المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هجران أهل البدع لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله



أبو الوليد خالد الصبحي
12-Jun-2010, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


هجران أهل البدع لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله



السؤال :
هناك من الشباب من يسخر من الهجر والمواقف الحازمة مع المخالفين ويوردها في قالب الضحك والنكت والترفيه ! نرجو بيان حكم هذا ؟

الجواب :
يسخر من السلفيين إذا هجروا أهل البدع ! نعم حتى إنهم ألفوا كتبا في هذه الأشياء ، وميعوا الأمور استدراجا للشاب الغر المسكين الذي لا يفقه لا عقيدة ولا منهجا عنده شيء ، طرف من العلم ، وعنده طرف ومبادىء من الدعوة السلفية بعقيدتها ومنهجها لكن ما رسخت قدمه في أحضان أهل البدع .
أما منهج الله الحق الذي قام عليه منهج السلف الصالح فيشوهونه له ويبعدونه عنه ، أيها السلفي يجب عليك أن تحافظ على ما أعطاك الله من الخير ، فلا تغامر به .
ولهذا يقول الرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ تحذيرا من أهل الشر وعلى رأسهم أهل البدع ؛ لأن البدع شر الأمور كما قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " وشر الأمور محدثاتها " . وقال :" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك ـ وهو الجليس الصالح ـ إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة " .
فأنت مستفيد جدا منه على كل حال من الأحوال ، ومثل " جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك " يعني يحرق دينك ، (( ولباس التقوى ذلك خير )) [ الأعراف : 26 ] .
يحرق هذا اللباس الطيب لباس التقوى ولباس الدين " إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة " ، تؤذيك هذه الريح وتمرضك وتفسد مزاجك وتنحرف طباعك ، فتصبح لا تميز بين الحق والباطل ، قد ترى الباطل حقا والحق باطلا ، فتذهب بجهلك لأهل البدع والأهواء ، لأنهم يزينون لك الباطل كما شهد الله عليهم ، وبين خبث نواياهم وطواياهم .
قال الله ـ تبارك وتعالى ـ (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) [ آل عمران : 7 ] .
قال رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " .
أنأخذ بتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم بل بتوجيهات ربنا ـ تبارك وتعالى ـ ، أو بتوجيهات المضللين المضيعين الذين ألفوا الكتب في حماية أهل البدع والذب عنهم وفي محاربة أهل السنة ؟
ومن حربهم الخبيثة حربهم لأهل السنة ولشباب أهل السنة إذا رموا النجاة والخلاص بما عندهم من الحق والخير ، النجاة من مخالب أهل البدع ومكايدهم ومصايدهم لأنهم كما وصفهم الله يتبعون ما تشابه من القرآن ومن كلام العلماء ، يتصيدون من كلام ابن تيمية ، ومن تصيدهم هذا الكلام ، يعني لا نهجر حتى نرى المصلحة واضحة ، هو نصب نفسه من أهل المصلحة والمفسدة .
ما الذي جعله يميز بين الحق والباطل ؟ ما يقدر مسكين ، ما يستطيع أن يميز بين الحق والباطل ، بل الغالب على هؤلاء الذين يخالطون أهل البدع أن تنتكس قلوبهم ، فيرون الحق باطلا والباطل حقا ، ولنستذكر عرض الفتن على القلوب ، فإن أهل البدع يعرضون فتنهم على قلوب الناس ، ويلبسون عليهم ، فتنتكس قلوبهم بعد ذلك ، فترى الحق باطلا والباطل حقا ، نسأل الله العافية .
فالشباب عليه الحذر من مخالطة أهل البدع ، فلا يطلب العلم منهم ولا يطلب عليهم ، فوالله لأن يبقى جاهلا سليم العقل والفطرة والقلب خير له من أن يتعلم من صاحب الهوى ، فتفسد عقيدته ويفسد منهجه كما رأينا بأم أعيننا .
وعرفنا هذا من كثير من المنتسبين للمنهج السلفي حينما عاشروا الأحزاب الضالة وأهل الطوائف الباطلة ، ضلوا وتاهوا ، وأصبحوا من أشد الناس حربا على أهل السنة والحق ، والله جربنا هذا ووجدنا الكثير ، و " السعيد من وعظ بغيره " .

