المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى صاحب كل لسان كذوب: أيهما خير: من شيخه الكتاب والنت والحاسوب أم من شيخه مبطل وماكر ولعوب؟!



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
24-Aug-2016, 08:08 PM
رسالةٌ إلى صاحبِ كلِّ لسانٍ كذوب:
أيُّهما خير: مَنْ شيخه الكتاب والنت والحاسوب أم مَنْ شيخه مبطلٌ وماكرٌ ولعوب؟!



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:

فبين الحين والآخر يخرج علينا نكرة من النكرات التي لا تُعرف إلا بالطعن في طلبة العلم السلفيين المعروفين والتنفير عنهم بالأكاذيب والأباطيل، ولا تجيد إلا السباب والشتائم وإثارة الفتن والتحريش والفرقة بين السلفيين والقال والقيل بلا بينة ولا دليل.

ومما تواصى عليه هؤلاء النكرات الكذبة - مع اختلاف طرائقهم ومناهجهم وافتراق شيوخهم ومدارسهم - وصف بعض طلبة العلم السلفيين القائمين بنصرة الحق وأهله والرد على المبطلين بالحجة الدامغة والبرهان المتين بأنهم "صحفيون" أو "شيخه الكتاب" أو "شيوخ النت" أو "شيخه الحاسوب"، هذه الكذبة التي صاغها أهل الباطل ليصدوا الناس عن قبول الحق وتلقتها منهم ألسنة هذه النكرات تعصباً للخلق ممن نصَّبَ نفسه شيخاً عليهم يقودهم كما تقاد الخرفان.

وهؤلاء النكرات يتفاخرون بأنهم أخذوا العلم من أفواه المشايخ الذين أخذوا العلم عن العلماء الكبار وجالسوهم أو الذين زكاهم العلماء ونصحوا بأخذ العلم عنهم، ويعيبون على بعض طلبة العلم السلفيين بأنهم ليس عندهم مشايخ ولا أخذوا العلم عن المشايخ ولا زكاهم المشايخ ولا نصحوا بهم، وإنما أخذوا العلم عن الصحف والكتب ومشايخهم النت والحاسوب؛ فهم مجاهيل غير معروفين بالعلم وإنما مهنتهم النسخ واللصق والجمع وكتابة ما يثير الفتن والمشاكل بين السلفيين.
فيقال لأمثال هؤلاء وأشباههم من السابقين واللاحقين:

1- دعوى أنَّ طلبة العلم هؤلاء - الذين تعيبون عليهم وتنتقصون منهم وتطعنون بهم وتنفرون عنهم - ليس عندهم مشايخ ولا تزكيات، وأنهم مجاهيل لا يُعرفون، وأنهم لم يأخذوا العلم إلا عن الصحف والكتب والنت والحاسوب، وأنهم لم يجالسوا العلماء الكبار ولم يتلقوا عنهم العلم؛ هذه دعوى كاذبة لا تمرر إلا على أمثالكم من العميان أو ممن يردد الكلام كالببغاوات بلا إمعان، والواقع يصدِّق ذلك أو يُكذِّبه.
نعم طلبة العلم هؤلاء ليسوا كمشايخكم في الحرص على التزكيات بطرق ماكرة كقولهم للمشايخ: عندنا مساجد كثيرة تابعة لنا قائمة بالدعوة إلى التوحيد والسنة والتحذير من الشرك والبدعة!، وعندنا دورات في مختلف علوم الشريعة!، وعندنا طلاب بالمئات!، وعندنا مركز قائم على منهج علمي في الطلب تخرجت منه عدة دورات ودعاة وطلبة علم وخطباء، وعندنا وعندنا...

وليسوا كمشايخكم في الذهاب إلى بعض العلماء والجلوس عندهم جلسة واحدة أو جلستين أو جلسات متفرقة متباعدة في دروس عامة أو خاصة ليقول أحدهم إذا رجع إلى بلده: درستُ عند العالم الفلاني!، وجلستُ مع العالم الفلاني!، والتقيت بالعالم الفلاني!، ثم يكون هؤلاء العلماء في قائمة المشايخ الذين أخذوا عنهم العلم!!.
ولسنا كذلك ممن يحرص على أخذ "الدورات السريعة" عن بعض العلماء في بعض "المتون المختصرة" ليحصل على إجازة منهم أو ليرجع إلى بلده قائلاً: شيخنا فلان درسنا عنده كذا وكذا!، ثم بعد مدة من الزمان يُطلق القول فيقول: فلان من مشايخي الذين درستُ عندهم وأخذتُ العلم عنهم!.

