المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجابة الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- علی أسئلة أهل السودان/الشيخ ربيع بن هادي المدخلي



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
09-Oct-2015, 08:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد وردتني أسئلة من أحد الشباب السلفيين بالسودان هذا نصُّها:
"فضيلة الشيخ الوالد ربيع بن هادي حفظه الله ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :
هذه أسئلة نتوجه بها إلى فضيلتكم راجين منكم التفضل بالإجابة عنها :-
فضيلة الشيخ لا يخفى عليكم حال بلدنا السودان الذي ابتلي بالصوفية دعاة الشرك والوثنية والإلحاد مع قلة الدعاة إلى الله تعالى على بصيرة، وقد وجد أحد الدعاة – وهو طبيب شاب - في منطقتنا يسلك منهج السلف الصالح و يربط الشباب بالعلماء في المملكة ويدعو إلى التوحيد ويحذر من الشرك بالتفصيل بحسب استطاعته، وذلك بتدريس كتب الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى كثلاثة الأصول والقواعد الأربع وكتاب التوحيد ومسائل الجاهلية وغيرها من كتب الإمام المجدد، ويحذر من خلال شرحه من أهل البدع ويذكر أسماء دعاتهم من حدادية وسرورية وحلبية فضلا عن التبليغيين والإخوان والتحريريين والصوفية والروافض وغيرهم.
فخرج مجموعة من الشباب فطعنوا فيه وقالوا بحرمة التعاون مع هذا الداعية وحذروا منه بحجة أنه يثبط الشباب السلفي عن جهاد الصوفية بمخالفته للمنهج السلفي في بعض المسائل، فنرجوا منكم التكرم بتوضيح هذه المسائل وبيان الحق فيها لقطع الخلاف الدائر بين هؤلاء الشباب:
المسألة الأولى :-
أن هذا الشاب يرى جواز ذكر أسماء الطواغيت المعبودة - كالميرغني مثلا- أمام العوام بل وجوبه في حالات، فقام هؤلاء الشباب وقالوا هذا لا يكفي بل الواجب عند دعوة العوام ذكر أسماء الطواغيت المعبودة في بلدنا، ومن يترك ذكر اسم الطاغوت فهو آثم؛ لأن العامي لا يمكن أن يكفر بالطاغوت إلا إذا عرف اسمه، وأنكروا على هذا الداعية قوله : (إن من قال للعوام :"لا تدعوا الأموات ولا الغائبين ولا تستغيثوا بأصحاب القباب والأضرحة لأن هذا شرك أكبر مخرج من الملة، ومن فعله فهو مشرك) وذكر الأدلة على ذلك، يعتبر داعيا إلى التوحيد ولا يلزمه دوما ذكر أسماء الطواغيت ) فأنكروا عليه هذا القول وقالوا إن هذه دعوة كسيحة ومريضة !
فما قولكم في هذه المسألة ؟ وهل يحق لهؤلاء الشباب أن يحذروا منه ومن دروسه بسبب هذه المسألة ؟
المسألة الثانية :-
أن هذا الشاب يرى جواز ذكر أسماء المبتدعة الدعاة أمام العوام بل وجوبه للحاجة.
فقال هؤلاء الشباب هذا لا يكفي بل ذكر أسماء المبتدعة الدعاة أمام العوام واجب في كل حال ولا يترك إلا لحصول مفسدة ومن قال بخلاف هذا فهو مميع يحذر منه!
فهل يرمى من ذهب إلى جواز ذكر الأسماء بل وجوبه للحاجة بالتمييع وبهدم أصل من أصول المنهج السلفي ؟
المسألة الثالثة :-
أن هذا الشاب يقول : " سب المبتدعة أحيانا للحاجة جائز لأنه قد ورد عن آحاد السلف سبهم لبعض المبتدعة، ولم يكن هذا من منهج السلف - أي كلهم -، أما أن يكون السب ديدنا وسمة غالبة في الدعوة فلا يجوز، وليس هذا من منهج الأنبياء ولا العلماء في الدعوة إلى الله، وليست هذه طريقة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عندما واجه القبوريين في بلاد نجد".
فأنكر عليه هؤلاء الشباب هذه المقولة وأبطلوا قوله، وقالوا إن السب يعتبر من الشدة ومن إهانة أهل البدع، ولذلك أصبح من الملاحظ في حلقات هؤلاء الشباب كثرة سبابهم للصوفية أمام العامة كمثل قولهم :"يا صوفي يا كلب أو يا بليد أو يا عاطل أو يا حيوان أو يا عفن... " مما سمح لأهل التربص والضلال بتشويه صورة السلفيين ودعوتهم أمام العامة، فنرجو توضيح الحق في هذه المسألة، وهل قول هذا الداعية في هذه المسألة باطل يستلزم التحذير منه ووصفه بالتمييع ؟
المسألة الرابعة :-
