المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على مشهور حسن آل سلمان لاستحبابه لعب كرة القدم



عزالدين بن سالم أبوزخار
11-Oct-2015, 08:47 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومن والاه.
قال الإمام أحمد رحمه الله: (لا تتكلم في مسألةٍ ليس لك بها إمام).
ومن خرج عن كلام أهل العلم يأتي بالعجاب؛ فمن هذه العجائب أن لعب كرة القدم لا يبعد أن تكون من المستحبات كما يقول مشهور.
وصدق القائل:
عجائب الدهر شتى لا يحاط بها منها سماع ومنها في القراطيس.
قال مشهور حسن آل سلمان في كتابه ((كرة القدم)) تحت عنوان مشروعيّة ممارسة ( كرة القدم ) وفوائدها: ممارسةٌ ( كرةِ القدم ) من الأُمورِ المشروعةِ، إِذ لا نعرفُ دليلاً يحرِّمها، والأَصلُ في الأشياء الإباحة، بل لا يبعدُ أن تكونَ من المستحبّاتِ، إذا مارسها المسلمُ ليتقوَّى بدنُه، ويتخذَها وسيلةً لتكسبَه قوةً ونشاطًا وحيويةً، وقد رغّبَ الشرعُ في تعاطيِ الأَسباب المقوّيِة للبدنِ، لأَجلِ الجهادِ، وقد ثبتَ عن رسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قولُه: ((المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ ، وفي كلِّ خيرٌ )).
قلت (عزالدين): يوجد دليل على استحباب الرمي والسباق والسباحة والمصارعة؛ فأين الدليل على استحباب كرة القدم؛ ولا شك أنه في أيام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوجد العاب غيرها وفي بعضها فوائد مثل حمل الأثقال، ولم ينص على استحبابها، وفي لعب كرة القدم يوجد كثير من المخالفات منها كشف العورة ومنها العداوة والبغضاء التي تحدث فيوالى ويعادى عليها ويقع السباب والشتم والاستهزاء والتنابز بالألقاب والكذب وكثير من يضيع الصلاة وتلهيه على فعل الواجبات وأحيانا تلتقط الصور وأحيانا تتسبب في بعض العاهات، ويوجد بها تشبه بالكفار؛ فالألعاب تبقي على الإباحة ما لم تجر إلى فعل المحرمات وتضيع الواجبات على أقل الأحوال.
وهذه جملة من أقول أهل العلم في لعب كرة القدم:
سئلت فتوى اللجنة الدائمة كما في الفتاوى ( 15/23) الفتوى رقم (18951 :(ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية، المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟
أجابت: مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها، أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
جواب العلامة ابن عثيمين رَحِمَهُ الله كما في كتاب ((أسئلة مهمة)): ((مَا حُكْمُ مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ بالسَّرَاوِيْلِ القَصِيْرَةِ، ومَا حُكْمُ مُشَاهَدَةِ مَنْ يَعْمَلُ ذَلِكَ؟
الجَوَابُ: مُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ جَائِزَةٌ إذَا لَمْ تَلْهِ عَنْ شَيْءٍ وَاجِبٍ، فإنْ ألْهَتْ عَنْ شَيءٍ وَاجِبٍ فإنَّها تَكُوْنُ حَرَامًا، وإنْ كَانَتْ دَيْدَنَ الإنْسَانِ بِحَيْثُ تَكُوْنُ غَالِبَ وَقْتِه فإنَّها مَضْيَعَةٌ للوَقْتِ، وأقَلُّ أحْوَالِها في هَذِهِ الحَالَةِ الكَرَاهَةُ.
أمَّا إذَا كَانَ المُمَارِسُ للرِّياضَةِ لَيْسَ عَلَيْه إلاَّ سِرْوَالٌ قَصِيْرٌ يَبْدُو مِنْه فَخِذُهُ، أو أكْثَرُه فإنَّه لا يَجُوْزُ، فإنَّ الصَّحِيْحَ أنَّه يَجِبُ على الشَّبَابِ سَتْرُ أفْخَاذِهم، وأنَّه لا يَجُوْزُ مُشَاهَدَةُ اللاعِبِيْنَ وهُمْ بِهَذِه الحَالَةِ مِنَ الكَشْفِ عَنْ أفْخَاذِهِم)) انْتَهَى .
جواب العلامة الفوزان حفظه الله كما في كتاب ((الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة)): ((ما حكم مشاهدة المباريات في كرة القدم وغيرها ؟ .
الجواب: الإنسان وقته ثمين لا يضيعه في مشاهدة المباريات، لأنها تشغله عن ذكر الله، وربما تجذبه ويصير رياضياً في المستقبل أو لاعبًا، ويتحول من العمل الجد وعمل النفع إلى العمل الذي لا فائدة منه)) انتهى.
اللجنة الدائمة تقول: فلا حرج فيها إن خلت من المحظورات.
والعلامة ابن عثيمين يقول: جائزة إذ لم تله عن واجب ومكروهة إذا كانت غالب الوقت.
والعلامة الفوزان يقول: عمل لا فائدة فيه.
أما استدلال مشهور بقول الرسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قولُه :((المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ ، وفي كلِّ خيرٌ)).
فالحديث ليس له علاقة بالقوة البدنية.
قال العلامة ابن عثيمين رَحِمَهُ الله في ((شرح رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ)) (3/91): ((المُؤْمِنُ القَوِيُّ: يَعْنِي في إيْمَانِه، ولَيْسَ المُرَادُ القَوِيُّ في بَدَنِه؛ لأنَّ قُوَّةَ البَدَنِ ضَرَرٌ على الإنْسَانِ إذَا اسْتَعْمَلَ هَذِه القُوَّةَ في مَعْصِيَةِ الله، فَقُوَّةُ البَدَنِ لَيْسَتْ مَحْمُوْدَةً، ولا مَذْمُوْمَةً في ذَاتِها، إنْ كَانَ الإنْسَانُ اسْتَعْمَلَ هَذِه القُوَّةَ فَيْما يَنْفَعُ في الدُّنْيَا، والآخِرَةِ صَارَتْ مَحْمُوْدَةً، وإنِ اسْتَعَانَ بِهَذِه القُوَّةِ على مَعْصِيَةِ الله صَارَتْ مَذْمُوْمَةً.
لَكِنِ القُوَّةُ في قَوْلِهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((المُؤْمِنُ القَوِيُّ))، أيْ: قَوِيُّ الإيْمَانِ؛ ولأنَّ كَلِمَةَ القَوِيِّ تَعُوْدُ إلى الوَصْفِ السَّابِقِ وهُوَ الإيْمَانِ، كَمَا تَقُوْلُ: الرَّجُلُ القَوِيُّ: أيْ في رُجُوْلَتِه، كَذَلِكَ المُؤْمِنُ القَوِيُّ: يَعْنِي في إيْمَانِه؛ لأنَّ المُؤْمِنَ القَوِيَّ في إيْمَانِه تَحْمِلُه قُوَّةُ إيْمَانِه على أنْ يَقُوْمَ بِمَا أوْجَبَ الله عَلَيْه، وعلى أنْ يَزِيْدَ مِنَ النَّوَافِلِ مَا شَاءَ الله، والضَّعِيْفُ الإيْمَانُ يَكُوْنُ إيْمَانُه ضَعِيْفًا لا يَحْمِلُهُ على فِعْلِ الوَاجِبَاتِ، وتَرْكِ المُحَرَّمَاتِ، فَيُقَصِّرَ كَثِيْرًا)) اهـ.
أما استدلال مشهور بقول شيخُ الإِسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى: (( ... ولعبُ الكرةِ إِذا كانَ قصدُ صاحبِة المنفعةَ للخيلِ والرجالِ؛ بحيثُ يستعانُ بها على الكرِّ والفرِّ، والدخولِ والخروجِ ونحوهِ في الجهادِ، وغرضُه الاستعانةُ على الجهادِ الّذي أَمر الله به ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو حسن، وإنْ كانَ في ذلك مضرةٌ بالخيلِ و الرّجالِ، فإنّه ينهى عنه)).
أقول مستعينًا بالله: بين اللعبتين فرق فالتي يتكلم عليها شيخ الإسلام تلعب وبها خيول، وهذا فيه تدريب للفرس.
وكذلك شيخ الإسلام رحمه الله يقول: فهو حسن ولم يقل مستحب.
أنصح نفسي وأخواني بعرض ما يفهمونه على أهل العلم وأقوالهم، وكذلك أخوانهم، قبل أن ينشروا فوائدهم.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
كتبه: عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار

أبو سهيلة حسين بن علي الأثري
11-Oct-2015, 10:08 AM
نصيحة مهمة للشيخ ابن عثيمين عن الكرة:
إذا قال: تحب كرة القدم، قال: نعم. ومن وقت خروجه من الدرس يضع كتبه ويذهب يلعب كرة القدم، ولهذا أوجبت هذه الكرة غفلة التلاميذ، حتى كبار التلاميذ في المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية، أخذت لبهم وعقولهم، ونسوا ما خلقوا له، إلا من شاء الله، ونسوا ما ينبغي أن يكونوا عليه من التفكير بأحوال المسلمين، وماذا يجب علينا نحو جاهلهم، وماذا يجب علينا أن نعد لهم، أنستهم ذلك كله، والحقيقة أني أرى أن المسألة تحتاج إلى نظر، كون هذه الألعاب تكثف للطلاب حتى يشتغلوا بها عما هو أهم، بل حتى يشتغلوا بها عما هو مهم، هل نحن إذا تعلمنا هذه الكرة والألعاب الأخرى التابعة لها نستطيع بذلك أن نفتح بيت المقدس ؟! أبداً لا نستطيع، هل نستطيع أن ندافع بها عن وطننا لو حصل عليه هجوم من عدو؟ أبداً لا نستطيع بلا شك، وفي المحنة التي حصلت للخليج قبل سنتين من الذي نفع الناس؟ نفعهم الله عز وجل لكن بواسطة الدعاء والمباشرة أن الناس المتدينين هم الذين بقوا في البلد بعد احتلالها من الآخرين هم الذين صاروا يوزعون الطعام ويعينون المحتاج للمعونة، ما جاء أصحاب الكرة وغيرهم، أصحاب الكرة يمكن خرجوا إلى بلادٍ بعيدة حتى ينجوا بأنفسهم، لهذا فالواجب علينا نحن أن نهتم بالشيء النافع، أما هذه الألعاب فيسلي الإنسان نفسه عند التعب وعند الملل والكسل، أما أن تكون هي رأس المال وكل شيء فلا. نسأل الله الهداية. اهـ.