ومن عجائب هؤلاء؛ أني قرأتُ لأحدهم لما أُنكِرَ عليه أنه من طلاب فلان أو من شيوخه فلان، فردَّ عليه هذا الماكر اللعوب الحريص على التزكيات والإجازات وجمع المشايخ بأسلوب كذوب: إنَّ مَنْ سافر إلى عالم من العلماء ودرس عنده درساً واحداً فهو من طلابه!؛ ودليله: أنَّ السلف الصالح كانوا يرحلون لطلب حديث واحد!، وزعم أيضاً أنه كان كلما ذهب إلى بلاد الحرمين لأداء الحج والعمرة كان يلتقي ببعض المشايخ ويستفيد منهم وينصحونه ويوجهونه ثم قال مستفهماً: فإذا لم يكن هذا من طلب العلم؛ فما هو طلب العلم؟!!

ولسنا بصدد الرد على هذه الدعاوى الفارغة الآن، وإنما مرادنا من هذا بيان أنَّ مشايخكم هؤلاء لا يزيدون من حيث المشايخ الملتقى بهم والمستفاد من نصائحهم وتوجيهاتهم وتزكياتهم عن طلبة العلم السلفيين الذين تعيبون عليهم؛ هذا لو وزنتم الجميع بالميزان نفسه:
فكيف أصبح مشايخكم مشايخ العلم ومشايخهم العلماء الكبار!، وأصبحوا أولئك مشايخ النت وليس عندهم مشايخ؟!.
ما لــكم كـــيف تحكمون؟!

2- بعض طلبة العلم السلفيين لا يوجد علماء سلفيون في بلاده ولا يقدر على الرحلة في طلب العلم كما كان في زمن السلف الصالح بلا عوائق وموانع والتي لا تخفى على العارف بواقع بلادنا وعموم بلاد المسلمين في هذا الزمان، ولكنه لا يألو جهداً في لقاء العلماء والتواصل معهم بين الحين والآخر بحسب قدرته مع الاستفادة من توجيهاتهم ونصائحهم ودروسهم، ولا يقصِّر في متابعة دروسهم وشروحاتهم ومحاضراتهم ومجالسهم عن طريقة الأشرطة الصوتية أو الكتب المطبوعة لهم؛ فضلاً عن طلبه للعلم من بطون الكتب السلفية المحررة والمحققة في مختلف علوم الشريعة، ومتابعته للمناهج والدعوات الجديدة وقراءة ردود العلماء في كشف دعاتهم ورموزهم ونقض شبهاتهم وتأصيلاتهم واستدلالاتهم، فمثل هذا الطالب لا يقول عنه أنه "صحفي" أو "شيخه الحاسوب" إلا جاهل كذوب.

3- الكثير ممن يزعم أنه من طلاب العالم الفلاني وأنه أخذ العلم عنه: لم ترسخ قدمه في العلم ولم يثبت على طريق الاستقامة؛ بل انكشف أمره لاحقاً؛ فإما أن تراه زائغاً عن الحق، أو متذبذباً بين الحق والباطل، أو مخلِّطاً متخبطاً بين أصول السنة وأصول البدعة، فمثل هؤلاء لا يفرح بهم وأخذ العلم عنهم إلا مَنْ كان على طريقتهم أو ممن يبحث عن الشهرة والصيت وأنه درس عند فلان كما كان شيخه يبحث عن ذلك، والله تعالى يقول: "وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا".

4- إنَّ من الأمور التي استقرَّت في نفوس السلفيين: أنَّ الرجل تزكيه أعماله، وأنَّ من ثمارهم تعرفونهم، فلو عملنا مقارنة بين من يوصف من طلبة العلم السلفيين المعروفين بأنه "صحفي" و "شيخه الحاسوب" و "من شيوخ النت" وبين من جمع التزكيات وقائمة المشايخ في ترجمته وسيرته عرفنا البون الشاسع بينهما:
فالأول موقفه ضد المخالفين معروفة وكتاباته مألوفة تدل على رسوخ العلم وقوة الفهم في تأصيل المسائل وتقرير القواعد وضبط الاستدلال ونقض الشبهات، وطلابه معرفون بقوة الحجة والتجرد للحق، وعلى طريقته سائرون، ودعوته معروفة لا تخفى على البعيد والقريب ولا ينكرها الشانئ والحبيب، ودروسه ومحاضراته منشورة تدل على دقة الفهم وسعة التحقيق، وأهل العلم يتابعون ردوده ويؤيدونها ويكلِّفونه أحياناً ببعض الردود كما هو موثَّق عنهم وبشهادة أقرب الناس منهم.