وعليك أن تعض بالنواجذ على هذه النصائح النبوية والتوجيهات الربانية ، واقرأ كتب السلف ، وافهم مواقفهم ، واعرف أن أئمتهم كانوا يفرون من أهل البدع ، فكيف بك أنت أيها المسكين ، فلا تضح بعقيدتك ، ولا تغامر بها ، ولا بما أعطاك الله من الخير .
يبقى هناك العالم الذي آنس من نفسه رشدا وثباتا وأنه لا يؤثر فيه توجيه أهل البدع ، فيوجههم ويدعوهم ، لا يأخذ منهم ولا يجاملهم ، فإذا لقي أحدا منهم نصحه ، وإذا لقي جماعة منهم بين لهم الحق ، ودعاهم إليه ، وحذرهم مما هم فيه من الضلال ، وحاول تخليصهم من الضلال والفتن .
فهذا له ذلك ، شريطة أن يبين كما ذكرنا ، لا مجاملة ولا مداهنة ، وإنما بيان ونصح ، وما سوى ذلك فغش وتعريض للنفس إلى الإنحراف والنكوص إلى الوراء . نسأل الله أن يوفقنا وإياكم وأن يهدينا سواء السبيل ، وأن يفقهنا في دينه ، إن ربنا لسميع الدعاء .

المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ [ ج 1 ص 299 ] .



السؤال :
نلاحظ انتشار الهجران بين الإخوة والذي أكثره بدون مواقف شرعية صحيحة ، فهل لكم أن تتقدموا بيان ضوابط الهجران الصحيح ؟