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
11-Oct-2015, 09:27 PM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وهذه كلمة للعلامة محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله-
الحكم الشرعي في لعبة كرة القدم وغيرها ! الشيخ الألباني رحمه الله
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : سأل سائل في الأمس القريب عن مسألة قد ابتلي بها أكثر المسلمين في كل بلاد الإسلام ، فأحب أن يعرف حكم الله تبارك وتعالى فيها ، ألا وهي : اللعب بكرة القدم ، حيث صارت شهرة كل شاب نشأ في مجتمع فيه شيء مما يسمى اليوم بالمدنية ، وجوابي على ذلك كما يأتي :
اللعب بالكرة لا يخرج عن أي لعبة أخرى يتعاطاها المسلم ، فهي داخلة في عموم قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كل لهو يلهو به ابن آدم باطلٌ ؛ إلا ملاعبته لزوجه ، ومداعبته لفرسه ، ورميه بقوسه ، والسباحة ) .
لقد ذكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هذه اللعب والملاهي التي كان يلهو بها الناس يومئذٍ ، فاستثناها من اللهو الباطل ، ويجب أن نتنبّه هنا بمناسبة هذا الحديث بأمرين اثنين :
- الأول : أن الحديث - كما سمعتم - بلفظ ( باطلٌ ) ، وليس بلفظ ( محرمٌ ) .
- والأمر الثاني : أننا إذا انتبهنا لهذا الفرق ؛ فحينئذ نعلم : أن هناك فرقًا فقهيًّا - أيضًا - ، فإذا كان الحديث إنما ورد بلفظ ( باطلٌ ) ، فلا يعني أنه بمعنى محرمٌ ، لأن الباطل هو أشبه ما يكون من حيث المعنى المراد منه هو اللغو
أما المحرم ؛ فهو حكم صريح في وجوب الابتعاد عنه ، إذا عرفنا ذلك ، فحينئذ نستطيع أن نقول : إن كل لهو يلهو به الإنسان في أي زمان ومكان ؛ فهو لغو باطل لا أجر له ، هذا إن نجا من الإثم ، والإثم قد يأتي من ذات النوع الذي يلعب به ، وقد يأتي مما يحيط بنوع اللعب الذي يلعب به ، ولنضرب على ذلك مثلين اثنين ؛ فالأمر - كما - قال تعالى : ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) . [ الحشر : 21 ] .
المثلان هما : اللعب بالنرد ، واللعب بالشطرنج . فاللعب بالنرد منهي عنه بالنص ولذاته ، فقد جاء وصح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( من لعب بالنردشير ؛ فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه ) .
والنص الآخر هو : (من لعب بالنرد ؛ فقد عصى الله ورسوله ) .
فإذن : لا يجوز اللعب بالنرد لذاته لما فيه من هذا الترهيب الشديد . ( من لعب بالنرد ؛ فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه ) ، ومعلوم عند الجميع : أن لحم الخنزير ودمه نجس نجاسة عينية ، فلا يجوز إذن اللعب بهذا النوع من الملاهي ، وهذا هو المثال الأول .
أما المثال الثاني : فكما ذكرت - آنفًا - ، اللعب بالشطرنج ، لا يوجد هناك حديث صحيح في النّهي عن اللعب بالشطرنج ، وإذ الأمر كذلك ؛ فما حكمه !؟
لا نستطيع أن نقول : إنه حرام ، لأنه لم يرد فيه نص ، ولا نستطيع أن نقول : إنه مباح مطلق ، لأنه داخل في الحديث الأول ، وهو : ( كل لهو ) .
ولْنُكَنِّ عنه باسم راويه ، وهو جابر بن عبد الله الأنصاري ، فحديث جابر - هذا - فيه هذا العموم : أن كل اللعب إنما هو باطل ، فمن ذلك إذن اللعب بالشطرنج فهو باطل ، هذا الباطل يجب أن ينظر إليه بالنسبة لما قد يحيط به من منكر يرفعه ويصفه في مصاف المحرمات ، وإما أن يرفعه إلى مصاف المباحات .
فإذا كان اللعب بالشطرنج - كما هو الواقع اليوم - فيه بعض التماثيل ، مما يعرف بمثلاً : الفيل ، والفرس ، والمَلِك - وأنا لا ألعبها ؛ لكن حسب ما أقرأ وأسمع أذكر هذه الأشياء منها - ، ولا شك عندكم جميعًا - إن شاء الله - إن لم يكن قد تسرب إليكم بعض الآراء المنافية للسنة الصحيحة من أن الصور المحرمة إنما هي التي تضر في الأخلاق ، وليس هناك ما يضر في مثل هذه الأصنام في العقيدة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بما زعموا - نهى عن التصوير وعن اقتنائه نهيًا مؤقتًا من باب سد الذريعة ، وذلك قبل أن يتمكن التوحيد من قلوب أصحابه ، فلما زالت الشبهة من قلوبهم وتمكن التوحيد من نفوسهم فانتفى هذا الحكم الشرعي ؛ ألا وهو التشديد في النهي عن التصوير وعن اقتناء الصور .
هذه شبهة طالما سمعناها كثيرًا من بعض من لم يتفقهوا في الدين . ولا أريد أن أطيل في هذا المجال الآن ، وإنما حسبي أن أذكر : أن التصوير بكل أنواعه سواء كان مصورًا بالقلم ، أو بالريشة ، أو بالدهان ، أو بالتطريز ، أو بأي آلة حديثة - اليوم - وهي كثيرة ، فما دام أن هناك ما يصح أن يطلق عليه لغةً إنه مُصوِّر ، وإنها صورة ؛ فلا يجوزُ تصويرها ، وبالتالي لا يجوز اقتناؤها لدخول تلك الأنواع كلها في عموم هذه الأحاديث المشار إليها ؛ كمثل قوله - عليه السلام - من حيث تحذيره عن التصوير : ( كل مصور في النار ) .
ومن حيث نهيه عن اقتناء كل صورة ألا وهو قوله - عليه السلام - : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب ) .
إذ الأمر كذلك ؛ فلا يجوز اللعب بالشطرنج ما دامت هذه التماثيل ظاهرة فيه ، وحينئذٍ إذا كان ولابد من اللعب بالشطرنج ، فيجب القضاء على هذه التماثيل .
بعد ذلك يأتي شرط ثاني ؛ ألا وهو : ألا يصبح اللاعب بالشطرنج عبدًا له ، يصرفه عن عبوديته الحق بالنسبة لله سبحانه وتعالى ، يصرفه عن القيام بالفرائض الواجبة عليه ، وليست هي الصلوات الخمس - مثلاً - ومع الجماعة ؛ أي : لا يكفي أن نقول : إن المحظور من اللعب بالشطرنج هو فقط ألا يلهيه عن القيام بالواجبات والفرائض الخمس ومع الجماعة ، بل يجب : أن نقرن إلى ذلك أن هذا اللعب لا يصرفه عن كل واجبٍ فرضه الله تبارك وتعالى عليه ؛ كمثل - مثلاً - : القيام بواجبه تجاه أهله ، تجاه أولاده ، تجاه إخوانه بصورةٍ عامة ؛ فإن خلا ... ولا أقول : إذا خلا ؛ فإن خلا اللعب بالشطرنج من هذا النوع من المعاصي نقول حينذاك ؛ فهو جائز تمسكًا بالبراءة الأصلية ، حيث أن الأصل في الأشياء الإباحة إلا إذا جاء نصٌّ يضطرنا أن ننتقل منه إلى ما تضمنه الناقل من الحكم إما تحريمًا ، وإما كراهة .
هذانِ مثالان من الأمثلة التي ابتلي الناس باللهو بها وإضاعة الوقت عليها مثال منهي عنه مباشرة ، ولا يجوز تعاطيه مطلقًا ألا وهو : النرد ، ومثال لم يصح فيه نهي خاص ألا وهو : الشطرنج ، فيجب أن يدار الحكم فيه حسب ما يحيط به من المحاذير ، فإن خلا عن شيء من ذلك جاز اللعب به من باب الترويح على النفس ليس إلا كما يقال .
إذا عرفنا حكم هذين المثالين انتقلنا إلى الجواب عن السؤال : وهو اللعب بالكرة .
لاشك أن اللعب بالكرة هو شأن كل ألعاب ، أو شأن كل الألعاب التي تعرف - اليوم - إلا ما ندر منها ؛ فإن أصلها أعجميٌّ ، فالنرد اسمه : نردشير من فارس ، والشطرنج : أصله - فيما أظن - لعله من الصين أو غيره من البلاد ، الشاهد كذلك كرة القدم ؛ فهذه لعبة وبدعة عصرية جاءتنا من البلاد الأوروبية ، فإذا أراد المسلمون : أن يلعبوا بها ، فأول كل شيء يجب أن ينووا التقوِّي ؛ تقوية البدن استعدادًا لما يجب عليهم أن يخوضوا في العهد القريب أو البعيد في لقاء أعداء الله تبارك وتعالى ؛ فلا بد والحالة هذه : أن تكون أبدانهم صلبة قوية تثبت أمام أعداء الله الأشداء .
فقد جاء في الحديث الصحيح من قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير ) .
فلا يخلو المؤمن - ولو كان ضعيفًا حتى في إيمانه - لا يخلو من خير قد ينجيه من الخلود في العذاب ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ) . [ ق : 30 ] .
فإذا كانت القوة مرغوبه في المسلم ، فإذن لا مانع بل لعله يستحب : أن يتعاطى المسلم هذا اللعب بهذه النية الصالحة ، فقد جاء - أيضًا - في " الصحيح " قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - في تفسير الآية الكريمة : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) . [ الأنفال : 60 ] .
قال - عليه السلام - : ( ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ) .
فاللعب بالرمي سواء كان قديمًا بالقوس أو حديثًا بالرصاص ، أو القذائف ، أو نحو ذلك من الأسلحة المدمرة اليوم ، فهو من الوسائل التي لا بد أن يتعاطها المسلم لتقوية جسمه ، ذلك قد يتطلب خروجًا عن البلد حتى لا يصاب بعض المسلمين خطًأ بأذى الرمي .
أما هذه اللعبة ، لعبة الكرة فهذه ليس فيها ما يخشى منها سوى ما قد أشرنا إليه - آنفًا - مما قد يتعرض له اللاعب بالشطرنج ؛ فينبغي أن نقيد الجواز بتلك الشروط .
ومن الملاحظ : أن أكثر الألعاب ، ولنقل بخاصة المبارايات التي تجري بين فريقين ، ولو كانا مسلمين ؛ فإنه لا يراعى في ذلك حدود الله تبارك وتعالى ، فقد تفوت اللاعبين بعض الصلوات ؛ كصلاة العصر - مثلاً - إذا بدأت المباراة قبل العصر ، أو صلاة المغرب إذا بدأت المباراة بعد صلاة العصر وقبيل صلاة المغرب ، فهذا شرط يشمله ما سبق من الكلام .
وثمة شيء آخر يتعلق بهذه اللعبة ومثيلاتها ؛ كلعبة كرة السلة ونحوها ، فإن عادة الكفار ما دام أنهم هم الذين ابتدعوا هذه اللعبة أنهم يلبسون لها لباسًا خاصًا ، ولباسًا قصيرًا لا يستر العورة الواجب سترها شرعًا ، فاللباس هذا يكشف عن الفخذ ، والفخذ ؛ كما صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( الفخذُ عورة ) .
فلا يجوز للاعبين - ولو كانوا متمرنين فضلاً عن ما إذا كانوا مبارين لغيرهم - لا يجوز لهم أن يلبسوا هذا اللباس القصير ، الذي يسمى في لغة الشرع - اللغة العربية - بـ : التُّبّان ، والتبان : هو السروال الذي ليس له كُمًّا ، ويسمى في بعض البلاد باللغة الأجنبية بالشورت ، وأنتم ما أدري ماذا تسمونه !؟ هاه !؟ كذلك !؟ لعلها لفظة إنجليزية ، فاسمها العربي احفظوا هذا ، لأن من الإسلام : أن نستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى ، أن نستبدل اللفظ العربي باللفظ الأجنبي ، أن نقيم اللفظ الأجنبي ونحل مكانه اللفظ العربي ؛ لأنها لغة القرآن الكريم .
فهذا اللباس : التُّبّان لا يجوز للمسلم أن يلبسه أمام أحدٍ سوى زوجته فقط ، فالذي إذن يلعب هذه اللعبة أمام مرأى بعض الناس فذلك حرام ، لا لذاتها ، وإنما لما أحاط بها من اللباس الغير مشروع ؛ فصار عندنا بالنسبة لهذه اللعبة خاصةً : ألاّ تلهي ؛ كالشطرنج عن بعض الواجبات الشرعية وبخاصة الصلاة .
وثانيًا : أن يكون اللباس شرعيًا ساترًا للعورة .
ويأتي ثالثًا : أن يكون اللعب بما يسمى - اليوم - اسمًا على غير مسمى بالروح الرياضية ، أقول : اسم على غير مسمى ؛ لأن كثيرًا مما يقع قتال وضرب بين المسلمين المتبارين فضلاً عن الكافرين ، وفي الغرب تقع مشاكل ضخمة جدًا يروح فيها قتلى ، وهم يزعمون : أن المقصود من هذه الألعاب : هو تنمية الروح الرياضية ، والمقصود بها بطبيعة الحال : أن الإنسان لا يحقد إذا ما شعر بأن خصمه سيتغلب عليه أو تغلب عليه فعلاً ، فالمسلم لا يحقد ولا يحسد ، فلا ينبغي : أن تصبح هذه اللعبة أداة إفساد للأخلاق .
فحينذاك - ولو توفرت الشروط أو الشرطان السابقان من حيث عدم : أن يكون سببًا لإضاعة الصلوات ، أو لكشف العورات ؛ فلو فرضنا أن هذه اللعبة خلت من هاتين الظاهرتين المخالفتين للشرع ، ولكنها تنمي وتقوي في نفوس اللاعبين بها روح الانتقام ، والحقد ، والتغلب بالباطل على الخصم ، فحينذاك يكون هذا الأمر من جملة الأسباب التي ينبغي منع تعاطي هذه اللعبة .
فإذن الأصل - ألخص الآن ما تقدم - : الأصل في الملاهي التي يلهو بها الناس ما عدا الأربع الخصال المذكورة في حديث جابر : أنها باطل لغو لا قيمة له ، ولا ينبغي للمسلم أن يضيع وقته من ورائها ؛ اللهم إلا إذا حسنت النية ، ولا أقل فيها : أن يكون المقصود الترويح عن النفس مع ملاحظة الشروط التي سبق ذكرها .
هذا ما يتيسر لي من الجواب عن ذاك السؤال الذي كان وجه إليَّ في الجلسة القريبة .
مادة صوتية بعنوان : [ فتاوى جدة - الشريط : 32 ]
منقول
حمل الشريط كلك يمين وحفظ باسم (http://www.islamino.net/audio/Lectures/Albani/FatawaJedda/32.mp3)

