المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال الشيخ مقبل طيب الله ثراه في "إيضاح المقال في أسباب الزلزال":



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
05-Jun-2016, 10:23 PM
قال الشيخ مقبل طيب الله ثراه في "إيضاح المقال في أسباب الزلزال":

ونحن لا نزال كما قلنا قبل نرى العبر، ونسمع الآيات، ونسمع الحوادث التي تزعج المسلمين، ولكن أعداء الإسلام يجعلون الحوادث حوادث طبيعية من أجل أن يبطلوا آيات الأنبياء، وأن يبطلوا انتقام الله لأنبيائه.

يقول الله سبحانه وتعالى: {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرحْ إنّ الله لا يحبّ الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ الله لا يحبّ المفسدين * قال إنّما أوتيته على علم عندي أولمْ يعلم أنّ الله قد أهْلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّة وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون * فخرج على قومه في زينته قال الّذين يريدون الحياة الدّنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنّه لذو حظّ عظيم * وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلا الصّابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الّذين تمنّوا مكانه بالأمس يقولون ويْكأنّ الله يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا ويْكأنّه لا يفلح الكافرون}.

وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ ثلاثةً في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله عزّ وجلّ أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا فأتى الأبرص فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن قد قذرني النّاس. قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، فقال: أيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الإبل أو قال: البقر -هو شكّ في ذلك إنّ الأبرص والأقرع قال أحدهما: الإبل وقال الآخر: البقر- فأعطي ناقةً عشراء فقال: يبارك لك فيها، وأتى الأقرع فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عنّي هذا، قد قذرني النّاس. قال: فمسحه فذهب وأعطي شعرًا حسنًا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملاً، وقال: يبارك لك فيها، وأتى الأعمى فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: يردّ الله إليّ بصري، فأبصر به النّاس. قال: فمسحه فردّ الله إليه بصره، قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدًا، فأنتج هذان، وولّد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم، ثمّ إنّه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين تقطّعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثمّ بك، أسألك بالّذي أعطاك اللّون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرًا أتبلّغ عليه في سفري. فقال له: إنّ الحقوق كثيرة، فقال له: كأنّي أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك النّاس فقيرًا، فأعطاك الله! فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبًا فصيّرك الله إلى ما كنت، وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا. فقال: إن كنت كاذبًا فصيّرك الله إلى ما كنت، وأتى الأعمى في صورته: فقال رجل مسكين وابن سبيل، وتقطّعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثمّ بك، أسألك بالّذي ردّ عليك بصرك شاةً أتبلّغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردّ الله بصري، وفقيرًا فقد أغناني، فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنّما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك)).

ويقول الله سبحانه وتعالى: {ياأيّها النّاس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز}.
ورب العزة عند أن ذكر في سورة (اقتربت الساعة) الأنبياء وتكذيب أممهم وما فعل الله بهم من الدّمار، قال: { أكفّاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزّبر}.

ونحن نستطيع أن نقول للشيوعيّين وللبعثيّين وللناصريّين، وللحداثيّين وللعلمانيّين: أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر؟!.

ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا ومنهم من أخذته الصّيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.

ونحن في بلدنا، وفي يمننا لم تنته بعد فجيعة الزّلزال وضحايا الزّلزال بذمار ، ثم في هذه الأيام الزّلزال بالعدين.

إن المنكرات الموجودة بالعدين هي موجودة بصعدة.
وإن المنكرات الموجودة بالعدين هي المنكرات الموجودة بصنعاء.
وإن المنكرات الموجودة بالعدين هي المنكرات الموجودة بعدن، وبحضرموت، وبغيرها من البلاد، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل لنا عبرةً في بلد إخواننا العدينيّين.

وكثرة الزلازل في آخر الزّمان، تعتبر علمًا من أعلام النبوة، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث سلمة بن نفيل رضي الله عنه.

