المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات إلى الأحبة في زمن الغربة للشيخ الفاضل أبي معاذ حسن العراقي حفظه الله.



عزالدين بن سالم أبوزخار
01-Sep-2016, 08:24 AM
الذين يجتهدون ويجاهدون في نشر السُّنّة.الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله وصحبة وسلم.إنَّ من المعلوم أنّ دعوة أهل السُّنّة والجماعة هذه الدعوة السَّلفيّة المباركة، دخلت بفضل الله أكثر بلاد المعمورة، بعزِّ عزيز وبذلِّ ذليل، قال عليه الصلاة والسلام: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ )) رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه". وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة رقم ( 3).فتنبه أعداء الإسلام إلى هذه الدعوة المباركة .فسخَّروا الطّاقات وضيعوا الأوقات، وأنفقوا الأموال الطائلة ؛ وفتحوا المواقع المحرَّمة، والقنوات المُضللة، ونشروا الرذيلة، وحاربوا الأخلاق والفضيلة. كلُ ذلك من أجل إغراق المسلمين في فتن الشَّهوات والشُّبهات، ومن أجل صدًّهم عن الدعوة الحقِّ، دعوة أهل السُّنّة والجماعة،فحاولوا تشويهها بشتى الطُّرق، فتارة رميَّهم بالتّشدد، وتارة بالتَّخلف والرَّجعيّة ،وفي جانب آخر سخَّروا رموزًا، لبسوا لباس أهل السُّنّة، وتزيّوا بزيّهم، وتكلموا ببعض كلامهم، ليشوّهوا الدعوة السَّلفيَّة المباركة، ولكن بفضل الله وحده اللطيف الخبير، خابت تلك المحاولات، وانكشفت كل المؤامرات، فبقيت دعوة أهل السُّنّة - الدعوة السَّلفيَّة – دعوة رائعة رائدة صلبة نقيَّة؛ لأنَّها دعوة مبنيَّة على الاعتصام بالكتاب والسُّنّة، على فهم خير من سكن الأرض وخير من أكل وشرب وتنفس الهواء بعد الأنبياء، وهم الصحابة الكرام النبلاء رضي الله عنهم وأرضاهم.دعوة الرحمة ، والعلم ، والعدل، فأهل السُّنّة لا يظلمون من ظلمهم ، ولا يجهلون على من جهل عليهم،همَّهم إصلاح النَّاس ، ودعوة البشريّة، إلى توحيد ربَّ البريّة، وسلوك طريق خير الأنام، سيّد المرسلين عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام.لذلك كانت – الدعوة السَّلفيّة- بفضل الله ونصره وتوفيقه،كصخرة صلبة تتكسر عندها كل أمواج الباطل، وتتلاشى أمام شمسها كل غيوم الضلال ،وتتبدد أمام نورها ظلمة الجهل، والخرافة ، فكلمّا ازدادت الفتن، أزداد أهلها ثباتاً، وصلابةً على الحقِّ،فيا طلبة العلم والحق ، اخلصوا في الدعوة إلى الله، ، وانشروا السُّنة ، واصبروا عليها، وابتغوا العفو والتوفيق والسَّداد من الله. واعلموا أنّ لكم إخوة في كل بقاع الدّنيا، ولله الحمد والتوفيق والمنّة، لم تغرهم المغريات، ولم يلتفتوا إلى المُلهيات.ففي أفريقيا وأسيا، وأوربا نسمع أخبار الشّباب السَّلفي، يدعون إلى التوحيد والسـُّنّة، يدعون إلى الفضيلة والأخلاق والعِفّة، فما أعظمها من نعمة، يفرح بها كل محبٍ، وفي بلاد الجزائر، والمغرب، وليبيا، وتونس والسودان ، والشام، والخليج ، والهند والباكستان، نسمع أخباراً، يفرح بها القلب ويتحرك شوقاً لها الوجدان.وفي اليمن السَّعيد بالنَّصر والتّمكين والحِكمة والإيمان، بشائر الخير تتوالى، فكم أثلج صدورنا تمكين أهل السُّنّة في جهاد العلم والدعوة، وجهاد أهل البغي والبدع، والشِّرك والأوثان.وفي أرض الكنانة نسمع أخبار السَّلفيين ، - لله درهم- ما أصبرهم!لم يتأثروا ، بفتن القطبيين ،والمفتونيين والحزبيين المُفلسين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وفي العراق الجريح كم نسمع من أخبارٍ طيبةٍ تغيض الأعداء، وتسَّرّ الأصدقاء.. إخوةٌ عمَّروا مساجدهم بحلق العلم، ومدارسة الفقه والقرآن،ابتعدوا عن الفتن، فحفظهم الله تعالى ، وسخّر لهم الأعداء طوعاً وكرها، فيارب لك الحمد والشّكر والمنَّة.. وفي كردستان العراق ، جنَّبها الله أهل الشرِّ والفتن العمياء .إخوةٌ لا يُنسى عظيم كرمِهم، وحبهم لمنهج السَّلف، نحسبهم والله حسيبهم أهل ،ودٍّ وبساطة، وعِفّة وإيمان.فيارب لك الحمد على نعمة الإسلام والسُّنُّة ، يارب لك الحمد والشكر والمنّة،أن حبّبتَ إلى قلوبنا أهل السُّنّة، فجعلت قلوبنا تحبهم وتأنس بأخبارهم . فيارب الأرض والسَّموات، ارزقنا وأهل السُّنّة، الثبات على السُّنّة، وحسن الخاتمة عند الممات .وصلِّ اللَّهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.أخوكم المحب لكم: حسن أبو معاذ العراقي.