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
11-Oct-2015, 10:29 PM
احذروا هذه اللعبة [كرة القدم] التي كادت أن تكون هي الصنم]الشيخ أبي بكر يوسف لعويسي رعاه الله


احذروا هذه اللعبة [كرة القدم] التي كادت أن تكون هي الصنم]]
بسم الله الرحمن الرحيم






خطبة الحاجة
إن الحمد للـه نحمده ،ونستعينه ،ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئــات أعمالنا مـن يهده اللـه فلا مضل لـه ، ومن يضلل فلا هــادي له ، وأشهد أن لاإلـــه إلا الله وحـده لأشريك لـه وأشهـد أن محمدا عبـده ورسولـه.
ï´؟ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا توتن إلا وأنتم مسلمونï´¾آل عمران/ 102.
ï´؟ ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي سائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباï´¾ النساء:/1.
ï´؟ياأيها الذين آمنوا اتقوا اللـه وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماï´¾ [ الأحزاب: 70 / 71 ].
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بـدعة ضلالة وكل ضلالة في النار[1] .
--------------------
1- هذه خطبة الحاجـة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه ، وقد أفردها بالتأليف علامة الشام الشيخ محمد ناصـر الدين الألباني رحمه الله، رسالة باسم خطبة الحاجة .

