المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتعامل مع الذي يكذب ويثير الفتن بين السلفيين ؟



أبوُ أنس عماد السَّلفي
12-Nov-2015, 06:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا بارك الله فيك كيف نتعامل مع الذي يكذب ويثير الفتن بين السلفيين ؟

أبو بكر يوسف لعويسي
28-Nov-2015, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والشكر له وحده ،حمدا وشكرا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، حمدا وشكرا يليق بجلاله وكماله وجماله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبد ورسوله الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه الغر الميامين ، وعلى من تبعهم بصدق وإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
فهذا سؤال ورد علي من بعض إخواننا يقول فيه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا - بارك الله فيك - كيف نتعامل مع الذي يكذب ويثير الفتن بين السلفيين؟
الجواب :
أولا : لقد استقر في الفطرة التي خلقها الله تعالى وأجمع عليها كل الخلق حتى الحيوان - كما سيأتي- أن الكذب من أقبح الخصال وأذمها دينا وعقلا وعرفا لذلك حرمها الله تعالى وشنع على فاعليها، فهي من أحط الأخلاق وأدناها لذلك كان المنافقون في الدرك الأسفل من النّار لأن دينهم مبني على هذه الخصلة الدنية والجزاء من جنس العمل .
ويزداد قبح الكذب وشناعته إذا كان كذباً على الله أو على رسوله وعلى ورثة الأنبياء الثقات العدول ، فيَنسِب الكاذب إلى الله أو إلى رسوله أو إلى ورثته قولاً من تحليل أو تحريم أو خبر وهو يعلم أنه غير صحيح، فهذا مما توعد الله ورسوله عليه بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
والدليل على تطابق جميع الملل والنحل على قبح الكذب قوله تعالى : {وما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون}.
فهذا دليل قاطع على أن الكذب قبيح وصفة واهية حقيرة حتى عند الكفرة الذين لا يعرفون الشرع ، ألا ترى إليهم أنهم قصدوا قتل نبي الله ، ولم يرضوا لأنفسهم بكونهم كاذبين حتى سووا للصدق في خبرهم حيلة يتخلصون بها عن الكذب فيما اقترفوه . انتهى ملخصا بتصرف من فيض القدير شرح الجامع الصغير(1/434).
ومن السنة ما رواه البخاري في قصة أبي سفيان رضي الله عنه مع هرقل حيث قال :..وَاللَّهِ، لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يُؤْثَرَ عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ...
سبحان الله ، كيف كره أن يؤثر عليه الكذب وخاف أن يعاب عليه وهو مشرك يومئذ، وما ذلك إلا لقبح خصلة الكذب في الفطر وأن ذلك يستوي فيه الكافر والمسلم ، بل والحيوان .
قال ابن القيم – رحمه الله - : ولقد حدثني أن نملة خرجت من بيتها فصادفت شق جرادة فحاولت أن تحمله فلم تطق فذهبت وجاءت معها بأعوان يحملنه معها قال فرفعت ذلك من الأرض فطافت في مكانه فلم تجده فانصرفوا وتركوها قال فوضعته فعادت تحاول حمله فلم تقدر فذهبت وجاءت بهم فرفعته فطافت فلم تجده فانصرفوا قال فعلت ذلك مرارا فلما كان في المرة الأخرى استدار النمل حلقة ووضعوها في وسطها وقطعوها عضوا عضوا قال شيخنا : ((أي شيخ الإسلام ابن تيمية )) وقد حكيت له هذه الحكاية فقال : هذه النمل فطرها الله سبحانه على قبح الكذب وعقوبة الكذاب . شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (1/70).
فإذا كان هذا حال من لا يعقل أنه يقبح الكذب ويعاقب عليه ، فكيف بمن يعقل ؟ فكيف بمن يعقل وينسب إلى العلم ؟؟
ولكن الحق أن يقال أن هذا الذي يكذب في حال كذبه عن الله ورسوله وورثة أنبيائه وعن المؤمنين وينشر بينهم القلاقل والكذب أنه لا يعقل وبذلك انحط عن درجة الحيوان ، وقد جعل بعض أهل العلم حاله أسوأ من حال البهائم..