أن هذا الشاب يقوم بتدريس كتب الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في المسجد ويتعرض خلال شرحه لأصناف المبتدعة مما سبق ذكرهم مع مشاركته في حلقة التوحيد في السوق لنصح العوام حسب استطاعته وتفرغه من عمله بالمستشفى والعيادة، ويقوم بكتابة المطويات في التوحيد والشرك والصوفية وغير ذلك، فقام هؤلاء الشباب وقالوا بحرمة التعاون مع هذا الداعية وحذروا الشباب منه بحجة أن التحذير من المبتدعة لا سيما الصوفية من خلال التدريس في المساجد لا يكفي، بل لا بد من مصادمة الصوفية وغيرهم في المساجد والجامعات والأسواق وغيرها من الأماكن العامة حتى تكون دعوته دعوة ظاهرة وواضحة لعامة الناس، فنرجو من فضيلتكم توضيح الحق في هذه المسألة. وهل يحذر من هذا الشاب بسبب هذه المسألة؟
المسألة الخامسة:- أن هذا الشاب ينصح الشباب بقراءة كتب الردود ويقول :" إن الرد على أهل البدع فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، ولذلك تجد علماءنا منهم من يشتغل بالردود ومنهم من يشتغل بالتدريس ومنهم من يشتغل بتأليف الكتب، فالعلامة ابن عثيمين رحمه الله لا يوجد له رد على شخص معين في كتاب مستقل، ولا يعد هذا طعنا فيه رحمه الله" فقام هؤلاء الشباب وقالوا إن هذا الكلام باطل وقالوا إن علماء المنهج السلفي كلهم يردون على أهل البدع، فنرجو توضيح الحق في هذه المسألة وفي المسائل السابقة، وجزاكم الله خيرا.
أبناؤكم من شباب السودان السلفي
الأربعاء 16 – 9 – 2015
الخرطوم – السودان".
وإجابة على هذه الأسئلة أقول:
أولاً: يجب على الإخوة السلفيين في السودان أن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى، وأن يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. حديث صحيح.
وأن يتحابوا في الله، ويضعوا نصب أعينهم الحديث القدسي الذي يقول الله فيه: «أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، وما جرى مجراه من الأحاديث الداعية إلى التحاب الصادق والأخوة الإيمانية.
ثانيًا: أوصيهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالحجج والبراهين من الكتاب والسنة -عند مواجهة أهل البدع والضلال، والابتعاد عن السبِّ والشتم-؛ تنفيذًا للأوامر الربانية، ومنها قوله تعالى: ï´؟وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ï´¾ [الأنعام: 108].
فأنتم إذا سببتم رؤوس أهل البدعة والضلال دفعهم ذلك - على الأقلِّ- إلى سبِّ أئمة الدعوة كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب وغيرهم من أئمة الدعوة السلفية.
ومنها قوله تعالى: ï´؟ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَï´¾ [النحل:125].
ï´؟وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌï´¾ [فصلت: 34].
استفيدوا من هذا التوجيه الرباني الحكيم لكسب الكثير من أهل العداوة فيصبح أحدهم كأنه ولي حيم.
وضعوا التوجيهات النبوية الحكيمة نصب أعينكم، ومنها ما رواه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ» قَالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ».
فالله الحكيم العليم يحب الرفق في الأمر كله؛ فضعوا هذا التوجيه نصب أعينكم تنجحوا في دعوتكم.
وعن جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ» رواه أحمد وغيره.
فالزموا الرفق واحذروا أشد الحذر من مخالفة هذا التوجيه النبوي الذي إذا خالفتموه حرمتم من الخير.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» رواه مسلم.
استفيدوا من هذا التوجيه النبوي الحكيم وعضوا عليه بالنواجذ.
وعليكم بالرفق في دعوتكم وسائر شئون حياتكم تزّين دعوتكم في أعين المخالفين لدعوتكم ومنهجكم لاسيما ودعوتكم قائمة على الحجج والبراهين التي تجذب من أراد الله به خيرًا إلى صفوفكم معشر الداعين إلى المنهج السلفي الحكيم.
وأخيرًا:
أؤكد ما سلف من الحرص على التآخي والتراحم فيما بينكم معشر السلفيين وأن يوقر الصغير الكبير، وأن يرحم الكبير الصغير، واحذروا الخلاف وأسبابه؛ "فإن الخلاف شر" -كما قال ابن مسعود رضي الله عنه-، بل ما هو أقوى من هذا وهو قول الله تعالى: ï´؟وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْï´¾ [الأنفال: 46].
فنتيجة النزاع هو الفشل والخيبة وذهاب الريح وهو القوة، وكفى بذلك شرًّا وخيبة.
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم، ويوفقكم للالتزام بالمنهج الرباني والنبوي الذي ذكرنا لكم بعض نصوصه، والذي فيه القوة والعزة والنصر لدعوتكم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
1436/12/15
سحاب (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=154891)

