المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عاجل: هل هذا استهزاء بالآيات؟؟



أم دعاء السلفية الفلسطينية
19-Mar-2016, 12:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت من يتناقل هذا على مواقع التواصل


محل "عصير" كاتب ( وسقاهم ربهم شراباً طهورا ) عااادي

"حلاق" كاتب ( وجوهٍ يومئذٍ ناعمة ) عديها
"مطعم" كاتب ( كلوا من طيبات ما رزقكم ) بعد عاااادي
"خياط" كاتب ( وكل شيئ فصلناه تفصيلا ) مافي مانع
اما سائق "التاكسي" يكتب ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) صراحة قويه

فهل هذا الكلام يعتبر استهزاء بالقرآن أم لا؟؟

أبو بكر يوسف لعويسي
21-Mar-2016, 12:41 AM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا فعلمنا ما ينفعنا وزدنا علمًا أنك أنت العليم الحكيم .
أما بعد :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
فهذا مبحث في ما يخص أمثال القرآن ، والأمثال هنا جمع مثل ، وهو مأخوذ من المثل والمثل والمثيل ، وهو بمعنى الشَّبَه هذا من حيث اللغة .
أما من حيث الاصطلاح فقد تنوعت أقوال أهل الشأن في ذلك لكن أشهرها وأقربها من حيث الضابط ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - ( في كتابه أمثال القرآن)) .
فقد عَرّف المثل بأنه تشبيه شيء بالذي في حكمه يشترك مع هذا في الحكم فاقتضى أن يضرب به المثل .
ولهذا أمثلة كثيرة في القرآن ، وإنما تضرب الأمثال لتشبه بالأشياء كما قال تعالى مثلاً عن الحياة الدنيا فقال عز من قائل : { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ } . فالله جل وعلا شبه حياة الإنسان بحياة النبات أو بالعكس .
فهنا تشبيه شيء بالذي في حكمه . الحكم هو الحياة وبدايتها وكيف تنتهي قال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ } وفي الآية التالية : { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.
إذًا هذا هو تشبيه الشيء بالذي في حكمه هذا معنى المثل . ولا شك أن القرآن جاء بلفظ المثل في مواطن كثيرة .
والحكمة من الأمثال هي الاعتبار والاذّكار لأن الله جل وعلا قال : { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } ، { وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } .
ويقسم العلماء المثال إلى ثلاثة أقسام : ومع ذلك اختلفوا في جواز استعمالها وعدمه على قولين سيأتي بيان ذلك .
وأنواعها ثلاثة .
1- الأمثال الصريحة – 2 – الأمثال الكامنة ، أو الخفية – 3 – الأمثال المرسلة .
النوع الأول : الأمثال الصريحة وهي التي يكون فيها التصريح بكلمة المثل كما في قوله تعالى : {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ }. هنا صرح بالمثل ، وهذا في القرآن كثير ولكنه يتنوع فأحيانًا يكون المثل فيه للمدح ، وأحيانًا يكون للتذكير كعبرة ، وأحيانًا يكون للتجريح والذم . وهذا مثال للذم والتجريح كما في قوله تعالى :{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } .
هذا مثال لمن للمنافقين لأن الآيات التي جاءت قبل ذلك تكلم الله فيها عن صفات أخذوا نور الإسلام الظاهر الذي ادعوه وتركوا نور الهداية فكانت النتيجة أن أخذ الله نورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون .: { فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ } .
فهنا شبههم كالذي استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله أذهب هذا النور . فهذا المثال من باب الذم والتجريح .
2-الأمثال الكامنة أو الخفية : وتسمي بذلك لأنه لا يؤتى فيها بالتصريح بلفظ المثل أو المثال، وإنما يؤخذ ذلك من معنى النص .
وهذا المثال الكامن أو الخفي صورته أن تجد الآية دالة على معانٍ متداولة بين الناس من الحِكم المشهورة والجارية على ألسنتهم ، ويمكن أن تنزل الآيات منزلتها من حيث الأمثال .
من الأمثلة المتداولة والمشهورة بين النّاس : قولهم(( خير الأمور الوسط ))أو (( خير الأمور أوسطها)) نجد أن هناك آياتٍ دالة على هذا المعنى كقوله تعالى :{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } .
هذا يدل على أنه ينبغي للعبد أن يسلك سبيل الوسط في الإنفاق وهو خير الأمور .
لا تكن يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط في الإسراف إنما عليك بالوسط لأنه خير الأمور .
ومثال ثاني على ذلك :قوله تعالى :{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وكان بين ذلك قواما} وغير ذلك من الآيات التي تحمل معنى الوسطية والاعتدال فتصلح لتكون مثلا ونبراسا يستضاء به .
ومع ذلك فإن الآيات ما جاء فيها التصريح بالمثل . ومن أمثلة لذلك فلذلك: المقولة المشهورة كما تدين تدان .
قال البخاري في صحيحه(6/17) :وَالدِّينُ: الجَزَاءُ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ " وبقوله كما تدين تدان يروى حديث ولا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم .
وقي المقاصد الحسنة للسخاوي (1/282) الْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، يشير إليه قوله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ، وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا، هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ} ، وكما تدين تدان، واسمح يسمح لك، وأشباهها، ووقع في كتب النحاة كشروح الألفية وتوضيحها: الناس مجزيون بأعمالهم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس موقوفاً. ففي هذه الأمثال كلها يمكن أن نجد لها آيات بمعناها تماما لكنه لم تأتي بلفظها فوافقتها في المعنى دون اللفظ ، لذلك سميت الأمثال الكامنة .
