله أعلم. ولكن على كل حال حتى ولو كان ابن المسيب ومن فوق ابن المسيب ممن ليس قوله حجة يرى أنه جائز; فلا يلزم من ذلك أن يكون جائزا في حكم الله حتى يعرض على الكتاب والسنة)) اهـ.
انظر كيف عرض العلامة ابن عثيمين رحمه الله المسألة، وكيف رد على التابعي الجليل سعيد بن المسيب رحمه الله بأدب؛ فهذا درس عملي لك ولي ولجميع طلاب العلم كيف يرد على أهل السنة بأدب وكيف تحفظ كرامتهم.
وأنا أنقل لك كلام الشيخ في حل السحر بالسحر في أخر ما صدر له من كتب في هذه السنة، قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله في كتابه ((فتح القدوس السلام بشرح نواقض الإسلام))([26] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn26)): ((حل السحر بسحر مثله، وهذا محرم بإجماع من يعتد بقوله من الأئمة، وعلى المسلم الذي ابتلى بالسحر مع استعماله ما يباح شرعًا وقدرًا عليه الصبر، والاحتساب تأسيًا بنبيه صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحر، سَحره اليهودي لبيد ابن الأعصم عليه لعنت الله والملائكة والناس أجمعين)) اهـ.
^^^




اتهامه الشيخ بالتكفير

قال هذا الظالم: كيف حال الجابري في باب التكفير؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: الجابري لا يتورع في هذا الباب فله عبارات تشبه عبارات لسيد قطب في المجتمعات، فقد قال في شرح الأصول الستة ((ص 80)): لو غربلت المسلمين غربلة، ونخلتهم نخلا، لوجدت أنهم لم يجتمعوا إلا على لفظ لا إله إلا الله محمد رسول الله، يعني لو عملت منظارًا صحيحًا لواقع المسلمين لوجدتهم فقط مجتمعين على ماذا؟ لوجدتهم مجتمعين على لا إله إلا الله لفظـًا دون المعنى والعمل ((!)) فمنهم ((!)) القبوري وفيهم الرافضي، ومنهم والصوفي الحلولي، إلى غير ذلك. وقد تقدم لك أنه يحكم على شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله بالردة وكذا الشيخ ربيع عياذا بالله، وهكذا أهل الباطل يتردون من شر إلى شر نسأل الله السلامة.
أقول: هذا الكلام الذي يدعي صاحب المطوية أنه خطأ، موجود في (ص 80) لدار الغرباء الأثرية التي كانت طباعتها سنة 1414 هـ والآن أكثر من عشرين عام لم ينتبه لهذا الخطاء المزعوم غيرك، وفي طبعة دار الفرقان في (ص 113)؛ وبين الطبعتين عشر سنوات.
قال العلامة عبيد حفظه الله في الطبعة الأخيرة (ص 9): ((إعادة النظر في ذلك الشرح ومن ثم القيام بتهذيب العبارات التي رأيت الحاجة تدعوا إلى تهذيبها تنقيحها)) انتهى.
فعلى فهمك السقيم أن الشيخ مُصر على خطئه.
الشيخ عبيد حفظه الله يتكلم عن الواقع المؤلم لحال المسلمين، ويخبر أن في كثير منهم شركيات، وذكر الرافضة والقبورية، وليس في كلام الشيخ حكم على الناس كما وصل إليه فهمك السقيم؛ وإن كان أغلب الظن أنك تلبس على المسلمين، وتوهمهم بمقدمتك أن الشيخ عبيد حفظه الله يكفر كما يكفر سيد قطب؛ أم أن عندك أن الأمة المسلمة تشهد بشهادة الإسلام لا إله إلا الله لفظـًا ومعني، وهذا يكذبه الواقع، والشيخ عبيد حفظه الله ينظر بمنظار شرعي صحيح، ويقول: ((لو عملت منظارًا صحيحًا لواقع المسلمين))، فأنا لا أعلم المنظار الذي تنظر به، وأن كان أغلب الظن أنه منظار الهوى؛ وهل أنت تعيش في الواقع الذي يتحدث عنه الشيخ عبيد حفظه الله أما تعيش في خيال.
ثم تتهم الشيخ عبيد حفظه الله بتكفير شيخك الحجوري، ثم قلت: وكذا الشيخ ربيع.
أقول: لماذا لم تشر للمصدر الذي أخذت منه هذه الفرية، فهذه فرية بلا مرية، فالشيخ عبيد حفظه الله وكذلك الشيخ ربيع حفظه الله وجميع السلفيين من أبعد الناس عن تكفير المعين، وصغار الطلاب من السلفيين فضلاً عن أهل العلم يعلمون أن تكفير المعين يحتاج إلى استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع، ومن إقامة الحجة، واستبانت المحجة، والمشايخ من أحرص الناس على مراعاة هذه الضوابط.
ثم منذ متى وأتباع الحجوري يشيخون علماء السنة الذين ردوا على شيخهم الحجوري، كالشيخ ربيع، هل قبل أحداث دماج الأخيرة أم بعدها؟
ثم لا نعلم من منهج الشيخ عبيد حفظه الله تكفير المعين إلا بتوفر الشروط وانتفاء الموانع، مقتديًا بعلماء السنة؛ وشيخكم قد وقع في طوام وبدعة، رد عليه جمع من أهل السنة، وقد جمع له في الرد عليه جملة من طعونه في الصحابة، فأين ردكم عليه، أم هو مازال شيخ? وإن طعن في الصحابة?
قال الشيخ أبو عمار علي بن حسين الشريفي الحذيفي حفظه الله: ((مطاعن الحجوري في الصحابة هي كما يلي:
أولا: توسع الحجوري بذكر شيء من ذنوبهم في سياق الكلام على أنهم غير معصومين كما فعل في ((أحكام الجمعة)).
وثانيًا: أنهم وقعوا في الإرجاء كما ذُكر ذلك عن قدامة بن مظعون، وأكد ذلك في ((تبيين الكذب والمين)).
وثالثًا: أن من الصحابة من شارك في قتل عثمان بن عفان كما ذكر ذلك في ((أحكام الجمعة)).
ورابعًا: أن عثمان حصلت له خذيلة – أي: خذله جماعة من الصحابة ولم يقاتلوا معه -، وذلك لما حلف عثمان على بعضهم أن يرجعوا ولا يقاتلوا حتى لا يسفك دم.
خامسًا: فسر الآية: )أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها( [آل عمران: 165]. بأن أصحاب بدر عصوا الله مرتين فسلط الله عليهم مصيبة.
وقد تعقبه شيخنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي في بعض محاضراته بأن معنى الآية: أولما أصابكم يوم أحد مصيبة فقتل منكم سبعون شخصًا، - وأنتم قد أصبتم مثليها يوم بدر، فقتلتم سبعين وأسرتم سبعين – قلتم يوم أحد أني هذه المصيبة التي أصبناها؟ قل هو من عند أنفسكم.
وسادسًا: أنه يرى أذان عثمان بدعة، تاركا إجماع العلماء في المسألة، بل وبتر نصوص العلماء التي تدل على أن أذان عثمان سنة وأن البدعة إنما هو ما أحدثوه من بعده)) اهـ ([27] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn27)).
وأنا أنقل لك كلام الشيخ في مسألة التكفير، قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله في كتابه ((الطيب الجني على شرح السنة للإمام المزني))([28] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn28)): ((أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا بد من قيد: (ما لم يستحله)؛ فإن من أتي كبيرة من الكبائر وهو مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، له حالتان حينما يرتكب هذه الكبائر.
إحداهما: أن يأتي ما يأتي من كبائر الذنوب والآثام معتقدًا تحريمها فهذا فاسق، ولا يكفره إلا الخوارج، لآن الخوارج يكفرون بالكبيرة.
والحال الثانية: أن يأتي من كبائر والآثام وعظائم الذنوب مستحلا لها عن علم عامدًا عاقلا اجتمعت فيه الشرط وانتفت عنه الموانع فهذا كافر)) اهـ.
^^^











مسألة حلق اللحية للمضطر

قال هذا الظالم: هل قال الجابري في حلق اللحية شيئـًا؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: الجابري مفتي خطير حتى في هذا الباب طرقه وقال يجوز تخفيف اللحية للعساكر طبعًا للضرورة والرد عليه منشور في شبكة العلوم السلفية.
أقول: لماذا لم تنقل المصدر الذي جاء فيه كلام الشيخ؟ وهل من في شبكة العلوم على طريقتك؟
لو أنصف هذا المتهكم لقال: الشيخ الجابري حفظه الله يجيز حلق اللحية للضرورة، أو نحو هذه العبارة، ولكن كعادة هذا الظالم التهويل والسخرية من كلام الشيخ في المسائل الخلافية، التي مدارها على الأجر والأجرين، فقال هذا الظالم: ((هل قال الجابري في حلق اللحية شيئـًا))؛ ولا يخفي على طالب العلم ما أفتي به شيخ شيوخه وشيخ مشايخ اليمن العلامة مقبل الوادعي رحمه الله بجواز حلق اللحية للضرورة؛ وهذا أيضًا سببه الميزان الأعوج.
^^^