قال شيخ الإسلام في الفتاوى ( 20/ 74): " الكاذب أسوأ حالاً من البهيمة العجماء".انتهى .
ولو كان يعقل حقيقة لعلم أن الكذب متضمن لفساد المعاش والمعاد فبسببه أخرج الأبوين من الجنة ، فقد كذب عليهما إبليس لعنه الله قائلا : { وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }(21) الأعراف .
فالبعض ممن ينتسب للسلفية اليوم شاكل إبليس في هذه الخصلة ، فتراه يكذب ويقسم عليه ويخرج كذبه في قالب النصح وفي صورة الناصح الأمين وهو يعلم من نفسه أنه كاذب ، لا لشيء إلا لأنه نسي أدميته أنه فُطر على تقبيح الكذب وغفل أو تغافل عن عقوبته يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور ويقف ومن كذب عليهم أمام الحق سبحانه ..ليخرج مما قال وليس بخارج منه ..
ولو كان يعقل لتنزه عن الكذب لأنه يعلم أنه متضمن لفساد المعاش والمعاد..
قال ابن القيم – رحمه الله - في بدائع الفوائد (1/ 136): "كل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب، والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه، ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق، ولا مفاسدها ومضارها بمثل الكذب".
ولو كان يعقل مضار الكذب وقبحه وعاقبته وأثاره السيئة المترتبة عليه وأن الله حرمه وتوعد بالعقاب الشديد عليه لما تجرأ على اقترافه ، ولو فكر مليا قبل أن ينطق بالكذبة الواحدة لعلم أنه لا يستدركها أبدا وأن ضررها يرجع عليه بالدرجة الأولى في الدنيا والآخرة .
فيا أيها المسرف في الكذب أعقل عن ربك سبحانه القائل:{ إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب }(20) غافر.
فهذه الآية واضحة في أن الكذب سبب مباشر مانع للهداية مُوقع لصاحبه في معصية الإسراف ، والله لا يحب المسرفين .قال تعالى { .. وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (141) الأنعام ، والأعراف (31).
وقال سبحانه :{ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (105).
ففي مفهوم المخالفة في هذه الآية نفي صفة الكذب عن المؤمنين بالله تعالى ، فما بال هؤلاء المؤمنين بل الذين ينتسبون إلى منهج السلف المبارك لم يجدوا طريقا للحط والتنقيص من علماء السنة ورثة الأنبياء والمشايخ السلفيين وطلبتهم الصادقين لإسقاطهم إلا الكذب مطية - وبأس المطية الكذب – لينال بها عرض زائل أو شهرة مزيفة .
وقال عز من قائل :{ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) }.يونس .
فهذا جزاء الكذب على الله ، وعلى دينه ورسوله ، وورثته بحق .
وفي صحيح مسلم (بَاب قُبْحِ الْكَذِبِ وَحُسْنِ الصِّدْقِ وَفَضْلِهِ):
وقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2607]:((..إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ..)).
قال النووي – رحمه الله - ... وَأَمَّا الْكَذِبُ فَيُوصِلُ إِلَى الْفُجُورِ وهو الميل عَنِ الِاسْتِقَامَةِ وَقِيلَ الِانْبِعَاثُ فِي الْمَعَاصِي.انتهى .
ولما كان الكذب بهذا القبح العظيم ، وهذا الانحطاط الخلقي السقيم ، كان النبي صلى الله عليه وسلم : يعرض عمن ثبت عنده أنه كذب من أهل بيته حتى يتوب .
ففي مسند الإمام أحمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم - ((كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة)).صحيح الجامع (4675) قال الشيخ الألباني – رحمه الله - (صحيح) [حم ك] عن عائشة.الصحيحة (2015).
وبعد هذه التقدمة في ذم خلق الكذب الذي وقع فيه بعض إخواننا ؛ بل تعداهم إلى بعض المشايخ - هدانا الله وإياهم - عن قصد أو غير قصد..
