المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسئل الشيخ محمد بن هادي - حفظه الله -:نحنُ نعيش أنا وإخواني السّلفيّين في مدينةٍ غلب على أهلها الجهل بالسُّنّة.



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
13-Aug-2016, 05:48 PM
وسئل الشيخ محمد بن هادي - حفظه الله -:
هذا يقول: نحنُ نعيش أنا وإخواني السّلفيّين في مدينةٍ غلب على أهلها الجهل بالسُّنّة، وابتُلينا بالجماعات المُنحرفة عن السُّنّة؛ ومن أبرزها: الإخوان والتّكفير ولهم شوكة في المدينة وهم ناشطون في نشر بدعهم مع العِلم أنّنا نشكو غياب العلماء وطلبة العلم؛ فما نصيحتُكم لنا؟ ونرجو من فضيلتكم أن تُبيّن لنا كيفيّة التّعامل معهم، وهل من المَصلحة هجرانهم أم لا؟ وهل هُناك فَرقٌ في المعاملة بينهم وبين العامّة الذين غلب عليهم الجهل؟
جواب الشيخ -حفظه الله -:
أقول: إذا كُنت أنت وإخوانُكَ على العقيدة السّلفيّة والطّريق المرضيّة التي كان عليها خيارُ الأُمّة من أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن بعدهم من القرون المُفضّلة؛ وعندكم علم في هذه المدينة فيجب عليكم أن تنشروا العلم الذي معكُم وتُبيِّنوا للنّاس السُنّة مادام يغلب عليهم الجهل بالسُّنّة فعليكم أن تُبيّنوا لهم السُّنّة وتُعرِّفوهم بها.
وأمّا الجماعات المُنحرِفة عن السُّنّة فالواجب بيانُها للنّاس حتّى يحذروها، فإن كُنتم تخافون منهم وأنتم قِلّة ولهم شوكة رفعتم أمرهم للحكومة للدّولة وبيّنتم لهم أنّه يوجد عندكم التّكفيريّون ويُوجد عندكم هؤلاء الإخوان ومن كان على شاكلتهم.
وأمّا كونكم تشكون غياب العلماء فالعلماء إذا غابوا عن بلد أو ما وُجِدُوا في بلد يُرحَل إليهم كما قُلنا في أوّل حديثنا، وإذا لم تستطع الرّحلة فلا أقلّ من أن تسمع كلامهم وما ينزل بك من النّوازل تتّصل بهم وتسألهم ولله الحمد وهُم يُجيبون.
أمّا مسألة كيفيّة التّعامل مع هؤلاء الذين ذُكروا من الطّوائف المُنحرفة فأنا أقول: إن كانت لكُم قُوّة وشوكة ولا تخشونهم أن يتسلّطوا عليكم فالواجب عليكم هجرانهم وتحذير النّاس منهم وحثّهم على هجرهم، وإن كُنتم مُستَضعفين لا تستطيعون فداروا؛ فالمداراة جائزة ومندوب إليها لأنّها يدفع بها الإنسان الشّرّ وليست هي المداهنة؛ فإنّ المداراة هي: (بذلُ الدّنيا لبقاء الدّين)؛ أمّا المُداهنة: (فبذلُ الدّين لاستبقاء الدُّنيا)، فأنت كما قال الشّاعر:
وإنّما أنت في دار المُداراة
من يدرِ دارى ومن لم يدرِ سوف يُرى *** عمَّا قليلٍ نديمًا للنّدامات
سيندم؛ لأنّه بحماقته يستفزّ الأعداء هؤلاء الأقوياء الكثيرين أصحاب الشّوكة والسّلطة والقوّة والمنعة عليه ولا حول له هو بهم ولا قوّة فهذا حينئذٍ يكون من الحُمق.
سُئل الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- عن هجر الجهميّة؛ يُهجرون؟ فقال: إي والله؛ شديدًا -رحمه الله-، ثمّ فطن فقال: لكنّ إخواننا في خراسان لا يستطيعون ذلك أو قال: لا يقدرون على ذلك -رحمه الله تعالى-.
فالشّاهد: إذا كانت لهؤلاء أهل الأهواء قُوّة وشوكة فأنت تُداري.اهـ
المصدر :http://www.sahab.net...howtopic=129566

أبو عبد الرحمن العزومي الليبي
25-Aug-2016, 07:38 PM
الرابط لايعمل