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
09-Oct-2015, 08:42 AM
ِتعليقة على كلام الشيخ الوالد العلّامة ربيع المدخلي – حفظه الله –


(للشيخ نزار بن هاشم العبّاس - حفظه الله )




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله ومن ولاه.أمابعد؛

فجزى الله خيراً فضيلة والدنا وشيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي- حفظه الله وأطال عمره في طاعته ومتّعنا بعلمه ونصحه- على هذه النصيحة والوصية الغالية النفيسة لأهل السودان ممن يسيرعلى المنهج السلفي وينتسب إليه فقد وجّه يحفظه الله بالحق والرشد من نبع الإسلام كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ووضع يحفظه الله النقط على الحرف وأشار إلى مكمن الداء والإشكال ثم أرشد إلى حقيقة العلاج وبلسم الشفاء؛ العلم والبصيرة القائمة على الحجج والبراهين الشرعية والصدق والحكمة والرفق وحسن اللفظ والأدب والتآخي والإلف الصادق والتعاون على مقتضى وأساس ذلك فجزاه الله خيراً وعظّم أجره وثوابه فهو حريص كما عهدناه كل حرص مع الشفقة على أبنائه وطلابه السلفيين ودعوتهم السلفية أن تكون على مضمونها وحقيقة معناها تسير وتنطلق وقد يسّر الله لشيخنا ووالدنا- بارك الله في عمره-زيارة بلاد السودان من قبل أكثر من أربعين سنة تقريبا ودعا فيها إلى توحيد الله وتعظيمه ووجدت دعوته في وسط المتصوفة القبول والاهتمام لأنها على علم وبصيرة وحكمة بعيداً عما عهدوه للأسف الشديد من بني وطنهم من السب والشتم والإساءة فرحبوا بشيخنا وأنصتوا إليه و إلى دعوته لأنها دعوة سلفية أصيلة وقصة ذلك في زيارته لبلاد السودان معلومة وبموقع راية السلف منشورة فليراجعها كل حريص على نشر الحق على منهج الحق أسأل الله أن يحفظ شيخنا ووالدنا الإمام وأن يديم عليه كل العافية وأن يجعل لنصحه وتوجيهه القبول وهو منا ومن كل سلفي صادق إن شاء الله -في بلاد السودان وغيرها- ملء السمع والبصر و العمل بحول الله وقوته وتوفيقه و الحمدلله وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم.
كتبه نزار بن هاشم العباس /السودان