الجواب :
السلف رضي الله عنهم كما يحكي عنهم البغوي والإمام الصابوني وأئمة الإسلام أجمعوا على بغض أهل البدع وهجرانهم ومقاطعتهم ، فارجعوا إلى هذا الكلام في اعتقاد أهل السنة للصابوني ، وارجعوا إليه في كتاب شرح السنة الجزء الأول للإمام البغوي ، ونقل بعد هذه الجملة أقوال مالك وغيره وغيره من أئمة الإسلام . نعم الواقع في بدعة يحتاج إلى النصيحة ، فإن نصحته وقبل فذاك ، وإن أبى وعاند فألحقه بأهل البدع .
هذا الإمام أحمد قال له رجل : إذا رأيت رجلا يتردد على صاحب بدعة فماذا أصنع ؟ قال : انصحه ، قال : فإن أبى وأصر ؟ قال : ألحقه به .
فأنت انصحه ، هذا الذي يتردد على مبتدع أو يأخذ عن مبتدع أو يقرأ في كتاب أهل البدع انصحه ، فإن قبل وإلا فألحقه بأهل البدع ، هذا عمل السلف ، ابن تيمية يقول الأحسن تنصحه .
وأنا لأنبهكم كيف يستغل الناس كلام ابن تيمية هذا ، هل ابن تيمية لما يذكر مراعاة المصالح والمفاسد هل يهمل مصلحتك أنت المسكين الذي يمكن أن ترتمي في أحضان أهل البدع ؟
كلا ، هؤلاء يتعلقون بكلام ابن تيمية في مراعاة المصالح والمفاسد وينزلونه في غير منازله ، ويهملون مصالح الشباب الذين وقع كثير منهم في أحضان أهل البدع .
فيجب أن نراعي في المفاسد والمصالح أول شيء مصلحتك أنت أيها الشاب ، هل من مصلحتك أن تخالط أهل البدع ؟ نستخدم هنا قاعدة سد الذرائع ، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح ، يعني لا مصلحة في الإختلاط بأهل البدع إلا أن تنصحهم وتبين لهم الحق .
أما أن تجالسهم وتضاحكهم وتتخذ منهم أخدانا وأخلاء ، بل يصل بك الأمر إلى موالاتهم ومعاداة أهل السنة فهذا هو الضلال البعيد الذي يقع فيه كثير من الناس ، يجره الشيطان بحبل المصلحة فيرتمي في النهاية في أحضان أهل البدع ثم ينقلب خصما لدودا على أهل السنة ، فأنا أقول تراعى المصالح والمفاسد أولا في مصلحة نفسك ، أنت تعرف شخصك ، تعرف مدى ثباتك على الحق واحترامك له ، ثم ماذا تريد من مخالطتك لأهل البدع ؟ هل تريد المصلحة أو تريد الإستفادة منهم ؟
إن كنت تريد الإستفادة منهم فاتهم نفسك الضعيفة وأبعدها ، وإن كنت ترى عندك القدرة والقوة على نصحهم والتأثير فيهم وردهم من الباطل إلى الحق فاختلط بهم على هذا الأساس لنصحهم فقط ، سرّا وعلانية ، لا للضحك ولا للأكل ولا للشرب ولا لشيء مما يسخط الله ـ تبارك وتعالى ـ أو يؤدي بك إلى أن تقع في الضلال أو تقع في البدع .
فهجران أهل البدع أصل أصيل عند أهل السنة ساروا عليه ، وابن تيمية رأى مراعاة المصالح والمفاسد لا على منهج من يريد أن يجر شباب الأمة الذين ينفع الله بهم الإسلام ويرفع بهم رايته ، فيجرهم إلى أهل البدع فاستخدم هذه القاعدة أسوأ استخدام واستغلها أسوأ استغلال .
فذهب كثير من الناس فوقعوا في أحضان أهل البدع وضحايا لأهل البدع باسم مراعاة المصلحة التي لا يحسنون مراعاتها والتي يهمل فيها مصلحة هذا المسكين الذي يدفع إلى هوة الباطل والضلال ، وقد وقع كثير بهذا السبب وبسبب القاعدة الثانية عندهم : نقرأ كتب أهل البدع أو كتب المفكرين فما كان حسنا أخذناه وما كان باطلا تركناه !
يأتي هذا المسكين وليس عنده خلفية صحيحة ، ما عنده فهم لمنهج السلف ، ما عنده فهم لضوابط السلف وقواعدهم وأصولهم ، مسكين ماش في أول الطريق ، فيذهب يقرأ وهو لا يميز بين الحق والباطل فيقرأ الباطل ويظنه الحق ، ويقرأ الحق ويظنه الباطل ...
فأيضا على الطالب أن يحذر كتب أهل البدع والكتب التي فيها شبهات يجب أن يحذرها حتى يتمكن من مذهب السلف ، فإن آنس من نفسه رشدا وثباتا وقدرة على الاطلاع على هذه الكتب ونقد ما فيها من باطل ، وتقديم هذا النقد نصحا للأمة فليتفضل ، وإذا كان يأنس من نفسه ضعفا ولو بلغ مهما بلغ من العلم ويشعر بالضعف فلا يقربنها ، لأننا جربنا كثيرا في السابق واللاحق ممن انخدع بكتب أهل البدع أو بشخصيات أهل البدع فوقع في حمأة أهل البدع .
والتاريخ يشهد بهذا ، فأبو ذر الهروي كان من أهل الحديث فمُدح له شخص من أئمة الأشعرية فتعلق به فضاع .
عبد الرزاق خدع بجعفر بن سليمان الضبعي فأوقعه في التشيع .
في هذا العصر لدينا أمثلة ، لا أريد أن أسمي ، مشوا مع أهل البدع فارتموا في أحضانهم وصاروا من جنودهم ، فإن كنت تعرف نفسك ، تأنس من نفسك كما قلنا رشدا وقوة على دحض الباطل ومقارعة الباطل وقمع الباطل فاقرأ ، بإمكانك أن تفيد الأمة ، لا تقرأ في كتب أهل البدع لتستفيد .
فإن الحق ـ ولله الحمد ـ موجود في كتب أهل السنة والجماعة ، لا نستطيع استيعاب هذا الحق من كتب أهل السنة والجماعة ، ووقتنا لا يتسع لدراسة كتب أهل السنة ، فمتى وجدنا الفراغ حتى نحتاج لكتب أهل الشبهات ؟ وأهل الشهوات وأهل البدع وأهل الضلال ؟ !
ونحن ما استقصينا ولا عشر معشار كتب السلف الصالح التي توضح كتاب الله ـ تبارك وتعالى ـ وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح .

المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ [ ج 1 ص 303 ] .




السؤال :
متى يكون هجر المبتدع ؟ المبتدع متى يهجر ؟


الجواب :
المبتدع إذا كان داعية فيهجر باستمرار حتى يتوب ، وإذا كان جاهلا فيعلم ، العالم والداعية المؤثر لا يهجره إنما يدعوه ، فإذا لم يستجب وعاند يهجره ويتركه ويذهب يشتغل بغيره ، يدعو غيره .

المصدر :
فتاوى فضيلى الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ [ ج 1 ص 307 ] .



السؤال :
ماهي ضوابط هجر المبتدع في هذا الزمان ؟ وهل يجوز الكلام معه والسلام عليه وعيادته إذا كان مريضا وغير ذلك من الحقوق ؟

الجواب :
لا . المبتدع الداعية يهجر ويقاطع ويحذر منه ، وإذا هناك دولة إسلامية تقيم الحدود تقتله إذا ما كف شره ، هذا حكمه عند علماء الإسلام .
السائل : شيخنا ، هل الحزبي يعتبر داعية إلى هذه البدعة ؟
الشيخ : نعم هذا داعية إلى الفتنة ، يؤيد الباطل ويدافع عنه ، كيف يسكت عنه ؟
فمثلا القطبية إذا جاء واحد يحارب السنة وتبنى منهجهم الخبيث التكفيري اتخذوه وليّا خرافيّا كان أو قبوريّا أو أي شيء .
وعندنا نماذج كثيرة من هؤلاء الخرافيين يتولاهم القطبيون ، ويكفيهم شرّا أنهم تولوا سيد قطب ، وهو يطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفي موسى عليه السلام ، ويقول بالحلول ووحدة الوجود إلى آخره ، هؤلاء أهل شر وبلاء
والعالم الإسلامي الآن يعاني من منهج سيد قطب وبلائه ، عندكم في الجزائر ، وفي أفغانستان ، وفي كل مكان ، هذا منهج خبيث ، وهم أهل تقية وكذب ، ومع هذا وللأسف يدّعون السلفية .

المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ [ ج 1 ص 307 ] .


السؤال :
ما قولكم فيمن يقول إن هجر المبتدع لا يُجعل أصلا ؟ أي هو ضرورة يُحتاج إليها ولا تُجعل أصلا ؟


الجواب :
والله الذي أعرفه أنه من أصول أهل السنة أنهم يُبغضون ويهجرون ، ادعى عليه كثير من أهل العلم الإجماع ، ثم هي ليست مسألة فرعية ، هي من مسائل العقيدة والمنهج .
السائل : ومسألة القول بأن الهجر لا يقرره إلا العلماء ؟
الشيخ : والله إذا كان البلاد فيها علماء ، فالأحسن أنهم هم الذين يقررونه ، وإذا لم يوجد علماء أوالعلماء متماوتون ، ورأى بعض الطلبة الفاهمين لمنهج السلف هجر فلان الصوفي أو الرافضي أو الأشعري الغالي أو ما شاكل ذلك ، ورأوا أن له دعوة ونشاطا فيحذرون منه ويهجرونه .
السائل : يعني لا يشترط أن يقرره العلماء ؟
الشيخ : أنا قلت لك إذا كان في البلاد علماء ، كما كان الإمام أحمد يقول : اهجروا فلانا اهجروا فلانا .
وإذا كان ما فيه علماء ، أو العلماء ميتون طلاب علم ماهم علماء ، ورأى طالب العلم إنسانا من أهل البدع ينشط لنشر بدعته ، فأرى أن له أن يحذر منه .

المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ [ ج 1 ص 308 ] .