أبو فريحان
07-Oct-2015, 04:13 PM
يا أصحاب الخدم اتقوا الله فيهم ...
{ الاهتمام والعناية بالخدم والعاملين لدى المرء والرفق بهم }
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ ) . "الصحيحة" (2842) .
{ قَالَ شيخُنا الألباني (6/ الثاني /823) } :
والمراد بـ ( الإِخْوَان ) هنا المماليك، قال ابن الأثير في "النهاية" {(2/288)}:
"الخَوَلُ : حَشَمُ الرجُل وأتباعُه ، وأحدُهم "خَائِلٌ" ، وَقَدْ يَكُونُ وَاحِداً، ويقَعُ عَلَى العَبدِ والأمَة ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ
التَّخْوِيل : التَّمليك . وَقِيلَ : مِنَ الرِّعاية" . انتهى من "الصحيحة" .
قال مهذبه : { مناسبة الحديث } :
عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ إِنِّى سَابَبْتُ رَجُلاً ، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ ، فَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ( يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ : (فذكره) . متفق عليه .
( من فقه الحديث ) :
أَيْ يُطْعِمْهُ مِنْ جِنْسِ مَا يَأْكُلُ لِلتَّبْعِيضِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ "مِنْ" ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : (فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ لُقْمَة) ؛ فَالْمُرَاد الْمُوَاسَاة لَا الْمُسَاوَاة مِنْ كُلّ جِهَة . لَكِنْ مَنْ أَخَذَ بِالْأَكْمَلِ كَأَبِي ذَرّ فَعَلَ الْمُسَاوَاة وَهُوَ الْأَفْضَل ، وَهُوَ يَقْتَضِي الرَّدّ فِي ذَلِكَ إِلَى الْعُرْف ، فَمَنْ زَادَ عَلَيْهِ كَانَ مُتَطَوِّعاً ، ( وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ )
أَيْ بمَا يَعْجَزُونَ عَنْهُ لِعِظَمِهِ أَوْ صُعُوبَته ، وَالْمُرَادُ : أَنْ يُكَلَّفَ الْعَبْدُ جِنْسَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ كَانَ يَسْتَطِيعُهُ وَحْده وَإِلَّا فَلْيُعِنْهُ بِغَيْرِهِ .
وَفِي الْحَدِيثِ : النَّهْيُ عَنْ سَبِّ الرَّقِيق وَتَعْيِيرِهمْ بِمَنْ وَلَدَهُمْ ، وَالْحَثُّ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَالرِّفْقِ بِهِمْ ، وَيَلْتَحِقُ بِالرَّقِيقِ مَنْ فِي مَعْنَاهُمْ مِنْ أَجِيرٍ وَغَيْره . وَفِيهِ عَدَمُ التَّرَفُّعِ عَلَى الْمُسْلِمِ وَالِاحْتِقَارِ لَهُ . وَفِيهِ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَإِطْلَاقُ الْأَخِ عَلَى الرَّقِيقِ - أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ -" . "فتح الباري" (5/175) .
اختاره وهذبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
20/ 12 / 1424هـ
{ الاهتمام والعناية بالخدم والعاملين لدى المرء والرفق بهم }
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ ) . "الصحيحة" (2842) .
{ قَالَ شيخُنا الألباني (6/ الثاني /823) } :
والمراد بـ ( الإِخْوَان ) هنا المماليك، قال ابن الأثير في "النهاية" {(2/288)}:
"الخَوَلُ : حَشَمُ الرجُل وأتباعُه ، وأحدُهم "خَائِلٌ" ، وَقَدْ يَكُونُ وَاحِداً، ويقَعُ عَلَى العَبدِ والأمَة ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ
التَّخْوِيل : التَّمليك . وَقِيلَ : مِنَ الرِّعاية" . انتهى من "الصحيحة" .
قال مهذبه : { مناسبة الحديث } :
عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ إِنِّى سَابَبْتُ رَجُلاً ، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ ، فَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ( يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ : (فذكره) . متفق عليه .
( من فقه الحديث ) :
أَيْ يُطْعِمْهُ مِنْ جِنْسِ مَا يَأْكُلُ لِلتَّبْعِيضِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ "مِنْ" ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : (فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ لُقْمَة) ؛ فَالْمُرَاد الْمُوَاسَاة لَا الْمُسَاوَاة مِنْ كُلّ جِهَة . لَكِنْ مَنْ أَخَذَ بِالْأَكْمَلِ كَأَبِي ذَرّ فَعَلَ الْمُسَاوَاة وَهُوَ الْأَفْضَل ، وَهُوَ يَقْتَضِي الرَّدّ فِي ذَلِكَ إِلَى الْعُرْف ، فَمَنْ زَادَ عَلَيْهِ كَانَ مُتَطَوِّعاً ، ( وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ )
أَيْ بمَا يَعْجَزُونَ عَنْهُ لِعِظَمِهِ أَوْ صُعُوبَته ، وَالْمُرَادُ : أَنْ يُكَلَّفَ الْعَبْدُ جِنْسَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ كَانَ يَسْتَطِيعُهُ وَحْده وَإِلَّا فَلْيُعِنْهُ بِغَيْرِهِ .
وَفِي الْحَدِيثِ : النَّهْيُ عَنْ سَبِّ الرَّقِيق وَتَعْيِيرِهمْ بِمَنْ وَلَدَهُمْ ، وَالْحَثُّ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَالرِّفْقِ بِهِمْ ، وَيَلْتَحِقُ بِالرَّقِيقِ مَنْ فِي مَعْنَاهُمْ مِنْ أَجِيرٍ وَغَيْره . وَفِيهِ عَدَمُ التَّرَفُّعِ عَلَى الْمُسْلِمِ وَالِاحْتِقَارِ لَهُ . وَفِيهِ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَإِطْلَاقُ الْأَخِ عَلَى الرَّقِيقِ - أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ -" . "فتح الباري" (5/175) .
اختاره وهذبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
20/ 12 / 1424هـ