والشأن كل الشأن: هل اعتبرنا؟ وهل رجعنا إلى الله؟ أم صرنا كما يقول ربنا عز وجل: {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون}.
فهل أنكر اليمنيون (مصنع الخمر)؟ وهل تبرّؤا من الحزبيّة؟ وهل تبرّؤا من الديمقراطية؟ وهل تبرّؤا من الفساد الموجود بين أظهرهم؟ بل هل تبرّؤا من الوحدة مع الشيوعيّين؟ فالأمر يحتاج إلى توبة، وإلى رجوع إلى الله عز وجل: {واتّقوا فتنةً لا تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً واعلموا أنّ الله شديد العقاب}.

يقول بعض الملاحدة: لا تقل إن الزلزال بسبب الذنوب، فسيصير اليمنيون مذنبين ورب العزة يقول في كتابه الكريم:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.

ويقول سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحبّ كلّ مختال فخور}.

ويقول: { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤْمن بالله يهْد قلْبه والله بكلّ شيْء عليم?}.

والزّلزال قد يكون للابتلاء كما قال الله تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصّلاة إنّ الله مع الصّابرين * ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصّابرين * الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

فهل نحن معصومون من الخطأ؟ وهل ننزّل أنفسنا منْزلة الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟ بل المنكرات طافحة في المجتمع، وصدق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول كما في "صحيح البخاري" من حديث النعمان بن بشير: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها،كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لوأنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)).

فالمنكرات والفساد موجودان في البلاد اليمنية، كل يوم وهي تتجسّد، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وقد يقول بعض المنحرفين: فما ذنب الأطفال؟ نقول: لقد أخذوا بذنب آبائهم وأهليهم.

ففي "الصحيح" عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوّلهم وآخرهم)) قالت: قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأوّلهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: ((يخسف بأوّلهم وآخرهم، ثمّ يبعثون على نيّاتهم)).

وفي "الصحيح" أيضًا من حديث زينب بنت جحش أنّها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نومه وهو محمرّ وجهه وهو يقول: ?((لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج)) وعقد بيديه عشرة قالت زينب: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصّالحون؟ قال:((إذا كثر الخبث)).

ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {واسألهم عن القرية الّتي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السّبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرّعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * وإذ قالتْ أمّة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذّبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرةً إلى ربكم ولعلّهم يتّقون * فلمّا نسوا ما ذكّروا به أنجينا الّذين ينهون عن السّوء وأخذنا الّذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون * فلمّا عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين * وإذ تأذن ربّك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إنّ ربّك لسريع العقاب وإنّه لغفور رحيم * وقطّعناهم في الأرض أممًا منهم الصّالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون}.

فقد كثر الخبث: مصنع الخمر، والتبرّج والسفور، فالله أعلم ما سيحدث، دع عنك الخصام بين القبائل الذين لا يحكّمون كتاب الله، ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أما الذي يسند الأمور إلى الطبيعة ويقول: حوادث طبيعية، فإذا أراد أن الطبيعة هي المتصرفة فهو كافر.

ففي "الصحيحين" عن زيد بن خالد الجهنيّ أنه قال: صلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الصّبح بالحديبية على إثر سماء كانت من اللّيلة، فلمّا انصرف النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقبل على النّاس فقال: ((هل تدرون ماذا قال ربّكمْ))؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب)).
وفي "الصحيحين" عن عائشة وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّ الشّمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنّهما من آيات الله يخوّف الله بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفًا فاذكروا الله حتّى ينجليا)).

ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {إنّ الله يمسك السّماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليمًا غفورًا} .

فهل تستطيع أمريكا أن توقف الزّلزال، أو توقف الفيضانات المائيّة، أو تستطيع أن توقف المطر؟ بل لم تستطع في أهون من هذا، وهو علاج مرض ( الإيدز) وعلاج بعض الأمراض الحديثة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير."

منقول

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
05-Jun-2016, 10:28 PM
رد العلامة ابن عثيمين على من نسب أسباب الزلازل إلى غضب الطبيعة.