أقوال الشيخ عبيد ونقله

قال هذا الظالم: هل الجابري ثقة في أقواله ونقله؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: الجابري ضعيف لأنه يتلقن التراهات فينقلها دون تروي، فينقل له حمالة الحطب عرفات البصيري وهاني بريك وغيرهما بعض الأخبار المصطنعة. فتاره يقول الجابري: إن محافظة صعدة علي محسن الأحمر. وتارة يقول الجابري: الحجوري جاء عنه روايتان: أحدهما: أنه كان يعمل في المملكة في محل (كل شيء بريالين). والثانية: أنه كان يعمل في ورشة. ويقول: الحجوري ذهب دماج بعد حرب الخليج الثانية. ويقول: الحجوري طرده الشيخ مقبل فتوسط له عبد الرحمن العدني. وكل هذا كذب صراح، تسقط به وحده عدالته وقد رد عليه شيخنا الناصح الأمين، ورده منشور في شبكة العلوم السلفية.
أقول: أخر هذا الظالم هذه النقطة، وحشد هذا الجمع، ليأتي في نهاية المطاف بهذا الكلام ليخرج لنا هذه النتيجة الظالمة، ((تسقط به وحده عدالته))؛ ليذهب ثناء أهل العلم على الشيخ الفاضل عبيد حفظه الله في مهب كلام هذا الظالم، ثم يقال: الجرح مقدم على التعديل، والجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل، لكي يسقطوا هذا العالم، والشيخ معروف بورعة وتقواه وتثبته، والشيخ لا يقبل الكلام في الأخر حتى يسمع من الطرف المتكلم فيه، أو يقرأ له من كلامه المنشور أو يسمع مادة صوته له.
والخطأ والوهم من طبيعة البشر، والشيخ عبيد لا يبرى نفسه منه، ولكن ما الذي يغلب على أخبار الشيخ وأحكامه، من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط، وهذه الأخبار أن صحت ليس لها كبير فائدة فجلها أخبار تاريخية؛ لا تسقط من عدالة الشيخ.
أنقل كلام الشيخ ومنهجه في التثبت؛ قال الشيخ حفظه الله:((الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل))([29] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn29)): ((أقول لكم ولكل من تبلغه الرسالة هذه: إن مصادر الجرح عندنا ثلاثة:
أحدها: كتب الرجل أو منشوراته التي تصدر عنه بخط يده.
ثانيها: صوت مسجل عليه.
وثالثها: نقل الثقات عنه.
هذه كلها مصادر جرح عندنا)) اهـ.
^^^










التوسع في الضروريات

قال هذا الظالم: هل توسع الجابري في الضروريات؟
ثم قال هذا الظالم: الجواب: نعم توسع توسعًا ليس له نظير، بل وافق الإخوان المسلمين، بل تجاوزهم في بعض المسائل بمراحل، ومن ذلك أنه يجيز لإمام يطلب منه أن يشيد بالمولد النبوي في خطبة الجمعة، أو يبعد عن الخطابة، فحثه على ذكر مولد الرسول، يذكر تاريخه، ويأتي بالمعاريض، زعم. وكذا لو ألزم بالقنوت بالفجر فيقنت سرًا، إلى غير ذلك من هذه الفتاوى التي يستحيى من ذكرها فضلا عن الرد عليها، وقد رد أهل السنة على الجابري في كل فتوى قالها مخالفة للحق، والردود منشورة في الإنترنت، وخصوصًا في شبة العلوم السلفية.
أقول: أثبت العرش ثم أنقش، وهذه الأمثلة التي يضربها هذا الجاهل ليست من باب الضروريات، ولكن هي من باب جلب المصالح ودفع المفاسد.
قال العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله في كتابه ((تنوير المبتدي بشرح منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي))([30] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn30)): ((درء المفسدة يقدم على جلب المصلحة إذا ترجح، وهذا الباب عظيم من أبواب الفقه، وهو من ميزات أهل السنة والجماعة ولا يفقه كل أحد.
والنظر في تطبيق هذه القاعدة إلى الشرع لا إلى العقل، فمن كان فقيهًا متضلعًا في الفقه فهو الذي يعرف كيف يوازن بين المصالح والمفاسد، فإن ترجح لديه تقديم مصلحة قدَّم، وإن رأى أن دفع المفسدة أرجح من جلب المصلحة دفع المفسدة، وإن أمكن تحقيق الأمرين: الجلب للمصلحة والدفع للمفسدة؛ فهو الفرض.
والأدلة على ذلك كثير جدًا، منها: قوله تعالى: )وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ( [الأنعام: 119].
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لنقضت الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم ...))([31] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn31)).
ثم قال الشيخ: والسنة في هذا الباب مستفيضة إن لم تكن متواترة)) اهـ.
أما تعريف الضرورة، يقول العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله في كتابه ((تنوير المبتدي بشرح منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي))([32] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn32)): ((ما بلغت حَدَّا إن لم يتناول الممنوع هلك، أو قارب كالمضطر للأكل بحيث لو بقي جائعًا أو عُريانـًا لمات، أو تلف منه عضو وهذا يبيح تناول المحرم)) اهـ.
وبيانها، فقال العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله في كتابه ((تنوير المبتدي بشرح منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي))([33] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn33)): ((فمن اضطر إلى أكل لحم الميتة يُباح له بقدر حاجته، فهي مقيدة بقوله: )إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ( [الأنعام: 119]. والضرورة إما فردية أو جماعية.
الفردية يجتهد الفرد في مقدار الضرورة حسبما حَدَّه الشارع.
والجماعية لابد فيها من تدخل أهل العلم والحل والعقد؛ فهم الذين يقدرون الأمور ويزنونها، ويحكمون للأمة بمقدار المُحرم المضطرِّين إليه)) اهـ.
ثم قال العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله ([34] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn34)): ((ويندرج تحت قاعدة الضرورات تبيح المحظورات ضوابط فقهية مهمة ومنها:
أولا: ما أبيح للضرورة يُقدر، ومن ثمَّ لا يأكل من الميتة إلا قدر سد الرمق.
الثاني: الضرر لا يُزال بالضرر، كما لو كان له على شخص دَين، ومعه قدرة فقط؛ فإنه يأخذ وإن تضرر المديون، لكن إذا كان يتضرر بحيث إنه يهلك أو يتلف فلا.
الثالث: يقدم أدني المفسدتين لدفع أعلاهما.
الرابع: درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح)) اهـ.
^^^