الصفحة الثانية :
أما بعد :
لقد ابتليت الأمة الإسلامية ببلايا عظيمة ، من جراء مخططات أعداء الإسلام ، ومن أعظم ما ابتليت به أمة الجد والاجتهاد في طاعة الله والدعوة إليه والجهاد في سبيله الوقوع في مكر وخديعة برتوكولات حكماء صهيون ، فقد مكروا ونظروا ،وللبراءة أظهروا، وخرجوا بنتيجة وهي فتح أبواب الملاهي والفجور والسخافة بالفن والخمور، والرياضة ،للإناث والذكور. ونجحوا في ذلك في برهة من العصور ، وهاهم يجلبون علينا بخيلهم ورجلهم في السر والظهور .
ومن أعظم ما ابتليت به الأمة في هذه العصور ، كرة الندم [القدم ] كما يسميها بعض الأخوة جزاهم الله خيرا ،هذه اللعبة التي فتن بها الكبير والصغير ، والبصير والضرير ، والنساء والرجال والشيوخ والأطفال ، ولم يسلم منها إلا القليل ممن استعدوا ليوم الرحيل ، ولقد ظهرت في الزمن الأول كلعبة ترويحية خارج وقت العمل ، ثم بقيت تتطور وتتحول من الأعلى إلى أسفل ، ويقنن لها القوانين وغرضهم صرف المسلمين وتفريقهم أشتاتا وعزين إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من الأهمية بمكان ،حتى أصبحت تشغل معظم المسلمين ليس عن واجباتهم الدنيوية فقط وإنما عن واجباتهم الدينية والأدهى والأمر أن تسيطر على عقول النساء في البيوت إلا من رحم الله ممن استعدن للموت ، وتشغل بالهن إلى درجة أن الكثيرات من الأمهات والبنات عشقنها وعشقنا اللاعبين المميزين فالتحصين لصورهم والقبلات وبعضهن مع الأسف متزوجات وقد أضرت كثيرا بشباب الأمة ودينها وأموالها وطاقاتها مما ينبغي لها أن تعيد النظر في حساباتها قبل فوات الأوان ، وتذوق الأمرين وإننا نخشى أن يأتي عليها اليوم الذي تتفرق فيه على نفسها من هذه اللعبة ، وتتقاتل فيما بينها ، وربما تقوم الحرب الثالثة من أجلها ، ومن يدري ..؟؟ ونحن نسمع هنا وهناك من يقول خسرنا المعركة ولم نخسر الحرب ، وآخرين مستعدون للحرب ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأعداء الله يزيدون في الطين بلة ، ويرمون الزيت على النار فمن وراء كل فريق عدو للإسلام والمسلمين يجره إلى الحرب ..
وفي الوقت الّذي تتَّجه قلوب المؤمنين المخلصين وتتعلَّق أفئدة المتَّقين الموحِّدين بأن يظفروا بالسفر إلى المسجد الحرام ، و يكونوا من حُجَّاج البيت العتيق ؛ تتعلَّق قلوب كثير من المفتونين من العوامّ و المتديِّنين - و للأسف - بأن يكونوا من حُجَّاجالكرة و الفريق!
سابقٌ محمومٌ واهتمامٌ مذمومٌ بلهوٍ باطلٍ و نصرٍموهومٍ ، أصاب أقواماً من المسلمين فَصَرَفَهم عن معالي الأمور ، وأشغلهم بالسفا سف والقشور ، حتّى أضحتْ هذه اللّعبة نوعاً من العبادة أو قارَبَت ، وأصبحتَ لا تقرأ و لا تسمع و لا ترى إلاّ حديثاً عنها وتذكيراً بها ودعوةً إليها ودعاءً وخوفاً ورجاءً وبكاءً من أجلها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وفي الموسم العظيم الذي فضله الله على غيره من المواسم وجعل أيامه أفضل أيام الدنيا حيث يتنافس المؤمنون الصادقون على طاعة الله سبحانه بشتى أنواع الأعمال الصالحة التي هي أحب إلى الله في هذه الأيام ، نرى التصعيد بالكره والبعض والمقت بين الإخوة المؤمنين والتنافس بالعيب والعار على المراتب العليا في الضلال عند الكفار ،والتسابق على اللهو واللعب بالصخب والغناء والمزمار ، اقتداء واحتذاء بهم ليحل بنا الدمار ،يا قوم ، يا قوم أين الأثر ؟ أين وصية نبيكم سيد الأبرار ، تركتم على المحجة البيضاء ليلها كالنهار، لايزيغ عنها إلا هالك على معتقد الكفار.
إن هذه الكلمة القصيرة لا ادعي فيها أني ألممت بالموضوع ، فجئت بالمشروع فيه والممنوع في هذا الموضوع المهم الذي يحتاج إلى كتابات كثيرة، وتوعية شاملة كبيرة ودروس وخطب بالغة طويلة وقصيرة ، لأن البلوى به قد عمت ،وشره قد استطار وبه الأمة ألمت ، حتى كاد أن يعم بيوت المسلمين ،بعد أن أتى على الكافرين ، فقد أصبح حديث الساعة ،في الشوارع والبيوت، والسوق والحوانيت ، ويهرع إليه بالمراكب والمواكب، وتترك له الوظائف لتحصيل الحِكم والطرائف، والاعتداء بالسب والشتم والقذائف والإعلام بأنواعه قد ساد ،وظهر على الأمة بكل فساد ،فملأ القلوب بالحقد والعناد ، وكأنه فسطاط الدين ،وعمود الإسلام المتين، حيث أصبحت تعقد عليه ألوية الولاء والبراء ، والحب والبغضاء ، وترفع فيه ألوية القومية والوطنية بالتمزيق، والجهوية والشعوبية بالتفريق، بين أبناء البلد الواحد من المسلمين ، لاعبين ومتفرجين ، قد دب فيهم الحسد والبغضاء وكانت كرة القدم من أهم أسبابه فجعلتهم إخوة أعداء ألداء .وقد قال الله تعالى :{{ .. لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ..}}فأين أنتم يا مؤمنين من الولاء لله والبراء ..؟
وهؤلاء الكفار قد حادوا الله ورسوله ، وقلدهم المسلمون في كل شيء ليعود عليهم ذلك بالضرر ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :<< لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وحذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ..} والحديث في الصحيحين ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
إن كرة القدم كادت أن تصبح صنما يعبد من دون الله ، فإن حبها تمكن من القلوب حتى أصبح كثير من الناس من إدمانهم لها وتحدثهم عنها لا يمكن أن يفوتوا عليهم مباراة واحدة لكرة القدم مع أنهم لم يبالوا أن تضيع منهم جميع الصلوات ، والواجبات والله سبحانه وتعالى يقول: {{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله }} فإن المحبة من أعظم العبادات التي ينبغي أن يحققها العبد ،ولا يجوز له أن يقدم على محبة الله ورسوله شيئا حتى نفسه التي بين جنبيه ، والأدلة في هذا الباب كثيرة ،ونكتفي بدليل واحد من الكتاب والسنة قال تعالى :{{ قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانك وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أخب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}} هؤلاء المذكورين في الآية حبهم غريزي ويحبهم المرء حبا كبيرا ومع توعد الله من قدمهه على محبته فكيف بمن يقدم كرة القدم ، وما قيمة كرة القدم في نفس المسلم بجانب المذكورين ومع ذلك لم يجز الله لأحد أن يقدمهم على محبته سبحانه ،وأكد هذا صلى الله عليه وسلم بقوله:<< لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين >> فإذا كان هؤلاء المذكورين مع عظيم قدرهم وحبهم وقيمتهم في النفوس لا يجوز تقديم محبتهم على محبة الله ورسوله فكيف بلعبة تصد عن محبة الله تعالى ومحبة رسوله وتورث الحسد والبغضاء بين المسلمين والكره لبعضهم البعض ؟ أليس هذا خطرا عظيما على عقيدة المسلم ؟
وقال النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم: <<تعِسَ عبدُ الدِّينار و الدِّرهم والقطيفة و الخميصة... >>البخاري : )2886 ) ، فإذا كان طلبُ الرِّزق والاستكثار من المال للاستغناء عن النّاس مباحاً في الأصل ، و قد يكون مستحبّاً أوواجباً ؛ فإنَّ الاشتغالَ به على وجهٍ يكون هو أكبرَ همِّ الإنسان، و غايةَ مطلبِهو مبلغَ علمِه - مذمومٌ ، وصاحبُه مدعوٌّ عليه بالتّعاسة وموصوفٌ بالعبودية له فكيف بلهوٍ ولعب مُشغلٍ ، أقلُّ ما يقال فيه – تنزُّلاً - أنّه مكروهٌ ! فكيف إذا انضمَّإلى ذلك حبه للهو بالباطل إلى النخاع، وتضييعٌ للصّلوات والواجبات ،وكشفٌ للعورات وإهدارٌ للأموال والأوقات ، وإثارةٌللنّعرات والعصبيَّات ،واختلاط الذكور بالفتيات العاريات الكاسيات ، وسِبابٌ وشتائمُ ، وتخريبٌ و تكسيرٌ ، وأذيَّةٌ للمسلمين .
إنَّ النّاظر فيأحوال المسلمين والمتصفِّح لما يُكتب في الصّحف والمواقع الإلكترونيّة ، وذكرته وما كتبه غيري من العلماء وطلبة العلم ليرى كيفأصبحت هذه اللُّعبة تضاهي العبادة ، بل كثيرٌ من أصحابها صار اهتمامهم بها أبلغَ مناهتمامهم بالعبادة، فمن عقيدة الكثير منهم أنه إذا دخل أرض الملعب أخذ شيئا من تراب الأرض وصنع به الصليب ، وبعضهم يفعل ذلك أي علامة الصليب دون أخذ التراب ، هذا عند الكفار يتبركون بهذه الإشارة التعبدية في دينهم الذي اتخذوه لهوا ولعبا ، أما عند المسلمين فمنهم من يلجأ إلى الشعوذة والكهانة ، والعارفين ، فقد قيل لي أن بعضعم إذا حان وقت المباراة أحضر ديكا عند المرمى وتمتم عليه ببعض الرقى الشركية أو رمى شيئا من الماء المخلوط بماء الورد الذي يسميه الكثير [الزهر ]أي الحظ ، وآخرون يذهبون عند الكهنة والمشعوذين يتكهنون لهم النتيجة ،أو يفعولن لهم التمائم ، ونقرأ ونسمع في الجرائد وعلى ألسنة الصحفيين كلمة سوء الطالع عند الهزيمة ، والخسارة وكأنها قمار ،وكل هذا الشرك من أجل هذه اللعبة .
وهؤلاء القوم عشقوها إلى درجة أن كثيرا منهم مات أو يموت من أجلها ، ويرضى بالحر والقر ، وشد الرحال وصرف الأموال والأوقات في سبيلها، أو يمرض ويبقى الشهور وهو معلول وخاصة إذا حصلت الهزيمة لفريقه الذي يسانده،ويناصره ، فإذا فاز فريقه طار فرحا وجاءه الشفاء ،وعلى خصمه المسلم اللعنة والعفاء، وهذا عين محبة العبادة والعياذ بالله كما فيه الولاية لغير المسلم والبغض والكره له .
2 - تشريع قوانين لها يعاقب مخالفوها عقوبات مالية ، وبدنية ، مما يخالف شرع الله سبحانه وتعالى ويجعل هذه اللعبة تدخل في القمار ، فإن جميع الدول المشاركة في الفيفا تدفع لها أموالا وهذه الأخيرة تشتري منها الكأس، والجوائز المقدمة للفائزين من اللاعبين ، ليتقامروا عليها بأجسادهم وأوقاتهم ، وتدخل هده اللعبة ضمن القمار الذي نهى الله عنه .
ثم إن الفيفا لها نظام عالمي وقانون يضاهي قانون الإسلام ، وأعضاء منظمة الفيفا اليوم تجاوز عددهم عدد منظمة الأمم المتحدة ، ومنظمة الينسكو ، وقد ألزموا به الدول الإسلامية حتى دفعوا الأموال الباهضة لهذه المنظمة الكافرة ،وقد رضي بذلك المسلمون شعوبهم ، وأولياء أمورهم وأصبحوا يوالون عليه ويعادون فيه ،حتى فيما بينهم ، بل أصبح كثير من أبناء المسلمين يقدمون أبناء الكفرة على أبناء ملتهم ، ويهتفون بأسمائهم ، ويحملون صورهم وشعاراتهم حتى في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، عنوانا على محبتهم لهم ، وهذه أسواقنا مليئة بصور اللاعبين في كل شيء على الملابس والمعلبات واللوحات والسيارات وغيرها ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فهذا المسلم يدخل المسجد ليصلي وعلى ظهره أو صدره صورة اللاعب المشهور الفلاني وذاك يحمل صورة الفريق الفولاني ، وآخر يصلي في بدلة الرياضة للفريق الفلاني وفيها الصليب، وآخر يحمل صورة الفرقة الموسيقية المساندة ، وإمام من فوق المنبر يدعو للفريق بالانتصار،والمأمومين بالتأمين جهارا ، ويخفف الصلاة من أجل أن لا تفوتهم اللعبة في المباراة وآخر يفتي للاعبين بالإفطار في رمضان وكأنهم في معركة مع الكفار.
3 - التفريق بين المسلمين ، على قاعدة أعداء الله التي ارتضاها العلمانيون والحزبيون من هذه الأمة " فرق تسود " فبعدما نجحوا في وضع الحدود الجغرافيا بين بلاد المسلمين ،هاهم يجلبون عليهم بمخططاتهم ومكرهم ، نساء ورجالا ، شبابا وشيوخا ليذيقوننا وبالا، ليوقعوا بيننا العداوة والبغضاء ، بشعارات براقة سخيفة ورثتنا المهانة والمذلة ، والضعف والانهزامية أمام الكفار، والحسد والبغضاء والمقت لبعضهم البعض، وصدق من قال : أسد علي وفي الحروب نعامة . وقد قال تعالى : {{.. والمسلمون والمسلمات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..}} وقال صلى الله عليه وسلم :<< مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ...>> منفق عليه ،وقال:<< دب إليكم داء الأمم من قبلكم ، الحسد والبغضاء ، الحالقة ...>> وهذا خبر في حكم الإنشاء، ومعناه أنه يحذر المسلمين من الوقوع في الحسد والبغضاء لعضهم البعض ،الداذ الذي وقع فيمن قيبلهم من الأمم فأهلكهم وذهب بديهم ، والحسد والبغضاء صفتان جد قبيحتان تحلقان الدين وتذهبا به .وما تركته المباريات الأخيرة بين الكثير من شعب مصر وشعب الجزائر من الموتى والجرحى والاعتداءات ، والتعبئة التحريضية للمقابلة الفاصلة وبعدها والتصعيد الإعلامي لتمزيق الأخوة الإسلامية بين البلدين والشعبين المسلمين إلا دليل واقعي قطعي على ما نقول ، وهذا لايعني أن ما وقع خاص بالجزائر ومصر فهناك دول أخرى إسلامية مماثلة حصل بينها الحسد والبغضاء والآثار السلبية بسبب هذه اللعبة البغيضة مما ينذر بالخطر ، و يجلب على هذه الدول وسياستها وشعوبها البلاء والشر ، وربما يأتي اليوم الذي تتقاتل فيه الدولتان بجيشهما بسبب هذه اللعبة اللعينة ، فتنتقم الدولة المنهزمة من الدولة الفائزة ،أو الفائزة من المنهزمة ولو أن تأخذها على حين غرة وغفلة منها بسبب القتلى والجرحى الذين سقطوا شهداء الملاعب ولا حول ولا قوة إلى بالله .
4 - تضييع الأوقات والأعمار في اللعب على حساب الواجبات والفرائض ، والله توعد على ذلك بقوله : {{ دعهم يخضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون }} ويقول سبحانه :{{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون }}ويقول : {{ ..وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا.. }} {{ ويوم القيامة يكون جوابهم على حسب ما كانوا عليه أو ماتوا عليه وهم في سقر يسألون :{{ ما سلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين .... وكنا نخوض مع الخائضين }} فكثير من الناس إذا كانت مقابلة مبرمجة يحضرون لها أنفسهم قبل اللقاء بأسبوع ، ويعبئون لها إعلاميا وسياسيا ودينيا ويجتهدون غاية الاجتهاد في الدعاية ، والتحريض ، وصرف الأوقات والأموال في ذلك ،واللهو واللغو والصخب والصراخ إلى أوقات متأخرة من الليل ، أما اليوم الذي تجري فيه المباراة فحدث ولا حرج ، حيث هناك من الناس من يذهب في الصباح الباكر لحجز المكان ، ومنهم من يسافر المسافات البعيدة من أجل حضور اللقاء المرتقب ، ولا يحضر الصلوات في تلك الأوقات وربما هو كذلك في سائر الأيام والمسجد لا يبعد عنه إلا أمتارا ،وآخرون يخرجون بالطبول ، والمزامير ، والمجون والزغاريد من النساء والاختلاط ،والألعاب النارية ، ويفرطون في الجمع والجماعات والواجبات الأسرية والوظيفية ،ويحدثون فوضى في المدينة التي تقام فيها المباراة حيث يكلف ذلك الخزينة أموالا باهضة هي في غنى عنها ، فتجند لذلك الطاقات الأمنية البشرية والمادية للحفاظ على أمن الدولة وممتلكاتها ، وأمن المواطن وممتلكاته ، ولردع المشاغبين وبعد نهاية كل مباراة يتجدد نفس السيناريو -إن صح التعبير - ويحدث في كل مرة أضرار وأضرار تصل في بعض الأحوال إلى الإعاقة وفي بعض الأحيان أو الموت، والله المستعان, وما لهدا خلقوا .
5- ومما يؤسف له جدا أن يقع في شباك هذه الخدعة في هذه اللعبة من يحسبون على السنة ، والاستقامة على المنهج السلفي - زعموا - بحجة أن المقابلة بين دوليتين إسلاميتين ، فنظروا إلى هذا الجانب الذي أوتينا منه ، ولم ينظروا إلى الآثار السلبية المترتبة على ذلك ، من المحبة لهذه اللعبة الحب الشديد الذي ينقص من حبهم لله ورسوله ،أو يذهبه ، والحب والبغض فيها،والولاء والبراء عليها وإضاعة الواجبات والوقوع في المخالفات ،مما أشرت إليه آنفا والإقرار للمنكرات التي عليها القوم حيث لا يمكنهم تغيير المنكر ولا الأمر بالمعروف ، بل أصبحوا يؤآكلونهم ويشاربونهم حتى اعتادوا عليه ، وماتت الغيرة على حدود الله ومحارمه ،وقد قال الله تعالى : {{ لعن الذين كفروا من أهل الكتاب على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون }} .
وسأنقل لك أخي القارئ بعض المفاسد التي سطرها الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه الموسوم: "بالإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهةالمشركين[ص224/ 244 ]حيث ذكر سبعة وجوه في تحريمها فقال رحمه الله :
1- أن فيها تشبهابالكفار.قلت:والاتباع لهم حذو القذة بالقذة ..كما جاء عن المعصوم صلى الله عليه وسلم .
2- أن فيها صدا عن ذكر الله .قلت وتضيعا للواجبات في كثير من الأوقات .
3- أنها مشتــملة على المضرة.قلت:فها هي الأرواح في كثير من المباريات تسقط والأعراض تنتهك ،وحدود الله تتجاوز، وها هو الواقع يتكلم .
4- أن اللعب بها من الأشر والمرح ومقابلة النعم بضد الشكر.
5- أنه يكثر بين اللاعبينالوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه.قلت: فكم من لاعب ضرب ، وكم من لاعب طرد وسلطت عليه غرامات، بسبب الوقاحة والبذاءة والسب والضرب .
6- أن فيها كشـفا للعورات وهذامحرم.فلا يجوز لأي لاعب أن يرتدي سروالا ساترا ، او مخالفا لما عليه قانون هذه اللعبة .
7- أنها من اللهو الباطل.قلت : لأنها اشتملت على مفاسد كبيرة وكثيرة ..
8- قلت: تصد كثير من الشباب عن التعلم العلم وتجعلوهم يتعلقون بها لما فيها من الأموال واللهو واللعب ،وليس الرياضة من أجل توقية البدن وإعداده تحسبا لليوم الموعود ، فقد أصبحنا نسمع كثيرا من أبنائنا من يقول : لماذا أدرس وأتخرح طبيبا أو مهندسا أو معلما ، وذلك اللاعب الذي لم يدرس يتحصل على أموال طائلة ويرفع من قدره ويعظم من شأنه بسبب اللعب ، وانا الذي تعبت في الدراسة وطلب العلم أعمش واتقاضى راتبا زهيدا ، فهذه المقارنة التي أصبحت سائدة عند الكثير مما تصد ، وتفسد علينا أبناءنا .
9- توجه كثير من أبنائنا برغبة كبيرة وعاطفة جامحة للعب في أندية كفرية بزعم الاحترافية ، فأورث ذلك محبة وولاء لأولئك الكفار وتزهيدا في لبلدانهم ، واحتقارا لأنباء أوطانهم أنهم لايحسنون هذه اللعبة ، التي أورثت من لايحترف في بلاد الكفر مهانة ومذلة ، ولاحول ولا قوة إلى بالله .
هذا وقد تجد بعض الدول أو الأشخاص أو التجار المسلمينيشترون أندية أو أسهم في أندية كفرية بأموال طائلة ولو أنفقوها في ما ينفع المسلمينلكان خيرا لهم وأقوم عند الله..وفي الأمة من لايجدون الخبز والمآوى ، الذين شردتهم الحرب والفتن والفقر ...
وأضف إلى ذلك ما يحصل من فتنة لبناتالمسلمين ونساءهم من تتبع أخبار اللاعبين والافتتان بهم..وقد حصلت قضايا طلاق ،بسبب بعض المباراة ، أو اللاعبين ،وقد أخبرني بعضهم والعهدة عليه أن رجلا دخل بيته وبعد استراحته شغل التلفاز فرأى قبلة مصورة على شاشة التلفزيون ، فسأل عن ذلك أحد أبنائه فأخبره بأن أمه قبلت أحد اللاعبين المشهورين ...
وأضف إلى ذلك أيضاأن يتشبهالنساء بالرجال بحيث يصبح لهن أندية رياضية (نسوية) تمارس المرأة فيه حقها (بل عقوقها) فيمزاولة اللعبة في أندية مغلقة (بداية) ثم مفتوحة في النهاية وقد وجد للأسف في بعضالدول المسلمة مثل هذا.. وهذا والله خطر عظيم يحصل به فساد كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأضف إلى ذلك دعمالفريق بالأغاني والهراء الفني واستقباله عند عودته من المعركة الفاصلة كما يسميها البعض متنصرا بإقامة أعراس وأفراح شيطانية تطرب لها شياطين الإنس والجن ، وكأنهم بالفعل فتحوا حصونا يسيطر عليه العدو ، أو انتزعوا منه قلاعا كانت محاصرة تحت وطأته وما ينتج عن ذلك من ضعف إنكار المنكر. و.. و..
ثم أضف إن شئت ما يحصل من كذب وأخبار وإشاعات وزور إعلامي ينشر فيالصحف وتشغل الجماهير (الغفيرة) في قيل وقال وفي ما لا طائل له.. وتشغيلهمبالمحطات الفضائية التي تغطي كل التفاصيل المملة عن تاريخ الفريق وحياة اللاعبين واحترافهم ،وقيمة شرائهم . و.. و..إلخمما يصرف المسلمين عن قضاياهم الأساسية ، حتى يتفرغ أعداء الإسلام لمخططاتهم للهيمنة علينا وعلى ثرواتنا .
وأخيراما يحرض ويعزز من التعصب المقيت لهذا أو ذاك أو الفريق والفريق الآخر بحجة مباراةقمة (في الجهل ) . وما فيه من إحياء لدعوى الجاهلية التي حذر منها رسول الله صلىالله عليه وعلى آله وسلم بقوله :<< أبدعوى الجاهلية وأنا بين اظهركم >> رواه الشيخان ،ونحن نقول : أبدعوى الجاهلية وكتاب الله وسنة رسوله بين أظهركم يا مسلمين .اسمعوا إلى هذا التنبيه.