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور والحمد لله الذي يقدر على عباده ما فيه الحزن والسرور فبيده ملكوت السماوات والأرض وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثير.
أما بعد:
أيها المسلمون فإنه لا إنكار أن الله خلق السماوات والأرض حتى عند المشركين الكافرين بالله ورسوله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) إن الكفار وهم على كفرهم وشركهم يقرون بأن الله تعالى خالق السماوات والأرض وإذا كان الله خالق السماوات والأرض فهو المتصرف فيهما كما يشاء بيده ملكوت السماوات والأرض ومن رحمته بعباده ومن نعمته عليهم أن جعل لهم الأرض قراراً يقرون فيها وجعل لها رواسي وبارك فيها وقدر فيها أقواتها وجعلها ذلولاً لعباده يسيرون فيه حيث يشاءون يكتسبون الرزق من فضله من فضله عز وجل فإذا أراد أن يريهم آية من آياته تبين قدرته عز وجل وتبين أنه غير غافل عن عباده وعن أعمالهم أخلف هذه العادة وجعلها تهتز أو تنخسف قال الله عز وجل : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) فلا أحد يقدر على تغير هذا الأمر أن يأتي الأمر من تحت أرجلنا بالخسف أو بالزلزال ولا أدل على ذلك من ضعف بني آدم وعجزهم أن أن يحدث الزلزال بدون أن يشعر به الناس : ( يَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ولكن الخطأ كل الخطأ أن ينسب ذلك إلى الطبيعة دون أن ينسب إلى الخالق عز وجل ولا ينسبه إلى الطبيعة إلا من كان جاهلاً بالله عز وجل جاهلاً بآيته ولا شك أن هذا الزلزال الذي يصيب بعض مناطق الأرض لاشك أنه ناشئ بقدر الله عز وجل وبقدرته وتدبيره وإن كان الله تعالى قد يجعل له أسباب طبيعية تثيره وتهيجه لكن من خلق هذه الأسباب أليس هو الله وحده إن هذا هو الجواب الصحيح وعلى هذا فالواجب على المسلمين أن يتخذوا من هذه الزلازل عبره يتعظون بها ويرجعون بها إلى الله ولا شك إن ما يصيب الناس من المصائب فإنه بذنوبهم كما قال الله عز وجل : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) وقال الله تعالى يخاطب الصحابة رضي الله عنهم حين أصابهم ما أصابهم في غزوة احد قال لهم : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ) أيها المسلمون إن الواجب علينا أن نتخذ من ذلك عبرة وأن نتوب إلى الله ونرجع إليه وأن نخشى أن يصيبنا إذا نحن ظلمنا أنفسنا ما أصاب غيرنا من هذه الزلازل المدمرة وإن كثيراً من الناس يجادل فيقول إن المصائب قد تكون من غير الذنوب ثم يضرب لذلك مثلاً بما أصاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولكن هذا ما هو إلا جدل كما قال الله عز وجل في الذين يجادلون في عيسى بن مريم ما ضربوه لك إلا جدلا إننا نعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حالهم مستقيمة حالهم صالحة معصومون على الإقرار عن الإثم والعدوان وأنهم أشرف الخلق عند الله عز وجل ولكن الله يصيبهم بعض المصائب لينالوا أكمل درجات الصبر فإن الصبر منزلة عالية أراد الله عز وجل أن تتحقق لبعض الرسول عليهم الصلاة والسلام فيصيبهم بالمصائب حتى يكملوا درجات الصبر الثلاثة وهي الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على أقدار الله المؤلمة أما أمم ظالمة معتدية أمم فيها من يحارب دعاة الحق أمم فيها من يحكم غير كتاب الله وسنه رسوله فإنه إذا أصابتهم مثل هذه الأمور فإننا نعلم علم اليقين أن هذا بسبب الذنوب وعليهم أن يرجعوا إلى الله عز وجل وأن يستعتبوا من ذنوبهم كما علينا نحن جميعاً أن نحذر ونخاف أن يصيبنا ما أصاب غيرنا من هذه الزلازل أيها المسلمون وإن زلزلت هذه الزلازل بعض قلوب الناس فيا أسفاه أن لا تحرك من القلوب ساكناً زلزلت الدين والأخلاق التي يبثها أعداءنا لنا في كل وقت وحين وإن زلزلت الإيمان من القلوب وزلزلت