أقول إن أقل أحوال معاملة من اطلعت عليه أنه يكذب وينشر الكذب في غير باب الإصلاح بين النّاس ، أو جرت عادته الكذب وتحري الكذب ونشر الفتن والقلاقل بين السلفيين أن يُعرض عنه حتى يحدث توبة ، استنادا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان يعرض عمن اطلع عليه من أهل بيته أنه كذب كذبة ، فيقال كيف بمن جرت عادته الكذب ونشر الكذب وتحري الكذب وتعمده من أجل تمزيق الصف السلفي وإحداث الفتن والإحن بين أهله نخبة المسلمين ، فيُعرض عنه ولا يأبه به ولا يؤخذ بكلامه ، ولا يؤخذ عنه العلم ، وهذا هو المنقول عن علماء السلف من أهل الحديث . فالمنقول عن الإمام مالك – رحمه الله - أن من يكذب في كلامه ولو أنه كان لا يكذب في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا تقبل روايته. وهذا معروف ومشهور عند العلماء لطلبة العلم قديماً وحديثاً.
فقد كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: " لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ أَرْبَعَةٍ، وَيُؤْخَذُ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ: لَا تَأَخُذْ مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ، وَلَا تَأْخُذْ مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ إِذَا جُرِّبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ، وَلَا مِنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ ". الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع(1/139) الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع(1/60)
وقال أبو بكر بن خلاد: سمعت ابن مهدي يقول :ثلاثة لا يؤخذ عنهم: المتهم بالكذب، وصاحب بدعة إلى بدعته، والرجل الغالب عليه الوهم والغلط.
وقال إسحاق بن عيسى: سمعت ابن المبارك يقول :يكتب الحديث إلا عن أربعة : غلاّط لا يرجع ، وكذاب ، وصاحب هوى يدعو إلى بدعته، ورجل لا يحفظ فيحدث من حفظه. شرح علل الترمذي(1/399) لا بن رجب .
وسئل ابن حنبل - رحمه الله - : «عن محدث كذب في حديث واحد، ثم تاب ورجع، قال: توبته فيما بينه وبين الله تعالى، ولا يكتب حديثه أبداً».
فانظر يا رعاك الله – إلى فعل النبي مع أهل بيته – البررة الأخيار فهو مصطفى من خيار عن خيار فلو حصل أن اطلع على أحدهم كذب كذبة واحدة اعرض عنه حتى يحدث توبة ..
وهذا الإمام أحمد لا يتسامح مع من يكذب في حديث واحد ، وهذا مالك وابن مهدي وكل أهل الحديث لا يؤخذون عمن يكذب في حديثه لا في حديث رسول فكيف بمن يكذب ويفتري على الله الكذب ، وينسب إلى دينه أو إلى رسوله الكذب أو يكذب على ورثة الأنبياء الربانيين وطلبة العلم السلفيين المخلصين ويفتري عليهم الكذب وينشر الفتن والمحن فيما بينهم وفيما بين النّاس ، فهذا حقه إن ثبت ذلك عنه أن يعزر وأن يهجر ويعاقب .
لأن هذا الفعل وهذه الخصلة لا يفعلها إلا مرضى القلوب ، وهي من فعل أهل الأهواء والبدع اقتداء منهم بأهل الشرك والكفر والنفاق .
فالذين وصفوا في كتاب الله عز وجل بالكذب هم الذين لا يؤمنون بآيات الله ، وهم الكفار ، وقد وصف الله سبحانه المنافقين بذلك في غير ما آية ، فالمشركون من باب أولى { وقالوا اتخذ الله ولدا ...}وغيرها من الآيات التي تبين كذبهم.
وعَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لِي أَبِيعُهَا، وَمَرَّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا "، قَالَ: وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ بِالْحِجَارَةِ، وَقَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ، وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا غُلَامُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ؟ قَالُوا: عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى وَهُوَ أَبُو لَهَبٍ . قال الشيخ الألباني –رحمه الله - : صحيح ـ ((الإرواء)) (834)، ((مشكلة الفقر)) (44).
انظر يا رعاك الله ، فعل هذا المشرك يتبعه بالكذب والحجارة ، وهو قريبه ، ولا يستحي من الكذب إذ يعلم يقينا أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يلقبه هو نفسه وأصحابه الكفار بالصادق الأمين ..
فكذلك أهل البدع والأهواء الذين يرمون السلفيين بشتى التهم كذبا وافتراء وهم يعلمون أنهم في قرارة أنفسهم أنهم كاذبون .
