المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف العلاَّمة أحمد النجمي- رحمه الله- ممن يدعو إلى وحدة الأديان، أوحرية الاعتقاد، أو يعتقد جوازها



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
08-Jun-2010, 10:24 PM
"موقف العلاَّمة أحمد النجمي- رحمه الله- ممن يدعو إلى وحدة الأديان، أوحرية الاعتقاد، أو يعتقد جوازها":


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

يقول العلاَّمة أحمد بن يحيى النجمي- رحمه الله- إجابة على أحد الأسئلة الموجهة إليه:

((الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
وبعد: أقول:إنَّ المبتدعين ينقسمون إلى قسمين:
1- منهم من هو مبتدعٌ ببدعةٍ مكفرة.
2- ومنهم من هو مبتدعٌ ببدعةٍ مفسقة.
المبتدعون ببدعةٍ مكفرة كالذين يدعون إلى وحدة الأديان...)).

الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية(52،2) دار المنهاج، مصر- 1425هـ.


وقال – رحمه الله- : (( من زعم أنَّ الإسلام وغيره من الأديان المنسوخة، والمحرفة سواءً فقد كفر، وكذلك من زعم أنَّ أحدًا من الناس يسعه الخروج عن دين الإسلام، واتخاذ دينٍ غيره فقد كفر؛ قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام : " التاسع: من اعتقد أنَّ بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمدٍ ج فهو كافرٌ؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].
ومسألة جواز الخروج عن دين الإسلام إلى غيره فرعٌ عن الاعتقاد بمساواة الأديان المنسوخة والمحرفة للإسلام، ومن اعتقد أنَّ شيئًا من ذلك جائزٌ كفر كفرًا يخرج من الملة..)).

الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية (2، 91-92). دار المنهاج، مصر- 1425هـ.


وسئل – رحمه الله-: ((س: ما حكم الصلاة وراء من ينسب إلى جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل يعتبر أفراد هذه الجماعة من أهل البدع؟ نرجو التوضيح.

ج: جماعة الإخوان المسلمين منهم أناس في الخارج قالوا بأقوال وعملوا أعمالاً تخرج من الإسلام كقول بعضهم بحرية الاعتقاد والتعبد، وكقولهم بالدعوة إلى وحدة الأديان، وكسكوتهم عن الشرك الأكبر، وما أشبه ذلك من الأقوال والاعتقادات الّتي تخرج صاحبها من الإسلام، والعياذ بالله.
لأن الشخص إذا قال مثلاً: إنه يجوز للإنسان أن يعتقد ما يريد، وهو حر في اعتقاده، وقالوا: نحن نؤمن بحرية الاعتقاد -والعياذ بالله- فمن آمن بحرية الاعتقاد فمعناه أنه يقول: إنه يجوز لكل إنسان أن يكون مسلمًا، أو يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا، أو يكون مجوسيًّا، وكذلك قولهم بحرية التعبد، كأن يقول: أنا حر إن شئت أصلي المغرب ثلاثًا، أو ركعتين، فإذا قال بذلك أحد فهذا كفر يخرج من الملة.
وكذلك الدعوة إلى وحدة الأديان كما دعا إلى ذلك من يسمى بحسن الترابي من الصوفية في السودان، وحسن مكي وأمثالهم, فإن كان الإمام يقول بذلك ويؤمن به؛ فهذا لا تجوز الصلاة وراءه، وإن كان ينتمي إلى هذا الحزب ولم يظهر منه ما يوجب الكفر فإنه تجوز الصلاة وراءه؛ لأن أهل السنة والجماعة يرون جواز الصلاة وراء المبتدع ببدعة مفسقة لا تخرج من الإسلام، لكن ترك الصلاة وراءه أفضل, إنّما لو صلى وراءه فصلاته صحيحة، فمثلاً الإخوانيين الذين يوجدون عندنا لم يظهر منهم القول بما يوجب الكفر فهؤلاء بدعتهم مفسقة إلا أنّهم سكتوا عن هؤلاء وتولوهم، ولم يعلنوا نكيرهم عليهم، فإنّهم مخطئون خطًأ فاحشًا بسكوتهم على أولئك المبطلين، وكذلك قولهم بالدعوة إلى خلافة, ومن اعتقاداتهم: البغض للدولة المسلمة الموحدة وتولّي الدولة المشركة، وهذا كله يقرّونه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله المستعان)).

فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود (3، 141-142)
دار المنهاج- مصر، ط1-1427هـ.


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه
عبد الواحد بن هادي المدخلي
1431/6/25