تنبيه مهم :ذكر في تقرير عن الماسونية أن من أهدافهم أنهم يشغلوا الناس بقضايا جانبيةكالرياضة والموسيقى والأفلام والمسلسلات إلخ.. حتى يتمكنوا من الأمم.
وأخيرا :
أضف إلى كل ما ذكرت أن هناك بعض الانتهازيين من المشجعين ، والأنصار – زعموا - من الإخوان المسلمين والحزبيين الذين بالأمس القريب خرجوا للشوارع يتظاهرون بمناصرة غزة في فلسطين وينادون بالموت لأسرائيل ،وفتح أبواب مصر للجهاد في فلسطين اليوم يحملون نفس الشعارات يهتفون بها ضد إخوانهم وبني جلدتهم ، ومنهم من استغل الوضع لأن الدولة خصصت مبالغ مالية في ميزانية كبيرة لعلهم يحوزون على النصيب الأوفر فهمهم بطونهم وقبلتهم أهواءهم ومصالحهم ، وحيث تجري الرياح يكون لهم الصراخ والصياح ، وما بهذا يكون النصر وتعود العزة والكرامة ، ويكون الفلاح ، فإن هذا الذي يسمونه نصرا وفوزا إنما هو عار وخزي ودمار لخير أمة أخرجت للناس ، وإن الفائز الحقيقي في هذه اللعبة اللعينة هم أعداء الله الذين ألهوننا عن عبادة الله وإفراده بالوحدانية ، والجهاد في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الحق وتمكين دين الله في الارض.
نسأل الله أن يبصر المسلمين بما يحدق بهم من خطر ويحيط بهم من مكر ، ونسأله أن يردنا وإياهم إلى التمسك بالكتاب والسنة على منهج صالح سلف هذه الأمة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وليعلموا أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
نتنبيه إلى كل عاقل نبيه :
لما كتبت هذا المقال ونشرته في بعض المتنديات جاءني تعليق في منتديات البيضاء العلمية وكان أول تعليق عليه من أبي أسامة سفيان الجزائري قال فيه :
الأُستاذ الفاضل لعويسى لحد الآن لم أسمع فى حدود علمى من أهل العلم
منْ وصف كرة القدم بالصنم لأنَّ هذا الأُسلوب من أساليب القطبيين والتكفريين
وحاشا أن تكون منهم لعلى فهمت عنوان مقالكم خطأ