فإياك أن تقع في مثل هذه الخصلة فتكون من وراء أهل العلم ورثة الأنبياء وطلبتهم السلفيين تتبعهم وترمي عليهم حجارة التهم وأنت تنادي بهم في مجالسك الخاصة وفي شبكة التواصل الاجتماعي أنهم كذبة في نسبتهم إلى السلفية أو تتبجح كما تبجح هذا المشرك وأنت تعلم أنك كاذب فترميهم بأنهم كذبة ، وأنهم مداخلة أو جامية أو مرجئة الحكام أو..أو..أو هم والدواعش وجهان لعملة واحدة ، قاتل الله هذا الأفاك المفتري لهذه الكذبة الوضيعة الصريحة في الكذب .
وأخيرا على السلفي الصادق الذي يخاف المثول أمام الواحد الأحد وأعماله بين يديه لا يخفى عليه منها شيء أن يحذر أن تكون تلك الأعمال أغلبها أو بعضها كذب وافتراء على عباد الله ، فكيف على ورثة الأنبياء وصفوة المسلمين .
فليحفظ لسانه في الجد والهزل، ولا يعود لسانه الكذب حتى هزلا فيتداعى إلى الجد، وتصبح خصلة يكتب بها عند الله كذابا ، وليعلم أن الكذب من أمهات الكبائر، ثم إنه إذا عُرف بذلك سقطت عدالته والثقة بقوله، فتزدريه الأعين وتحتقره النفوس الأبية الصادقة .
وإذا أراد أن يعرف قبح الكذب من نفسه، فلينظر إلى كذب غيره، وكيف هو نفسه ينفر عنه، ويستحقر صاحبه ويستقبح فعله.
اللهم طهر ألسنتنا من الكذب ، وارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل ، وطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد ، وزينها بالإيمان الصادق، واجعلنا هداة مهتدين مهديين نحب بحبك ونبغض ببغضك إنك يا رب سميع قريب مجيب .


وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي

أبوُ أنس عماد السَّلفي
30-Nov-2015, 09:49 AM
جزاك الله خيرا شيخنا
وهذا مقتطف من كلام العلامة الشيخ ربيع حفظه الله وأطال في عمره


قال تعالى : ) وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ( (النحل:116)
ونصوص الوعيد كقوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : ( من كذب عليَّ متعمدًّا فليتبوأ مقعده من النار) .
فإيَّانا والكذب في كلِّ أمر من الأمور ,علينا بالصدق ,علينا بالإخلاص علينا بمراقبة الله تبارك وتعالى في كلِّ شؤوننا .
وفي هذا العصر ساد الكذب وسادت الإشاعات الكاذبة ,فعلينا ونحن أهل السنَّة أن نتمسك بالحقِّ وأن نتمسك بالصِّدق وأن نَعَضَّ على ذلك بالنواجذ ( فإنَّ الصِّدق-كما قال ــ صلى الله عليه وسلم - يهدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة ولا يزال الرجل يَصْدُقُ ويتحرَّى الصِّدْقَ حتى يُكتَبَ عند الله صدِّيقاً ,وإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور وإنَّ الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب و يتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذَّابًا ) .
فتلك المنزلة الرفيعة -المنزلة الصديقية -ينالها العبد المؤمن المُخْلِص بصدقه وتحرِّيهِ للصِّدق وتلك المرتبة والدَرَكة الرديئة ( وهي أن يكتب عند الله كذَّاباً ويقاد إلى النار والعياذ بالله) هذه من عواقب الكذب الوخيمة .
فعلى المسلم السلفي الصادق أن يتحرَّى الصدق وأن يتجنب الكذب ويحذره ويحذر منه ويُربِّي على الصِّدق ,يُربِّي نفسه وأسرته وتلاميذَه ومن تحت يده يربِّيهم على هذه الأخلاق العالية (الصدق, الصبر ,الحلم والأخلاق التي أحبَّها الله تعالى والتي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن سفساف الأخلاق ورديء الأخلاق ومن شرِّها هذا الكذب .
فتعلموا -أيها الإخوة- العلوم الشرعية ومنها أنواع الكتب وأصنافها التي أشرت إليها فإنَّها تساعدكم على فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى المقصود من كلامه حفظه الله تعالى
منقول من شبكة سحاب السلفية