المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [سؤال] كيف التوفيق أو الجمع بين حديث(عليكم بألْبانِ البقَرِ ، فإنَّها شِفاءٌ ، وسمْنُها دَواءٌ ، ولحمُها داءٌ)؟



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
09-Oct-2015, 09:27 AM
السسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف التوفيق أو الجمع بين حديث(عليكم بألْبانِ البقَرِ ، فإنَّها شِفاءٌ ، وسمْنُها دَواءٌ ، ولحمُها داءٌ)؟و تضحيته - صلى الله عليه وآله وسلم - بالبقر عن نسائه

أبو بكر يوسف لعويسي
09-Oct-2015, 02:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .
وبعد :
إن الجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام :((عليكم بألْبانِ البقَرِ ، فإنَّها شِفاءٌ ، وسمْنُها دَواءٌ ، ولحمُها داءٌ ))؟ و(( تضحيته - صلى الله عليه وآله وسلم - بالبقر عن نسائه))
يتوقف على صحة الحديث الأول الذي فيه (( ولحمها داء )) فإنه مختلف في تصحيحه وتضعيفه ، فعلى القول بضعفه فلا إشكال فيقدم الحديث الصحيح أن النبي ((ضحى بالبقر عن نسائه))..
ثانيا : يزول الإشكال إذا عرفنا أن طائفة من أهل العلم ضعفوا لفظة (( لحمها داء))فقد ورد الحديث من طريق حسنة وجيدة الإسناد بل حكم عليها بعضهم بالصحة بدون تلك الجملة ،وعليه فلا إشكال ، ويبقى لحمها صالحا لا داء فيه ، وخاصة إذا أخذه الإنسان باعتدال ودون إفراط فيه فكل شيء تجاوز حده انقلب إلى ضده .
وللعلم أن كثيرا من العلماء ضعفوا الحديث منهم الزركشي قال :" هو منقطع، وفي صحته نظر، فإن في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر، وهو لا يتقرب بالداء " انتهى." التذكرة في الأحاديث المشتهرة " (ص/148).
وقال السخاوي:" ضعيف منقطع " انتهى." الأجوبة المرضية " (1/23)
وقال الحافظ ابن حجر:" روي بأسانيد ضعيفة " انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله:" روى محمد بن جرير الطبرى بإسناده، من حديث صُهيب يرفعُه: (عليكم بألبان البقَرِ، فإنها شفاءٌ، وسَمْنُها دَواءٌ،ولُحومُها داء) ، رواه عن أحمد بن الحسن الترمذى، حدَّثنا محمد ابن موسى النسائى، حدَّثنا دَفَّاع ابن دَغْفَلٍ السَّدوسى، عن عبد الحميد بن صَيفى بن صُهيب، عن أبيه، عن جده، ولا يثبت ما في هذا الإسناد " انتهى." زاد المعاد " (4/324-325). وشعيب الأرناؤوط متعقبا الشيخ الألباني في تحسينه وغير هؤلاء...
أما على القول بصحة الحديث كما ذهب إليه البعض ومنهم الشيخ الألباني -رحمه الله - فيقال أن النبي فعل ذلك (( أي ضحى بالبقر)) إما لبيان الجواز ، وإما للحاجة وعدم تيسر غيره ..لكن هذا في حال معرفة أن نهى أولا ثم فعل ثانيا .
أما إذا لم يعلم التاريخ فيبقى الإشكال واردا ويكون قوله
في البقر (( أن لحمها داء)) ليبس بلاد الحجاز ويبوسة البقر بسبب ذلك ، وإذا كان لحمها يابسا فإنه يسبب الداء فلا ينبغي أن يكثر منه المسلم ولا يعتاده في أغلب وجباته ، وخاصة الإناث منه ؛ أما الذكر فلا داء فيه بل هو من أطيب وأنفع الأغذية للجسم .
قال ابن القيم في الطب النبوي ( 1/248): لَحْمُ الْبَقَرِ: بَارِدٌ يَابِسٌ، عَسِرُ الِانْهِضَامِ، بَطِيءُ الِانْحِدَارِ، يُوَلِّدُ دَمًا سَوْدَاوِيًّا، لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِ الْكَدِّ وَالتَّعَبِ الشَّدِيدِ، وَيُورِثُ إِدْمَانُهُ الْأَمْرَاضَ السَّوْدَاوِيَّةَ، كَالْبَهَقِ وَالْجَرَبِ، وَالْقُوبَاءِ وَالْجُذَامِ، وَدَاءِ الْفِيلِ، وَالسَّرَطَانِ، وَالْوَسْوَاسِ، وَحُمَّى الرِّبْعِ، وَكَثِيرٍ مِنَ الْأَوْرَامِ، وَهَذَا لِمَنْ لَمْ يَعْتَدْهُ، أَوْ لَمْ يَدْفَعْ ضَرَرَهُ بِالْفُلْفُلِ وَالثَّوْمِ والدار صيني، وَالزَّنْجَبِيلِ وَنَحْوِهِ، وَذَكَرُهُ أَقَلُّ بُرُودَةً، وَأُنْثَاهُ أَقَلُّ يُبْسًا. وَلَحْمُ الْعِجْلِ وَلَا سِيَّمَا السَّمِينُ مِنْ أَعْدَلِ الْأَغْذِيَةِ وَأَطْيَبِهَا وَأَلَذِّهَا وَأَحْمَدِهَا، وَهُوَ حَارٌّ رَطْبٌ، وَإِذَا انْهَضَمَ غَذَّى غِذَاءً قَوِيًّا.انتهى كلامه .
ويكون ذلك لأهل الحجاز دون غيرهم .
هذا والعلم عند الله تعالى . وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد .

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
09-Oct-2015, 05:12 PM
الله يبارك فيك شيخنا الفاضل