نرجو التوضيح سلمكم الله
أخوكم ومحبكم : سفيان ابن عبد الله الجزائري .


فكان جوابي عليه كالتالي :أمابعد:جزاك الله خيرا على حرصك وتمسكك بمنهج السلف ، وبارك فيك على ذبك وردك كل ما يخالفه ، وإني شاكر لك تنبيهك وتذكيرك بالاستفسار الذي وجهته لي عقب تنزيلي هذا الموضوع ،وللبيان أقول :
أولا :لست أدري هل استوقفك العنوان فقط ، أم قرأت الموضوع بكامله ،فإن كان الأول فالرجاء منك أن تقرأ الموضوع كاملا ثم ترسل تنبيهك ، وإن كان الثاني ، فأين وجدت في الموضوع بأني كفرت أحدا من المسلمين بسبب هذه اللعبة اللعينة ؟
فأنا إنما أرسلت تحذيرا لأمر ذمه الله وتوعد عليه بالنار ، ولعلك تقرأ قول الله تعالى :{ وذر الذين اتخذوادينهم لعبا ولهوا وغرتهم الخياة الدنيا ...}المائدة :57 / مع قوله تعالى :{ يا أيهاالذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا ..} الأنعام :70/ مع قوله: سبحانه: { الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا} الأعراف :51/ فهذا اللهو واللعب الذي ذمه الله تعالى ، لايكون إلا عن هوى وقد قال سبحانه:فقال} : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ{ ] الجاثية:23 [وغيرها من الأدلة على أن من لَهـَا قلبه بشيء ولعب به عن هوىً مع اعتقادٍ وصدٍ عن ذكر الله والصلاة فقد اتخذه إلاها من دون الله.
ثانيا :قال الأخ فريد أبو ندى عبد الحفيظ جزاه الله خيرا وقد تولى الجواب على استفسار الأخ سفيان ابن عبد الله الجزائري الذي علق به على موضوعي في منتديات البيضاء أول ما أنزلت الموضوع ، وقد رردت عليه أبتداء برد مختصر ، ولما جئت لأرد عليه بالتفصيل وجدت الأخ فريد قد سبقني إلى ذلك بشواهد تنقطع لها أعناق الإبل، فلم يبق لي مجالا للكلام ، وقد أعدت النظر في هذه الرسالة بعد أن قرأها عليا بعض -إخواني -فأضفت إليها بعض الأمور ،وأدخلت بعض الجمل على كلامه حفظه الله وأمليتها على المذكور فقام بإقحامها دون إشارة منه إلى أن أصل الكلام هو مما علق به الأخ فريد جوابا على استفسار سفيان ابن عبد الله الجزائري فما تجد تحته خطا وبلون مغاير للون الأسود فهو من كلامي ، وليس من كلام الأخ فريد ، وما ليس كذلك فهو له حفظه الله ،قال :
وكيف لا تصبح هذه المصيبة صنما وقد تعلقت بها قلوب الناس حتى هاموا بها ،وقدموها على حب الله ورسوله فتسمعهم يسمون تنقلهم إلى السودان حجا واصطدامهم بإخوانهم جهادا واللاعبين مجاهدين والمقابلة معركة ، والمناصرين مرابطين ، وبعضهم صرف المال الذي ادخره للأضحية على التذكرة فأصبحت الكرة مقدمة عنده على طاعة ربه ومرضاته والتقرب إليه، وقد سمعنا من يقسم بالله لو يخسر فريقه أنه لا يضحي ولا يشتري الأضحية ،وحتى سمعنا بعضهم يصيح و يصرخ "من قتل مصريا دخل الجنة" و العياذ بالله،فإذا أنكرت عليه رموك بالخيانة والعمالة، للوطنية ، وحب الوطن ، مع أن الوطنية والقومية بهده الصفات نعارات جاهلية ، وحب الوطن هو غريزة في نفوسنا فلا مزية له على غيره من الغرائز التي جبلنا الله عليها ،قرأته للشيخ الألباني رحمه الله ،وقال الشيخ العثيمين رحمه الله : في شرح البيقونية [77] بعد تمثيله للمشهور عند العامة بحديث : << حب الوطن من الإيمان >> هو حديث موضوع مكذوب، بل المعنى أيضا غير صحيح بل حب الوطن من التعصب . والحديث حكم عليه كثير من العلماء بالوضع ،كما في كشف الخفا للعجلوني ..
إنَّ حب الوطن من الأمور الفطرية التي جبل عليها الإنسان، فقد قضت حكمة الله تعالى أنْ يستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة، وأنْ يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة، لاسيما أنها مسخرة له بكل ما فيها من خيرات ومعطيات؛ فإنَّ حب الإنسان لوطنه، وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته؛ إنما هو تحقيق لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى: { ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} الآية [الأعراف: 129]
وقوله سبحانه :{{ .. ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لتظر كيف تعملون }}الآية [يونس :14] إنَّ حبّ الإنسان لموطنه الذي عاش فيه وترعرع في أكنافه، أمرٌ يجده كل إنسان في نفسه، فحب الوطن غريزة متأصّلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحنّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجِم، ويغضب له إذا انتُقص.
يقول الأصمعي: "قالت الهند: ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوانات: الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بها بعيدًا، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبًا، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعًا".وهذا الأمر ـ وهو حب الإنسان لوطنه ـ غريزة في بني الإنسان، وجدها أفضل الخلق صلوات ربي وسلامه عليه، لمكة شرفها الله : فقد أخرج الترمذي في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما أطيبكِ من بلد، وما أحبكِ إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيركِ)). صحيح الترمذي( 3926)وصحيح الجامع ( 5536 )
وليست الوطنية ترديد شعارات، أو ادعاءات مجردة، أو صخب في الشوارع ومظاهرات ،وعناء فاحش ورقص في اختلاط بين الجنسين وطبول ومزامير ، زسخرية من الآخرين وإنما هو شعورٌ بالانتماء لوطنه وبلاده، ومجتمعه الذي يعيش فيه، وبذل كل ما هو غالٍ ونفيس للدفاع عن أراضيه وتقديم كل ما هو مفيد لدينه ووطنه مما تنتجه العقول النضجة الراشدة من الابداع والاكتفاء الذاتي بالاستعناء عن الغير .
أما تسمية بعض الضلالات و الشركيات بالصنم، فهي تسمية ليست خاصة بأصحاب الحزبيات، فقد أطلقها السلف قديما على بعض الأهواء و الضلالات فتطلق على بعضها و لا يراد بها الكفر المخرج من الملة ، قال هارون بن معروف "من قال القرآن مخلوق فهو يعبد صنما" {معارج القبول} للشيخ حافظ حكمي.
وكان أهل السنة يقولون "الممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد وثنا" ، ومنه حديث عدي بن حاتم الذي رواه الترمذي قال: "قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال لي: ألق هذا الوثن عنك" فعد صلى الله عليه وسلم الصليب وثنا.
وقال ا لإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب "وإذا كنا لا نكفّر مَن عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، ولم يُكفّر ولم يُقاتل؟ " "فتاوى ومسائل الشيخ ".
والصنم الذي ذكره الشيخ هي تلك المشاهد والأضرحة والمزارات التى تعبد من دون الله . وقد عد الشيخ ابن القيم الهوى صنما قال : "فإن الهوى صنم ولكل عبد صنم في قلبه بحسب هواه وإنما بعث الله رسله بكسرالأصنام وعبادته وحده لا شريك له وليس مراد الله سبحانه كسر الأصنام المجسدة وتركالأصنام التي في القلب بل المراد كسرها من القلب أولا. قال الحسن بن علي المطوعيصنم كل إنسان هواه فمن كسره بالمخالفة استحق اسم الفتوة". روضة المحبين ونزهة المشتاقين. والله المستعان وعليه التكلان .