3- الأمثال المرسلة يعني ليس فيها المعنى الكامن للمثال ، ولم يصرح فيها بالمثال وإنما هي مرسلة مطلقة تدل على المثال ..
ومن أمثلة ذلك : قوله تعالى :{ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } هذا يمكن أن يكون مثالاً لأي أمر يُخْتَلَفْ فيه أو حينما تأتي إنسانا تريد قضاء خاجة على يده أو تأتي قاضي ليقضي لك في حكم معين فيقول { قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } .
ومن الأمثلة أيضا في ذلك :(( الآن حصحص الحق )).
يقولها الكثير حينما يتضح الأمر بعد غموض ويظهر الحق للعيان ولا محيص منه . هذه آية جاءت في معرض آخر وهي جاءت كمثل مرسل ليس كامنًا ولا مصرحًا به لكنه يمكن أن يكون مثلاً لمثل هذه العبارة .
يظهر لك الحق فتقول : الآن حصحص الحق .
ومثال آخر حينما يتمنى المرء أن يهتدي رجل على يديه ويغلب على ظنه أنه سينتصر على أمر صعب يعترضه أو يتطلع إلى شيء ويقدم الفأل في حصوله وأنه سيكون قريبًا فيقول :{ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } .
و حينما ييئس الإنسان من الضعف أو ييئس المسلمون من الذلة والهوان وهذا الكرب وهذا العسر الذي يعيشونه فيأتي من يهن عليه ذلك بهذا المثال فيقول له :{أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } .
وهناك أمثلة كثيرة منها ما هو مقبول ومنها ما هو مرفوض ولا يجوز ويعتبر فيه استهزاء بالقرآن مثل لو التقى شخص وآخر من دون ميعاد فقال أحدهما للآخر :{ ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد } نعم هذه آية لكن لا يصلح أن يضرب بها المثل في مثل هذا الموضع .
بخلاف قولك :{ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }{ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }.
فالآية الأولى لا يجوز أن يضرب بها المثل لأنها مختصة بالله جل وعلا ولأنها مبنية على علم الله الأزلي .
وأما علم الإنسان فهو علم قاصر ، وكون علم الإنسان علم قاصر وعلم الخالق جل وعلا علم كامل لا نحيط بشيء من علمه إلا بما شاء .
لذلك جاز أن يقال في حق الله جل وعلا { وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} فهو سبحانه يعلم لو تواعدا لاختلفا في الميعاد ولا يجوز في حق الإنسان لأنه لا يدري ولا يعلم لو تواعدا أن يختلفا في الميعاد هذا لا يجوز .
بقي معنا اختلاف أهل العلم في استخدام الأمثال هل تستخدم الأمثال وتكون دارجة بين الناس وتقول مثل هذا تقول :{ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } ونحو ذلك .
اختلف فيه أهل العلم على قولين : فمنهم من منع حماية لحرمة القرآن ومكانته وعظمته ، وأن في استعمال ذلك ابتذالاً له وتقليلاً من شأنه وهيبته ؛ فلذلك منعوا قالوا : لا يجوز أن تقول مثل هذا الكلام ، لا يجوز حين ما ترى شيئًا ظهر واتضح بعد غموض تقول :{ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ }.
ولا تقول :{ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } .
فيما تطمع أن يأتي إليك يقول : القرآن يبقى للقرآن .
وأما القول الثاني فقد قال أصحابه : إنه يجوز ذلك لكن بشرط ألا يكون على صورة الابتذال والاستهزاء ، والإهانة والسخرية لكلام الله ، كما لو مثلاً تضمن شعرًا أو نحو ذلك كما في قول الشاعر العربي حين ما ذكر أحد الخلفاء في قوله :
أتته الخلافة منقادةً إليه تجرر أذيالها - - فهي لا تصلح إلا له
وهو لا يصلح إلا لها لو أخذها - - أحد غيره لزلزلت الأرض زلزالها .
هنا لا يصح هنا فيه ابتذال وتقليل من قيمة القرآن وهيبته ومثل ذلك حينما تأتي لشخص مثلاً وتناوله كتاب تقول :{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ }، مثل هذا الاستخدام لا يجوز .
أو يكون له مثلاً شخص ابن اسمه إبراهيم أو صاحب اسمه إبراهيم تريد أن تنهاه عن شيء تقول :{ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا }.
مثل هذه الإطلاقات منعوها لأنها تسبب نوعًا من الابتذال وتقليل هيبة القرآن .
لكن يقال: هذا يحتاج إلى تفصيل إن كان من باب الأمثال فلا بأس مثل قولنا :{ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }{ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }.
من باب الفأل هذا لا بأس به ، أما إذا كان من باب المخاطبة كما في قوله :{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ}،{ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } أو تقول يوسف أعرض عن هذا . هذا قد يكون فيه شيء من ذلك .
أما إذا كانت من باب الاستخدام السليم الخارج من الابتذال فهذا لا بأس به كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )) حين ما قال : (( إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته )) .
وكما قال أيضًا ابن مسعود في مسألة في الفرائض حين ما قال :{ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } . هنا أتى بذكر آية ليست من باب الابتذال لكن الإتيان به هنا ليس فيه أي ضيق هذا .
هو ملخص ما يتعلق بأمثال القرآن .
وأما ما ذكر في السؤال من الأمثال فكله من باب استهزاء والابتذال فلا يجوز ويحذر أصحابه من ذلك ، ويخشى عليهم العاقبة والعياذ بالله .

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Mar-2016, 02:45 AM
بارك الله فيكم