اليقين من القلوب وزلزلت الأخلاق من القلوب بما يبث في وسائل الإعلام وغيرها إنه عندنا أكبر من هذه الزلازل لأن هذه الزلازل إن أصابت فإنما تصيب الناس وغاية ما يكون الموت الذي هو مآل كل حي ولكن زلازل القلوب والإيمان والأخلاق زلازل تبقي الأمة أمة هالكة أمة كالبهائم يتمتعون كما تتمتع الأنعام فاتقوا الله أيها المسلمون واحفظوا دينكم احفظوا دينكم وأخلاقكم عن محارم الله عز وجل احذوا أعداءكم من النصارى واليهود والوثنين والشيوعيين والمنافقين وغيرهم كونوا أمة صالحة كونوا أمة يقظة كونوا أمة لا ترعى ولا تراعى إلا مستقبلها المحتوم وهو يوم القيامة الذي هو مآل كل حي إن الدنيا مهم طالت بكم ومهما نعمة لكم فإنما هي زائلة إما أن تزول من بين أيديكم بالخسارات والنفقات والنكبات وإما أن تزولوا عنه هذا هو الحقيقة فاتقوا الله عباد الله أقبلوا إلى الله أعينوا من أطاع الله كونوا مع دعاة الحق كونوا مع الأمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر وكونوا عباد الله إخوانا لا تتفرقوا لا تختلفوا لا تتحاسدوا إذا أنعم الله على أحدكم بنعمة فأسالوا الله من فضله فإن ذلك هو الطريق الصحيح لا تكرهوا نعم الله على غيركم فإن ذلك هو الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أيها المسلمون أمة محمد إنكم بقية في الأرض فاتقوا الله عز وجل في هذه البقية اتقوا الله في أنفسكم أرجعوا إلى دينكم رجوعاً جميلا أحسنوا معاملتكم مع الله يحسن الله ما بينكم وبين الله فإن الإنسان متى ما أصلح ما بينه وبين الله فإن الله يصلح ما بينه وبين الناس وإن الإنسان إذا أفسد ما بينه وبين الله فإنه لن يصلح ما بينه وبين الناس مهما بلغ من القوة ومهم أوتي من السلطة إنه لا إصلاح بين الإنسان وبين الخلق إلا إذا أصلح ما بينه وبين ربه اللهم إن نسألك في مقامنا هذا أن تصلح قلوبنا اللهم أصلح قلوبنا اللهم أصلح قلوبنا اللهم اصلح ما بيننا وبينك حتى يصلح ما بيننا وبين عبادك يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم أبرم أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك اللهم أعز أهل طاعتك اللهم أعز أهل طاعتك اللهم أعز أهل طاعتك اللهم أذل أهل معصيتك اللهم أذل أهل معصيتك اللهم أذل أهل معصيتك اللهم من أراد بالمسلمين سوء فاجعل كيده في نحره وشتت شمله وفرق جمعه وأكشف سره وأفضح أمره يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم إن نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا ذا الجلال والإكرام يا جبار يا قوي يا عزيز نسألك اللهم أن تنزل بأسك بالقوم المجرمين اللهم أنزل بأسك بالقوم المجرمين اللهم أنزل بأسك بالملحدين اللهم أنزل بأسك بالمنافقين اللهم أنزل بأسك بمن أراد بنا سوءاً يا رب العالمين اللهم أنصر المسلمين في كل مكان اللهم أنصر المسلمين في كل مكان اللهم أنصر المسلمين في كل مكان اللهم لا تسلط عليهم أعداءهم اللهم أهزم أعداءهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم أنصر المسلمين في البوسنة والهرسك اللهم دمر أعداءهم اللهم أردد أعداءهم على أعقابهم يا ذا الجلال والإكرام بمنك وقوتك اللهم منا وأعداء إخواننا المسلمين من اليهود والنصارى فأفسد عليه أمره وشتت شمله واجعل بأسهم بينهم وأفسد عليهم أمورهم يا رب العالمين اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ومن شر كل ذي شر يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وآيتا ذو القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وافوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزيدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

المصدر : موقع الشيخ رحمه الله (http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_586.shtml)