وكتبه :
أبو بكر يوسف لعويسي
الجزائر شهر نوفمر 2009م
الموافق لشهر ذو القعدة 1430 هـ

حمل الملف على شكل وارد 2007

http://www.up.noor-alyaqeen.com/uplo...181074461.docx (http://www.up.noor-alyaqeen.com/uploads/www.noor-alyaqeen.com13181074461.docx)


http://www.al-amen.com/vb/showthread.php?t=5837

عزالدين بن سالم أبوزخار
20-Oct-2015, 02:29 PM
جزاكما الله خيرا أبا سهيلة وأبا عبد المصور على الفائدة

أبو فريحان
20-Oct-2015, 05:49 PM
الإخوة المشايخ وطلبة العلم المحترمين الذين ردوا على مشهور حسن في مسألة "لعبة الكرة" ، أقول مستفتياً ومسترشداً :مَا يقُولُ السَّادَةُ الْعُلَمَاءُ أَئِمَّةُ الدِّينِ وَفَّقَهُمْ اللَّهُ لِطَاعَتِهِ أو طلبة العلم الكرام فِي ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمة عن اللعب بالكرة في مواضع عدة من "الفتاوى" و "جامع الرسائل" و "مختصر الفتاوى" وغيرها ، فمما قال رحمه الله :"أَوْ الْكُرَةُ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ"."وَلعب الكرة إِذا كَانَ قصد صَاحبه الْمَنْفَعَة".وذكر روايات فقال : وفي رواية : ( .. مثل الكرة في يد الصبيان) .وفي حديث آخر : (.. كما يَرمي الصبيانُ الكرةَ) .

أبو بكر يوسف لعويسي
22-Oct-2015, 02:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أولا : مرحبا بك وحياك الله يا أخانا الفاضل الشيخ أبو فريحان جمال الحارثي ، رفع الله قدرك ، وزادك عزا بتواضعك ...
ثانيا : يعلم الله أني ما دخلت لأقرأ هذا الموضوع ، ولكن دخلت لأستفيد بما علقت عليه يا شيخ جمال ؛ فإذا بي أراك تستفسر ذلك الاستفسار، وتستفتي وأنت أحق من يفتينا ..
وكم كنت أتمنى لو علقتَ بشيء تثمن به الموضوع ، وتزيده قوة بتعليقاتك المفيدة وإرشاداتك النيرة ، تفيدنا بها لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
وعلى كل حال فالكرة في مرماك وننتظر منك الجواب أنت على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
ثالثا : ما سأذكره هنا ليس من باب الإفتاء ولا جوابا على استفسارك وإنما هو مجرد رأي اقتنعت به ، فإن جئتني بما هو أوضح وأقوى تركته إلى قولك وفقك الله ..
رابعا : لست أدري هل أخي الشيخ الفاضل جمال جادا في سؤاله واستفساره أم هو مجرد تعريض واعتراض على ما جاء في كلام العلماء وبعض طلبة العلم بُجمل ذكرها عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – عن عصره ليست هي محل بحث ولا موضع النزاع بيننا..
خامسا : ليعلم أخي أن هناك فرق كبير بين ما قصد إليه العلماء في كلامهم على كرة القدم المنتشرة اليوم في العالم والتي سُيّست ودُولت ، وأخذت هذه المكانة من العالم كما أخذت مكانها من قلوب الشعوب حتى قدمها الكثير منهم على طاعة الله وعبادته فألهتهم عما خلقوا له ، وأوقعت العدواة والبغضاء بينهم ، وبين ما أشار إليه شيخ الإسلام في كلمات تمثيلية ، مثل تمثيله كورية الأفلاك ، والعرش والأرض ، وتمثيل بعض ذلك بالكرة التي يلعب بها الصبيان ..
وإليك البيان : قال- رحمه الله – في الرسالة العرشية (1/37)طبع المكتبة السلفية القاهرة : ((..أنْ يُظَنَّ أَنَّ الْعَرْشَ إذَا كَانَ كُرِّيًّا وَاَللَّهُ فَوْقَهُ، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ كُرِّيًّا، ثُمَّ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ إذَا كَانَ كُرِّيًّا فَيَصِحُّ التَّوَجُّهُ إلَى مَا هُوَ كُرِّيٌّ كَالْفَلَكِ التَّاسِعِ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ، وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الِاعْتِقَادَيْنِ خَطَأٌ وَضَلَالٌ، فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَمَعَ الْقَوْلِ بِأَنَّ الْعَرْشَ كُرِّيٌّ سَوَاءٌ كَانَ هُوَ التَّاسِعَ أَوْ غَيْرَهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّهُ مُشَابِهٌ لِلْأَفْلَاكِ فِي أَشْكَالِهَا، كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّهُ مُشَابِهٌ لَهَا فِي أَقْدَارِهَا، وَلَا فِي صِفَاتِهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا بَلْ قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مِنْ أَنْ تَكُونَ الْمَخْلُوقَاتُ عِنْدَهُ ..... وَإِنَّهَا عِنْدَهُ أَصْغَرُ مِنْ الْحِمَّصَةِ وَالْفَلْفَلَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فِي يَدِ أَحَدِنَا. فَإِذَا كَانَتْ الْحِمَّصَةُ أَوْ الْفَلْفَلَةُ. بَلْ الدِّرْهَمُ وَالدِّينَارُ. أَوْ الْكُرَةُ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ وَنَحْوُ ذَلِكَ ..وأعاد ذلك في مجموع الفتاوى (6/582) ومجموع الرسائل والمسائل (4/135) .
وقال في جامع المسائل لابن تيمية – (3/203):وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنّ الله يقبض الأرض يومَ القيامة، ويطوي السماوات بيمينه ثم يُهزهِز، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ". وقال ابن عباس : ما السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بيتهن في يد الرحمن إلا كخردلةٍ في يد أحدكم. وفي حديث آخر: أنه يرميها كما يَرمي الصبيانُ الكرةَ.
وفي مجموع الفتاوى (6/562)قال: (.. مَا يُبَيِّنُ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بِالنِّسْبَةِ إلَى عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَصْغَرُ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَعَ قَبْضِهِ لَهَا إلَّا كَالشَّيْءِ الصَّغِيرِ فِي يَدِ أَحَدِنَا حَتَّى يَدْحُوَهَا كَمَا تُدْحَى الْكُرَةُ ..).
وفيها (6/564) قال : (..وَسَوَاءٌ قُدِّرَ أَنَّ الْعَرْشَ هُوَ مُحِيطٌ بِالْمَخْلُوقَاتِ - كَإِحَاطَةِ الْكُرَةِ بِمَا فِيهَا ..) فكل هذه المواضيع هي مجرد تمثيل وليس فيها الإقرار للعب الكرة أو الكلام عن حكم لعب الكرة وبيان أضرارها أو منافعها ..
وما ذكره الشيخ من لعبٍ فإنما هو تمثيل من باب لعب الصبيان بها ليس إلا ، ثم لم يبين فيها هل تلك الكرة التي يلعب بها الصبيان هي الكرة التي كانت قديما تلعب باليد وتضرب ببعض العصي والأعواد ، وتسمى(( لعبة الطاب )) عند بعض العرب، أو هي التي تعلب بالقدم اليوم والتي استوردت إلينا من الكفار على خلاف في أول من لعبها منهم الصين أم الإنكليز ..
وهل كان في عهده – رحمه الله - لها أندية رياضية محلية ودولية تخصص لها ميزانيات ضخمة ، يخصص جزء منها إلى أعداء الله من الكفار وفي مقدمتهم اليهود الذين ذكروا في بروتكولات حكماء صهيون هذه الكرة من أجل شغل الشعوب الإسلامية عن دينهم وبأموالهم ؟؟.
وهل كانت تقوم مباريات لكرة القدم تضيع فيها الواجبات من الصلوات الخمس ويفتى فيها للاعبين بالإفطار إذا كانت المقابلة في رمضان ،؟؟
وهل كانت هناك مقابلات في عهده تخلف قتلى ، وخراب ودمار للمنشآت كما هي اليوم ؟؟
وهل كانت هناك مقابلات يكشف فيها العورات ، وتختلط النساء بالرجال ، وتبذر فيها الأموال ويخرج فيها بالصراخ والعويل والألاعب النارية وغير ذلك من المنكرات التي تشاهد وتسمع ؟؟؟
أنا على يقين يا شيخ جمال لو أن شيخ الإسلام ابن تيمية رجع إلى عصرنا ورآى هذه اللعبة اللعينة بهذه المفاسد وغيرها..والتي أصبحت أفيون الشعوب ، وطرق سمعه ما فيها من أضرار لما تردد في ذمها وتحريمها طرفة عين.
أما لعب الصبيان يا شيخ جمال الذي جاء في كلام الشيخ فلهم أن يلعبوا الكرة ولا أحد نازع في ذلك أو منع منه سواء كانت بالرجل أو باليد إذا كانت في حدود المعقول والمشروع ، بأن يكون لعبهم بها مجرد لهو ولعب ليس من ورائه أي قصد إلا لعب ببراءة الأطفال ولا تكن على حساب واجباتهم الدينية والتعليمية التربوية .كما أشار إلى ذلك العلامة الفقيه ابن عثيمين – رحمه الله .
فقد روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم: «أن عائشة رضي الله عنها وجوارٍ كن يلعبن معها يلعبن بالبنات -وهن اللعب- والنبي - صلى الله عليه وسلم - يراهن» فهذا استدل به العلماء أنه يرخص به للصغار ما لا يرخص فيه للكبار.
سابعا : أما ما ذكره شيخ الإسلام على سبيل الجواب في مختصر الفتاوى الكبرى المصرية (ص521 ف 2/ 236) ودرء تعارض العقل والنقل(6/339)ونقله في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام (4/58) جمعه ورتبه وطبعه على نفقته: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم قائلا : ((ولعب «الكرّة» إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال بحيث يستعان بها على الكر والفر والدخول والخروج ونحوه في الجهاد، وغرضه الاستعانة على الجهاد الذي أمر الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو حسن. وإن كان في ذلك مضرة بالخيل والرجال فإنه ينهى عنه .
فهذا أنا فهمت منه المنع وليس الجواز إلا في حالة واحدة إذا توفرت شروطها ومن شرطها القصد الذي ذكره شيخ الإسلام فهو غير متوفر في هذه اللعبة اليوم إطلاقا ، فلا يوجد فريق أو لاعب يلعب ذلك من أجل التقوى على الجهاد في سبيل الله ومناهضة العدو بل كلهم يلعب على الشهرة والمال ليس إلا ..
وقد أثبت الواقع أنه إذا اعتدي على دولة لاعبين فإنهم يقفون موقف المتفرج أو يفرون بجلودهم إلى بلدان أخرى ..
ثامنا : شيخ الإسلام يشير إلى نوع من الكرة وهي التي تضرب بالعصي من فوق الخيل يتسابق فريقان أو فارسان بالخيل ولهم عصي أو أعواد خاصة لها رأس غليظ ، فيرمون الكرة ثم يتسابقان أيهما يضربها أو يوصلها إلى الهدف أو قريب منه ، فهذا النوع من الكرة فيه جري وعدو وخيل وضرب بالعصي ، وكر وفر وهذا يساعد على التكوين والتدريب لركوب الخيل والضرب من فوقها على خلاف كرة القدم اليوم ...
ومع أن هذه اللعبة لا يكاد يظهر منها مفاسد قال شيخ الإسلام إن كان القصد منها تدريب الخيل والرجال على الكر والفر والدخول والخروج في صفوف العدو فلا حرج ؛ أما إن لم يكن القصد كذلك فلا فائدة من ورائها؛ أما إذا كانت في مضرة بالخيل والرجال فإنه ينهى عنه ، وفي فهمي أنه منع ذلك من أجل لقوله صلى الله عليه وسلم :(( لا ضرر ولا ضرار )) هذا والعلم عند الله تعالى .
وأخيرا فإن كان هذا الفهم صحيحا فأحمد الله تعالى وأسأله مزيد التوفيق والسداد، وإن كان غير ذلك فأرجو المغفرة منه سبحانه والتقويم من فضيلتكم .
والحمد لله أولا وأخيرا.
وكتب محبكم : أبو بكر يوسف لعويسي .

