المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في كتابه ((فقه الأدعية والأذكار)).



عزالدين بن سالم أبوزخار
13-Sep-2015, 09:15 AM
كتاب الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله ((فقه الأدعية والأذكار)) كتب الله عز وجل له القبول، فانتشر في أرجاء الأرض، وتسارع طلاب العلم على اقتنائه، كيف لا وقد كتبه شيخ قد تخصص في هذا الباب وزاده بهاء تقديم الإمام ابن باز رحمه الله للقسم الأول منه والشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله له في هذا الباب مجموعة كتب منها:
فقه الأسماء الحسنى.
مختصر فقه أسماء الله الحسنى.
اثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم
فقه الدعاء.
شرح حديث سيد الاستغفار.
فوائد الذكر وثمرته.
فضل الكلمات الأربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقد استله من كتابه الكبير ((فقه الأدعية والأذكار)).
والذي أعلمه أنه أشرف على رسالة علمية بعنوان ((التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه)) لمحمد بن إسحاق كندو طبعت في مجلدين.
ولكن العبد الضعيف له وقفة مع هذا الكتاب ((فقه الأدعية والأذكار))، مع انتشاره وتعدد طبعاته، فقد طبعت جزءًا منه دار ابن القيم وابن عفان ثم كاملًا عن دار كنوز اشبيليا في مجلدين ثم أخيرًا دار الوسطية في مجلد، والكتاب في أربع أجزاء.
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله وبالخط العريض في كتابه ((فقه الأدعية والأذكار)) (1/225) طبعة كنوز اشبيليا: ((حمدُ الله هو أفضل النعم)).
أقول: لا يخفي على إخواني الكرام فضلا عن طلاب العلم أن أفضل ما أنعم الله عز وجل به على عبادة أن هداهم للإسلام وأرشدهم للإيمان به وعرفهم التوحيد.
وأفضل على وزن أفعل يدل على تفضيل الحمد على سائر النعم، من نعمة الإيمان وغيرها، وهذا مردود.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم قال: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله)).
رواه ابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم، وحسنه الإمام الألباني رحمه الله كما في ((صحيح الترغيب والترهيب)).
وأخرج الترمذي في ((جامعه)) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )) والحديث صححه وحسنه الإمام الألباني رحمه الله كما في ((مشكاة المصابيح)).
قال سفيان بن عيينة كما في ((كلمة الإخلاص لابن رجب)): (ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرّفهم لا إله إلا الله).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه ((الحسنة والسيئة)): ((فأفضل النعم نعمة الإيمان)).
هذا إذا كانت النعم المقصودة من كلام الشيخ من فعل الرب سبحانه.
أما إذا كان أفضل النعم من فعل العبد كذلك قوله سدده الله مردود، لأن النطق بالشهادة وقول لا إله إلا الله أفضل من قول الحمد لله.
ولهذا لو قال الكافر الحمد لله وكررها عدد من المرات لم يكن بذلك مؤمنًا ولا بالله عز وجل موحدًا.
فأفضل نعمة في الدنيا شهادة التوحيد ومعرفة الله عز وجل، أما أفضل نعيم في الآخرة رؤية وجه الله عز وجل.
هذا واسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يردنا إليه ردًا جميلًا، هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار