المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة من فرائد الفوائد للشيخ ابن عثيمين



أبوُ أنس عماد السَّلفي
31-Jan-2016, 11:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد :

قال الشيخ العلامة إبن عثيمين رحمه الله في كتابه القيم المنتقي من فرائد الفوائد .

فوائد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الإيمان
فائدة :الناس في تفاضل الإيمان وتبعضه على قولين:
أحدهما : إثبات ذلك ,وهو الصواب الذي تدل عليه الأدلة العقلية والنقلية ,وهو قول المحققين من أهل السنة ,وتفاضله بأمرين :
الأول من جهة العامل ,وذلك نوعان :
النوع الأول :في الإعتقاد ومعرفة الله تعالي ,فإن كل أحد يعرف تفاضل يقينه في معلوماته ,بل في المعلوم الواحد وقتا يرى يقينه فيه أكمل من الوقت الآخر .
النوع الثاني :في القيام بالأعمال الظاهرة ,كالصلاة والحج والتعليم وإنفاق المال والناس في هذا علي قسمين :
أحدهما :الكامل ,وهم الذين أتوا به علي الوجه المطلوب شرعا .
الثاني :ناقصون ,وهم نوعان :
النوع الأول :ملامون , وهم من ترك شيأ منه مع القدرة وقيام أمرالشارع ,لكنهم إن تركوا واجبا ,أو فعلوامحرما,فهم آثمون ,وإن فعلوا مكروها أو تركوا مستحبا ,فلا إثم .
النوع الثاني :ناقصون غير ملامين وهم نوعان
الأول من عجز عنه حسا كالعجز عن الصلاة قائما الثاني العاجزون شرعا مع القدرة عليه حسا كالحائض تمتنع من الصلاة فإن هذه قادرة عليه لكن لم يقم عليها أمر الشارع ولذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم ناقصة الإيمان بذلك فإن من لم يفعل المأمور ليس كفاعله .
ومثل ذلك :من أسلم ثم مات قبل أن يصلى لكون الوقت لم يدخل ,فإن ذلك كامل الإيمان ,لكنه من جهة أخرى ناقص ,لايكون كمن فعل الصلاة وشرائع الإسلام :ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم {خيركم من طال عمره وحسن عمله}رواه الترمذي ,كتاب الزهد {2329}وحسنه ,والدرامي ,كتاب الرقائق {2742}وأحمد {3,188}
الأمر الثاني :من جهة العمل ,فكلما كان العمل أفضل ,كانت زيادة الإيمان به أكثر.
القول الثاني :نفي التفاضل والتبعض ,وانقسم أصحاب هذا القول إلي طائفتين :
إحداهما :قالت :إن من فعل محرما ,أو ترك واجبا فهو مخلد في النار ,وهؤلاء هم المعتزلة ,وقالوا :هو لامسلم ولا كافر ,منزلة بين المنزلتين .وأما الخوارج فكفروه .
الطائفة الثانية :مقابلة لهذه ,قالت :كل موحد لايخلد في النار ,والناس في الإيمان سواء ,وهم ثلاثة أصناف :
صنف قالوا: الإيمان مجرد مافي القلب وهم نوعان :
الأول من يدخل أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة .
الثاني من لايدخلها ,وهم الجهمية وأتباعهم,كالأشعري ,لكن الأشعري يثبت الشفاعة في أهل الكبائر .
والصنف الثاني قالوا :الايمان مجرد قول اللسان ,وهم الكرامية ,ولا يعرف لأحد قبلهم ,وهؤلاء يقولون : إن المنافق مؤمن ,ولكنه مخلد في النار .
الصنف الثالث قالوا : إنه تصديق القلب وقول اللسان ,وهم أهل الفقه والعبادة من المرحئة ,ومنهم أبي حنيفة وأصحابه .