أبو سهيلة حسين بن علي الأثري
22-Oct-2015, 01:22 PM
بارك الله فيكم شيخ جمال لقد أخرجتم اهذه الفوائد الجليلة من الشيخ يوسف.

وأحسنتم في ذكر كلام شيخ الإسلام حتى تتم الفائدة

واسأل الله أن يحفظ الشيخ جمال والشيخ يوسف وأن ينفعنا بعلمهما

أبو فريحان
23-Oct-2015, 06:16 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .أما بعد :فأشكر الشيخ أبو بكر لعويسي على ما جمع وكتب ورد على ما طرحته من شبهة حول العبارات التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جمعٍ من مؤلفاته حول عبارة "الكرة ، ولعب الصبيان بها" ، وكل ما أورده الشيخ يوسف موثقاً بمراجعه ؛ هو نفسه الذي عنيتُه ، ولكني كنتُ بترته – وعن قصدٍ – وسيأتي البيان والسبب لذلك . وفي نفس الوقت لست أقصد معارضة كلام أهل العلم المنقول عن الإخوة في حكم لعب كرة القدم اليوم .وقد أجاد وأفاد الشيخ لعويسي في النقل ، وأن شيخ الإسلام عندما ذكرة "الكرة ، ولعب الصبيان بها" إنما عنى ما نقله لعويسي عنه تماماً ؛ وليس المقصود "لعبة كرة القدم اليوم" فتنبه ! هذه هي خلاصة جوابي الذي يرتقبه الشيخ يوسف لعويسي .أما التفصيل المختصر أيضاً ، فأقول :1) إن هذه الطريقة التي طرحتُ فيها ردي – طريقة التساؤل – والتي ظاهرها الاعتراض ؛ إنما هي من باب قولهم : قد يقول قائل . وهذا كثير ما نجد أهل العلم يستعملونه في تقرير مسألة ما .2) هي طريقة استنبطتها من السنة لشدّ انتباه السامع والمتلقي ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يقول أحياناً : (كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ ..) . والأمثلة كثيرة .وأحياناً على طريقة تساؤل لتعليم أصحابه - ومِن ثَمَّ الأُمّة - مسألة هامة : (هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ ..) . وهذا حصل منه صلى الله عليه وسلم كثيراً .وقد استفدتها أيضاً من طريقة شيخنا الألباني في مناقشاته العلمية ، وكذلك شيخنا العثيمين في دروسه رحمهما الله تعالى .فكنت أردت بطرحي ذلك الرد ؛ أمرين :الأول : أن ينبري من أهل العلم - وأحسب الشيخ لعويسي منهم – أن يجلي المسألة ويبينها للقاري .الثاني : كي يستفيد طلبة العلم المبتدئين أمثالي وكذلك الشباب الناشئ المتنسك من طريقة رد أهل العلم إذا ما واجهتهم بعض الشُّبَه ؛ كالشبهة التي طرحتها من كلمات إمام من إئمة أهل السنة .ومن أراد أن يتأكد من موقفي في "لعبة كرة القدم اليوم" فليقرأ تعليقي على جواب شيخنا الفوزان في كتاب "الإجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة" وقد نقل الجواب الأخ عز الدين أبو زخار أعلاه ؛ ولا مانع أن انقل السؤال والجواب وتعليقي :س 46 : ما حكم مشاهدة المباريات في كرة القدم وغيرها ؟ .جـواب الشيخ / الإنسـان وقته ثمين لا يضيعه في مشاهدة المباريات ، لأنها تشغله عن ذكر الله وربما تجذبه ويصير رياضياً في المستقبل أو لاعباً ، ويتحول من العمل الجد وعمل النفع إلى العمل الذي لا فائدة منه .تعليقي على الجواب هناك :يجب على المرء المسلم أن يحرص على الوقت، وأن يستغل أوقاته وعمره في ذكر الله ، وفي طاعة الله ، وفي تحصيل العلم النافع ، ولنتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ) من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما - . أخرجه الحاكم وصححه ( 4/306 ) ووافقه الذهبي .وسوف يُسأل المرء عن كل شيء فعله من خير أو شر، ويُحاسب عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك : ( لا تُزال قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه ... ) الحديث . رواه البيهقي من حديث معاذ بن جبل، وأخرجه الترمذي رقم ( 2417 ) من حديث أبي برزة الأسلمي ، وفيه : ( وعن جسمه ) بدل شبابه . انظر " صحيح الترغيب " : ( 1/126 ) .تنبيه هام جداً وخاصة لطلبة العلم والمشايخ :في رد الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي على تساؤلي – الشبهة – التي طرحتُ ؛ فائدتان :الأولى :كان رده بكل أدبٍ ولطف ولين وحسن ظن مع المخالف والمعارض والمعترض – الذي هو أنا هنا - ، حتى وإن كان يعرفني حق المعرفة ، لكنه لا يعلم ما في قلبي من تحول أو ثبات على الجادة . فـ"القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن" .فقد أكون أعرف الشخص وقد كان على الجادة ولكن قد يتغير ويتحول إلى صاحب هوى وجدال بالباطل ، فيلزمني أن أرد عليه بلطف وأدب حتى يتبين انحرافه ، وهذا ما فعله الشيخ لعويسي .الثاني : أنه جمع الأقوال التي جاءت فيها الكلمات التي طرحتُها "مبتورة" من كلام الإمام ابن تيمية وبمراجعها وصفحاتها .فيا ليت شعري نستفيد ممِّثل هذا . وأعلموا أيها الإخوة ؛ أن من أنفع الكتب لمعرفة الحق من الباطل : "كتب الرُدُود" حيث تجد فيها كلام الطرفين ، فيتبين لك كلام الراد من المردود عليه ، وإني أوصي بها كما أوصاني بعض العلماء الذين كنت أجالسهم .والله الهادي إلى سواء السبيل .كتبه / أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي الخميس 8 / 1 / 1437هـ

أبو بكر يوسف لعويسي
24-Oct-2015, 10:39 AM
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وسلم تسليما كثيرا.
وبعد .
أولا : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركا أين كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر ...
ثانيا : جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة والتنبيهات اللطيفة ،وذلك هو الظن بك ، يا شيخ جمال ..
ثالثا : اعتذر منك أخي الفاضل ، فأنا لا أقبل أن أوصف بما ذكرت ، ورحم الله عبدا عرف قدر نفسه ، وهنا أتمثل قول الإِمَامِ الشَّافِعِيّ - رحمه الله -
أُحِبُّ الصَّالحِينَ وَلَسْتُ مِنهُمْ * لَعَلِّي أَن أَنَالَ بِهِمْ شَفَاعَة
وَأُبْغِضُ مَنْ تجَارَتُهُ المَعَاصِي * وَإِنْ كُنَّا سَوَاءً في البِضَاعَة.
فأنا أحب العلماء الصالحين السلفيين ولست منهم لعلي أحشر معهم ، فالمرء مع من أحب ..
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على السنة حتى نلقى الأحبة محمد وصحبه إن ربي سميع قريب .

عزالدين بن سالم أبوزخار
24-Oct-2015, 04:49 PM
جزاكم الله خيرا الشيخ أبا فريحان والشيخ أبا بكر حفظكم الله تعالى فوق الدرر والفوائد التي استفدتها من تعليقاتكم استفدت درسا عمليا في التواضع وحسن الظن والأخلاق الطيبة فأحسن الله إليكما من معلمين مربيين وشيخين فاضلين.

عزالدين بن سالم أبوزخار
25-Oct-2015, 01:01 AM
الفوائد والدرر والدروس المستفادة من تعليق شيخين فاضلين على ردي على مشهور لاستحبابه لعب كرة القدم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فهذه جمل من الفوائد والدروس المستفادة من تعليق الشيخين الفاضلين أبو فريحان جمال الحارثي وأبو بكر يوسف لعويسي على ردي على مشهور لاستحبابه لعب كرة القدم، وهي كالتالي:
1) طرح الإشكالات ممن يعرف الجواب على القراء.
2) حسن عرض السؤال.
3) دعاء السائل للشيخ.
4) دعاء الشيخ للسائل.
5) البحث عن الفوائد من تعليق المشايخ.
6) تمني الخير للمشايخ والإخوان.
7) الاستعداد لترك الرأي لمن هو أقوي حجة.
8) حسن الظن.
9) التواضع.
10) تلبية رغبة المشايخ والإخوان.
11) ليست العبرة بالمسميات.
12) الرجوع للمصادر التي نقلت منها الشبهة والنظر في سياقها وسباقها ولحاقها، فمن خلاله يتبين الجواب.
13) محبة الصالحين والأخيار.
14) الأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: السبت 11 المحرم سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 24 أكتوبر سنة 2015 م

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
13-Nov-2015, 11:14 PM
للفائدة