توعده لأحد أكبر مشايخ الدعوة السلفية في اليمن

توعد هذا المجرم أن يسل سيف على أحد أبرز علماء اليمن السلفيين، وهو: الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله؛ كما في أحد النسخ المطوية.
فإن كان كلامًا علميًا، فليس الشيخ الوصابي معصومًا، أما إن كان بالبتر والحذف واللمز والهمز والتدليس والتلبيس.
أقول: أشفق على نفسك، فالموت قريب، والحساب عسير، والخطب جليل، والكل محتاج إلى كل حسنه عملها، فلا تجعلها هباء في مهب الريح، أذكرك ونفسي بقول الله عز وجل: ) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( [الزلزلة: 7-8]، وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ؛ أخرجه مسلم.
وبهذا ستحمل وزرك وأوزار السفهاء الذين جرأتهم على مشايخ وعلماء الدعوة السلفية، فأنصحك بأن تكسر قلمك، وتورق مدادك، وتخرق ورقك، كما أنصحك بالنصيحة الذهبية التي نصح بها الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه ((تذكرة الحفاظ)): ((ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقله الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد
قال الله تعالى عز وجل: ) فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( [النحل: 43]، فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)) اهـ.
^^^












الخاتمة

وفي الختام، هذه المسائل التي انتقدها هذا المجرم الشيخ عبيد، بها طعن واستهزاء وتهكم وظلم وتعدي وبتر للنصوص وحذف وتهويل وتلبيس، كما جعل بعض المسائل الخلافية محل لسخرية بالشيخ عبيد حفظه الله، فلماذا لم يستهزئ بالعلماء الذي سبقوه؟ فعن قتادة قال: ((من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه))؛ والعالم من أهل السنة إذا أخطأ يرد خطأه وتحفظ كرامته، وهو مأجور على اجتهاده غير مأزور، فلا عصمة لأحد من البشر غير الأنبياء.
كما أحذر نفسي وأخواني وهذا المجرم ومن سار على نهجه ((أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله، قبل موته بموت القلب)).
كما أنبه كيف يُسوق ويروج لمثل هذا المجرم؟ ويروج رقم هاتفه في بلدنا ليبيا ولعله في اليمن وغيرها من البلدان؛ للاتصال به واستفتائه؛ كما قيل:
تصدر للتدريس كل مهوس جهول يسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها و حتى سامها كل مفلس
فاتقوا الله إخواني المسلمين، ((فإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)) كما قال ابن سيرين رحمه الله.
ولا تجعلوا المسائل الخلافية محل للطعن والهمز واللمز والسخرية، ويلاك في عرض العالم بسببها، التي هي محط اجتهاد، ويدور فيها كلام العالم بين الأجر والأجرين، كما قيل: كل مجتهد مأجور، أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ)).
وعلماء أهل السنة لا يتعمدون الخطأ في اجتهادهم، فإذا أخطأو فالله يغفر لهم، إن شاء الله تعالى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه ((رفع الملام عن الأئمة الأعلام)): ((فيجب على المسلمين - بعد موالاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن. خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم.
إذ كل أمة - قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم - فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا .
وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عامًا يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته، دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقًا يقينيًا على وجوب إتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه)) اهـ.
قبل أن أضع قلمي، وأطوي صفحات أوراقي، لا يفوتني بعد شكر الله أن أشكر أخي الفاضل أبي إسحاق خالد بن نوري العكاري، الذي اقتطع جزءًا من وقته، وعلى ما بدله من جهد لتصحيح ما زل به قلمي، فجزاه الله عني خير الجزاء وأوفره.
كما لا يفوتني أن أذكر أخواني بأن لا يبخلوا عليَّ بإهداء عيوبي، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، والله أعلم.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 22 شعبان سنة 1435 هـ
الموافق لـ: 20 يونيو سنة 2014 م