والثاني موقفه من المخالفين مخالط ومتذبذب ومع إخوانه السلفيين متسلِّط ومتشدد؛ يُصرِّح بتبديع السلفيين وهجرهم والتحذير منهم بأوصاف شديدة وأحكام غير سديدة، ثم يلزم الشباب السلفي بأحكامه هذه، ولا يصرِّح بتبديع بعض من حكم العلماء عليه بالبدعة أو لا يلزم الناس بتبديعهم بدعوى لا نلزم الناس بكلام العالم وإنما نلزمهم بالدليل!، ويؤصِّل الأصول الموافقة لأهل البدع ومن تأثر بهم من المبطلين، وله مخالفات منهجية كثيرة وجديدة بين الحين والحين، كلماته مجملة وعباراته محتملة، بعد كلِّ كلمة من هذه الكلمات يطلقها في لقاء أو كتاب أو مقال يعقد مجلساً أو يكتب مكتوباً يفصِّل فيها ويقيدها!، ردوده وكتاباته ومجالسه في الدفاع عن نفسه أضعاف ردوده لنصرة المنهج السلفي إن وجدت وسلمت من الأخطاء!، طلابه عندهم ألسنة حداد على السلفيين وأخلاقهم غليظة وبذيئة، لا يحترمون طلبة العلم ولا يرفعون رأساً للحجة والدليل، متعصبون له مجادلون عنه بالباطل، لا يقبلون نقداً ولا تخطئة له ولو كان بالعلم والأدب، يرونه الأوحد في بلده وأما غيره لا وزن له ولا قيمة، يضربون كلام العلماء لكلامه، ويعطلون أحكام العلماء دون أحكامه، فهذا حالهم وذاك شيخهم.
فما فائدة تلقي العلم على المشايخ وثني الركب عندهم وهذه ثمارهم المشينة وآثارهم السيئة؟!

ثم بعد هذا كله؛ يأتي الكذوب فيقول: "فلان شيخه الحاسوب"!.
فيُقال لمثله:
نِعْمَ الشيخ هذا الحاسوب الذي خرَّج أمثال أولئك، وبئس الشيخ هذا الماكر اللعوب الذي أخرج أمثالك أيها الكذوب.

5- جمع الأقوال والنقول والمصادر في الردود وكتابة المقالات باستخدام هذه الوسائل "الكتب" و "النت" و "الحاسوب" ليس مما يُعاب عليه المرء، فهذه وسائل حديثة تعين الكاتب على جمع مادة مقاله أو كتابته ببحث يسير في وقت قصير، وهذه فائدة كبيرة لمن عرف أن يستغلها استغلالاً صحيحاً، ولقد رأينا من العلماء الكبار كأمثال الشيخ ربيع حفظه الله يستخدم مثل هذه الوسائل في ردوده ومقالاته، فهل يُعاب هذا عليه؟!
بل الغريب أنَّ هؤلاء النكرات وشيوخهم لا يمكنهم في ردودهم ومقالاتهم ورسائلهم الأكاديمية وغيرها أن ينفكوا عن هذه الوسائل أبداً، فلماذا يعيبون على غيرهم؟! أم هو الكيل بكيالين؟!

نعم استعمال الانترنت لنشر الأصول الفاسدة والشبهات الباطلة ونشر الكذب والأباطيل والتحريش بين السلفيين والسعي في إسقاط علمائهم ومشايخهم لا يجوز ولا يفعله إلا مشاغب مفتون وضال مسعور، لكن هذا لا يعني الإنكار على من يستعمل هذا الانترنت مطلقاً، وخاصة من يستغله في إحقاق الحق وإبطال الباطل، ومن قاس هذا على ذاك فعقله أفسد ممن قال تعالى فيهم: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا؛ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا".

والله الموفِّق

كتبه: أبو معاذ رائد آل طاهر

منقول

التوحيد أولا الأغواطي
31-Aug-2016, 10:12 PM
بارك الله فيك على النقل الطيب و جزاك الله خيرا و حفظ الله أخانا رائد آل طاهر و جزاه الله عنا كل خير و ثبتنا جميعا على الحق إنه ولي ذالك و القادر عليه