المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير أبي بن كعب للتقوى لفضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
06-Jun-2010, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير أبي بن كعب للتقوى لفضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله
التقوى زادا ولباسا
وحقيقة التقوى في لسان الشرع الشريف هي :
1 ـ هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه .
2 ـ وإن شئت فقل : هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله .
3 ـ وإن شئت فقل : هي مراقبة الله والشعور به عند الصغيرة والكبيرة والتحرج من إتيان ما يكره توقيرا لذاته ، وإجلالا له سبحانه . وإن شئت فقل هي : مراقبة الله عند الصغيرة والكبيرة والخوف من إتيان ما يكره توقيرا لذاته وإجلالا له سبحانه .
4 ـ وإن شئت فقل : هي الأعمال الصالحة أقوالها وأفعالها ، باطنها وظاهرها ، وقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب رضي الله عنه عن التقوى فقال له : " أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى . قال : فما عملت ؟
قال : شمرت واجتهدت . قال : فذلك التقوى " .
ولعظم شأنها وأهميتها في كل شريعة من شرائع الله المختومة بهذه الشريعة المحمدية فقد وصى الله بها جميع الأمم من أهل الكتاب وغيرهم وإيانا في هذا الكتاب العظيم ، حيث قال سبحانه : (( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )) [ النساء : من الآية 131 ] .
واعتبرها سبحانه زادا لنا فقال : (( وتزودوا فإن خير الزّاد التقوى واتقون يا أولي الألباب )) [ البقرة : من الآية 197 ] .
كما اعتبرها ـ تبارك وتعالى ـ لباسا لنا فقال : (( ولباس التقوى ذلك خير )) [ الأعراف : من الآية 26 ] .
ولقد أحسن الذي قال :
تزود من التقوى فإنك لا تدري ـ ـ ـ ـ ـ إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
والذي قال :
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ـ ـ ـ ـ ـ تقلب عريانا وإن كان كاسيا
والذي قال :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ـ ـ ـ ـ ـ ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
نــدمت على أن لا تكون كمثله ـ ـ ـ ـ ـ وأنك لم ترصد كما كان رصـــدا
ورتب الله على حصولها واتصاف العباد بها كل صلاح وفلاح وطهر كما قال عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم )) [ الأنفال : 29 ] .
فجعل سبحانه التقوى شرطا أساسيا في حصول الأمور التي يفرق بها العبد بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، وذلك بأن يقذف في قلبه النورالذي تحصل به الهداية إلى طريق الحق والثبات عليه ، كما رتب في هذه الآية الكريمة على التقوى خصلتين عظيمتين ، وهما تكفير السيئات وسترها حتى لا تبقى ظاهرة ، ولا باطنة ، ومغفرة الذنوب جميعا صغائرها وكبائرها ، أقوالها وأفعالها ، سرها وعلانيتها .

المصدر :
المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله ( ص 176 )