([1]) كذا؛ والصواب التبيين.

([2]) رد العلامة عبيد الجابري على قواعد علي الحلبي الجديدة(ص 9)، ما بين المعكوفتين من ترجمته في كتاب ((فتح ذي الجلال والمنه)).

([3]) غراس الجنة في شرح أصول السنة (ص 24-25).

([4]) انظر: مقدمة الشيخ أحمد بازمول في كتاب رد العلامة عبيد الجابري على قواعد علي الحلبي الجديدة.

([5]) كل التزكيات منقولة باختصار وتهذيب من شبكة سحاب السلفية تحت عنوان ((ثناء العلماء والمشايخ على الشيخ عبيد الجابري))؛ وموجودة كذلك في البينة السلفية.

([6]) الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل كما في مجموعة الرسائل الجابرية (ص 164).

([7]) غراس الجنة في شرح أصول السنة (ص 26-27).

([8]) منها: ((البيان الفوري بالكشف عن فساد وأصول وقواعد يحيى الحجوري)) للشيخ عرفات المحمدي، ومنها: ((التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات)) للشيخ علي بن حسين الشريفي الحذيفي.
قلت: ومن شذوذ أقوال يحيى الحجوري في مسألة الدعاء كما في كتابه ((السيل العريض الجارف لبعض ضلالات الصوفي عمر بن حفيظ)): ((أما أنه يقول: أسألك باسمك الأعظم، هذا دعاء ليس عليه دليل، وهو محدث))؛ من سبقك يا حجوري لها القول، وقد تعلمنا من علماء السنة أنك لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام؛ هذا الخطأ لم أر من نبه عليه.

([9]) مجموع الفتاوى (20/ 56).

([10]) مجموعة الرسائل الجابرية (ص 141).

([11]) كذا وفي الشريط رضي الله عنه يقول.

([12]) التقرير الأحمد بشرح أصول السنة للإمام أحمد (ص 142).

([13]) المصدر السابق (ص 47).

([14]) الفتاوى والدروس في المسجد الحرم لسماحة الشيخ عبد الله بن محمد الحميد (ص 693).

([15]) المصدر السابق (ص 720).

([16]) ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) اللالكائي (1 /61).

([17]) أخرجه ابن بطة العكبري ((الإبانة الكبرى)) (2 / 442).

([18]) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: من يؤمر أن يجالس، رقم (4833)، والترمذي، أبواب الزهد، باب (45)، رقم (2378) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: ((حسن غريب))، وصححه الألباني رحمه الله.

([19]) جناية التميع على المنهج السلفي (ص 12-13).

([20]) مجموعة الرسائل الجابرية (ص 160).

([21]) كذا، ولعله الصواب أخد.

([22]) المصدر السابق (ص 163).

([23]) رد العلامة عبيد الجابري على قواعد علي الحلبي الجديدة حاشية (ص 50-51).

([24]) مجموعة الرسائل الجابرية (ص 178).

([25]) المصدر السابق (ص 216).

([26]) (ص 70-71).

([27]) التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات (ص 28-29)، تقديم: العلامة عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله.

([28]) (ص 89-90).

([29]) مجموعة الرسائل الجابرية (ص 166).

([30]) (ص 41-43).

([31]) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب من ترك بعض الاختيار ...، صحيح مسلم، كتاب الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، عن عائشة رضي الله عنها.

([32]) (ص 56).

([33]) (ص 55).

([34]) (ص 56-57).